محتويات
يا للمفضل تكسوني مدائحه
يا للمُفضَل تَكسوني مدائحه
-
-
-
-
- وقد خلعتُ لِباسَ المَنْظَرِ الأنق
-
-
-
وما ازدُهِيتُ وأثوابُ الصِّبا جددٌ
-
-
-
-
- فكيف أُزهى بثوب من صبا خلق
-
-
-
للهِ دَرُّكَ مِن مُهرٍ جَرى وجَرَتْ
-
-
-
-
- عُتْقُ المَذاكي فخابتْ صَفْقةُ العُتُقِ
-
-
-
إنّا بعَثْناك تَبْغي القَولَ من كَثَبٍ
-
-
-
-
- فجِئتَ بالنّجْمِ مَصفوداً من الأفُقِ
-
-
-
وقد تفرّسْتُ فيكَ الفَهْمَ مُلْتَهِباً
-
-
-
-
- من كل وجهٍ كنارِ الفُرسِ في السَّذَقِ
-
-
-
أيْقنْتُ أنّ حِبالَ الشمسِ تُدرِكُني
-
-
-
-
- لمّا بَصُرْتُ بخَيْطِ المَشرِقِ اليَقَقِ
-
-
-
هذا قَريضٌ عن الأملاكِ محْتَجِبٌ
-
-
-
-
- فلا تُذلهُ بإكثارٍ على السّوقِ
-
-
-
كأنّه الرّوْضُ يُبْدي مَنْظراً عَجَباً
-
-
-
-
- وإنْ غَدا وهْوَ مَبذُولٌ على الطُّرُقِ
-
-
-
وكم رِياضٍ بحَزْنٍ لا يَرودُ بها
-
-
-
-
- ليْثُ الشَرى وهيَ مَرْعَى الشادنِ الخَرِقِ
-
-
-
فاطْلبْ مَفاتيحَ بابِ الرّزقِ من مَلِكٍ
-
-
-
-
- أعْطاكَ مِفْتاحَ بابِ السؤدَدِ الغَلِقِ
-
-
-
لَفْظٌ كأنّ مَعاني السكْرِ يَسْكُنُه
-
-
-
-
- فمَن تحفَّظَ بَيْتاً منْه لم يُفِقِ
-
-
-
صَبّحْتَني منه كاساتٍ غَنِيتُ بها
-
-
-
-
- حتى المَنيّة عن قَيلٍ ومُغتبقِ
-
-
-
جَزْلٌ يُشَجِّعُ مَن وافَى له أُذُناً
-
-
-
-
- فهْو الدّواء لِداءِ الجبنِ والقَلَقِ
-
-
-
إذا تَرَنّمَ شادٍ لليَرَاعِ به
-
-
-
-
- لاقى المَنايا بلا خوْفٍ ولا فَرَقِ
-
-
-
وإن تَمَثّلَ صادٍ للصّخورِ بهِ
-
-
-
-
- جادَتْ عليه بعَذْبٍ غيرِ ذي رَنَقِ
-
-
-
فرَتِّبِ النّظْمَ تَرتِيب الحُلِيّ على
-
-
-
-
- شَخْصِ الجَلِيّ بلا طَيشٍ ولا خَرَقِ
-
-
-
الحِجْلُ للرِّجلِ والتاجُ المُنيفُ لِما
-
-
-
-
- فوقَ الحِجاجِ وعِقْدُ الدُّرّ للعُنُقِ
-
-
-
وانْهَض إلى أرضِ قوْمٍ صَوْبُ جَوّهمِ
-
-
-
-
- ذَوْبُ اللُّجَينِ مكانَ الوابلِ الغَدِقِ
-
-
-
يَغْدو إلى الشوْل راعيهِمْ ومِحْلَبُه
-
-
-
-
- قعْبٌ من التّبرِ أو عُسٌّ من الوَرِقِ
-
-
-
وَدَعْ أُناساً إذا أجْدَوْا على رجُلٍ
-
-
-
-
- رَنَوْا إليه بعَينِ المُغْضَبِ الحَنِقِ
-
-
-
كأنما القُرّ منهمْ فهْو مُسْتلِبٌ
-
-
-
-
- ما الصَّيْفُ كاسيهِ أشجاراً من الوَرَقِ
-
-
-
لا تَرْضَ حتى تَرى يُسراك واطِئةً
-
-
-
-
- على رِكابٍ من الإذهابِ كالشّفَقِ
-
-
-
أمامَكَ الخيْلُ مسْحوباً أجِلّتُها
-
-
-
-
- من فاخرِ الوَشْي أو من ناعمِ السَّرَقِ
-
-
-
كأنما الآلُ يَجْري في مَراكِبِها
-
-
-
-
- وَسطَ النهارِ وإن أُسْرِجنَ في الغَسَقِ
-
-
-
كأنها في نُضارٍ ذائبٍ سبَحتْ
-
-
-
-
- واسْتُنقِذَتْ بعد أن أشْفَتْ على الغَرَقِ
-
-
-
ثَقِيلةُ النهْضِ ممّا حُلّيتْ ذَهَباً
-
-
-
-
- فليس تَمْلِكُ غيرَ المَشْيِ والعَنَقِ
-
-
-
تَسْمو بما قُلّدَتْهُ من أعِنّتِها
-
-
-
-
- مُنِيفَةً كصَوادي يَثرِبَ السُّحُقِ
-
-
-
وخُلّةُ الضّرْبِ لا تُبْقي له خِلَلاً
-
-
-
-
- وحُلّةُ الحَرْبِ ذاتُ السَّرْدِ والحَلَقِ
-
-
-
لا تَنْسَ لي نَفَحاتي وانْسَ لي زَلَلي
-
-
-
-
- ولا يَضُرُّكَ خَلْقي واتّبِعْ خُلُقي
-
-
-
فرُبّما ضَرّ خِلٌّ نافِعٌ أبداً
-
-
-
-
- كالرّيقِ يحْدُثُ منه عارِضُ الشَّرَقِ
-
-
-
وعَطْفَةٍ من صديق لا يَدومُ بها
-
-
-
-
- كعَطْفَةِ اللّيلِ بينَ الصّبْحِ والفَلَقِ
-
-
-
فإنْ تَوافَقَ في معْنىً بَنو زَمَنٍ
-
-
-
-
- فإنّ جُلّ المَعاني غيرُ مُتّفِقِ
-
-
-
قد يَبْعُدُ الشيءُ من شيءٍ يُشابِههُ
-
-
-
-
- إنّ السماءَ نَظِيرُ الماءِ في الزَّرَقِ[١]
-
-
-
يا راعي الود الذي أفعاله
يا راعيَ الوُدّ الذي أفعالُهُ
-
-
-
-
- تُغني بظاهرِ أمرِها عن نَعتِها
-
-
-
لو كنتَ حيّاً ما قَطعتُك فاعتذِر
-
-
-
-
- عني إليكَ لخُلّةٍ بأمتّها
-
-
-
فالأرْضُ تَعلَمُ أنّني مُتَصرّفٌ
-
-
-
-
- من فوْقِها وكأنّني من تَحتِها
-
-
-
غَدَرَتْ بيَ الدّنيا وكلُّ مصاحبٍ
-
-
-
-
- صاحبتُهُ غَدْرَ الشّمالِ بأُختِها
-
-
-
شُغفتْ بوامقِها الحَريصِ وأظهرَتْ
-
-
-
-
- مَقتي لِما أظهَرْتُهُ من مَقتِها
-
-
-
لا بُدّ للحَسناءِ من ذامٍ ولا
-
-
-
-
- ذامٌ لنَفسِي غَيرَ سَيّئِ بَخْتِها
-
-
-
ولقد شرِكتُكَ في أساكَ مُشاطِراً
-
-
-
-
- وحَللتُ في وادي الهمومِ وخَبتِها
-
-
-
وكرِهتُ من بعدِ الثلاثِ تجَشُّمي
-
-
-
-
- طُرُقَ العزاءِ على تغيّرِ سَمتِها
-
-
-
وعليّ أنْ أقضِي صَلاتي بَعدما
-
-
-
-
- فاتَتْ إذا لم آتِها في وَقْتِها
-
-
-
إنّ الصّروفَ كما علِمتَ صَوَامتٌ
-
-
-
-
- عَنّا وكل عبارَةٍ في صَمتِها
-
-
-
مُتَفَقّهٌ للدّهرِ إنْ تَسْتَفْتِهِ
-
-
-
-
- نَفسُ امرئ عن جُرمه لا يُفْتِها
-
-
-
وتكونُ كالوَرَقِ الذّنوب على الفتى
-
-
-
-
- ومُصابُهُ ريح تهُبّ لِحَتّها
-
-
-
جازاكَ رَبّكَ بالجِنانِ فهَذِهِ
-
-
-
-
- دارٌوإن حَسُنَت تغرّ بسُحتِها
-
-
-
ضلّ الذي قال البلادُ قديمةٌ
-
-
-
-
- بالطّبعِ كانتْ والأنام كنَبتِها
-
-
-
وأمامنا يوْمٌ تقُومُ هُجُودُهُ
-
-
-
-
- من بَعدِ إبلاءِ العِظامِ ورَفْتِها
-
-
-
لا بُدّ للزّمَنِ المُسيءِ بنا إذا
-
-
-
-
- قَوِيَتْ حبالُ أُخوّةٍ من بتّها
-
-
-
فاللّهُ يَرْحَمُ مَن مضَى مُتَفَضِّلاً
-
-
-
-
- ويقيك من جَزل الخطوب وشَختِها
-
-
-
ويُطيلُ عمركَ للصّديق فطولُهُ
-
-
-
-
- سبَبٌ إلى غَيظِ العُداةِ وكَبتِها[٢]
-
-
-
أشفقت من عبء البقاء وعابه
أشفقت من عبء البقاء وعابه
-
-
-
-
- ومللت من أري الزمان وصابه
-
-
-
ووجدت أحداث الليالي أولعت
-
-
-
-
- بأخي الندى تثنيه عن آرابه
-
-
-
وأرى أبا الخطاب نال من الحجى
-
-
-
-
- حظاً رواه الدهر عن خطابه
-
-
-
لا تطلبن كلامه متشبهاً
-
-
-
-
- فالدر ممتنع على طلابه
-
-
-
أثني وخاف من ارتحال ثنائه
-
-
-
-
- عني فقيد لفظه بكتابه
-
-
-
كلمٌ كنظم العقد يحسن تحته
-
-
-
-
- معناه حسن الماء تحت صبابه
-
-
-
فتشوفت شوقاً إلى نفحاته
-
-
-
-
- أفهامنا ورنت إلى آدابه
-
-
-
والنخل ما عكفت عليه طيوره
-
-
-
-
- إلا لما علمته من أرطابه
-
-
-
ردت لطافته ودحدة ذهنه
-
-
-
-
- وحش اللغات أوانساً بخطابه
-
-
-
والنحل يجني المر من نور الربى
-
-
-
-
- فتصير شهداً في طريق رضابه
-
-
-
عجب الأنام لطول همة ماجد
-
-
-
-
- أوفى به قصر وما أزري به
-
-
-
سهم الفتى أقصى مدى من سيفه
-
-
-
-
- والرمح يوم طعانه وضرابه
-
-
-
هجر العراق تطرباً وتغرباً
-
-
-
-
- ليفوز من سمط العلا بغرابه
-
-
-
والسمهرية ليس يشرف قدرها
-
-
-
-
- حتى يسافر لدنها من غابه
-
-
-
والعضب لا يشفى امرأً من ثأره
-
-
-
-
- إلا بعقد نجاده وقرابه
-
-
-
والله يرعى سرح كل فضيلةٍ
-
-
-
-
- حتى يروحه إلى أربابه
-
-
-
يا من له قلمٌ حكى في فعله
-
-
-
-
- أيم الغضا لولا سواد لعابه
-
-
-
عرفت جدودك إذ نطقت وطالما
-
-
-
-
- لفظ القطا فأبان عن أنسابه
-
-
-
الأمر أيسر مما أنت مضمره
الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ
-
-
-
-
- فاطرَحْ أذاكَ ويسّرْ كلّ ما صَعُبا
-
-
-
ولا يسُرّك إن بلّغته أملٌ
-
-
-
-
- ولا يهمّك غربيبٌ إذا نعبا
-
-
-
إنْ جدّ عالمُكَ الأرضيُّ في نبأٍ
-
-
-
-
- يغشاهُمُ فتصوّرْ جِدّهم لَعبِا
-
-
-
ما الرّأي عندكَ في مَلكٍ تدينُ لهُ
-
-
-
-
- مصرٌأيختارُ دون الرّاحةِ التّعبا
-
-
-
لن تستقيمَ أُمورُ النّاس في عصر
-
-
-
-
- ولا استقامتْ فذا أمناً وذا رعبا
-
-
-
ولا يقومُ على حقٍّ بنو زمنٍ
-
-
-
-
- من عهد آدمَ كانوا في الهوى شُعَبا[٤]
-
-
-
المراجع
- ↑ أبو علاء المعري، “يا للمفضل تكسوني مدائحه”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-22.
- ↑ أبو العلاء المعري (1957م)، سقط الزند، بيروت: دار صادر، صفحة 29-30.
- ↑ أبو العلاء المعري (1957م)، سقط الزند، بيروت: دار صادر، صفحة 125-126.
- ↑ أبو العلاء المعري، “الأمر أيسر مما أنت مضمره”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-22.