مرض السكري

أسباب انخفاض السكر

أسباب انخفاض مستوى السكر

هناك العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى انخفاض مستوى السكّر في الدم أو هبوط السكر (بالإنجليزية: Hypoglycemia)، ولذلك نُهيب بضرورة مراجعة الطبيب في سبيل الكشف عن المُسبب الذي أدّى إلى حدوث هذه الحالة، حيث إنّ عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على المُسبب قد تؤدي إلى تكرار هبوط سكر الدم، ويُمكن بيان بعض هذه المسببات على النحو الآتي:[١]

أسباب خاصة بمرضى السكري

يُعدّ مرضى السكري الذين يستخدمون الإنسولين أو الأدوية الفموية المُحفزة لإفراز الإنسولين؛ مثل السلفونيليوريا (بالإنجليزية: Sulfonylureas) عرضةً للإصابة بانخفاض سكر الدم في بعض الحالات، والتي نذكر منها ما يأتي:[١][٢][٣]

  • عدم تناسب كمية الكربوهيدرات المتناولة مع الجرعة الدوائية: إذ يعمل الجهاز الهضمي على تكسير السكريات والنشويات إلى للحصول على سكر الجلوكوز، وعند دخوله مجرى الدم فإنّه يقوم برفع مستوى سكر الدم، وعليه فإنّ عدم تناول كمية كافية من الكربوهيدرات بما يتناسب مع الأدوية فإنّ ذلك قد يُسبب انخفاض سكر الدم.
  • عدم تناول الوجبات أو تأخير تناولها: فقد يُهمل البعض تناول وجباته الغذائية أو قد يؤخرها كثيراً عن الفترة الواجب تناولها خلاله، كما قد يحدث انخفاض السكر عندما يكون الشخص نائماً ولم يتناول وجباته لساعات طويلة.
  • زيادة النشاط البدني: قد تؤدي ممارسة الرياضة بصورة أعلى من المعتاد إلى انخفاض مستوى الجلوكوز في الدم لمدة تصل إلى 24 ساعة بعد ممارسة الرياضة.
  • المرور بفترات مرضية: فقد يكون الشخص غير قادر على تناول الكثير من الطعام عندما يكون مريضاً مما قد يسبب انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم.
  • استخدام أدوية السكري بجرعات زائدة: كاستخدام جرعة أعلى من تلك التي وصفها الطبيب من الأدوية المذكورة أعلاه.
  • حقن الإنسولين بطريقة خاطئة: مثل الحقن في العضلة بدلاً من حقنه بالطريقة الصحيحة تحت الجلد، ويجدر بالذكر أنّ استخدام نوع الإنسولين غير المُناسب للمريض قد يُسبب انخفاض سكر الدم، وعليه يجدر الانتباه إلى ضرورة استخدام النوع الموصوف من قِبل الطبيب.
  • استخدام أدوية السكري إلى جانب أدوية أخرى: توجد عدد من الأدوية التي لا تؤدي إلى حدوث انخفاض في سكّر الدم عن المستوى الطبيعيّ في حال استخدامها بشكلٍ منفصل، أمّا في حال استخدامها مع أدوية أخرى تستخدم في علاج مرض السكريّ فقد تؤدي إلى انخفاض السكّر؛ مثل دواء الألوبورينول (بالإنجليزية: Allopurinol)، ودواء الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin)، كما تجدر الإشارة إلى أنّ بعض أنواع الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكريّ لا تسبّب انخفاض السكّر عن المستوى الطبيعيّ إلّا في حال تمّ استخدامها مع أدوية السلفونيليوريا أو الإنسولين، ومنها أدوية البيغوانيد (بالإنجليزية: Biguanides)، والثيازوليدينديون (بالإنجليزية: Thiazolidinedione).[٤]

أسباب عامة أخرى

بعض أنواع الأدوية

توجد مجموعة من الأدوية غير المُختصة بعلاج مرض السكريّ والتي قد تؤدي إلى حدوث انخفاض في نسبة سكّر الدم عن المعدّل الطبيعيّ في بعض الحالات، ومنها ما يأتي:[٤]

  • دواء إندوميتاسين (بالإنجليزية: Indomethacin)؛ وهو أحد الأدوية المسكنة للألم.
  • حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta-blockers)؛ مثل: دواء أتينولول (بالإنجليزية: Atenolol)، واستخدام جرعة زائدة من دواء بروبرانولول (بالإنجليزية: Propanolol).
  • بعض الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب النظم القلبيّ (بالإنجليزية: Heart arrhythmia)؛ مثل دواء كينيدين (بالإنجليزية: Quinidine).
  • بعض الأدوية المستخدمة في علاج أنواع مُعينة من العدوى؛ مثل: دواء الكوينين (بالإنجليزية: Quinine)، ودواء جاتيفلوكساسين (بالإنجليزية: Gatifloxacin)، ودواء بينتاميدين (بالإنجليزية: Pentamidine).

الكحول

على الرغم من احتواء المشروبات الكحوليّة على نسبة عالية من السكّر إلّا أنّ تناول الكحول في بعض الحالات قد يؤدي إلى المعاناة من انخفاض في نسبة السكّر الطبيعيّة في الدم من خلال عدّة طرق مختلفة، حيثُ تؤثر الكحول في قدرة الكبد على تزويد الدم بالسكّر المخزّن ممّا يؤدي إلى انخفاض نسبة السكّر خصوصاً في حال تناول الكحول وعدم تناول الطعام لمدّة تزيد عن 6 ساعات، بالإضافة إلى أنّ تناول الكحول والنوم دون تناول الطعام قد يؤدي إلى انخفاض في سكّر الدم لمدة طويلة تمتدّ طوال فترة النوم؛ وهذا بحدّ ذاته قد يؤدي إلى عدد من المشاكل الصحيّة، ومن الجدير بالذكر أنّ انخفاض سكّر الدم الناجم عن تناول الكحول يؤدي إلى انخفاض نسبة بعض النواقل العصبيّة (بالإنجليزية: Neurotransmitters) المهمّة في الدماغ، والذي بدوره يؤدي إلى الشعور برغبة بتناول المزيد من الكحول، وإدمانها.[٥]

فقدان الشهية العصابي

يمكن تعريف فقدان الشهية العُصابيّ (بالإنجليزية: Anorexia nervosa) كأحد اضطرابات الأكل الناجمة عن مجموعة من العوامل النفسيّة، والوراثيّة، والبيئيّة، ويتمثل هذا النوع من اضطرابات الأكل بامتناع الشخص المصاب عن تناول الطعام، أو تناول كميّات صغيرة جداً من الطعام خوفاً من زيادة الوزن، كما قد يقوم بعض الأشخاص المصابين بهذه الحالة بتعمّد التقيؤ أو تناول كميّة كبيرة من الملينات والقيام بعدد من الأفعال الأخرى لمنع الحصول على كميّة كبيرة من الطعام، وتؤدي هذه المشكلة إلى معاناة الأشخاص المصابين بفقدان الشهية العُصابيّ من انخفاض شديد في الوزن، وبسبب عدم توفّر العناصر الأوليّة التي تساعد الكبد على إنتاج سكّر الجلوكوز، أو الغلايكوجين (بالإنجليزية: Glycogen) قد تنخفض نسبة سكّر الدم عن المستوى الطبيعيّ لدى هؤلاء الأشخاص كما قد تكون مهدّدة لحياة الشخص في بعض الحالات الشديدة.[٦][٧]

بعض أمراض الكبد

قد تؤدي الإصابة بأنواع مُعينة من أمراض الكبد إلى المعاناة من انخفاض في مستوى سكّر الدم عن المعدّل الطبيعيّ في حال حدوث ضرر على الكبد بما يؤثر في قدرته على إنتاج سكّر الجلوكوز، والذي بدوره يؤدي إلى اضطراب نسبة سكّر الدم،[٨] وقد يحدث انخفاض سكر الدم كأحد الأعراض المرتبطة بمضاعفات الإصابة بتشمع الكبد.[٩]

اضطراب الغدة الكظرية

تعمل الغدّة الكظريّة (بالإنجليزية: Adrenal glands) على إفراز العديد من الهرمونات المهمّة في الجسم والتي تؤثر في تنظيم وإنتاج سكّر الجلوكوز، حيثُ تفرز هرمون الأدرينالين (بالإنجليزية: Adrenaline) في حال التعرّض لأحد المواقف الشديدة أو الخوف ممّا يؤدي إلى زيادة سرعة نبض القلب، وضغط الدم، وارتفاع نسبة السكّر في الدم، وعدد من التغييرات الأخرى في الجسم، كما يتمّ إفراز هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) المسؤول عن تنظيم إنتاج الجلوكوز في الكبد، بالإضافة إلى عدد من الهرمونات الأخرى، لذلك فإنّ حدوث اضطراب في الغدّة الكظريّة قد يؤدي إلى اضطراب مستويات السكّر في الدم، والمعاناة من انخفاض في مستوياتها عن المستوى الطبيعيّ.[١٠]

اضطرابات الغدة النخامية

تعمل الغدّة النخاميّة (بالإنجليزية: Pituitary gland) على إنتاج العديد من الهرمونات المهمّة في الجسم أيضاً؛ مثل هرمون النمو (بالإنجليزية: Growth hormone) الذي يلعب دوراً في انتظام مستوى السكر في الدم؛ ففي الوضع الطبيعي يعمل هرمون النمو على تثبيط عمل الإنسولين، وقد وُجد أنّ انخفاض هرمون النمو قد يجعل الفرد أكثر حساسية لعمل الإنسولين، وبالتالي يمكن أن يعرضه لانخفاض سكر الدم.[١١][١٢]

أمراض الكلى

يرتفع خطر حدوث انخفاض في مستوى سكّر الدم عن المستوى الطبيعيّ لدى الأشخاص المصابين بأحد أمراض الكلى المزمنة بالتزامن مع مرض السكريّ، حيثُ يعاني الأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن من فقدان للشهيّة واضطراب في موعد الوجبات الغذائيّة والذي بدوره قد يؤدي إلى اضطراب نسبة السكّر في الدم، بالإضافة إلى أنّه في حال الإصابة بمرض السكريّ وانخفاض كفاءة الكلى لدى الشخص المصاب فإنّ الوقت المُستغرق للتخلّص من الإنسولين، وبعض الأدوية الأخرى المستخدمة في علاج مرض السكريّ من الدم عن طريق الكلى قد يرتفع ممّا يزيد من تأثير هذه الأدوية وحدوث هبوط في سكّر الدم عن المستوى الطبيعيّ، لذا يجب على الأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن ومرض السكريّ مراجعة الطبيب بشكلٍ دوريّ للعمل على تعديل جرعة أدوية مرض السكريّ بما يتناسب مع مرحلة مرض الكلى المزمن.[١٣]

زيادة إفراز الإنسولين

قد يكون انخفاض مستوى سكّر الدم عن المعدّل الطبيعيّ ناجماً عن زيادة أو فرط إفراز الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin overproduction)، والذي قد يحدث نتيجة الإصابة بنوع نادر من أنواع أورام البنكرياس والمعروف بالورم الجزيريّ أو الورم الإنسولينيّ (بالإنجليزية: Insulinoma)، كما قد يعاني بعض الأشخاص من انتفاخ في خلايا بيتا (بالإنجليزية: Beta cells) المسؤولة عن إنتاج الإنسولين في البنكرياس ممّا يؤدي إلى فرط إنتاج الإنسولين أيضاً.[١٤]

الإصابة بانخفاض سكر الدم التفاعلي

يُعرَف انخفاض سكر الدم التفاعليّ (بالإنجليزية: Reactive Hypoglycemia) بانخفاض سكّر الدم عن المستوى الطبيعيّ بعد تناول الطعام بنحو ساعتين إلى خمس ساعات،[١٥] ويكون سبب الإصابة بهذا النوع من انخفاض سكّر الدم مجهولاً في العديد من الحالات، أمّا في بعض الحالات الأخرى فقد يتمكّن الطبيب من تحديد المسبّب للحالة، وفيما يلي بيان لبعض الأسباب التي قد تؤدي إلى المعاناة من انخفاض سكر الدم التفاعليّ:[١٦]

  • الإصابة بالورم الإنسولينيّ.
  • المعاناة من عوز في بعض الإنزيمات المسؤولة عن تكسّر الطعام في الجسم.
  • استخدام جرعة عالية من الإنسولين من قِبَل الشخص المصاب بمرض السكريّ.
  • الخضوع لجراحة المجازة المَعِدِيّة (بالإنجليزية: Gastric bypass surgery)، ممّا قد يؤثر في قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائيّة.
  • المعاناة من بعض الاضطرابات الاستقلابيّة الوراثيّة.

الإصابة بانخفاض سكر الدم الصومي

يُعرَف انخفاض سكر الدم الصوميّ (بالإنجليزية: Fasting hypoglycemia) بانخفاض سكّر الدم الناجم عن عدم تناول الطعام لفترة طويلة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصوم لا يؤدي في العادة إلى الإصابة بانخفاض سكر الدم الصوميّ لدى الأشخاص السليمين، ولكنّ الإصابة ببعض الأمراض، والمشاكل الصحية، واستخدام بعض الأدوية قد يخلّ بقدرة الجسم على الحفاظ على مستوى السكر في الدم طبيعياً خلال الصيام.[٣][١٧]

معلومات حول انخفاض مستوى السكر

يُعرف انخفاض السكّر بأنه انخفاض في مستوى سكّر الجلوكوز (بالإنجليزية: Hypoglycemia) في الدم عن معدّلاته الطبيعيّة، وتحدث هذه الحالة عند انخفاض مستوياته لتُصبح أقلّ من 70 ملغرام/ديسيلتر، وتجدر الإشارة إلى أنّ انخفاض سكّر الدم يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بمرض السكريّ من النوع الأول (بالإنجليزية: Type 1 diabetes) بسبب استخدامهم الأدوية الخافضة لسكر الدم وخاصة حقن الإنسولين (بالإنجليزية: Insulin) في علاج ارتفاع سكّر الدم، إلّا أنّ انخفاض سكّر الدم قد يحدث لدى الأشخاص غير المصابين بمرض السكريّ في عدد من الحالات أيضاً.[١]

ولمعرفة المزيد عن انخفاض مستوى السكر في الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (انخفاض مستوى السكر في الدم).

في الحقيقة يُعدّ سكّر الجلوكوز المصدر الرئيسيّ للطاقة في الجسم، والذي يتمّ الحصول عليه من الوجبات العذائيّة المتنوعة، لذلك فإنّ انخفاض مستوى السكّر في الدم يؤثر في العديد من العمليّات الحيويّة في الجسم، ممّا يؤدي إلى ظهور عدد الأعراض المختلفة على الشخص في حال انخفاض مستوى السكّر؛ ومنها تسارع ضربات القلب، والعصبية المفاجئة، والتعب غير المُبرر، وشحوب الجلد، والصداع، والرجفة، واالتنميل، والدوخة، وزغللة العين (بالإنجليزية: Blurred vision)، وزيادة التعرق،[١٨] كما تستدعي حالات انخفاض السكّر الشديدة إجراء التدخّل الطبيّ والعلاج الفوريّ لمنع تطور أي مضاعفات صحية على الفرد.[١]

ولمعرفة المزيد عن أعراض انخفاض مستوى السكر في الدم يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هي أعراض هبوط السكر).

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث “Low Blood Glucose (Hypoglycemia)”, www.niddk.nih.gov, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  2. “Hypoglycemia (Low Blood sugar)”, www.diabetes.org, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  3. ^ أ ب “Hypoglycemia (Low Blood Sugar)”, www.webmd.com, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب “Drug-induced low blood sugar”, medlineplus.gov, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  5. “Science Explains Why Alcohol Causes Hypoglycemia”, www.therecoveryvillage.com, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  6. “Anorexia nervosa”, www.mayoclinic.org,20-12-2018، Retrieved 13-9-2019. Edited.
  7. “Hypoglycemia May Be The Cause of Death in Anorexia Nervosa”, www.gaudianiclinic.com,23-11-2015، Retrieved 13-9-2019. Edited.
  8. Lana Burgess, “Can you have hypoglycemia without diabetes”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  9. “Managing the Complications of Cirrhosis”, www.mayoclinicproceedings.org, Retrieved 3-10-2019.
  10. “Function of the adrenal glands”, endocrinediseases.org, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  11. “Growth Hormone (Somatotropin)”, www.vivo.colostate.edu, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  12. “Effects of growth hormone on glucose metabolism.”, www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 20-9-2019.
  13. “Low Blood Sugar and Chronic Kidney Disease”, www.davita.com, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  14. “Hypoglycemia”, www.mayoclinic.org,7-9-2018، Retrieved 13-9-2019. Edited.
  15. “Prescription for Nutritional Healing”, books.google.jo, Retrieved 3-10-2019. Edited.
  16. Debra Manzella (8-7-2019), “An Overview of Reactive Hypoglycemia”، www.verywellhealth.com, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  17. rika F. Brutsaert, “Hypoglycemia”، www.msdmanuals.com, Retrieved 13-9-2019. Edited.
  18. Rachel Nall, Erica Cirino, “Low Blood Sugar (Hypoglycemia)”، www.healthline.com, Retrieved 13-9-2019. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى