علاقات أسرية

أسباب ضعف رابطة المحبة والألفة بين ابنة وأمها

أسباب ضعف رابطة المحبة والألفة بين الأم وابنتها

تحدث بعض المواقف والأمور التي قد تتسبب في إضعاف الروابط القويّة التي تجمع بين الأم وابنتها، وبالتالي تصنع فجوةً كبيرةً، وتُباعد المسافة بينهما، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[١]

التقصير وعدم الاهتمام الكافي

تحتاج الابنة للتحدّث مع والدتها عن مُختلف المواقف والأمور والمُستجدات التي قد تحدث في حياتها اليوميّة، إضافةً للرغبة في مُصارحتها بالمشاعر التي تظل عالقةً داخلها فتُزعجها أحياناً، وقد تنتظر منها المُبادرة، وإظهار اهتمامها بها، وسؤالها عن أحوالها ومعرفة ما يدور حولها، وتقييم علاقاتها مع الأخرين، وصداقاتها، ودعمها وتقديم المُساعدة لها عند الحاجة، وبالتالي يجب على الأم أن تجعل ابنتها أحد الأولويات المهمة، وتمنحها الوقت الكافي وتستمع لها، وتُبادر للسؤال عمّا يُزعجها إذا شعرت بتوترها أو قلقها، وبالمُقابل تلجأ الابنة لمُصارحة والدتها وإطلاعها على المُستجدات والمواقف الحياتيّة، فتنشأ بينهما صداقة عميقة وهادفة تُحسّن من علاقتهما وتدعمها.[٢][١]

سوء التواصل

تؤثّر مشاكل التواصل بشكلٍ سلبيّ على علاقة الأم وابنتها، وتحدث بسبب العديد من العوامل، ومن أسباب سوء التواصل بينهما ما يأتي:[٣]

  • اختلاف طريقة التفكير وعدم فهم الأم لحاجات ومُتطلبات ابنتها، خاصةً إذا كانت الابنة في سن المُراهقة، حيث إنها بطبيعة الحال تتبع لجيل يختلف في سلوكه، وأنماط تفكيره ومُتطلباته عن الجيل السابق الذي قد تنتمي له الأم، فقد تبالغ والدتها في التدخل بشؤونها ولا تُدرك خوفها عليها ورغبتها بنُصحها، وأحياناً تظنها تُحاول طمس شخصيّتها، ولا تثق بها بينما تُحاول الأخرى حمايتها وتوعيّتها أكثر، ويعود السبب بذلك لأسلوب الأم الخاطئ في التعبير عن مشاعر الخوف والحب والاهتمام بابنتها.
  • طبيعة شخصيّة الأم التي تفرض سيطرتها على أبنائها، وترغب بوضع قواعد صارمة وتُلزم الابنة باتباعها والتجاوب معها، رغم أنّها قد تتعارض مع رغباتها أحياناً، وتُهدد استقلاليتها التي تُحاول بنائها وإثباتها.
  • عدم وجود أنشطة وفعاليّات خارجيّة أو اتصالات غير لفظيّة بين الأم وابنتها كحال الذكور، والتي بدورها تُقرّبهما أكثر وتزيد التناغم بينهما كمُمارسة الأنشطة والهوايات المُمتعة سويّاً.
  • انعدام الحوار الأسري الهادف، والذي هو مفتاح للتواصل الجيد، وسبب لتوطيد العلاقات وتعزيز التفاهم بين الأم وابنتها وإزالة سوء الفهم، والوصول لقرارات مُشتركة تُرضي الطرفين، مع ضرورة الانفتاح بالتفكير وتقبّل اختلافهما واستماع كل منهما للأخرى، كما يُمكن للأم استخدام طُرق التواصل الحديثة والكتابة عبر التطبيقات المُختلفة لابنتها كصديقتين حميمتين، ومنحها فرصةً للتعبير بأريحيّة.[٣][٢]

انعدام الثقة والأمان

تلعب الثقة دوراً هاماً في تقويّة العلاقات، والحفاظ على اتزانها واستقرارها، وقد تكون سبباً لإضعاف رابطة الموّدة والألفة التي تربط بين الأم وابنتها من خلال المظاهر الآتية:[١]

  • انتقاد الأم لابنتها وإشعارها بأنّها لا تثق بتصرفاتها بشكلٍ مُبالغٍ به خاصةً أمام الآخرين ما يُسبب انزعاج الفتاة وجرح مشاعرها، وإحراجها أمام البقيّة.
  • قلة ثقة الأم بنفسها، والخوف من الاعتماد على ابنتها أيضاً والعكس، وبالتالي انعدام الشعور بالأمان والشك بصدق العاطفة بينهما، مما يؤثر على علاقتهما، وينتج عنه عدم إيمان كلّ منهما بحقيقة اهتمام وصدق نوايا وولاء الأخرى لها.

أسباب أخرى لضعف رابطة المحبة والألفة بين الأم وابنتها

هناك أسباب أخرى تؤثر على علاقة الأم بابنتها، وتُضعفها مع الوقت، وهي:[١]

  • وجود غريزة تنافسيّة غير منطقيّة بين الأم وابنتها، وقد تدفع الأم للتنافس مع ابنتها والشعور بالحرج والغيرة منها، أو القسوة في التعامل معها، مما ينتج عنه نفور الابنة وابتعادها عنها.
  • انعدام الاحترام بين الأم وابنتها، واستخدام الأم لأساليب لفظيّة غير لائقة تُسيء لابنتها، وتعاملها بشكلٍ مُتسلّط ومُنفّر تحت ذريعة استيائها من تصّرفات الابنة، أو سعيّها لتقويم سلوكها باستخدام أساليب خاطئة تُهدد علاقتهما.
  • عدم المساواة بين الأبناء، حيث تُفضّل الأم أحد بناتها أو أبنائها على الأخرين، وتختلف طريقة تعاملها معه، أو تتجاوب معه عاطفيّاً وتهتم به بشكلٍ أكثر من البقيّة، ما ينعكس على مشاعرهم مع مرور الوقت، ويكون سبباً لابتعاد الابنة عن أمها لاحقاً.
  • وجود بعض الخلافات الأسريّة، أو انفصال الابنة عن أمها بسبب طلاق الوالدين مثلاً، وبقائها مع والدها، رغم شعورها بالحاجة الماسة لأمها، بالتالي قد تتغير مشاعرها اتجاهها مع الوقت، فتنجرف لوالدها أكثر، أو تترك ندبةً مؤلمة داخلها تُبعدها عاطفيّاً عن أمها وتُضعف علاقتها بها.
  • شعور الأم بالغيرة من علاقة ابنتها الجيّدة مع شخصٍ آخر بغض النظر من هو، سواء أكان زوجها، أو صديقتها، أو شقيقتها، واستيائها من تفضيل ابنتها للغير على والدتها، وافتراض أنّها يجب أن تكون الشخص الأقرب لها، فتبعتد عنها أو تتجنّبها.[٣]

نصائح لتعزيز رابطة المحبة والألفة بين الأم وابنتها

يُنصح باتباع بعض الوسائل والنصائح التي تُعزّز العلاقة بين الأم وابنتها، وتدعمها وتُقويّها، ومنها:[٤]

