محتويات
'); }
ألا فاسقني خمراً وقل لي: هي الخمر
وصف أبو نواس الخمر في القصيدة الآتية:[١]
ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،
-
-
-
-
-
- ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ
-
-
-
-
فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ،
-
-
-
-
-
- فإن طال هذا عندَهُ قَـصُــرَ الـدهــرُ
-
-
-
-
و ماالغَبْنُ إلاّ أن تـرَانيَ صـاحِـيا
-
-
-
-
-
- و ما الغُنْـمُ إلا أن يُتَـعْـتعني الســكْرُ
-
-
-
-
فَبُحْ باسْمِ من تهوى ، ودعني من الكنى
-
-
-
-
-
- فلا خيرَ في اللذّاتِ من دونها سِتْر
-
-
-
-
ولا خيرَ في فتكٍ بدونِ مجانــة ؛
-
-
-
-
-
- ولا في مجونٍ ليس يتبعُه كفرُ
-
-
-
-
بكلّ أخي فتكٍ كأنّ جبينَه
-
-
-
-
-
- هِلالٌ، وقد حَفّتْ به الأنجمُ الزُّهرُ
-
-
-
-
و خَمّـارَة ٍ نَبّهْتُـها بعد هـجْعـَـة ٍ ،
'); }
-
-
-
-
-
- و قد غـابت الجوزاءُ ، وارتفعَ النّسـرُ
-
-
-
-
فقالت: من الطُّرّاق ؟ قلنا : عصابة
-
-
-
-
-
- خفافُ الأداوَى يُبْتَغَى لهُم خمرُ
-
-
-
-
ولا بدّ أن يزنوا، فقالت: أو الفِدا
-
-
-
-
-
- بأبْلَجَ كالدّينَارِ في طرفهِ فَتْرُ
-
-
-
-
فقلنا لها: هاتِيهِ، ما إن لمِثْلِنا
-
-
-
-
-
- فديناك بالأهْـلينَ عن مثل ذا صَبــرُ
-
-
-
-
فجـاءَتْ بهِ كـالبَدْرِ ليلَة َ تـمّــهِ ،
-
-
-
-
-
- تخالُ به سحراً، وليس به سحْرُ
-
-
-
-
فقُمنـا إليه واحداً بعدَ واحِـدٍ،
-
-
-
-
-
- فكـان بهِ من صَـومِ غُـربتنـا الفِــطــرُ
-
-
-
-
فبِتنا يرانا الله شَرَّ عِصابة ٍ،
دع عنك لومي فإن اللوم إغراء
ردّ على لائميه – كما يقول – لمعاقرة الخمر في القصيدة الآتية:[٢]
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّ اللّوْمَ إغْرَاءُ
-
-
-
-
-
- ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَ الدّاءُ
-
-
-
-
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُ سَاحَتها
-
-
-
-
-
- لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُ سَرّاءُ
-
-
-
-
مِنْ كف ذات حِرٍ في زيّ ذي ذكرٍ
-
-
-
-
-
- لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّ وَزَنّاءُ
-
-
-
-
َقامْت بِإبْريقِها ، والليلُ مُعْتَكِرٌ
-
-
-
-
-
- فَلاحَ مِنْ وَجْهِها في البَيتِ لألاءُ
-
-
-
-
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريق صافيَة ً
-
-
-
-
-
- كأنَّما أخذَها بالعينِ إغفاءُ
-
-
-
-
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى ما يلائمُها
-
-
-
-
-
- لَطافَة ً، وَجَفا عَنْ شَكلِها الماءُ
-
-
-
-
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراً لَمَازَجَها
-
-
-
-
-
- حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ
-
-
-
-
دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَ الزمانُ لهمْ،
-
-
-
-
-
- فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِما شاؤوا
-
-
-
-
لتِلكَ أَبْكِي ، ولا أبكي لمنزلة ٍ
-
-
-
-
-
- كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ
-
-
-
-
حاشى لِدُرَّة َ أن تُبْنَى الخيامُ لها
-
-
-
-
-
- وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُ وَالشّاءُ
-
-
-
-
فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِ فلسفة ً
-
-
-
-
-
- حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنك أشياءُ
-
-
-
-
لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَ امرَأًَ حَرجًا
-
-
-
-
-
- فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّين إزْراءُ
-
-
-
-
بك أستجير من الرّدى
كتب وهو في السجن لمحمد أمين يستجيره في القصيدة الآتية:[٣]\
بكَ أستجيرُ من الرّدَى ،
-
-
-
-
-
- وأعوذُ من سطَوَاتِ باسِكْ
-
-
-
-
وحـيَــاة ِ رأسِـكَ لا أعُــو
-
-
-
-
-
- دُ لمثلِها، وحياة ِ رَاسِكْ
-
-
-
-
مَنْ ذا يكونُ أبا نُوَا
-
-
-
-
-
- سِـكَ إنْ قـتـلـتَ أبـا نــواسِــكْ !؟
-
-
-
-
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة
كتب قبل وفاته في الزّهد القصيدة الآتية:[٤]
يا ربِّ إنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي كَثْرَةً
-
-
-
-
-
- فلقد عَلِمْتُ بِأَنَّ عفوك أَعْظَمُ
-
-
-
-
إِنْ كَانَ لاَ يَرْجُوكَ إِلاَّ مُحْسِنٌ
-
-
-
-
-
- فَمَن الذي يَدْعُو ويَرْجُو المجرم
-
-
-
-
أَدْعُوكَ رَبِّ كما أمرت تَضَرُّعاً
-
-
-
-
-
- فَإِذَا رَدَدَّتَ يَدِي فمن ذا يَرْحَمُ
-
-
-
-
مَالِي إِلَيْكَ وَسِيلَةٌ إِلاّالرَّجَا
-
-
-
-
-
- وَجَمِيلُ عَفْوِكَ ثُمَّ إِنِّي مُسْلِمُ
-
-
-
-
لقد طال في رسم الديار بكائي
قال في وصف الخمرة واللهو:[٥]
لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِ بُكائي
-
-
-
-
-
- و قد طالَ تَردادي بها وعَنائي
-
-
-
-
كأنّي مُريغٌ في الدّيار طَريدة ً ،
-
-
-
-
-
- أرَاها أمَامي مَرّة ً، وَوَرائي
-
-
-
-
فلَمّا بَدا لي اليأسُ عَدّيْتُ ناقَتي
-
-
-
-
-
- عن الدّار، واستوْلى عليّ عَزائي
-
-
-
-
إلى بيتِ حانٍ لا تهرّ كلابُهُ
-
-
-
-
-
- عَليّ، وَلا يُنكِرْنَ طُولَ ثَوَائي
-
-
-
-
فإنْ تكن الصّهباءُ أوْدَتْ بتالِدي .
-
-
-
-
-
- فلم توقِني أُكْرُومَتي وحيائي
-
-
-
-
فما رِمتهُ حتى أتى دون ما حَوتْ
-
-
-
-
-
- يَمينيَ حتّى رَيْطَتي وَحِذائي
-
-
-
-
وَكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِ شرِبْتُها،
-
-
-
-
-
- على قُبْلة ٍ أو موْعدٍ بلِقائي
-
-
-
-
أتتْ دونها الأيامُ . حتى كأنّها
-
-
-
-
-
- تَساقُطُ نُورٍ مِنْ فُتُوقِ سَمَاءِ
-
-
-
-
ترى ضوْءها من ظاهرِ الكأسِ ساطعاً
-
-
-
-
-
- عليكَ، وَإنْ غَطّيْتَها بغطاءِ
-
-
-
-
تباركَ من ساسَ الأُمورَ بعلمه.
-
-
-
-
-
- و فضّلَ هاروناً على الخلفــاءِ
-
-
-
-
نعيشُ بخَيرٍ ما انْطَوَيْنا على التّقَى ،
-
-
-
-
-
- و ما ساسَ دنيانا أبو الأُمناءِ
-
-
-
-
إمامٌ يخافُ اللهَ. حتّى كأنّهُ
-
-
-
-
-
- يُؤمّلُ رُؤْياهُ صَباحَ مَساءِ
-
-
-
-
أشَمُّ، طُوَالُ السّاعدينِ. كأنّما
-
-
-
-
-
- يُناطُ نِجاداَ سيْفِهِ بلواءِ
-
-
-
-
ولا تأخذ عن الأعراب لهواً
قال في وصف الخمر أيضاً:[٦]
دَعِ الأَطلالَ تَسفيها الجَنوبُ
-
-
-
-
-
- وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِها الخُطوبُ
-
-
-
-
وخَلّ لِراكِبِ الوَجْناءِ أرْضاً
-
-
-
-
-
- تَخُبُّ بها النَّجيبة ُ والنّجيبُ
-
-
-
-
بلادٌ نَبْتُها عُشَرٌ وطَلْحٌ،
-
-
-
-
-
- وأكثرُ صيْدِها ضَبُعٌ وذيبُ
-
-
-
-
و لا تأخُذْ عن الأعرابِ لهْواً،
-
-
-
-
-
- ولا عيْشاً فعيشُهُمُ جَديبُ
-
-
-
-
دَعِ الألبانَ يشْرَبُها رِجالٌ،
-
-
-
-
-
- رقيقُ العيشِ بينهُم غريبُ
-
-
-
-
إذا رابَ الْحَلِيبُ فبُلْ عليهِ،
-
-
-
-
-
- و لا تُحرَجْ فما في ذاك حُوبُ
-
-
-
-
فأطْيَبُ منْه صَافِية ٌ شَمُولٌ،
-
-
-
-
-
- يطوفُ بكأسها ساقٍ أديبُ
-
-
-
-
يسْعى بها ، مثل قرنِ الشَّمس، ذو كفلٍ
-
-
-
-
-
- يشْفي الضَّجيعَ بذي ظَلْمِ وتَشْنيبِ
-
-
-
-
أقامَتْ حِقْبَة ً في قَعْرِ دَنٍّ،
-
-
-
-
-
- تفورُ، وما يُحَسُّ لها لهيبُ
-
-
-
-
كأنّ هديرَها في الدّنّ يَحْكي
-
-
-
-
-
- قِرَاة َ القَسّ قابلَهُ الصّليبُ
-
-
-
-
تَمُدُّ بها إليكَ يدَا غُلامٍ
-
-
-
-
-
- أغَنّ ، كأنّهُ رَشأٌ رَبيبُ
-
-
-
-
غذّتهُ صنْعة ُ الدّاياتِ حتّى ،
-
-
-
-
-
- زَها، فَزَهَا به دَلٌّ وطيبُ
-
-
-
-
يَجُرُّ لكَ العِنانَ ، إذا حَساها ،
-
-
-
-
-
- و يفتحُ عقد تكّته الدّبيبُ
-
-
-
-
و إن جَمّشْتهُ خَلَبَتْكَ منهُ
-
-
-
-
-
- طَرَائِفُ تُسْتَخَفّ لَها القُلوبُ
-
-
-
-
ينوءُ برِدْفهِ، فإذا تمشّى
-
-
-
-
-
- تَثَنّى ، في غَلائِلِهِ، قَضِيبُ
-
-
-
-
يكادُ من الدّلالِ، إذا تَثَنّى
-
-
-
-
-
- عليْكَ ، ومن تساقطهِ، يذوبُ
-
-
-
-
و أحمقَ من مُغيّبة ٍ تـراءى
-
-
-
-
-
- إذا ما اخْتانَ لَحْظَتَها مرِيبُ
-
-
-
-
أعاذِلَتي اقْصُري عن بعْضِ لوْمي،
-
-
-
-
-
- فراجي توبتي عندي يخيبُ
-
-
-
-
تَعيّبين الذّنوبَ، وأيّ حُرٍّ،
-
-
-
-
-
- مِن الفِتيانِ، ليسَ لَهُ ذنوبُ
-
-
-
-
فهذا العيشُ لا خِيمُ البوادي ،
-
-
-
-
-
- و هذا العيشُ لا اللبن الحليبُ
-
-
-
-
فأيْنَ البدْوُ من إيوان كِسْرَى ،
-
-
-
-
-
- وأيْنَ منَ المَيادينِ الزُّرُوبُ؟
-
-
-
-
غرِرْتِ بتوبتي ، ولججْتِ فيها ،
-
-
-
-
-
- فشُقّي اليومَ جيبَكِ لا أتوبُ
-
-
-
-
المراجع
- ↑ “ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019.
- ↑ “دع عنك لومي فإن اللوم إغراء”، aldiwan، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019.
- ↑ أبو نواس، ديوان أبي نواس، صفحة 5.
- ↑ أبو نواس، ديوان أبي نواس، صفحة 7.
- ↑ “لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِ بُكائي،”، adab، اطّلع عليه بتاريخ 25-2-2019.
- ↑ أبو نواس، ديوان أبي نواس، صفحة 27.