'); }
آثار تدمر
تقع تدمر في بادية وسط سوريا، وكانت مدينة تدمر قد شهدت أزهى عصورها في الفترة من القرنين الأول إلى الثالث الميلادي، حيث حملت القوافل التي مرت بها مختلف البضائع الثمينة، كما حملت معها كذلك التأثيرات الحضارية المختلفة التي ربطت الشمال بالجنوب، والشرق بالغرب، وظهرت تلك التأثيرات جلية على الطابع العمراني لمدينة تدمر، حيث خططت المدينة على الطراز الهيليني الذي يعتمد على تقسيم المدينة إلى شوارع مستقيمة رئيسية تتفرع منها الشوارع الأصغر، فتظهر المدينة من أعلى كرقعة شطرنج، بنيت في المدينة المعابد المكرسة لعبادة الآلهة الوثنية القديمة كبعل، واللات، إلى جانب القصور والبساتين، بينما وضعت المدافن خارج أسوار المدينة.[١]
أهم مواقع تدمر الأثرية
يوجد في مدينة تدمر العديد من المواقع الأثرية، نذكر منها ما يلي:
'); }
- المسرح الروماني: بني المسرح الروماني على مرحلتين في القرنين الثاني والثالث الميلاديين، حيث شيد المدرج في النصف الأول من القرن الثاني، بينما انتهى بناء المنصة في أوائل القرن الثالث، وصمم المسرح على شكل نصف دائرة توجد بها فسحة مبلطة بالحجارة للعروض ولها ثلاث بوابات خصصت البوابة الجنوبية منها لإدخال حيوانات المصارعة، واستخدمت الحجارة الكلسية في البناء.
- معبد نبو: يعادل نبو الإله أبولو لدى الرومان، وهو إله الحكمة والتنبؤ لدى السوريين القدماء، وكان محبوبًا لدى العامة لدرجة أن اسمه كان يكتب إلى جانب اسم كبير الآلهة بل-مردوخ. بدأ بناء معبد نبو في أواخر القرن الأول الميلادي، وجرت فيه العديد من التوسعات التي استمرت إلى بدايات القرن الثالث، بني حول هيكل المعبد أكثر من ثلاثين عمود على الطراز اليوناني، وبه درج يقود إلى وسط الهيكل.[٢]
تاريخ تدمر
يرجح أنّ اسم تدمر يعود إلى إحدى اللهجات العربية القديمة، وهو اشتقاق من الفعل “دَمَر” الذي يعني الحماية، بينما سميت في اللغات الغربية بالميرا نقلًا ع اللاتينية، وهو اسم مشتق من اسم النخيل. وجد في تدمر آثار تعود لعصور ما قبل التاريخ، وفي فترات ما قبل الميلاد كانت تدمر مدينة مستقلة عن الرومان في فترة احتلالهم لسورية، قبل أن تصبح جزءًا منها وينتقل إليها الدور التجاري الكبير لمدينة البتراء بعد سقوط دولة الأنباط في بدايات القرن الثاني الميلادي، وقد منحت في تلك الفترة مزايا خاصة في الإمبراطورية الرومانية، حتى دخلت الملكة زنوبيا في صدام مع الإمبراطورية انتهى بسقوط المدينة عام 272 ميلادية.[٣]