محتويات
'); }
المعاملة
فُطر الإنسان على الحياة في مجتمع، وعلى أساس الخبرات التي يكتسبها أيّ إنسان في مراحل التنشئة المختلفة تتشكل شخصيّته وتتبلور في بقية مراحل حياته، ليصبح شخصاً إيجابيّاً ونافعاً في المجتمع، أو عنصراً ضاراً يسبب الأذى لمن حوله، ويرى علماء النفس أنّ هناك علاقة مباشرة وواضحة بين أساليب المعاملة التي ينتهجها أولياء الأمور تجاه أبنائهم وبين طبيعة تكوين الشخصيّة، وبالتالي تعامل الأجيال الجديدة مع بعضهم البعض أو مع أبنائهم في المستقبل، ويمكن قياس الأساليب التي يتبعها الآباء والأمهات في التعامل مع أطفالهم على جميع أساليب التعامل السائدة في المجتمع لملاحظة عدم وجود فروق تذكر.
أساليب المعاملة
أسلوب الحماية الزائدة
يتجلّى هذا الأسلوب في العناية المبالغ بها بالأطفال، سواء العناية الصحيّة أم الاجتماعيّة والنفسيّة، ويصل الأمر إلى التدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياة الفرد، المثال الأكثر انتشاراً على أسلوب الحماية هو تعامل الأمهات والآباء مع الأطفال، بالحرص على اختيار الملابس وجميع ما يخصهم، والتدخل لحل جميع المشكلات التي يمكن أن يواجهونها، ويمكن أن نرى هذا النمط في التعامل بين الزوج وزوجته في المنزل، أو بين الأشقاء الأكبر والأصغر سناً، وحتى بين بعض الأصدقاء.
'); }
أسلوب الصرامة
من السهل أن نجد الأشخاص الصارمين أو القساة في كل مكان، ويتميّزون عند التعامل مع غيرهم باتباع أساليب الأمر والنهي، وتوجيه اللوم والنقد الجارح إلى الآخرين وعدم مراعاة مشاعرهم، ومن الطبيعي أن يكون ذلك الأسلوب ناتجاً عن قسوة وليّ الأمر في التعامل مع الطفل، بمعاقبته على الأخطاء الصغيرة، وعدم ترك مساحة للتجريب والتعلّم، وإحباط رغبات الطفل ممّا يؤدي إلى مشاكل نفسيّة كبيرة بسبب حالة عدم الإشباع النفسي، ونقد الأطفال أمام الغرباء والتقليل من قدراتهم وشأنهم، الأمر الذي يكسب الطفل حالة من العداوة وحب إثبات الذات عند الكبر.
أسلوب المبالغة
يبالغ العديد من الناس عند التعامل مع الآخرين في توقعاتهم بالنسبة لدرجة المودّة والصدق، ففي حالة بدء شراكة جديدة أو علاقة عمل أو صداقة يبدأ الشخص الذي يتبع أسلوب المبالغة في رسم خطط وأحلام مستقبليّة قد لا يمكن من السهل تحقيقها، وعند عدم تحقق تلك الأحلام يبدأ الشعور بالإحباط يدب في الشخص، ويدفع الآخرين لبذل المزيد من الجهد في الطريق الذي رسمه هو بنفسه دون أخذ استشارة من أحد، وبالتالي يتسبب ذلك في انهيار العلاقات فيما بعد.
الأسلوب السويّ
يتمثل هذا الأسلوب في تجنب التعامل وفقاً للأساليب السابقة التي تسبب الكثير من الضغط النفسيّ على الأشخاص المحيطين، وخاصة الأطفال الذين تنطبع تلك التعاملات على شخصيّاتهم، فيجب تقبل الآخر والحرص على الاستماع والانتباه إلى القدرات الجديدة وتنمية عمليّة التعلم من خلال التواصل الاجتماعيّ.