محتويات
أبراج ماليزيا
يُعدّ بُرجا بتروناس التوأم (بالإنجليزيّة: Petronas Twin Towers) الموجودين في مدينة كوالالمبور في ماليزيا مقرّ شركة بتروناس، وهي الشركة الوطنيّة للبترول في ماليزيا، حيث تمّ تصميمها من قِبَل المعماريّ الأمريكيّ الأرجنتينيّ سزار بيلي (بالإنجليزيّة: Cesar Pelli)، ويُعدّ هذان الأبرجان من أطول الأبراج في العالم؛ وتمّ الانتهاء من بنائهما عام 1998م، إذ يبلغ ارتفاعهما حوالي 452 متراً، ووصل البُرجان إلى ارتفاعهما الكامل عام 1996م بعد أن تمّت إضافة القمة المستدقة (بالإنجليزية: Spires) أعلاهما، وبذلك أصبحت أبراج بتروناس أعلى المباني في العالم، مُتفوقة بذلك على أبراج سيرز (بالإنجليزيّة: Sears towers) التي كانت تحتل المركز الأوّل والموجودة في شيكاغو، إلّا أنّ أبراج بتروناس فقدت صدارتها لصالح مبنى تايبيه 101 (Taipei 101) الماليّ في تايوان، والذي بلغ ارتفاعه حوالي 508م.[١]
أهمية أبراج ماليزيا
يوصف البُرجان التوأمان بتروناس بأنّهما أيقونة ماليزيا، وقد تمّ الاعتراف بهما دوليّاً كونهما معلماً مميّزاً في ماليزيا،[٢] ويضمّان مجموعة مذهلة من عوامل الجذب مما يجعلهما يرقيان إلى مستوى مكانتهما كرمز عالمي،[٣] منها: وجود منتزه (KLCC) الواسع والجميل الذي يمتد بجانب البرجين التوأمين، ويضمّ العديد من المسارات للمشي، ومسار مخصّص للركض، ونافورة مائية، وبركة سباحة مخصصة للأطفال، بالإضافة إلى وجود مركز مؤتمرات كوالالمبور، ومعرض بتروناس للفنون، كما يضمّ البرجان مركزاً علميّاً يستخدم أسلوب التعليم التفاعليّ مع الأطفال لاكتشاف المواضيع العلمية، ويركّز على الأمور المتعلقة بصناعة البترول، ابتداءً من عصر الديناصورات الذي يُعدّ أصل البترول إلى أحدث المنتجات القائمة على النفط، ويُعرَف هذا المركز باسم مركز بتروساينس العلمي (بالإنجليزيّة: Petrosains)، وهو موجود داخل مركز تسوق كوالالمبور (بالإنجليزيّة: Suria KLCC).[٤]
ويرمز البرجان التوأمان إلى العديد من الصفات، وهي: الطاقة، والثقة، والمبادرة، والتصميم، والشجاعة، والإبداع، والتفاؤل، والتقدُّم، وحماس الأمة، وقد شهدت التنمية الاقتصادية طفرة بعد افتتاح مشروع البرجين التوأمين عام 1999م دلالة على مكانتهما العالمية وتميّزهما.[٢]
تصميم أبراج ماليزيا
يختلف التصميم الداخلي لأبراج ماليزيا عن التصميم الخارجي لها، وفيما يأتي توضيح لكل منهما:
التصميم الخارجي
يتكوّن البُرجان التوأمان من 88 طابقاً، ويكسوهما الفولاذ المُقاوم للصدأ، ويظهر شكل الأبراج من الخارج على شكل نجمة ثمانيّة، حيث يُشبه هذا الشكل رسومات فن الأرابيسك أو ما يُسمى الزخرفة العربية (بالإنجليزية: Arabesque)، ومن الجدير بالذكر أنّ الطابع الإسلاميّ يظهر بشكل جليّ في التصميم؛ إذ يتجلّى ذلك في الطبقات الخمسة للأبراج، والتي تُشير إلى أركان الإسلام الخمسة، ويتناقص محيط الأبراج 5 مرات كلما تمّ الصعود من طبقة إلى أخرى، كما يتجلى الفن الإسلامي بوجود الصواري ذات 63 متراً التي تتوج الأبراج، وبالتالي، عندما يُنظر إلى التصميم بشكل كامل، يُمكن ملاحظة أنّه يشبه مآذن المساجد، ونجمة الإسلام،[٥][٦] ومن الجدير بالذكر أنّ البُرجَين يرتبطان معاً عند الطابقَين: 41 و42 عن طريق جسر مكون من سطحين، يستطيع المشاة التنقل خلالها بين البرجين.[٧]
تُقدّر المساحة الإجمالية التي تضمّ البرجين التوأمين بحوالي 395,000 م2، تنقسم إلى 213,750 م2 مخصّصة للبرجين التوأمين، و186,000 م2 مخصّصة للملحقات،[٨] وقد تمّ استخدام الخرسانة بصورة كبيرة في بناء البرجين التوأمين، على خلاف معظم ناطحات السحاب المصمّمة من الفولاذ؛ لأنّ الخرسانة مادة رخيصة، أرخص بكثير من الفولاذ، كما أنّها مادة مألوفة بالنسبة للمقاولين، وقد ساعد وجود الخرسانة في البناء على تثبيت أساسات البرج وتقليل تمايل الأبراج بسبب الارتفاع،[٣] وقد بلغ وزن البرج الواحد ما يُقارب 300,000 طن،[٨] ولكن ذلك قد يصبح مشكلة بمرور الوقت بسبب ارتفاع المبنى الشاهق، أمّا بالنسبة لديكورات الأبراج فقد تمّ استخدام الفولاذ الصلب في تصميمها.[٣]
وفيما يأتي وصف مختصر لتصميم البرجين التوأمين الخارجي:[٩]
- التصفيح أو التكسية: (بالإنجليزيّة: Cladding)، صُمّمت الواجهة الخارجية على هيئة ماسة متعددة الأوجه تتلألأ في الشمس، وتمّ استخدام الفولاذ المقاوم للصدأ والزجاج الرقائقي (بالإنجليزية: Laminated Glass) في كسوة الجدران، حيث يتميّز الزجاج الرقائقي بأنّه متين، وعازل للصوت، كما يتميز بقدرته على حجب معظم الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مما يمنعها من إحداث أيّ ضرر بالمبنى من الداخل، وشملت الواجهة الخارجية على حوالي 33,000 لوح، وكل واحد من تلك الألواح يرتفع بمقدار طابق واحد ويمتد من الحافة إلى الحافة، وتمّ تشبيك جميع الألواح لتصبح في اتجاه تصاعدي.
- الصهوة أو القبة البرجية: (بالإنجليزيّة: The Pinnacle)، تميّز البرجين التوأمين بوجود زوج من القمم الفولاذية (الصهوة) بطول يصل إلى 73.5 متراً، والتي ساهمت في جعل الأبراج يُصنّفان كأطول مبنى في العالم، وتتألّف كلّ قمة من صارية، وكرة مستديرة في أعلى البرج، وكرة حلقية.
- الجسر المعلّق: (بالإنجليزيّة: The Skybridge)، يرتفع الجسر مسافة 170 متراً عن سطح الأرض، ويبلغ طوله 58.4 متراً، أمّا وزنه فيُقدّر بنحو 750 طن، والجسر مدعّم بقوس ذو مفصلتين، ويحتوي على دبابيس دورانية (محامل كروية) في نهاية كل ساق، أمّا الجزء العلوي من الجسر فيضمّ تاج القوس، القابل للارتفاع إلى الأعلى والهبوط إلى الأسفل.
التصميم الداخليّ
تعكس التصاميم والأنماط التي تُزيّن بهو القاعات الثقافة الماليزية المتعلّقة بالحرف اليدوية التقليدية والنسيج (Songket)، وقد استوحيَت الألواح والشاشات المُستخدَمة في كسوة الجدران من المنحوتات الخشبية التي تميّز الساحل الشرقي لشبه جزيرة ماليزيا، أمّا تصميم الأرضيات فقد تمّ زخرفته بزخارف معقّدة من نسج على شكل نبات الكاذي أو البندان (بالإنجليزية: Pandan) وأمّا أغطية جدران فتمّ تصميمها على شكل أشجار النخيل من نوع القنيطسة أو الغرديبية (بالإنجليزية: Bertam)،[٨] وتضمّ الأبراج في الطوابق السُّفلية قاعة للحفلات الموسيقيّة، والتي تُعدّ مقرّاً للأوركسترا الماليزيّة، كما أنّها تضمّ مكتبة مرجعيّة للأعمال، وممّا لا شك فيه أنّ هذه الأبراج تُعدّ مقراً لعدد كبير من الشركات، مثل: شركة البترول الوطنيّة بتروناس، وشركات ماليزيّة أخرى، بالإضافة إلى شركات متعددة الجنسيّات.[٧]
المراجع
- ↑ “Petronas-Twin-Towers”, www.britannica.com, Retrieved 20-2-2019. Edited.
- ^ أ ب Maged Youssef (7-11-2015), “HOW CAN ONE BUILDING CHANGE A CITY FROM LOCALITY TO INTERNATIONALITY?”, Eastern Mediterranean Academic Research Center, Page 366. Edited.
- ^ أ ب ت Sarah Lee (21-6-2017), “A History of the Petronas Twin Towers in 60 Seconds”، www.theculturetrip.com, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ “Petronas Twin Towers in Kuala Lumpur”, www.kuala-lumpur.ws, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ “Petronas Towers”, www.lonelyplanet.com, Retrieved 20-2-2019. Edited.
- ↑ “PETRONAS Towers”, faculty.arch.tamu.edu,Page 4, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ^ أ ب “Petronas Towers”, www.infoplease.com, Retrieved 20-2-2019. Edited.
- ^ أ ب ت “DESIGN & STRUCTURE”, www.petronastwintowers.com.my, Retrieved 15-7-2020. Edited.
- ↑ Mohammad Aloko (7-2018), Structural Systems of Petronas Twin Towers, Page 4. Edited.