  • تحسين طُرق وأساليب التواصل بناءً على معرفة كل منهما بشخصيّة الأخرى، واللجوء للمصارحة بالمشاعر دائماً؛ لاستعادة توازن العلاقة، وتحقيق المودّة والحب والألفة بينهما.
  • استماع كل من الأم وابنتها لبعضهما، ومحاولة فهم ما تشعر به، أو تُريده الأخرى؛ لتجنّب سوء الفهم أو حدوث الخلافات التي تؤثّر على علاقتهما، وفي حال حدثت الخلافات يجب إصلاحها وإدارتها بسرعةٍ وبشكلٍ صحيح للحفاظ على الصداقة والعلاقة الطيّبة بينهما.
  • التسامح والمغفرة، حيث إنّ الجميع يُخطئ، ومُصالحة المرء للشخص يعني اهتمامه به، وبالتالي لا بد من مغفرة الأم والابنة لأخطاء الأخرى والتصالح معها دائماً.
  • تحلي كل منهما بالوعيّ والنضج وفهم حقيقة الاختلاف الذي لا يُفسد الود والمحبة في العلاقات، فليس من الضروري اتفاق الابنة مع أمها أو العكس، كما يُمكن لكل منهما التنازل في بعض المواقف؛ لإرضاء الأخرى وإسعادها.
  • وضع الحدود الواضحة في العلاقات، حيث إنها سبب للحفاظ عليها، بحيث تتفق الأم مع ابنتها على الأمور الواجب فعلها، وتوضح لها المحظورات التي تُلحق الضرر بها، أو تُشكل خطراً على صحّتها، وعلى علاقاتها بالآخرين؛ حتى لا يحدث جدلاً بينهما لاحقاً نظراً لعدم وجود اتفاقٍ مُسبق حولها.

العلاقة بين الأم وابنتها

يُمكن إنشاء صداقة قويّة تربط بين الأم وابنتها، بغضّ النظر عن فرق الأجيال واختلاف المستوى الثقافي، والتجارب الحياتيّة، وتفاوت الوعي والنضج الذي تتحلى به كل منهما، وذلك عن طريق تجاوز الأفكار الخاطئة، وتقبّل اختلاف الاهتمامات، ووجهات النظر، وسيادة الاحترام والودّ، وتتبع العاطفة القويّة التي تربط بين قلبيهما بالفطرة، فالأم بدورها الهادف كمُربيّة عظيمة للأبناء تتمتُع بطيبة القلب والحنان، وتسعى بجّدٍ لتوطيد علاقتها بابنتها وفهمها، وتقريب المسافة بينهما، والابنة بالمُقابل يجب أن تحترم أمّها وتعترف بأهميّة وعظمة دورّها، وتُظهر الامتنان والشكّر لها، وتُساعدها، وتتجاوب مع رغبتها الصادقة في مُصادقتها وتوطيد العلاقة بينهما.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Peg Streep (2-2-2015), “8 Toxic Patterns in Mother-Daughter Relationships”، www.psychologytoday.com, Retrieved 20-2-2015. Edited.
  2. ^ أ ب “How to Solve Mother-Daughter Relationship Conflict”, www.counseling.org,14-3-2018، Retrieved 20-2-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Susan Adcox (17-9-2019), “How to Navigate Tricky Mother-Daughter Relationships”، www.verywellfamily.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.
  4. Margarita Tartakovsky, M.S (14-1-2020), “15 Insights on Improving Mother-Daughter Relationships .”، www.psychcentral.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.
  5. Sara Reistad-Long (29-8-2014), “Mother-Daughter Relationships”، www.realsimple.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أسباب ضعف رابطة المحبة والألفة بين الأم وابنتها

تحدث بعض المواقف والأمور التي قد تتسبب في إضعاف الروابط القويّة التي تجمع بين الأم وابنتها، وبالتالي تصنع فجوةً كبيرةً، وتُباعد المسافة بينهما، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[١]

التقصير وعدم الاهتمام الكافي

تحتاج الابنة للتحدّث مع والدتها عن مُختلف المواقف والأمور والمُستجدات التي قد تحدث في حياتها اليوميّة، إضافةً للرغبة في مُصارحتها بالمشاعر التي تظل عالقةً داخلها فتُزعجها أحياناً، وقد تنتظر منها المُبادرة، وإظهار اهتمامها بها، وسؤالها عن أحوالها ومعرفة ما يدور حولها، وتقييم علاقاتها مع الأخرين، وصداقاتها، ودعمها وتقديم المُساعدة لها عند الحاجة، وبالتالي يجب على الأم أن تجعل ابنتها أحد الأولويات المهمة، وتمنحها الوقت الكافي وتستمع لها، وتُبادر للسؤال عمّا يُزعجها إذا شعرت بتوترها أو قلقها، وبالمُقابل تلجأ الابنة لمُصارحة والدتها وإطلاعها على المُستجدات والمواقف الحياتيّة، فتنشأ بينهما صداقة عميقة وهادفة تُحسّن من علاقتهما وتدعمها.[٢][١]

سوء التواصل

تؤثّر مشاكل التواصل بشكلٍ سلبيّ على علاقة الأم وابنتها، وتحدث بسبب العديد من العوامل، ومن أسباب سوء التواصل بينهما ما يأتي:[٣]

  • اختلاف طريقة التفكير وعدم فهم الأم لحاجات ومُتطلبات ابنتها، خاصةً إذا كانت الابنة في سن المُراهقة، حيث إنها بطبيعة الحال تتبع لجيل يختلف في سلوكه، وأنماط تفكيره ومُتطلباته عن الجيل السابق الذي قد تنتمي له الأم، فقد تبالغ والدتها في التدخل بشؤونها ولا تُدرك خوفها عليها ورغبتها بنُصحها، وأحياناً تظنها تُحاول طمس شخصيّتها، ولا تثق بها بينما تُحاول الأخرى حمايتها وتوعيّتها أكثر، ويعود السبب بذلك لأسلوب الأم الخاطئ في التعبير عن مشاعر الخوف والحب والاهتمام بابنتها.
  • طبيعة شخصيّة الأم التي تفرض سيطرتها على أبنائها، وترغب بوضع قواعد صارمة وتُلزم الابنة باتباعها والتجاوب معها، رغم أنّها قد تتعارض مع رغباتها أحياناً، وتُهدد استقلاليتها التي تُحاول بنائها وإثباتها.
  • عدم وجود أنشطة وفعاليّات خارجيّة أو اتصالات غير لفظيّة بين الأم وابنتها كحال الذكور، والتي بدورها تُقرّبهما أكثر وتزيد التناغم بينهما كمُمارسة الأنشطة والهوايات المُمتعة سويّاً.
  • انعدام الحوار الأسري الهادف، والذي هو مفتاح للتواصل الجيد، وسبب لتوطيد العلاقات وتعزيز التفاهم بين الأم وابنتها وإزالة سوء الفهم، والوصول لقرارات مُشتركة تُرضي الطرفين، مع ضرورة الانفتاح بالتفكير وتقبّل اختلافهما واستماع كل منهما للأخرى، كما يُمكن للأم استخدام طُرق التواصل الحديثة والكتابة عبر التطبيقات المُختلفة لابنتها كصديقتين حميمتين، ومنحها فرصةً للتعبير بأريحيّة.[٣][٢]

انعدام الثقة والأمان

تلعب الثقة دوراً هاماً في تقويّة العلاقات، والحفاظ على اتزانها واستقرارها، وقد تكون سبباً لإضعاف رابطة الموّدة والألفة التي تربط بين الأم وابنتها من خلال المظاهر الآتية:[١]

  • انتقاد الأم لابنتها وإشعارها بأنّها لا تثق بتصرفاتها بشكلٍ مُبالغٍ به خاصةً أمام الآخرين ما يُسبب انزعاج الفتاة وجرح مشاعرها، وإحراجها أمام البقيّة.
  • قلة ثقة الأم بنفسها، والخوف من الاعتماد على ابنتها أيضاً والعكس، وبالتالي انعدام الشعور بالأمان والشك بصدق العاطفة بينهما، مما يؤثر على علاقتهما، وينتج عنه عدم إيمان كلّ منهما بحقيقة اهتمام وصدق نوايا وولاء الأخرى لها.

أسباب أخرى لضعف رابطة المحبة والألفة بين الأم وابنتها

هناك أسباب أخرى تؤثر على علاقة الأم بابنتها، وتُضعفها مع الوقت، وهي:[١]

  • وجود غريزة تنافسيّة غير منطقيّة بين الأم وابنتها، وقد تدفع الأم للتنافس مع ابنتها والشعور بالحرج والغيرة منها، أو القسوة في التعامل معها، مما ينتج عنه نفور الابنة وابتعادها عنها.
  • انعدام الاحترام بين الأم وابنتها، واستخدام الأم لأساليب لفظيّة غير لائقة تُسيء لابنتها، وتعاملها بشكلٍ مُتسلّط ومُنفّر تحت ذريعة استيائها من تصّرفات الابنة، أو سعيّها لتقويم سلوكها باستخدام أساليب خاطئة تُهدد علاقتهما.
  • عدم المساواة بين الأبناء، حيث تُفضّل الأم أحد بناتها أو أبنائها على الأخرين، وتختلف طريقة تعاملها معه، أو تتجاوب معه عاطفيّاً وتهتم به بشكلٍ أكثر من البقيّة، ما ينعكس على مشاعرهم مع مرور الوقت، ويكون سبباً لابتعاد الابنة عن أمها لاحقاً.
  • وجود بعض الخلافات الأسريّة، أو انفصال الابنة عن أمها بسبب طلاق الوالدين مثلاً، وبقائها مع والدها، رغم شعورها بالحاجة الماسة لأمها، بالتالي قد تتغير مشاعرها اتجاهها مع الوقت، فتنجرف لوالدها أكثر، أو تترك ندبةً مؤلمة داخلها تُبعدها عاطفيّاً عن أمها وتُضعف علاقتها بها.
  • شعور الأم بالغيرة من علاقة ابنتها الجيّدة مع شخصٍ آخر بغض النظر من هو، سواء أكان زوجها، أو صديقتها، أو شقيقتها، واستيائها من تفضيل ابنتها للغير على والدتها، وافتراض أنّها يجب أن تكون الشخص الأقرب لها، فتبعتد عنها أو تتجنّبها.[٣]

نصائح لتعزيز رابطة المحبة والألفة بين الأم وابنتها

يُنصح باتباع بعض الوسائل والنصائح التي تُعزّز العلاقة بين الأم وابنتها، وتدعمها وتُقويّها، ومنها:[٤]

  • تحسين طُرق وأساليب التواصل بناءً على معرفة كل منهما بشخصيّة الأخرى، واللجوء للمصارحة بالمشاعر دائماً؛ لاستعادة توازن العلاقة، وتحقيق المودّة والحب والألفة بينهما.
  • استماع كل من الأم وابنتها لبعضهما، ومحاولة فهم ما تشعر به، أو تُريده الأخرى؛ لتجنّب سوء الفهم أو حدوث الخلافات التي تؤثّر على علاقتهما، وفي حال حدثت الخلافات يجب إصلاحها وإدارتها بسرعةٍ وبشكلٍ صحيح للحفاظ على الصداقة والعلاقة الطيّبة بينهما.
  • التسامح والمغفرة، حيث إنّ الجميع يُخطئ، ومُصالحة المرء للشخص يعني اهتمامه به، وبالتالي لا بد من مغفرة الأم والابنة لأخطاء الأخرى والتصالح معها دائماً.
  • تحلي كل منهما بالوعيّ والنضج وفهم حقيقة الاختلاف الذي لا يُفسد الود والمحبة في العلاقات، فليس من الضروري اتفاق الابنة مع أمها أو العكس، كما يُمكن لكل منهما التنازل في بعض المواقف؛ لإرضاء الأخرى وإسعادها.
  • وضع الحدود الواضحة في العلاقات، حيث إنها سبب للحفاظ عليها، بحيث تتفق الأم مع ابنتها على الأمور الواجب فعلها، وتوضح لها المحظورات التي تُلحق الضرر بها، أو تُشكل خطراً على صحّتها، وعلى علاقاتها بالآخرين؛ حتى لا يحدث جدلاً بينهما لاحقاً نظراً لعدم وجود اتفاقٍ مُسبق حولها.

العلاقة بين الأم وابنتها

يُمكن إنشاء صداقة قويّة تربط بين الأم وابنتها، بغضّ النظر عن فرق الأجيال واختلاف المستوى الثقافي، والتجارب الحياتيّة، وتفاوت الوعي والنضج الذي تتحلى به كل منهما، وذلك عن طريق تجاوز الأفكار الخاطئة، وتقبّل اختلاف الاهتمامات، ووجهات النظر، وسيادة الاحترام والودّ، وتتبع العاطفة القويّة التي تربط بين قلبيهما بالفطرة، فالأم بدورها الهادف كمُربيّة عظيمة للأبناء تتمتُع بطيبة القلب والحنان، وتسعى بجّدٍ لتوطيد علاقتها بابنتها وفهمها، وتقريب المسافة بينهما، والابنة بالمُقابل يجب أن تحترم أمّها وتعترف بأهميّة وعظمة دورّها، وتُظهر الامتنان والشكّر لها، وتُساعدها، وتتجاوب مع رغبتها الصادقة في مُصادقتها وتوطيد العلاقة بينهما.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Peg Streep (2-2-2015), “8 Toxic Patterns in Mother-Daughter Relationships”، www.psychologytoday.com, Retrieved 20-2-2015. Edited.
  2. ^ أ ب “How to Solve Mother-Daughter Relationship Conflict”, www.counseling.org,14-3-2018، Retrieved 20-2-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Susan Adcox (17-9-2019), “How to Navigate Tricky Mother-Daughter Relationships”، www.verywellfamily.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.
  4. Margarita Tartakovsky, M.S (14-1-2020), “15 Insights on Improving Mother-Daughter Relationships .”، www.psychcentral.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.
  5. Sara Reistad-Long (29-8-2014), “Mother-Daughter Relationships”، www.realsimple.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

أسباب ضعف رابطة المحبة والألفة بين الأم وابنتها

تحدث بعض المواقف والأمور التي قد تتسبب في إضعاف الروابط القويّة التي تجمع بين الأم وابنتها، وبالتالي تصنع فجوةً كبيرةً، وتُباعد المسافة بينهما، ومن هذه الأسباب ما يأتي:[١]

التقصير وعدم الاهتمام الكافي

تحتاج الابنة للتحدّث مع والدتها عن مُختلف المواقف والأمور والمُستجدات التي قد تحدث في حياتها اليوميّة، إضافةً للرغبة في مُصارحتها بالمشاعر التي تظل عالقةً داخلها فتُزعجها أحياناً، وقد تنتظر منها المُبادرة، وإظهار اهتمامها بها، وسؤالها عن أحوالها ومعرفة ما يدور حولها، وتقييم علاقاتها مع الأخرين، وصداقاتها، ودعمها وتقديم المُساعدة لها عند الحاجة، وبالتالي يجب على الأم أن تجعل ابنتها أحد الأولويات المهمة، وتمنحها الوقت الكافي وتستمع لها، وتُبادر للسؤال عمّا يُزعجها إذا شعرت بتوترها أو قلقها، وبالمُقابل تلجأ الابنة لمُصارحة والدتها وإطلاعها على المُستجدات والمواقف الحياتيّة، فتنشأ بينهما صداقة عميقة وهادفة تُحسّن من علاقتهما وتدعمها.[٢][١]

سوء التواصل

تؤثّر مشاكل التواصل بشكلٍ سلبيّ على علاقة الأم وابنتها، وتحدث بسبب العديد من العوامل، ومن أسباب سوء التواصل بينهما ما يأتي:[٣]

  • اختلاف طريقة التفكير وعدم فهم الأم لحاجات ومُتطلبات ابنتها، خاصةً إذا كانت الابنة في سن المُراهقة، حيث إنها بطبيعة الحال تتبع لجيل يختلف في سلوكه، وأنماط تفكيره ومُتطلباته عن الجيل السابق الذي قد تنتمي له الأم، فقد تبالغ والدتها في التدخل بشؤونها ولا تُدرك خوفها عليها ورغبتها بنُصحها، وأحياناً تظنها تُحاول طمس شخصيّتها، ولا تثق بها بينما تُحاول الأخرى حمايتها وتوعيّتها أكثر، ويعود السبب بذلك لأسلوب الأم الخاطئ في التعبير عن مشاعر الخوف والحب والاهتمام بابنتها.
  • طبيعة شخصيّة الأم التي تفرض سيطرتها على أبنائها، وترغب بوضع قواعد صارمة وتُلزم الابنة باتباعها والتجاوب معها، رغم أنّها قد تتعارض مع رغباتها أحياناً، وتُهدد استقلاليتها التي تُحاول بنائها وإثباتها.
  • عدم وجود أنشطة وفعاليّات خارجيّة أو اتصالات غير لفظيّة بين الأم وابنتها كحال الذكور، والتي بدورها تُقرّبهما أكثر وتزيد التناغم بينهما كمُمارسة الأنشطة والهوايات المُمتعة سويّاً.
  • انعدام الحوار الأسري الهادف، والذي هو مفتاح للتواصل الجيد، وسبب لتوطيد العلاقات وتعزيز التفاهم بين الأم وابنتها وإزالة سوء الفهم، والوصول لقرارات مُشتركة تُرضي الطرفين، مع ضرورة الانفتاح بالتفكير وتقبّل اختلافهما واستماع كل منهما للأخرى، كما يُمكن للأم استخدام طُرق التواصل الحديثة والكتابة عبر التطبيقات المُختلفة لابنتها كصديقتين حميمتين، ومنحها فرصةً للتعبير بأريحيّة.[٣][٢]

انعدام الثقة والأمان

تلعب الثقة دوراً هاماً في تقويّة العلاقات، والحفاظ على اتزانها واستقرارها، وقد تكون سبباً لإضعاف رابطة الموّدة والألفة التي تربط بين الأم وابنتها من خلال المظاهر الآتية:[١]

  • انتقاد الأم لابنتها وإشعارها بأنّها لا تثق بتصرفاتها بشكلٍ مُبالغٍ به خاصةً أمام الآخرين ما يُسبب انزعاج الفتاة وجرح مشاعرها، وإحراجها أمام البقيّة.
  • قلة ثقة الأم بنفسها، والخوف من الاعتماد على ابنتها أيضاً والعكس، وبالتالي انعدام الشعور بالأمان والشك بصدق العاطفة بينهما، مما يؤثر على علاقتهما، وينتج عنه عدم إيمان كلّ منهما بحقيقة اهتمام وصدق نوايا وولاء الأخرى لها.

أسباب أخرى لضعف رابطة المحبة والألفة بين الأم وابنتها

هناك أسباب أخرى تؤثر على علاقة الأم بابنتها، وتُضعفها مع الوقت، وهي:[١]

  • وجود غريزة تنافسيّة غير منطقيّة بين الأم وابنتها، وقد تدفع الأم للتنافس مع ابنتها والشعور بالحرج والغيرة منها، أو القسوة في التعامل معها، مما ينتج عنه نفور الابنة وابتعادها عنها.
  • انعدام الاحترام بين الأم وابنتها، واستخدام الأم لأساليب لفظيّة غير لائقة تُسيء لابنتها، وتعاملها بشكلٍ مُتسلّط ومُنفّر تحت ذريعة استيائها من تصّرفات الابنة، أو سعيّها لتقويم سلوكها باستخدام أساليب خاطئة تُهدد علاقتهما.
  • عدم المساواة بين الأبناء، حيث تُفضّل الأم أحد بناتها أو أبنائها على الأخرين، وتختلف طريقة تعاملها معه، أو تتجاوب معه عاطفيّاً وتهتم به بشكلٍ أكثر من البقيّة، ما ينعكس على مشاعرهم مع مرور الوقت، ويكون سبباً لابتعاد الابنة عن أمها لاحقاً.
  • وجود بعض الخلافات الأسريّة، أو انفصال الابنة عن أمها بسبب طلاق الوالدين مثلاً، وبقائها مع والدها، رغم شعورها بالحاجة الماسة لأمها، بالتالي قد تتغير مشاعرها اتجاهها مع الوقت، فتنجرف لوالدها أكثر، أو تترك ندبةً مؤلمة داخلها تُبعدها عاطفيّاً عن أمها وتُضعف علاقتها بها.
  • شعور الأم بالغيرة من علاقة ابنتها الجيّدة مع شخصٍ آخر بغض النظر من هو، سواء أكان زوجها، أو صديقتها، أو شقيقتها، واستيائها من تفضيل ابنتها للغير على والدتها، وافتراض أنّها يجب أن تكون الشخص الأقرب لها، فتبعتد عنها أو تتجنّبها.[٣]

نصائح لتعزيز رابطة المحبة والألفة بين الأم وابنتها

يُنصح باتباع بعض الوسائل والنصائح التي تُعزّز العلاقة بين الأم وابنتها، وتدعمها وتُقويّها، ومنها:[٤]

  • تحسين طُرق وأساليب التواصل بناءً على معرفة كل منهما بشخصيّة الأخرى، واللجوء للمصارحة بالمشاعر دائماً؛ لاستعادة توازن العلاقة، وتحقيق المودّة والحب والألفة بينهما.
  • استماع كل من الأم وابنتها لبعضهما، ومحاولة فهم ما تشعر به، أو تُريده الأخرى؛ لتجنّب سوء الفهم أو حدوث الخلافات التي تؤثّر على علاقتهما، وفي حال حدثت الخلافات يجب إصلاحها وإدارتها بسرعةٍ وبشكلٍ صحيح للحفاظ على الصداقة والعلاقة الطيّبة بينهما.
  • التسامح والمغفرة، حيث إنّ الجميع يُخطئ، ومُصالحة المرء للشخص يعني اهتمامه به، وبالتالي لا بد من مغفرة الأم والابنة لأخطاء الأخرى والتصالح معها دائماً.
  • تحلي كل منهما بالوعيّ والنضج وفهم حقيقة الاختلاف الذي لا يُفسد الود والمحبة في العلاقات، فليس من الضروري اتفاق الابنة مع أمها أو العكس، كما يُمكن لكل منهما التنازل في بعض المواقف؛ لإرضاء الأخرى وإسعادها.
  • وضع الحدود الواضحة في العلاقات، حيث إنها سبب للحفاظ عليها، بحيث تتفق الأم مع ابنتها على الأمور الواجب فعلها، وتوضح لها المحظورات التي تُلحق الضرر بها، أو تُشكل خطراً على صحّتها، وعلى علاقاتها بالآخرين؛ حتى لا يحدث جدلاً بينهما لاحقاً نظراً لعدم وجود اتفاقٍ مُسبق حولها.

العلاقة بين الأم وابنتها

يُمكن إنشاء صداقة قويّة تربط بين الأم وابنتها، بغضّ النظر عن فرق الأجيال واختلاف المستوى الثقافي، والتجارب الحياتيّة، وتفاوت الوعي والنضج الذي تتحلى به كل منهما، وذلك عن طريق تجاوز الأفكار الخاطئة، وتقبّل اختلاف الاهتمامات، ووجهات النظر، وسيادة الاحترام والودّ، وتتبع العاطفة القويّة التي تربط بين قلبيهما بالفطرة، فالأم بدورها الهادف كمُربيّة عظيمة للأبناء تتمتُع بطيبة القلب والحنان، وتسعى بجّدٍ لتوطيد علاقتها بابنتها وفهمها، وتقريب المسافة بينهما، والابنة بالمُقابل يجب أن تحترم أمّها وتعترف بأهميّة وعظمة دورّها، وتُظهر الامتنان والشكّر لها، وتُساعدها، وتتجاوب مع رغبتها الصادقة في مُصادقتها وتوطيد العلاقة بينهما.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Peg Streep (2-2-2015), “8 Toxic Patterns in Mother-Daughter Relationships”، www.psychologytoday.com, Retrieved 20-2-2015. Edited.
  2. ^ أ ب “How to Solve Mother-Daughter Relationship Conflict”, www.counseling.org,14-3-2018، Retrieved 20-2-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Susan Adcox (17-9-2019), “How to Navigate Tricky Mother-Daughter Relationships”، www.verywellfamily.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.
  4. Margarita Tartakovsky, M.S (14-1-2020), “15 Insights on Improving Mother-Daughter Relationships .”، www.psychcentral.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.
  5. Sara Reistad-Long (29-8-2014), “Mother-Daughter Relationships”، www.realsimple.com, Retrieved 20-2-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى