إسلام

أسباب اختيار الرسول لدار الأرقم

أسباب اختيار الرسول لدار الأرقم

أسباب اختيار الرسول لدار الأرقم

كان مكان الاجتماع هو دار الأرقم بن أبي الأرقم، وقد اختاره القائد العظيم -صلى الله عليه وسلم- لعدّة أسباب، نذكر منها:[١]

  • مكان الدار
حيث تقع عند جبل الصفا؛ وهو مكان يقصده سكان مكة بكثرة، وذهاب المسلمين إلى ذلك المكان لن يثير الأنظار إليهم.
  • أن الأرقم بن أبي الأرقم من بني مخزوم التي تنافس بني هاشم
ولن يُتصوّر المشركون أن يحتضن بيت مخزومي الدعوة الإسلامية التي يتزعمها محمد الهاشمي -صلى الله عليه وسلم-.
  • صغر سن الأرقم -رضي الله عنه-
إذ كان ابن ست عشرة سنة؛ وهذا سن شخص يُستبعد أن يجتمع الناس في بيته.
  • لم يكن إسلام الأرقم معروفا لدى أهل مكة.

وقد بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوته المباركة سرّاً، وأخذ ينشرها بين أقرب الناس إليه، ويتخيّر من يتوسّم بهم الخير وكتمان الأمر، وسار على هذا النهج أوائل من أسلم من الصحابة الكرام، وهذا منهج حصيف ومنطقي.[١]

ولبث الأمر كذلك طيلة الدعوة السرية ذات الثلاث سنوات، وبعد إعلان الدعوة استمر التكتّم يلف بعض الجوانب في حياة الجماعة الأولى، ومن هذه الاحترازات التي اتّخذها النبي -صلى الله عليه وسلم- كتمان مكان اجتماع المسلمين؛ ليتعلّموا أمر دينهم.[١]

معلومات عن دار الأرقم

تسمى دار الأرقم بدار الخيزران و دار الإسلام،[٢] وتقع الدار عند جبل الصفا كما أسلفنا، وقد تصدّق بها الأرقم -بعد ظهور الإسلام- على ولده، والذي قضى بعدم توارثها أو بيعها، واستمر الحال كذلك حتى زمن خلافة أبي جعفر،[٢] وصاحبها سابع من أسلم من المسلمين.[٣]

اسم صاحب دار الأرقم

هو الأرقم بن عبد مناف -المشهور بأبي الأرقم- بن أسد المخزومي، شهد بدرا وما بعدها، وتوفي في سنة 53 هـ وله من العمر 83 سنة.[٤]

قصص صحابة أسلموا في دار الأرقم

تشرفت دار الأرقم بأن كانت مهد الدعوة الأولى، وأسلم فيها العديد من الصحابة، نذكر منهم:

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

كان عمر بن الخطاب من أشد الواقفين في وجه الدعوة الإسلامية الوليدة، ولم يكن يضاهيه في ذلك غير أبي جهل، وكان إسلامه مفاجئا لأهل مكة، وحتى للمسلمين، ونلخّص إسلام عمر بالمراحل التالية:[٥]

  • توجه عمر حاملا سيفه يريد قتل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن معه من الصحابة.
  • لَقِيَه أحد الصحابة غير المعروفين بإسلامهم، وحاول أن يثنيه عن ذلك بتخويفه من انتقام بني عبد مناف ولكنه لم يستجب.
  • عندها قدّم الصحابي المصلحة العامة على المصلحة الخاصة بأن كشف عن إسلام أخت عمر وزوجها، ودعاه إلى تصحيح أخطاء بيته أولا.
  • تحول غضب عمر إلى بيت أخته، وذهب إلى بيته.
  • عندما وصل إليهم كان خباب بن الأرت يعلمهم سورة (طه)، فلما أحسوا بعمر اختبأ خباب وأخفت فاطمة الصحيفة.
  • تساءل عمر عما سمعه عنهم، فأنكرت فاطمة ذلك.
  • ضرب عمر زوج أخته وضرب أخته حتى أدمى وجهها.
  • وقفت فاطمة بعزة المسلم وقالت بأنهما أسلما فافعل ما شئت.
  • عندما رأى عمر الدم على وجه أخته ندم وهدأ وطلب منها أن تعطيه الكتاب ليقرأه، ولكن فاطمة رفضت حتى يغتسل.
  • نفّذ عمر أمر أخته وأخذ الكتاب، فلما قرأ شيئا من السورة أعجب بالكلام وتأثّر ومدحه.
  • خرج عندها خباب وأخذ عمر إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • ذهب عمر إلى دار الأرقم وما زال يحمل سيفه.
  • لما رآه الصحابة على هذه الصورة خافوا على رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-.
  • أمر النبي بإدخاله وعدم تدخّل أي من الصحابة الحاضرين بما فيهم عمه حمزة.
  • قام النبي محمد إلى عمر وأمسكه من ردائه وهزه بقوة، وسأله عن سبب مجيئه، فأجاب عمر بأنه جاء ليسلم، فكبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.

عمار بن ياسر وصهيب الرومي رضي الله عنهما

وهما من مستضعفي أهل مكة الذين لا عشائر لهم تحميهم، التقيا باب دار الأرقم فسأل كل واحد منهما الآخر عن سبب مجيئه إلى هذا المكان، فقال عمار: جئت لأسمع من محمد، فقال صهيب: وأنا أريد ذلك، فلما دخلا وسمعا كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرض عليهما الإسلام دخلا فيه، ومكثا في الدار يومهم ذلك حتى المساء، ثم خرجوا مستخفين.[٦]

مصعب بن عمير رضي الله عنه

كان مصعب أوسم شباب مكة وأكثرهم تأنّقا، وكانت أمه ثرية وتحبه وتكرمه أشدّ الإكرام، فسمع مصعب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو إلى الإسلام بدار الأرقم، فذهب إليه وأعجب بالإسلام فأسلم، ولكن أمه عندما سمعت بذلك حبسته وعذّبته حتى يعود عن دينه، ولكنه لم يستجب لها، واستمر محبوساً حتى هاجر إلى الحبشة.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب ت أحمد أحمد غلوش (2003)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي (الطبعة 1)، صفحة 156، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب لأستاذ الدكتور سعد المرصفي (2009)، الجامع الصحيح للسيرة النبوية (الطبعة 1)، الكويت:مكتبة ابن كثير، صفحة 852، جزء 3. بتصرّف.
  3. سعيد حوى (1995)، الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية (الطبعة 3)، صفحة 247، جزء 1. بتصرّف.
  4. محمد بن يوسف الصالحي الشامي (1993)، سبل الهدى والرشاد، في سيرة خير العباد، وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 377، جزء 11. بتصرّف.
  5. أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي (2000)، الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 162، جزء 3. بتصرّف.
  6. عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن محمد السلطاني القنطري الجزائري (1982)، في سبيل العقيدة الإسلامية (الطبعة 1)، الجزائر:دار البعث للطباعة والنشر قسنطينة ، صفحة 149، جزء 1. بتصرّف.
  7. أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (1968)، لطبقات الكبرى (الطبعة 1)، بيروت:دار صادر، صفحة 116، جزء 3. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى