إسلام

آثار مصر الإسلامية

الآثار الإسلامية

بدأ الفن الاسلامي بالظهور في دمشق مع ظهور الدولة الأمويّة، وكانت الفنون المعماريّة أول أشكال الفن الإسلامي التي ظهرت بسبب حاجة المسلمين إلى بناء المساجد كمكان لأداء العبادات، والتجمّع والتشاور، وبعد تفاعل العرب واحتكاكهم مع غيرهم من الحضارات والثقافات بدأ المسلمون يُظهرون تميُّزهم واختلافهم في فنّهم عن غيرهم من الحضارات، واستمرّ الفن الإسلامي بالتطوّر، حيث بدأت كل دولة إسلامية تتميّز بطراز خاص بها، فظهر الطراز العباسيّ في بغداد، والطراز العثماني في تركيا، والطراز الفاطمي والمملوكي في مصر، والطراز الفارسي في فارس.[١]

خصائص الآثار الإسلامية

تُعدّ العمارة الإسلامية إحدى أكثر تقاليد البناء شهرة في جميع أنحاء العالم،[٢] إذ يتمتّع الفن الإسلامي بالعديد من السمات التي ارتبطت فيه منذ نشأته، والتي أكسبته مظهراً خاصّاً ميّزه عن غيره من الفنون، وتُعدّ الزخرفة التي زيّنت المساجد، والقصور، والأسبلة من أهمّ السمات التي ارتبطت به وميّزته بسبب دقّتها وحِرَفيَّتها.[١] كما اشتُهر الفن الإسلامي منذ القرن السابع الميلادي بألوانه الزاهية، واستخدامه للصور المتناظرة، وفيما يأتي أهمّ ما يُميّز الفن الإسلامي:[٢]

  • المآذن: تُعدّ المآذن من أقدم العناصر التي تميّز الفن الإسلامي، وهي عبارة عن برج أو هيكل متدرّج يضمّ مجموعة من النوافذ صغيرة الحجم، ودرج مغلق.
  • الأقواس: تُعدّ الأقواس من العناصر التي تميّز الفن الإسلامي، وقد يُبنى القوس في مداخل المباني الدينية والثقافية أو داخلها، وتشمل عدة أشكال رئيسية وهي؛ المدببة، والمفصصة، وحدوة الفرس.
  • التفاصيل الزخرفية: يهتمّ الفن الإسلامي بالتفاصيل الزخرفية، إذ يتمّ زخرفة الديكورات الداخلية للمباني باستخدام الفسيفساء الهندسية، والأحجار المشكالية العجيبة المتلألئة، والزخارف الخطية الجميلة.

آثار مصر الإسلامية

يوجد في مصر العديد من الآثار الإسلاميّة، والتي تعود إلى عصور متنوعة، أُسِّست أثناء تعاقب فترات الحكم الإسلاميّ في مصر، وفيما يأتي معلومات عن أهمّ الآثار الإسلاميّة الموجودة في مصر:

المساجد

  • جامع عمرو بن العاص: يقع جامع عمرو بن العاص في مدينة القاهرة؛ تحديداً في حيّ مصر القديمة في منطقة الفسطاط، ويُعدّ أول مسجد أُسِّس في مصر، وكان ذلك بعد فتح عمرو بن العاص لها عام 641م الموافق لعام 21هـ،[٣] ويشمل الجامع الأقسام الآتية:[٤]
    • الأروِقة المُخصَّصة للصلاة: تكوّن مسقط المسجد ذو الشكل الأفقي في بداياته من ظلّة واحدة ذات شكل مستطيل؛ حتّى يتناسب مع الصفوف الخاصة بالصلاة، ومع مرور الوقت ازداد عدد ظلّات المسجد ليصل إلى أربعة.
    • مداخل الجامع: انتشرت في المسجد مجموعة من المداخل على حوائطه؛ إلّا حائط القبلة لم يكن فيه أيّ باب، واستُخدِمت المداخل للوصول بشكل مباشر إلى أروقة الصلاة.
    • فناء الجامع: يُعرَف أيضاً باسم الصحن، ولم يكن موجوداً في التصميم الأول للجامع، وظهر مع مرحلة الحكم الأموي لمصر، ويتوسط الظلات الأربعة الموجودة في المسجد.
    • مآذن الجامع: ويعود بناؤها إلى عصر الحكم الأموي؛ حيث لم تظهر في أول تصميم للمسجد، ويصل عددها إلى أربعة، وتتوزّع على زوايا المسجد.
    • محراب الجامع: ويحتوي على منبر مصنوع من الخشب، ولم يظهر في التصميم الأول للجامع، بل ظهر في عصر الحكم الأموي.
    • منبر الجامع: هو منبر موجود منذ تأسيس المسجد.
  • مسجد أحمد بن طولون: يُصنَّف مسجد أحمد بن طولون في المرتبة الثالثة بين المساجد الموجودة في مصر من حيث النشأة، وأُسِّس في زمن أحمد بن طولون؛ حتّى يكون جامعاً يجمع النّاس أثناء صلاة الجُمعة، وتصل مساحته إلى حوالي 6.5 فدّان،[٣] ويشمل مسجد أحمد بن طولون الأقسام الآتية:[٤]
    • الظلّات المُخصصة للصلاة: يوجد في مسجد أحمد بن طولون أربع ظلات، وتُعدّ ظلّة القبلة أكبرها حجماً، وتلتفّ هذه الظلّات حول صحن المسجد، وتتميّزُ بشكلها المُستطيل الذي يتوافق مع الصفوف الخاصة بالصلاة.
    • مداخل المسجد: يشمل تصميم المسجد عدّة مداخل؛ سواءً أكانت داخله، أم ضمن الإضافات الخارجيّة، وتقع جميعها في الحوائط الخلفية والجانبيّة، كما تقع أربعة أبواب في ظلّة القبلة التي يُعتقَد أنّها كانت مُخصَّصة للأمير وحاشيته.
    • صحن المسجد: يقع وسط الجامع، وتلتفّ حوله الظلّات الأربع، ويزوّدها الصحن بالإضاءة والهواء، أمّا مكان الوضوء (الميضأة) فيقع خارج الصحن؛ للمحافظة على طهارة المسجد ونظافته.
    • مئذنة المسجد: أُسِّست المئذنة الخاصة بالمسجد وفقاً لتصميم المآذن الملويّة الموجودة في العراق، وتقع المئذنة في الإضافة الخلفيّة التابعة للمسجد، وتتشابه مع مسجد سامراء، ويمتد للمئذنة سلم خارجيّ يصل إلى سطح قاعدتها، يليه سلم دائري في منطقتها الخارجيّة للوصول إلى أعلى المئذنة.
    • محراب المسجد: تقع وسط محراب الجامع ظلّة القبلة، وتوجد أعلى المحراب قبّة مصنوعة من الخشب، كما توجد أربعة محاريب مصنوعة من الجبص المسطّح في أماكن أخرى.
  • الجامع الأزهر: يقع الجامع الأزهر في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة في أراضي مدينة القاهرة، ويوجد تحديداً قُرب القصر الكبير الشرقيّ، بين حي الديلم شمالاً، وحي الترك جنوباً، وأُسِّس في عهد جوهر الصقلي، ويُصنَّف في المرتبة الرابعة بين مساجد مصر من حيث الإنشاء، ويُعدّ المسجد الرئيسيّ للقاهرة، وبدأت عملية تأسيسه وإنشائه عام 970م، وقامت أول صلاة جمعة في الجامع الأزهر في 22 حزيران/يونيو عام 972م، الموافق لـ 7 رمضان عام 361هـ.[٥]
  • جامع علي باشا: هو أحد أهمّ معالم القاهرة،[٦] وقد تمّ بناؤه على الطراز العثماني،[٧] حيث اقتبِس تصميمه من مسجد السلطان أحمد في اسطنبول،[٨] وعُرِف بالعديد من المُسميّات كمسجد الألبستر، أو مسجد المرمر بسبب استخدام هذا النوع من الرخام النادر في تغطية جدرانه،[٦] إذ إنّ واجهاته الحجرية الأربعة مكسوّة بشكل كامل به، ويقع المسجد داخل قلعة صلاح الدين في الركن الشمالي الغربي منها ويطل على مدينة القاهرة،[٨] ويتألّف من مبنىً رخامي يحيط به مقصورة من النحاس المذّهب والمزخرفة بزخارف إسلامية وتركية،[٦] كما يتألف من مئذنتين شامختين يُمكن رؤيتهما من أيّ مكان في مدينة القاهرة، وتُعدّ الواجهة الشمالية الشرقية هي الواجهة الرئيسية للمسجد، وتضمّ باباً خشبيّاً ذا مصراعين يعلوه عقد نصف دائري مزخرف بزخارف نباتية مفرغة يُمثل المدخل الرئيسي.[٨]

القصور والقلاع

تضمّ مصر العديد من القصور والقلاع التاريخية، وفيما يأتي أهمّها:

  • قلعة صلاح الدين: تُعرَف هذه القلعة باسم قلعة الجبل، وتمتاز بموقع دفاعيّ استراتيجي، فقد أسّسها صلاح الدين على مقربة من جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة في حي القلعة؛ حتى يستطيع الإشراف بشكل تام على القاهرة، وبالتالي حمايتها من الغزوات التي قد تتعرّض لها، وفي عام 1208م أكمل أخوه الملك العادل بناءها، حيث يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، وتُعدّ من أهمّ وأفخم القلاع الحربية، وتُشكّل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين مدينتي الفسطاط والقاهرة، بالتالي فهي تسيطر عليهما.[٩]
  • قصر بشتاك: تمّ تأسيس القصر على يد الأمير سيف الدين بشتاك الناصري في الفترة التي تتراوح بين عامي 1334-1339م، وقد كان موقع هذا القصر جزءاً من القصر الكبير الشرقي في العصر الفاطمي وكان مُلكَاً للسلطان الناصر محمد، حيث اشترى الأمير بشتاك الذي كان مُقرّباً من السلطان الموقع وبنى القصر عليه؛ بهدف أن يكون مواجهاً لقصر منافسه الأمير قوصون، إلّا أنّه باعه بعد الانتهاء من بنائه، ويقع القصر في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويُطل أحد مداخله على حارة درب قرمز من الناحية الشرقية له، وما زال القصر يحتفظ ببعض أجزائه كالاسطبل الذي لا يزال قائماً حتى هذا الوقت.[١٠]
  • قصر الجوهرة: يقع قصر الجوهرة داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي في الجهة الجنوبية الغربية، بجانب قلعة محمد علي، وتمّ بناؤه في بين عامي 1811-1814م على أنقاض بعض القصور المملوكية التي تعود إلى عصر الملك الأشرف قايتباي والسلطان الغوري ليكون مقرّاً لإقامة الولاة، ومنهم محمد علي باشا، حيث خُصّص لإقامته ولاستقبالاته الرسمية، ويتألّف القصر من العديد من القاعات والغرف ذات الجدران المزيّنة والأسقف المنقوشة والمزخرفة بزخرفة مذهّبة، وكل قاعة تتميّز بنقوش تختلف عن باقي القاعات، كما يتألّف من جناح مخصّص لاستقبال الضيوف وإقامتهم، وقد تمّ تحويل القصر إلى متحف.[١١][١٢]

المدارس

تضمّ مصر العديد من المدارس التاريخية، وفيما يأتي أهمّ هذه المدارس:

  • مدرسة الصالح نجم الدين أيوب: تمّ إنشاء المدرسة على جزء من المساحة التي كان يشغلها القصر الشرقي الفاطمي، وتُعدّ أول مدرسة في مصر أُنشئت بهدف تدريس المذاهب الفقهية السنية الأربعة، ثمّ أصبحت المدرسة عبارة عن مجمّع معماري أيوبي في قلب القاهرة الفاطمية؛ وذلك بعد أن وضعت شجرة الدر ضريح زوجها السلطان الصالح نجم الدين بعد وفاته عام 1250م، وبعدها تطوّر نظام المجمّعات في العصر المملوكي، حيث أصبح ذلك أسلوباً معمارياً جديداً اتّبعه السلاطين المماليك لإنشاء مجمّعاتهم المهمة المطلّة على شارع المعز كمجمع قلاوون، وتقع المدرسة الصالحية في مدينة القاهرة، في شارع المعز لدين الله الفاطمي، المعروف باسم طريق مواكب الفاطميين الشيعة (بين القصرين).[١٣]
  • المدرسة الناصرية: بدأ الملك العادل زين الدين كتبغا بتأسيس المدرسة الناصرية، إلّا أنّ الملك الناصر محمد بن قلاوون اشترى المدرسة قبل إتمام بنائها، وبعدها أمر بإكمالها عام 1304م، وتمّ تصميمها على الطراز القوطي، حتى أنّ بابها صمّم على غرار إحدى كنائس مدينة عكا، وتتميّز المدرسة بواجهتها التي يبلغ ارتفاعها 21.42 متراً، وتشمل على ثلاث حنيات بنفس ارتفاع الواجهة، ويوجد أسفل كل حنية نافذة صغيرة، إحدى تلك النوافذ تُطل على إيوان القبلة، والنافذتات الأخريتان تطلّان على القبة، ويعلو تلك النوافذ عقود مزخرفة بزخارف نباتية.[١]
  • مدرسة السلطان حسن: تمّ إنشاء مدرسة ومسجد السلطان حسن خلال الفترة التي تتراوح بين عامي 1356-1363م على يد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، ويُعدّ من أكبر المساجد المصرية القديمة وأعلاها، ويتألّف من ساحة مكشوفة في الوسط، وأربعة أبواب في زواياه، تستخدم للدخول إلى أربعة مدراس مخصّصة لتدريس المذاهب الأربعة، وتقع المدرسة في نهاية شارع محمد علي أمام جامع الرفاعي في ميدان القلعة أو ما يُعرَف بميدان صلاح الدين، وتُعدّ القباب الداخلية والخارجية للمسجد أهمّ ما يميّزه، فهي مُصمّمة على غرار الفنون والعمارة الأرمينية، وكمعظم المعالم الإسلامية في القاهرة تمّ ترميم المسجد أكثر من مرة على مر العصور وحتى القرن العشرين.[١٤]

القباب والأضرحة

تضمّ مصر العديد من القبب والأضرحة، ويُعدّ ضريح وقبة الإمام الشافعي أهمّها، فهو من أكبر الأضرحة في مصر، وهو عبارة عن طابقين بارتفاعين مختلفين، الطابق الأول يرتفع مسافة 10.62 متراً عن سطح الأرض، بينما يبلغ ارتفاع الطابق الثاني 6.16 متراً، ويتألّف من مدخل رئيسيّ يبلغ اتساعه 1.58 متراً، ورُدهة مُزيّنة بلوحة من الفسيفساء مصنوعة من الخزف على شكل نجمة، كما يحتوي الضريح على نافذتان واسعتان من أجل توفير الإضاءة له، حيث يبلغ طول النافذة الواحدة حوالي 2.5 متراً، وعرضها حوالي 2 متراً، إحداهما في الجهة الشمالية، والأخرى في الجهة الشمالية الشرقية للضريح وتعلوهما زخرفات خشبية، وهناك أربعة محاريب موجودة بجدار الضريح، ثلاثة منها زُيّنت تجاويفها بأشرطة من الرخام الملون، وزُيّنت من الأعلى بالخشب المنقوش، أمّا المحراب الرابع الصغير فهو مطل على اتجاه القبلة، وهو مزيّن بالرخام الملون من الداخل، وتتميّز جدرانها بزخارفها، وتعلوها نوافذ ذات عقد مدبب، وتضمّ جدران المحاريب ثلاث لوحات رخامية، تشير اثنتان منها إلى تجديد قايتباي للقبة، وهي مكسوة بألواح من الرصاص، كما يوجد أعلى القبة قارب برونزي يُعرَف بالعشار يبرز منه الهلال.[١][١٥]

وتمّ بناء القبة عام 1211م في عهد الملك الكامل،[١] وتُعدّ من أجمل القباب في مصر، وهي عبارة عن قاعدة مربعة الشكل تعلوها قبة خشبية، وتنتهي القاعدة بشرفات مسننة، وأسفل تلك الشرفات يوجد محاريب ذات عقود مثلثة الشكل ومزخرفة بزخارف جصية، ويقع هذا المَعْلم الإسلامي الشهير في شارع الإمام الشافعي، وكان يستخدم كمدرسة لتعليم المذاهب السنية الأربعة ونشرها، وكغيره من المعالم تمّ ترميم هذا المَعْلم ليظهر بالشكل الحالي، وذلك في عهد الخديوي توفيق، ولم يُبقِ الخديوي إلّا على الضريح الخشبي منقوش عليه نقوش وكتابات بالخط الكوفي.[١٥]

آثار أخرى

تضمّ مصر العديد من الآثار القديمة الأخرى، وفيما يأتي بعض تلك الآثار:

  • حصن الجزيرة: يُعدّ حصن الجزيرة من الآثار الإسلاميّة التي تعود إلى حكم الدولة الطولونيّة لمصر، وقد شُيِّد في منطقة جزيرة الروضة في عهد أحمد بن طولون عام 876م، وظلّت عمليات بناء حصن الجزيرة مستمرة لمدة 10 شهور، وأنفق ابن طولون على عملية بنائه حوالي 80,000 دينار من الذهب، ولم تظلّ أيّ آثار تشير إلى حصن الجزيرة؛ إذ اختفى بالتدريج نتيجة لتأثره بماء نهر النيل، وأُسِّست في نفس موقعه قلعة الروضة في عهد السلطان نجم الدين أيوب.[٥]
  • مشهد آل طباطبا: يُعدّ مشهد آل طباطبا من الآثار الإسلاميّة التابعة للدولة الإخشيديّة التي حكمت مصر، ويعود بناؤه إلى عام 943م، ويُشكّل مساحة ذات شكل مستطيل يصل طولها إلى حوالي 30 متراً، أمّا عرضها فيُقدَّر بحوالي 20 متراً، وتقع قبّتان في جهتها الجنوبيّة، ويلتف حول المشهد جدار يحتوي مدخلاً في قسمها الشماليّ الشرقيّ، وفي يسار المدخل تقع حجرة حديثة البناء ذات شكل مربع، وتعلوها قبة، وفي الحجرة أيضاً بئر يزوّد مشهد آل طباطبا بالماء.[٥]
  • الحمّام الفاطميّ: يُمثّل الحمّام الفاطميّ جزءاً من الآثار الإسلاميّة الموجودة في مصر، والتي تعود إلى عصر حكم الدولة الفاطميّة؛ واكتُشِف الحمّام الفاطمي عام 1932م في أراضي منطقة كوم الجارح، وتحديداً عند طرف تلّ كوم الجارح، أُسِّس الحمّام على منطقة صخريّة بشكل مباشر؛ حتّى يساعد الانحدار الطبيعي للمنطقة على الحصول على الماء وتصريفه بشكل جيد، ويُستنتَج من طبيعة بنائه أنّه متأثر بطريقة بناء الحمامات الرومانيّة؛ فهو يحتوي على غرفة واسعة تُستخدَم كقاعة باردة، مُخصَّصة للاسترخاء وتبديل الملابس، وعلى يسارها تقع غرفة تُستخدَم كقاعة دافئة، توصِل الشخص إلى الغرفة الساخنة التي تقع أعلى غرفة التسخين، كتلك التي استُخدِمت في الحمامات الرومانيّة، تليها غرفة الاستحمام أو القاعة الساخنة.[٥]

وللتعرف أكثر على السياحة في مصر بشكل عام يمكنك قراءة المقال السياحة في مصر

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج علياء عكاشة (2008)، العمارة الإسلامية في مصر، الجيزة-مصر: بردي للنشر، صفحة 5, 6, 64, 69. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “فن العمارة الإسلامية من الألف إلى الياء”، russia-islworld.ru، 21-11-2019، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “آثار مدينة القاهرة الاسلامية”، www.sis.gov.eg، 29-12-2015، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب شوكت القاضي (1998)، العمارة الإسلامية في مصر (النظرية والتطبيق)، مصر: جامعة أسيوط، صفحة 59, 62. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث د. أحمد عبد الرازق أحمد (1999)، تاريخ وآثار مصر الإسلامية، القاهرة-مصر: دار الفكر العربي، صفحة: 113-114، 161، 219، 267-268. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت مروه رسلان (28-12)، “”الجامع المرمر”.. شيده محمد علي باشا لينافس القصور العثمانية”، www.egyptiangeographic.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  7. “جامع محمد علي بقلعة الجبل في القاهرة”، islamstory.com، 12-10-2016، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت “Discover Islamic Art”، islamicart.museumwnf.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  9. “قلعة صلاح الدين الايوبى”، www.sis.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  10. “قــصــر الأمير بــشــتــاك”، www.antiquities.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  11. “محافظة القاهرة”، www.cairo.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  12. “مصر المحروسة.. فى قلعة صلاح الدين الأيوبى إحدى أهم معالم القاهرة”، www.misrelmahrosa.gov.eg، 8-5-2018، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  13. طارق تركي، “Discover Islamic Art-مدرسة الصالح نجم الدين أيوب”، islamicart.museumwnf.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  14. “مسجد ومدرسة السلطان حسن”، egymonuments.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  15. ^ أ ب ضياءالعبيرة (23-2-2017)، “الاضرحة في العصر الايوبي ( ضريح الامام الشافعي )”، art.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

مقالات ذات صلة

الآثار الإسلامية

بدأ الفن الاسلامي بالظهور في دمشق مع ظهور الدولة الأمويّة، وكانت الفنون المعماريّة أول أشكال الفن الإسلامي التي ظهرت بسبب حاجة المسلمين إلى بناء المساجد كمكان لأداء العبادات، والتجمّع والتشاور، وبعد تفاعل العرب واحتكاكهم مع غيرهم من الحضارات والثقافات بدأ المسلمون يُظهرون تميُّزهم واختلافهم في فنّهم عن غيرهم من الحضارات، واستمرّ الفن الإسلامي بالتطوّر، حيث بدأت كل دولة إسلامية تتميّز بطراز خاص بها، فظهر الطراز العباسيّ في بغداد، والطراز العثماني في تركيا، والطراز الفاطمي والمملوكي في مصر، والطراز الفارسي في فارس.[١]

خصائص الآثار الإسلامية

تُعدّ العمارة الإسلامية إحدى أكثر تقاليد البناء شهرة في جميع أنحاء العالم،[٢] إذ يتمتّع الفن الإسلامي بالعديد من السمات التي ارتبطت فيه منذ نشأته، والتي أكسبته مظهراً خاصّاً ميّزه عن غيره من الفنون، وتُعدّ الزخرفة التي زيّنت المساجد، والقصور، والأسبلة من أهمّ السمات التي ارتبطت به وميّزته بسبب دقّتها وحِرَفيَّتها.[١] كما اشتُهر الفن الإسلامي منذ القرن السابع الميلادي بألوانه الزاهية، واستخدامه للصور المتناظرة، وفيما يأتي أهمّ ما يُميّز الفن الإسلامي:[٢]

  • المآذن: تُعدّ المآذن من أقدم العناصر التي تميّز الفن الإسلامي، وهي عبارة عن برج أو هيكل متدرّج يضمّ مجموعة من النوافذ صغيرة الحجم، ودرج مغلق.
  • الأقواس: تُعدّ الأقواس من العناصر التي تميّز الفن الإسلامي، وقد يُبنى القوس في مداخل المباني الدينية والثقافية أو داخلها، وتشمل عدة أشكال رئيسية وهي؛ المدببة، والمفصصة، وحدوة الفرس.
  • التفاصيل الزخرفية: يهتمّ الفن الإسلامي بالتفاصيل الزخرفية، إذ يتمّ زخرفة الديكورات الداخلية للمباني باستخدام الفسيفساء الهندسية، والأحجار المشكالية العجيبة المتلألئة، والزخارف الخطية الجميلة.

آثار مصر الإسلامية

يوجد في مصر العديد من الآثار الإسلاميّة، والتي تعود إلى عصور متنوعة، أُسِّست أثناء تعاقب فترات الحكم الإسلاميّ في مصر، وفيما يأتي معلومات عن أهمّ الآثار الإسلاميّة الموجودة في مصر:

المساجد

  • جامع عمرو بن العاص: يقع جامع عمرو بن العاص في مدينة القاهرة؛ تحديداً في حيّ مصر القديمة في منطقة الفسطاط، ويُعدّ أول مسجد أُسِّس في مصر، وكان ذلك بعد فتح عمرو بن العاص لها عام 641م الموافق لعام 21هـ،[٣] ويشمل الجامع الأقسام الآتية:[٤]
    • الأروِقة المُخصَّصة للصلاة: تكوّن مسقط المسجد ذو الشكل الأفقي في بداياته من ظلّة واحدة ذات شكل مستطيل؛ حتّى يتناسب مع الصفوف الخاصة بالصلاة، ومع مرور الوقت ازداد عدد ظلّات المسجد ليصل إلى أربعة.
    • مداخل الجامع: انتشرت في المسجد مجموعة من المداخل على حوائطه؛ إلّا حائط القبلة لم يكن فيه أيّ باب، واستُخدِمت المداخل للوصول بشكل مباشر إلى أروقة الصلاة.
    • فناء الجامع: يُعرَف أيضاً باسم الصحن، ولم يكن موجوداً في التصميم الأول للجامع، وظهر مع مرحلة الحكم الأموي لمصر، ويتوسط الظلات الأربعة الموجودة في المسجد.
    • مآذن الجامع: ويعود بناؤها إلى عصر الحكم الأموي؛ حيث لم تظهر في أول تصميم للمسجد، ويصل عددها إلى أربعة، وتتوزّع على زوايا المسجد.
    • محراب الجامع: ويحتوي على منبر مصنوع من الخشب، ولم يظهر في التصميم الأول للجامع، بل ظهر في عصر الحكم الأموي.
    • منبر الجامع: هو منبر موجود منذ تأسيس المسجد.
  • مسجد أحمد بن طولون: يُصنَّف مسجد أحمد بن طولون في المرتبة الثالثة بين المساجد الموجودة في مصر من حيث النشأة، وأُسِّس في زمن أحمد بن طولون؛ حتّى يكون جامعاً يجمع النّاس أثناء صلاة الجُمعة، وتصل مساحته إلى حوالي 6.5 فدّان،[٣] ويشمل مسجد أحمد بن طولون الأقسام الآتية:[٤]
    • الظلّات المُخصصة للصلاة: يوجد في مسجد أحمد بن طولون أربع ظلات، وتُعدّ ظلّة القبلة أكبرها حجماً، وتلتفّ هذه الظلّات حول صحن المسجد، وتتميّزُ بشكلها المُستطيل الذي يتوافق مع الصفوف الخاصة بالصلاة.
    • مداخل المسجد: يشمل تصميم المسجد عدّة مداخل؛ سواءً أكانت داخله، أم ضمن الإضافات الخارجيّة، وتقع جميعها في الحوائط الخلفية والجانبيّة، كما تقع أربعة أبواب في ظلّة القبلة التي يُعتقَد أنّها كانت مُخصَّصة للأمير وحاشيته.
    • صحن المسجد: يقع وسط الجامع، وتلتفّ حوله الظلّات الأربع، ويزوّدها الصحن بالإضاءة والهواء، أمّا مكان الوضوء (الميضأة) فيقع خارج الصحن؛ للمحافظة على طهارة المسجد ونظافته.
    • مئذنة المسجد: أُسِّست المئذنة الخاصة بالمسجد وفقاً لتصميم المآذن الملويّة الموجودة في العراق، وتقع المئذنة في الإضافة الخلفيّة التابعة للمسجد، وتتشابه مع مسجد سامراء، ويمتد للمئذنة سلم خارجيّ يصل إلى سطح قاعدتها، يليه سلم دائري في منطقتها الخارجيّة للوصول إلى أعلى المئذنة.
    • محراب المسجد: تقع وسط محراب الجامع ظلّة القبلة، وتوجد أعلى المحراب قبّة مصنوعة من الخشب، كما توجد أربعة محاريب مصنوعة من الجبص المسطّح في أماكن أخرى.
  • الجامع الأزهر: يقع الجامع الأزهر في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة في أراضي مدينة القاهرة، ويوجد تحديداً قُرب القصر الكبير الشرقيّ، بين حي الديلم شمالاً، وحي الترك جنوباً، وأُسِّس في عهد جوهر الصقلي، ويُصنَّف في المرتبة الرابعة بين مساجد مصر من حيث الإنشاء، ويُعدّ المسجد الرئيسيّ للقاهرة، وبدأت عملية تأسيسه وإنشائه عام 970م، وقامت أول صلاة جمعة في الجامع الأزهر في 22 حزيران/يونيو عام 972م، الموافق لـ 7 رمضان عام 361هـ.[٥]
  • جامع علي باشا: هو أحد أهمّ معالم القاهرة،[٦] وقد تمّ بناؤه على الطراز العثماني،[٧] حيث اقتبِس تصميمه من مسجد السلطان أحمد في اسطنبول،[٨] وعُرِف بالعديد من المُسميّات كمسجد الألبستر، أو مسجد المرمر بسبب استخدام هذا النوع من الرخام النادر في تغطية جدرانه،[٦] إذ إنّ واجهاته الحجرية الأربعة مكسوّة بشكل كامل به، ويقع المسجد داخل قلعة صلاح الدين في الركن الشمالي الغربي منها ويطل على مدينة القاهرة،[٨] ويتألّف من مبنىً رخامي يحيط به مقصورة من النحاس المذّهب والمزخرفة بزخارف إسلامية وتركية،[٦] كما يتألف من مئذنتين شامختين يُمكن رؤيتهما من أيّ مكان في مدينة القاهرة، وتُعدّ الواجهة الشمالية الشرقية هي الواجهة الرئيسية للمسجد، وتضمّ باباً خشبيّاً ذا مصراعين يعلوه عقد نصف دائري مزخرف بزخارف نباتية مفرغة يُمثل المدخل الرئيسي.[٨]

القصور والقلاع

تضمّ مصر العديد من القصور والقلاع التاريخية، وفيما يأتي أهمّها:

  • قلعة صلاح الدين: تُعرَف هذه القلعة باسم قلعة الجبل، وتمتاز بموقع دفاعيّ استراتيجي، فقد أسّسها صلاح الدين على مقربة من جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة في حي القلعة؛ حتى يستطيع الإشراف بشكل تام على القاهرة، وبالتالي حمايتها من الغزوات التي قد تتعرّض لها، وفي عام 1208م أكمل أخوه الملك العادل بناءها، حيث يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، وتُعدّ من أهمّ وأفخم القلاع الحربية، وتُشكّل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين مدينتي الفسطاط والقاهرة، بالتالي فهي تسيطر عليهما.[٩]
  • قصر بشتاك: تمّ تأسيس القصر على يد الأمير سيف الدين بشتاك الناصري في الفترة التي تتراوح بين عامي 1334-1339م، وقد كان موقع هذا القصر جزءاً من القصر الكبير الشرقي في العصر الفاطمي وكان مُلكَاً للسلطان الناصر محمد، حيث اشترى الأمير بشتاك الذي كان مُقرّباً من السلطان الموقع وبنى القصر عليه؛ بهدف أن يكون مواجهاً لقصر منافسه الأمير قوصون، إلّا أنّه باعه بعد الانتهاء من بنائه، ويقع القصر في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويُطل أحد مداخله على حارة درب قرمز من الناحية الشرقية له، وما زال القصر يحتفظ ببعض أجزائه كالاسطبل الذي لا يزال قائماً حتى هذا الوقت.[١٠]
  • قصر الجوهرة: يقع قصر الجوهرة داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي في الجهة الجنوبية الغربية، بجانب قلعة محمد علي، وتمّ بناؤه في بين عامي 1811-1814م على أنقاض بعض القصور المملوكية التي تعود إلى عصر الملك الأشرف قايتباي والسلطان الغوري ليكون مقرّاً لإقامة الولاة، ومنهم محمد علي باشا، حيث خُصّص لإقامته ولاستقبالاته الرسمية، ويتألّف القصر من العديد من القاعات والغرف ذات الجدران المزيّنة والأسقف المنقوشة والمزخرفة بزخرفة مذهّبة، وكل قاعة تتميّز بنقوش تختلف عن باقي القاعات، كما يتألّف من جناح مخصّص لاستقبال الضيوف وإقامتهم، وقد تمّ تحويل القصر إلى متحف.[١١][١٢]

المدارس

تضمّ مصر العديد من المدارس التاريخية، وفيما يأتي أهمّ هذه المدارس:

  • مدرسة الصالح نجم الدين أيوب: تمّ إنشاء المدرسة على جزء من المساحة التي كان يشغلها القصر الشرقي الفاطمي، وتُعدّ أول مدرسة في مصر أُنشئت بهدف تدريس المذاهب الفقهية السنية الأربعة، ثمّ أصبحت المدرسة عبارة عن مجمّع معماري أيوبي في قلب القاهرة الفاطمية؛ وذلك بعد أن وضعت شجرة الدر ضريح زوجها السلطان الصالح نجم الدين بعد وفاته عام 1250م، وبعدها تطوّر نظام المجمّعات في العصر المملوكي، حيث أصبح ذلك أسلوباً معمارياً جديداً اتّبعه السلاطين المماليك لإنشاء مجمّعاتهم المهمة المطلّة على شارع المعز كمجمع قلاوون، وتقع المدرسة الصالحية في مدينة القاهرة، في شارع المعز لدين الله الفاطمي، المعروف باسم طريق مواكب الفاطميين الشيعة (بين القصرين).[١٣]
  • المدرسة الناصرية: بدأ الملك العادل زين الدين كتبغا بتأسيس المدرسة الناصرية، إلّا أنّ الملك الناصر محمد بن قلاوون اشترى المدرسة قبل إتمام بنائها، وبعدها أمر بإكمالها عام 1304م، وتمّ تصميمها على الطراز القوطي، حتى أنّ بابها صمّم على غرار إحدى كنائس مدينة عكا، وتتميّز المدرسة بواجهتها التي يبلغ ارتفاعها 21.42 متراً، وتشمل على ثلاث حنيات بنفس ارتفاع الواجهة، ويوجد أسفل كل حنية نافذة صغيرة، إحدى تلك النوافذ تُطل على إيوان القبلة، والنافذتات الأخريتان تطلّان على القبة، ويعلو تلك النوافذ عقود مزخرفة بزخارف نباتية.[١]
  • مدرسة السلطان حسن: تمّ إنشاء مدرسة ومسجد السلطان حسن خلال الفترة التي تتراوح بين عامي 1356-1363م على يد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، ويُعدّ من أكبر المساجد المصرية القديمة وأعلاها، ويتألّف من ساحة مكشوفة في الوسط، وأربعة أبواب في زواياه، تستخدم للدخول إلى أربعة مدراس مخصّصة لتدريس المذاهب الأربعة، وتقع المدرسة في نهاية شارع محمد علي أمام جامع الرفاعي في ميدان القلعة أو ما يُعرَف بميدان صلاح الدين، وتُعدّ القباب الداخلية والخارجية للمسجد أهمّ ما يميّزه، فهي مُصمّمة على غرار الفنون والعمارة الأرمينية، وكمعظم المعالم الإسلامية في القاهرة تمّ ترميم المسجد أكثر من مرة على مر العصور وحتى القرن العشرين.[١٤]

القباب والأضرحة

تضمّ مصر العديد من القبب والأضرحة، ويُعدّ ضريح وقبة الإمام الشافعي أهمّها، فهو من أكبر الأضرحة في مصر، وهو عبارة عن طابقين بارتفاعين مختلفين، الطابق الأول يرتفع مسافة 10.62 متراً عن سطح الأرض، بينما يبلغ ارتفاع الطابق الثاني 6.16 متراً، ويتألّف من مدخل رئيسيّ يبلغ اتساعه 1.58 متراً، ورُدهة مُزيّنة بلوحة من الفسيفساء مصنوعة من الخزف على شكل نجمة، كما يحتوي الضريح على نافذتان واسعتان من أجل توفير الإضاءة له، حيث يبلغ طول النافذة الواحدة حوالي 2.5 متراً، وعرضها حوالي 2 متراً، إحداهما في الجهة الشمالية، والأخرى في الجهة الشمالية الشرقية للضريح وتعلوهما زخرفات خشبية، وهناك أربعة محاريب موجودة بجدار الضريح، ثلاثة منها زُيّنت تجاويفها بأشرطة من الرخام الملون، وزُيّنت من الأعلى بالخشب المنقوش، أمّا المحراب الرابع الصغير فهو مطل على اتجاه القبلة، وهو مزيّن بالرخام الملون من الداخل، وتتميّز جدرانها بزخارفها، وتعلوها نوافذ ذات عقد مدبب، وتضمّ جدران المحاريب ثلاث لوحات رخامية، تشير اثنتان منها إلى تجديد قايتباي للقبة، وهي مكسوة بألواح من الرصاص، كما يوجد أعلى القبة قارب برونزي يُعرَف بالعشار يبرز منه الهلال.[١][١٥]

وتمّ بناء القبة عام 1211م في عهد الملك الكامل،[١] وتُعدّ من أجمل القباب في مصر، وهي عبارة عن قاعدة مربعة الشكل تعلوها قبة خشبية، وتنتهي القاعدة بشرفات مسننة، وأسفل تلك الشرفات يوجد محاريب ذات عقود مثلثة الشكل ومزخرفة بزخارف جصية، ويقع هذا المَعْلم الإسلامي الشهير في شارع الإمام الشافعي، وكان يستخدم كمدرسة لتعليم المذاهب السنية الأربعة ونشرها، وكغيره من المعالم تمّ ترميم هذا المَعْلم ليظهر بالشكل الحالي، وذلك في عهد الخديوي توفيق، ولم يُبقِ الخديوي إلّا على الضريح الخشبي منقوش عليه نقوش وكتابات بالخط الكوفي.[١٥]

آثار أخرى

تضمّ مصر العديد من الآثار القديمة الأخرى، وفيما يأتي بعض تلك الآثار:

  • حصن الجزيرة: يُعدّ حصن الجزيرة من الآثار الإسلاميّة التي تعود إلى حكم الدولة الطولونيّة لمصر، وقد شُيِّد في منطقة جزيرة الروضة في عهد أحمد بن طولون عام 876م، وظلّت عمليات بناء حصن الجزيرة مستمرة لمدة 10 شهور، وأنفق ابن طولون على عملية بنائه حوالي 80,000 دينار من الذهب، ولم تظلّ أيّ آثار تشير إلى حصن الجزيرة؛ إذ اختفى بالتدريج نتيجة لتأثره بماء نهر النيل، وأُسِّست في نفس موقعه قلعة الروضة في عهد السلطان نجم الدين أيوب.[٥]
  • مشهد آل طباطبا: يُعدّ مشهد آل طباطبا من الآثار الإسلاميّة التابعة للدولة الإخشيديّة التي حكمت مصر، ويعود بناؤه إلى عام 943م، ويُشكّل مساحة ذات شكل مستطيل يصل طولها إلى حوالي 30 متراً، أمّا عرضها فيُقدَّر بحوالي 20 متراً، وتقع قبّتان في جهتها الجنوبيّة، ويلتف حول المشهد جدار يحتوي مدخلاً في قسمها الشماليّ الشرقيّ، وفي يسار المدخل تقع حجرة حديثة البناء ذات شكل مربع، وتعلوها قبة، وفي الحجرة أيضاً بئر يزوّد مشهد آل طباطبا بالماء.[٥]
  • الحمّام الفاطميّ: يُمثّل الحمّام الفاطميّ جزءاً من الآثار الإسلاميّة الموجودة في مصر، والتي تعود إلى عصر حكم الدولة الفاطميّة؛ واكتُشِف الحمّام الفاطمي عام 1932م في أراضي منطقة كوم الجارح، وتحديداً عند طرف تلّ كوم الجارح، أُسِّس الحمّام على منطقة صخريّة بشكل مباشر؛ حتّى يساعد الانحدار الطبيعي للمنطقة على الحصول على الماء وتصريفه بشكل جيد، ويُستنتَج من طبيعة بنائه أنّه متأثر بطريقة بناء الحمامات الرومانيّة؛ فهو يحتوي على غرفة واسعة تُستخدَم كقاعة باردة، مُخصَّصة للاسترخاء وتبديل الملابس، وعلى يسارها تقع غرفة تُستخدَم كقاعة دافئة، توصِل الشخص إلى الغرفة الساخنة التي تقع أعلى غرفة التسخين، كتلك التي استُخدِمت في الحمامات الرومانيّة، تليها غرفة الاستحمام أو القاعة الساخنة.[٥]

وللتعرف أكثر على السياحة في مصر بشكل عام يمكنك قراءة المقال السياحة في مصر

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج علياء عكاشة (2008)، العمارة الإسلامية في مصر، الجيزة-مصر: بردي للنشر، صفحة 5, 6, 64, 69. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “فن العمارة الإسلامية من الألف إلى الياء”، russia-islworld.ru، 21-11-2019، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “آثار مدينة القاهرة الاسلامية”، www.sis.gov.eg، 29-12-2015، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب شوكت القاضي (1998)، العمارة الإسلامية في مصر (النظرية والتطبيق)، مصر: جامعة أسيوط، صفحة 59, 62. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث د. أحمد عبد الرازق أحمد (1999)، تاريخ وآثار مصر الإسلامية، القاهرة-مصر: دار الفكر العربي، صفحة: 113-114، 161، 219، 267-268. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت مروه رسلان (28-12)، “”الجامع المرمر”.. شيده محمد علي باشا لينافس القصور العثمانية”، www.egyptiangeographic.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  7. “جامع محمد علي بقلعة الجبل في القاهرة”، islamstory.com، 12-10-2016، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت “Discover Islamic Art”، islamicart.museumwnf.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  9. “قلعة صلاح الدين الايوبى”، www.sis.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  10. “قــصــر الأمير بــشــتــاك”، www.antiquities.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  11. “محافظة القاهرة”، www.cairo.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  12. “مصر المحروسة.. فى قلعة صلاح الدين الأيوبى إحدى أهم معالم القاهرة”، www.misrelmahrosa.gov.eg، 8-5-2018، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  13. طارق تركي، “Discover Islamic Art-مدرسة الصالح نجم الدين أيوب”، islamicart.museumwnf.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  14. “مسجد ومدرسة السلطان حسن”، egymonuments.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  15. ^ أ ب ضياءالعبيرة (23-2-2017)، “الاضرحة في العصر الايوبي ( ضريح الامام الشافعي )”، art.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

الآثار الإسلامية

بدأ الفن الاسلامي بالظهور في دمشق مع ظهور الدولة الأمويّة، وكانت الفنون المعماريّة أول أشكال الفن الإسلامي التي ظهرت بسبب حاجة المسلمين إلى بناء المساجد كمكان لأداء العبادات، والتجمّع والتشاور، وبعد تفاعل العرب واحتكاكهم مع غيرهم من الحضارات والثقافات بدأ المسلمون يُظهرون تميُّزهم واختلافهم في فنّهم عن غيرهم من الحضارات، واستمرّ الفن الإسلامي بالتطوّر، حيث بدأت كل دولة إسلامية تتميّز بطراز خاص بها، فظهر الطراز العباسيّ في بغداد، والطراز العثماني في تركيا، والطراز الفاطمي والمملوكي في مصر، والطراز الفارسي في فارس.[١]

خصائص الآثار الإسلامية

تُعدّ العمارة الإسلامية إحدى أكثر تقاليد البناء شهرة في جميع أنحاء العالم،[٢] إذ يتمتّع الفن الإسلامي بالعديد من السمات التي ارتبطت فيه منذ نشأته، والتي أكسبته مظهراً خاصّاً ميّزه عن غيره من الفنون، وتُعدّ الزخرفة التي زيّنت المساجد، والقصور، والأسبلة من أهمّ السمات التي ارتبطت به وميّزته بسبب دقّتها وحِرَفيَّتها.[١] كما اشتُهر الفن الإسلامي منذ القرن السابع الميلادي بألوانه الزاهية، واستخدامه للصور المتناظرة، وفيما يأتي أهمّ ما يُميّز الفن الإسلامي:[٢]

  • المآذن: تُعدّ المآذن من أقدم العناصر التي تميّز الفن الإسلامي، وهي عبارة عن برج أو هيكل متدرّج يضمّ مجموعة من النوافذ صغيرة الحجم، ودرج مغلق.
  • الأقواس: تُعدّ الأقواس من العناصر التي تميّز الفن الإسلامي، وقد يُبنى القوس في مداخل المباني الدينية والثقافية أو داخلها، وتشمل عدة أشكال رئيسية وهي؛ المدببة، والمفصصة، وحدوة الفرس.
  • التفاصيل الزخرفية: يهتمّ الفن الإسلامي بالتفاصيل الزخرفية، إذ يتمّ زخرفة الديكورات الداخلية للمباني باستخدام الفسيفساء الهندسية، والأحجار المشكالية العجيبة المتلألئة، والزخارف الخطية الجميلة.

آثار مصر الإسلامية

يوجد في مصر العديد من الآثار الإسلاميّة، والتي تعود إلى عصور متنوعة، أُسِّست أثناء تعاقب فترات الحكم الإسلاميّ في مصر، وفيما يأتي معلومات عن أهمّ الآثار الإسلاميّة الموجودة في مصر:

المساجد

  • جامع عمرو بن العاص: يقع جامع عمرو بن العاص في مدينة القاهرة؛ تحديداً في حيّ مصر القديمة في منطقة الفسطاط، ويُعدّ أول مسجد أُسِّس في مصر، وكان ذلك بعد فتح عمرو بن العاص لها عام 641م الموافق لعام 21هـ،[٣] ويشمل الجامع الأقسام الآتية:[٤]
    • الأروِقة المُخصَّصة للصلاة: تكوّن مسقط المسجد ذو الشكل الأفقي في بداياته من ظلّة واحدة ذات شكل مستطيل؛ حتّى يتناسب مع الصفوف الخاصة بالصلاة، ومع مرور الوقت ازداد عدد ظلّات المسجد ليصل إلى أربعة.
    • مداخل الجامع: انتشرت في المسجد مجموعة من المداخل على حوائطه؛ إلّا حائط القبلة لم يكن فيه أيّ باب، واستُخدِمت المداخل للوصول بشكل مباشر إلى أروقة الصلاة.
    • فناء الجامع: يُعرَف أيضاً باسم الصحن، ولم يكن موجوداً في التصميم الأول للجامع، وظهر مع مرحلة الحكم الأموي لمصر، ويتوسط الظلات الأربعة الموجودة في المسجد.
    • مآذن الجامع: ويعود بناؤها إلى عصر الحكم الأموي؛ حيث لم تظهر في أول تصميم للمسجد، ويصل عددها إلى أربعة، وتتوزّع على زوايا المسجد.
    • محراب الجامع: ويحتوي على منبر مصنوع من الخشب، ولم يظهر في التصميم الأول للجامع، بل ظهر في عصر الحكم الأموي.
    • منبر الجامع: هو منبر موجود منذ تأسيس المسجد.
  • مسجد أحمد بن طولون: يُصنَّف مسجد أحمد بن طولون في المرتبة الثالثة بين المساجد الموجودة في مصر من حيث النشأة، وأُسِّس في زمن أحمد بن طولون؛ حتّى يكون جامعاً يجمع النّاس أثناء صلاة الجُمعة، وتصل مساحته إلى حوالي 6.5 فدّان،[٣] ويشمل مسجد أحمد بن طولون الأقسام الآتية:[٤]
    • الظلّات المُخصصة للصلاة: يوجد في مسجد أحمد بن طولون أربع ظلات، وتُعدّ ظلّة القبلة أكبرها حجماً، وتلتفّ هذه الظلّات حول صحن المسجد، وتتميّزُ بشكلها المُستطيل الذي يتوافق مع الصفوف الخاصة بالصلاة.
    • مداخل المسجد: يشمل تصميم المسجد عدّة مداخل؛ سواءً أكانت داخله، أم ضمن الإضافات الخارجيّة، وتقع جميعها في الحوائط الخلفية والجانبيّة، كما تقع أربعة أبواب في ظلّة القبلة التي يُعتقَد أنّها كانت مُخصَّصة للأمير وحاشيته.
    • صحن المسجد: يقع وسط الجامع، وتلتفّ حوله الظلّات الأربع، ويزوّدها الصحن بالإضاءة والهواء، أمّا مكان الوضوء (الميضأة) فيقع خارج الصحن؛ للمحافظة على طهارة المسجد ونظافته.
    • مئذنة المسجد: أُسِّست المئذنة الخاصة بالمسجد وفقاً لتصميم المآذن الملويّة الموجودة في العراق، وتقع المئذنة في الإضافة الخلفيّة التابعة للمسجد، وتتشابه مع مسجد سامراء، ويمتد للمئذنة سلم خارجيّ يصل إلى سطح قاعدتها، يليه سلم دائري في منطقتها الخارجيّة للوصول إلى أعلى المئذنة.
    • محراب المسجد: تقع وسط محراب الجامع ظلّة القبلة، وتوجد أعلى المحراب قبّة مصنوعة من الخشب، كما توجد أربعة محاريب مصنوعة من الجبص المسطّح في أماكن أخرى.
  • الجامع الأزهر: يقع الجامع الأزهر في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة في أراضي مدينة القاهرة، ويوجد تحديداً قُرب القصر الكبير الشرقيّ، بين حي الديلم شمالاً، وحي الترك جنوباً، وأُسِّس في عهد جوهر الصقلي، ويُصنَّف في المرتبة الرابعة بين مساجد مصر من حيث الإنشاء، ويُعدّ المسجد الرئيسيّ للقاهرة، وبدأت عملية تأسيسه وإنشائه عام 970م، وقامت أول صلاة جمعة في الجامع الأزهر في 22 حزيران/يونيو عام 972م، الموافق لـ 7 رمضان عام 361هـ.[٥]
  • جامع علي باشا: هو أحد أهمّ معالم القاهرة،[٦] وقد تمّ بناؤه على الطراز العثماني،[٧] حيث اقتبِس تصميمه من مسجد السلطان أحمد في اسطنبول،[٨] وعُرِف بالعديد من المُسميّات كمسجد الألبستر، أو مسجد المرمر بسبب استخدام هذا النوع من الرخام النادر في تغطية جدرانه،[٦] إذ إنّ واجهاته الحجرية الأربعة مكسوّة بشكل كامل به، ويقع المسجد داخل قلعة صلاح الدين في الركن الشمالي الغربي منها ويطل على مدينة القاهرة،[٨] ويتألّف من مبنىً رخامي يحيط به مقصورة من النحاس المذّهب والمزخرفة بزخارف إسلامية وتركية،[٦] كما يتألف من مئذنتين شامختين يُمكن رؤيتهما من أيّ مكان في مدينة القاهرة، وتُعدّ الواجهة الشمالية الشرقية هي الواجهة الرئيسية للمسجد، وتضمّ باباً خشبيّاً ذا مصراعين يعلوه عقد نصف دائري مزخرف بزخارف نباتية مفرغة يُمثل المدخل الرئيسي.[٨]

القصور والقلاع

تضمّ مصر العديد من القصور والقلاع التاريخية، وفيما يأتي أهمّها:

  • قلعة صلاح الدين: تُعرَف هذه القلعة باسم قلعة الجبل، وتمتاز بموقع دفاعيّ استراتيجي، فقد أسّسها صلاح الدين على مقربة من جبل المقطم على مشارف مدينة القاهرة في حي القلعة؛ حتى يستطيع الإشراف بشكل تام على القاهرة، وبالتالي حمايتها من الغزوات التي قد تتعرّض لها، وفي عام 1208م أكمل أخوه الملك العادل بناءها، حيث يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، وتُعدّ من أهمّ وأفخم القلاع الحربية، وتُشكّل حاجزاً طبيعياً مرتفعاً بين مدينتي الفسطاط والقاهرة، بالتالي فهي تسيطر عليهما.[٩]
  • قصر بشتاك: تمّ تأسيس القصر على يد الأمير سيف الدين بشتاك الناصري في الفترة التي تتراوح بين عامي 1334-1339م، وقد كان موقع هذا القصر جزءاً من القصر الكبير الشرقي في العصر الفاطمي وكان مُلكَاً للسلطان الناصر محمد، حيث اشترى الأمير بشتاك الذي كان مُقرّباً من السلطان الموقع وبنى القصر عليه؛ بهدف أن يكون مواجهاً لقصر منافسه الأمير قوصون، إلّا أنّه باعه بعد الانتهاء من بنائه، ويقع القصر في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويُطل أحد مداخله على حارة درب قرمز من الناحية الشرقية له، وما زال القصر يحتفظ ببعض أجزائه كالاسطبل الذي لا يزال قائماً حتى هذا الوقت.[١٠]
  • قصر الجوهرة: يقع قصر الجوهرة داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي في الجهة الجنوبية الغربية، بجانب قلعة محمد علي، وتمّ بناؤه في بين عامي 1811-1814م على أنقاض بعض القصور المملوكية التي تعود إلى عصر الملك الأشرف قايتباي والسلطان الغوري ليكون مقرّاً لإقامة الولاة، ومنهم محمد علي باشا، حيث خُصّص لإقامته ولاستقبالاته الرسمية، ويتألّف القصر من العديد من القاعات والغرف ذات الجدران المزيّنة والأسقف المنقوشة والمزخرفة بزخرفة مذهّبة، وكل قاعة تتميّز بنقوش تختلف عن باقي القاعات، كما يتألّف من جناح مخصّص لاستقبال الضيوف وإقامتهم، وقد تمّ تحويل القصر إلى متحف.[١١][١٢]

المدارس

تضمّ مصر العديد من المدارس التاريخية، وفيما يأتي أهمّ هذه المدارس:

  • مدرسة الصالح نجم الدين أيوب: تمّ إنشاء المدرسة على جزء من المساحة التي كان يشغلها القصر الشرقي الفاطمي، وتُعدّ أول مدرسة في مصر أُنشئت بهدف تدريس المذاهب الفقهية السنية الأربعة، ثمّ أصبحت المدرسة عبارة عن مجمّع معماري أيوبي في قلب القاهرة الفاطمية؛ وذلك بعد أن وضعت شجرة الدر ضريح زوجها السلطان الصالح نجم الدين بعد وفاته عام 1250م، وبعدها تطوّر نظام المجمّعات في العصر المملوكي، حيث أصبح ذلك أسلوباً معمارياً جديداً اتّبعه السلاطين المماليك لإنشاء مجمّعاتهم المهمة المطلّة على شارع المعز كمجمع قلاوون، وتقع المدرسة الصالحية في مدينة القاهرة، في شارع المعز لدين الله الفاطمي، المعروف باسم طريق مواكب الفاطميين الشيعة (بين القصرين).[١٣]
  • المدرسة الناصرية: بدأ الملك العادل زين الدين كتبغا بتأسيس المدرسة الناصرية، إلّا أنّ الملك الناصر محمد بن قلاوون اشترى المدرسة قبل إتمام بنائها، وبعدها أمر بإكمالها عام 1304م، وتمّ تصميمها على الطراز القوطي، حتى أنّ بابها صمّم على غرار إحدى كنائس مدينة عكا، وتتميّز المدرسة بواجهتها التي يبلغ ارتفاعها 21.42 متراً، وتشمل على ثلاث حنيات بنفس ارتفاع الواجهة، ويوجد أسفل كل حنية نافذة صغيرة، إحدى تلك النوافذ تُطل على إيوان القبلة، والنافذتات الأخريتان تطلّان على القبة، ويعلو تلك النوافذ عقود مزخرفة بزخارف نباتية.[١]
  • مدرسة السلطان حسن: تمّ إنشاء مدرسة ومسجد السلطان حسن خلال الفترة التي تتراوح بين عامي 1356-1363م على يد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، ويُعدّ من أكبر المساجد المصرية القديمة وأعلاها، ويتألّف من ساحة مكشوفة في الوسط، وأربعة أبواب في زواياه، تستخدم للدخول إلى أربعة مدراس مخصّصة لتدريس المذاهب الأربعة، وتقع المدرسة في نهاية شارع محمد علي أمام جامع الرفاعي في ميدان القلعة أو ما يُعرَف بميدان صلاح الدين، وتُعدّ القباب الداخلية والخارجية للمسجد أهمّ ما يميّزه، فهي مُصمّمة على غرار الفنون والعمارة الأرمينية، وكمعظم المعالم الإسلامية في القاهرة تمّ ترميم المسجد أكثر من مرة على مر العصور وحتى القرن العشرين.[١٤]

القباب والأضرحة

تضمّ مصر العديد من القبب والأضرحة، ويُعدّ ضريح وقبة الإمام الشافعي أهمّها، فهو من أكبر الأضرحة في مصر، وهو عبارة عن طابقين بارتفاعين مختلفين، الطابق الأول يرتفع مسافة 10.62 متراً عن سطح الأرض، بينما يبلغ ارتفاع الطابق الثاني 6.16 متراً، ويتألّف من مدخل رئيسيّ يبلغ اتساعه 1.58 متراً، ورُدهة مُزيّنة بلوحة من الفسيفساء مصنوعة من الخزف على شكل نجمة، كما يحتوي الضريح على نافذتان واسعتان من أجل توفير الإضاءة له، حيث يبلغ طول النافذة الواحدة حوالي 2.5 متراً، وعرضها حوالي 2 متراً، إحداهما في الجهة الشمالية، والأخرى في الجهة الشمالية الشرقية للضريح وتعلوهما زخرفات خشبية، وهناك أربعة محاريب موجودة بجدار الضريح، ثلاثة منها زُيّنت تجاويفها بأشرطة من الرخام الملون، وزُيّنت من الأعلى بالخشب المنقوش، أمّا المحراب الرابع الصغير فهو مطل على اتجاه القبلة، وهو مزيّن بالرخام الملون من الداخل، وتتميّز جدرانها بزخارفها، وتعلوها نوافذ ذات عقد مدبب، وتضمّ جدران المحاريب ثلاث لوحات رخامية، تشير اثنتان منها إلى تجديد قايتباي للقبة، وهي مكسوة بألواح من الرصاص، كما يوجد أعلى القبة قارب برونزي يُعرَف بالعشار يبرز منه الهلال.[١][١٥]

وتمّ بناء القبة عام 1211م في عهد الملك الكامل،[١] وتُعدّ من أجمل القباب في مصر، وهي عبارة عن قاعدة مربعة الشكل تعلوها قبة خشبية، وتنتهي القاعدة بشرفات مسننة، وأسفل تلك الشرفات يوجد محاريب ذات عقود مثلثة الشكل ومزخرفة بزخارف جصية، ويقع هذا المَعْلم الإسلامي الشهير في شارع الإمام الشافعي، وكان يستخدم كمدرسة لتعليم المذاهب السنية الأربعة ونشرها، وكغيره من المعالم تمّ ترميم هذا المَعْلم ليظهر بالشكل الحالي، وذلك في عهد الخديوي توفيق، ولم يُبقِ الخديوي إلّا على الضريح الخشبي منقوش عليه نقوش وكتابات بالخط الكوفي.[١٥]

آثار أخرى

تضمّ مصر العديد من الآثار القديمة الأخرى، وفيما يأتي بعض تلك الآثار:

  • حصن الجزيرة: يُعدّ حصن الجزيرة من الآثار الإسلاميّة التي تعود إلى حكم الدولة الطولونيّة لمصر، وقد شُيِّد في منطقة جزيرة الروضة في عهد أحمد بن طولون عام 876م، وظلّت عمليات بناء حصن الجزيرة مستمرة لمدة 10 شهور، وأنفق ابن طولون على عملية بنائه حوالي 80,000 دينار من الذهب، ولم تظلّ أيّ آثار تشير إلى حصن الجزيرة؛ إذ اختفى بالتدريج نتيجة لتأثره بماء نهر النيل، وأُسِّست في نفس موقعه قلعة الروضة في عهد السلطان نجم الدين أيوب.[٥]
  • مشهد آل طباطبا: يُعدّ مشهد آل طباطبا من الآثار الإسلاميّة التابعة للدولة الإخشيديّة التي حكمت مصر، ويعود بناؤه إلى عام 943م، ويُشكّل مساحة ذات شكل مستطيل يصل طولها إلى حوالي 30 متراً، أمّا عرضها فيُقدَّر بحوالي 20 متراً، وتقع قبّتان في جهتها الجنوبيّة، ويلتف حول المشهد جدار يحتوي مدخلاً في قسمها الشماليّ الشرقيّ، وفي يسار المدخل تقع حجرة حديثة البناء ذات شكل مربع، وتعلوها قبة، وفي الحجرة أيضاً بئر يزوّد مشهد آل طباطبا بالماء.[٥]
  • الحمّام الفاطميّ: يُمثّل الحمّام الفاطميّ جزءاً من الآثار الإسلاميّة الموجودة في مصر، والتي تعود إلى عصر حكم الدولة الفاطميّة؛ واكتُشِف الحمّام الفاطمي عام 1932م في أراضي منطقة كوم الجارح، وتحديداً عند طرف تلّ كوم الجارح، أُسِّس الحمّام على منطقة صخريّة بشكل مباشر؛ حتّى يساعد الانحدار الطبيعي للمنطقة على الحصول على الماء وتصريفه بشكل جيد، ويُستنتَج من طبيعة بنائه أنّه متأثر بطريقة بناء الحمامات الرومانيّة؛ فهو يحتوي على غرفة واسعة تُستخدَم كقاعة باردة، مُخصَّصة للاسترخاء وتبديل الملابس، وعلى يسارها تقع غرفة تُستخدَم كقاعة دافئة، توصِل الشخص إلى الغرفة الساخنة التي تقع أعلى غرفة التسخين، كتلك التي استُخدِمت في الحمامات الرومانيّة، تليها غرفة الاستحمام أو القاعة الساخنة.[٥]

وللتعرف أكثر على السياحة في مصر بشكل عام يمكنك قراءة المقال السياحة في مصر

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج علياء عكاشة (2008)، العمارة الإسلامية في مصر، الجيزة-مصر: بردي للنشر، صفحة 5, 6, 64, 69. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “فن العمارة الإسلامية من الألف إلى الياء”، russia-islworld.ru، 21-11-2019، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب “آثار مدينة القاهرة الاسلامية”، www.sis.gov.eg، 29-12-2015، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب شوكت القاضي (1998)، العمارة الإسلامية في مصر (النظرية والتطبيق)، مصر: جامعة أسيوط، صفحة 59, 62. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث د. أحمد عبد الرازق أحمد (1999)، تاريخ وآثار مصر الإسلامية، القاهرة-مصر: دار الفكر العربي، صفحة: 113-114، 161، 219، 267-268. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت مروه رسلان (28-12)، “”الجامع المرمر”.. شيده محمد علي باشا لينافس القصور العثمانية”، www.egyptiangeographic.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  7. “جامع محمد علي بقلعة الجبل في القاهرة”، islamstory.com، 12-10-2016، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت “Discover Islamic Art”، islamicart.museumwnf.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  9. “قلعة صلاح الدين الايوبى”، www.sis.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  10. “قــصــر الأمير بــشــتــاك”، www.antiquities.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  11. “محافظة القاهرة”، www.cairo.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  12. “مصر المحروسة.. فى قلعة صلاح الدين الأيوبى إحدى أهم معالم القاهرة”، www.misrelmahrosa.gov.eg، 8-5-2018، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  13. طارق تركي، “Discover Islamic Art-مدرسة الصالح نجم الدين أيوب”، islamicart.museumwnf.org، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  14. “مسجد ومدرسة السلطان حسن”، egymonuments.gov.eg، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.
  15. ^ أ ب ضياءالعبيرة (23-2-2017)، “الاضرحة في العصر الايوبي ( ضريح الامام الشافعي )”، art.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 21-7-2020. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى