محتويات
أسباب مشكلة المياه
تلوث الماء
يُعرّف تلوّث المياه على أنّه دخول ملوّثات لمصادر المياه المختلفة ممّا يجعلها غير صالحة للاستخدام، وتشمل هذه الملوّثات المواد الكيميائية، ومخلّفات المنازل والمصانع، والكائنات الدقيقة كالطفيليات والبكتيريا، وقد يكون تأثير هذه الملوّثات غير مباشر على مصادر المياه، فالمواد الموجودة في الهواء والتي تعمل على تلوثه تستقر في النهاية على الأسطح المائية مثل البحيرات والمحيطات، كما أنّ القمامة والمواد الكيميائية التي تلوّث التربة قدّ تتسرّب في النهاية إلى المصادر المائية الجوفية أو السطحية،[١] وبالتالي فإنّ تلوّث المياه سيؤثّر على النظم البيئية المحيطة وعلى الاستخدامات البشرية للمياه.[٢]
التكسير الهيدروليكي
يُعدّ التكسير الهيدروليكي أحد التقنيات المستخدمة في عمليات استخراج النفط والغاز الطبيعي من الأماكن التي يصعب الوصول إليها بعمليات الحفر والتنقيب العادية، حيث تمّ اكتشاف هذه التقنية في أواخر عام 1940م، إذ تقوم على استخدام كميات هائلة من الماء بالإضافة إلى الرمال والمواد الكيميائية للحفر وتحطيم الصخور، ممّا يؤدي لاستنزف مصادر المياه.[٣]
يُنتج التكسير الهيدروليكي ملايين الجالونات من السوائل السامّة التي تحوي خليطاً من المواد الكيميائية، والرواسب المشعّة، والهيدروكربونات السائلة، والمياه شديدة الملوحة، والمعادن الثقيلة، كما أنّ التكسير الحاصل في داخل الصخور الأرضية قد يؤدّي إلى خلق تشققات تعمل كمجاري وممرات أرضية للعديد من المواد الكيميائية، والغازات، والمواد المشعّة، لتصل إلى مصادر المياه.[٢][٣]
البنية التحتية المتهالكة
تُوفّر البنية التحتية البيئية خدمات إمداد المياه، ومكافحة التلوّث، والتخلّص من نفايات الصرف الصحيّ، وتشمل شبكات واسعة من قنوات توزيع المياه، وشبكات تصريف المياه، ومحطات الضخّ، وأنظمة معالجة المياه؛ كخزانات الترسيب والتهوية، والمرشّحات، ومحطات تحلية المياه، والمحارق، ومرافق التخلّص من النفايات الصحية والخطيرة كالمطامر، ويؤدّي سوء إدارة هذه الخدمات أو استخدامها لسنوات طويلة دون صيانة مستمرة إلى تلويث مصادر المياه.[٢][٤]
مخلفات الصناعة
يستهلك مجال الصناعة كميات هائلة من المياه العذبة ويُلوّث مصادر المياه بشكل كبير، حيث تُنتج المصانع الكثير من المخلفات السامة، التي يُمكن أن تكون مخلفات كيميائية مثل ثنائي الفنيل متعدد الكلور أو ثلاثي كلورو الإيثين، وهما من أخطر المواد الكيميائية وأكثرها ضرراً على البيئة والكائنات الحية، أو مخلفات عضوية مثل بقايا المبيدات الحشرية وسوائل التنظيف، أو المخلفات القابلة للتحلل من فاكهة وخضراوات، كما يُمكن أن تحتوي المخلفات السائلة على مركبات غير عضوية مثل المحاليل الملحية المُركّزة والمعادن.[٥][٦]
الزراعة
تستهلك الزراعة حصّةً كبيرةً من المياه العذبة المتوافرة بنسبة تُقارب 70% منها، لكنّ المشكلة الأكبر هي أنّ 60% من المياه المستخدمة في الزراعة يتمّ إهدارها لأسباب عدّة منها استخدام أنظمة ريّ مهترئة تُسرّب جزءاً كبيراً من المياه، والاعتماد على أساليب قديمة وغير فعّالة في الريّ، بالإضافة إلى زراعة محاصيل غير مناسبة لبيئتها المحيطة بحيث تحتاج كميّات كبيرة من الماء.[٧]
تؤدّي هذه الاستخدامات الخاطئة إلى استنزاف موارد المياه الطبيعية من أنهار وبحيرات ومياه جوفية، وهو ما يحدث في العديد من البلدان التي تُنتج كميّات كبيرة من الغذاء، ويجدر بالذكر أيضاً أنّ الزراعة تؤدي إلى تلوث مصادر المياه العذبة، عن طريق استخدام الأسمدة والمبيدات الحشرية.[٧]
النمو السكاني
يؤدّي النموّ المتسارع في الكثافة السكّانية وازدياد نسب الدخل إلى ازدياد الطلب على الماء، فعدد السكّان الحالي في العالم يبلغ قرابة 7.5 مليار نسمة ومن المتوقّع أن يزيد هذا العدد بنسبة 2.3 مليار مع حلول عام 2050م، وسيؤديّ هذا النموّ الهائل في عدد السكّان إلى تفاقم مشكلة المياه، كما ستؤدّي زيادة الدخل إلى ازدهار صناعة المنتجات التي تحتاج كميّات كبيرة من المياه؛ كصناعة اللحوم وإنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري.[٨]
التغير المناخي
يُؤدّي التغيّر المناخي الذي يشهده كوكب الأرض إلى تولّد ظروف مناخية قاسية، مثل درجات الحرارة المرتفعة والجفاف، كما أنّ حركة الغيوم المستمرّة بعيداً عن خطّ الاستواء وباتجاه الأقطاب بسبب ظاهرة خليّة هادلي (بالإنجليزية: Hadley Cell) يؤدّي إلى تقليل نسب الهطول في المناطق الاستوائية التي تشمل الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، والشرق الأوسط، وأمريكا الوسطى، مما يُخلّ بتوافر المياه وتوزيعها عالمياً.[٢][٨]
استنزاف المياه الجوفية
توجد 30% من المياه العذبة في طبقات الصخور الجوفية في باطن الأرض، ويتمّ استخراج هذه المياه بشكل مستمرّ لاستخدامها في مجالات الشرب والزراعة والعديد من الصناعات، وتكمن المشكلة عندما يتعدّى حد استخراجها الحدّ الآمن والمُستدام مما يُعرّضها لخطر النضوب، فإن المياه الجوفية غير مرئية للعيان كغيرها من مصادر المياه السطحية، ولذلك لا بدّ من منحها أهمية قصوى ومراقبة مستمرة لمستوياتها.[٨]
مشكلة المياه
تُغطّي المياه 70% من مساحة سطح كوكب الأرض، لكن المياه العذبة لا تتجاوز نسبتها 3% من كميّات المياه الكليّة، ويكون ثلثا هذه النسبة الضئيلة غير متاح للاستخدام المباشر لكونه متجمّد على شكل أنهار جليدية أو لصعوبة الوصول إليه،[٧] ممّا أدّى إلى شحّ المياه، أيّ أنّ موارد المياه العذبة الموجودة غير كافية لتلبية الحاجات البشرية والبيئية في العديد من المناطق حول العالم،[٩] فوفقاً لمنظّمة إنهاء الفقر المائي (بالإنجليزية: End Water Poverty) هناك 663 مليون شخص حول العالم محرومون من أيّة وسيلة للحصول على المياه النظيفة والصحيّة على مدار العام، كما أنّ ثلثي سكّان العالم يُعانون من نقص في المياه لمدّة شهر واحد على الأقل سنوياً.[١٠]
تُعتبر مشكلة شحّ المياه إحدى أهم أولويات التنمية العالمية،[٩] باعتبار أنّ المياه ضرورة للتنمية الاجتماعية، والاقتصادية، وإنتاج الطاقة والغذاء، والحفاظ على النظم البيئية، والحفاظ على حياة الإنسان، ولأنّها أيضاً جزء ضروريّ في عملية التكيّف مع التغيّر المناخيّ الذي يؤثّر على الإنسان والبيئة في الوقت ذاته.[١١]
المراجع
- ↑ “Water Pollution”, www.hsph.harvard.edu, Retrieved 21-12-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث “Water Crisis”, www.britannica.com, Retrieved 21-12-2020. Edited.
- ^ أ ب Joe Hoffman, “Potential Health and Environmental Effects of Hydrofracking in the Williston Basin, Montana”, serc.carleton.edu, Retrieved 21-12-2020. Edited.
- ↑ “Environmental Infrastructure”, www.britannica.com, Retrieved 21-12-2020. Edited.
- ↑ “Industrial Effluents as a Source of Drinking Water Contamination”, extoxnet.orst.edu, Retrieved 21-12-2020. Edited.
- ↑ Monty C. Dozier, What Is Water Pollution?, Page 2. Edited.
- ^ أ ب ت “Water Scarcity”, www.worldwildlife.org, Retrieved 21-12-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Leah Schleifer (24-8-2017), “7 Reasons We’re Facing a Global Water Crisis”، www.wri.org, Retrieved 23-12-2020. Edited.
- ^ أ ب Melissa Petruzzello,“Understanding the Water Scarcity Problem”, www.britannica.com, Retrieved 21-12-2020. Edited.
- ↑ Anna Escher, Lora Kolodny(23-03-2017) “Causes of the global water crisis and 12 companies trying to solve it”، techcrunch.com, Retrieved 21-12-2020. Edited.
- ↑ “Water”, www.un.org, Retrieved 21-12-2020. Edited.