محتويات
اكتشاف الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة
انطلق الرحّالةُ الإسبانيّ الشهيرُ (كريستوفر كولومبوس) في عام 1492م في رحلة استكشافيّة بطلب من ملكة إسبانيا آنذاك، واستطاعَ في الثاني عشر من تشرينَ الأوّل/أكتوبر من العام نفسه، وبرفقة طاقم السفينة الإسبانيّ الوصولَ إلى جُزُر الباهاماس الواقعةِ ضمنَ حدود الشاطئ الجنوبيّ الشرقيّ، وهي المنطقةُ التي تُعرَف حاليّاً بالولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، ولم تكن المنطقةُ آنذاك خاليةً، بل كانت مأهولةً بالسكّان الأصليّين، وهم من أُطلِق عليهم اسم (الهنود)، ثمّ انطلق كولومبوس بعدَها في العديد من الرحلات على مدى أكثر من عشرة أعوام، وفي الحقيقة لم يكن كولومبوس يعتقد أنّه وصلَ إلى أمريكا، وأنّه يجولُ في أمريكا الوُسطى؛ فقد كان يظنُّ أنّه ما زال ضمنَ حدود شواطئ القارّة الآسيويّة، واستمرّ على هذا الاعتقاد إلى أن تُوفِّيَ، ثمّ بدأت بعد ذلك العديدُ من الرحلات الاستكشافيّة عبر البحار، وكانت أهمَّها رحلةُ الإيطاليّ الشهير (أمريكو فسبوتشي) الذي وصلَ إلى الشاطئ الجنوبيّ، ولاحظ أنّه لا وجود لأيّ تشابُه بينه، وبينَ الشواطئ الهنديّة في آسيا، وأيقنَ حينَها أنّه وصلَ إلى قارّة جديدة أطلقَ عليها اسم (أمريكا).[١]
استيطان الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة
بعدَ اكتشاف أمريكا، بدأت الأنظارُ تتّجه إلى القارّة المُكتشفَة حديثاً، وكانت البدايات للإسبان الذين استوطنوا منطقةَ سانت أوغسطين في ولاية فلوريدا، وتحديداً في عام 1565م ألف، كما استوطنَ الفرنسيّون منطقةَ سان لوران الواقعة في الشمال، وتَبعهم الهولنديّون الذين استوطنوا الجزيرةَ المعروفة اليومَ بجزيرة مانهاتن، والواقعة في مدينة نيويورك، بالإضافة إلى أنّ الإنجليز ضمّوا الأراضي المُستعمَرة إلى إمبراطوريّتهم عام ألف وستّمئة وأربعة وستّين، ثمّ ضمّ السويديّون رقعة واسعة من السكّان الأصليين، وأطلقوا عليها اسم السويد الجديدة، إلّا أنّ هولندا قضت على محاولة السويديّين في الاستعمار، والاستيطان، واستطاع الانجليز بقُوّتهم الكبيرة ضمَّ المُستعمَراتِ كافّةً، والسيطرةَ على حدود الشاطئ الشرقيّ لأمريكا الشماليّة، وتقسيم المنطقة إلى ثلاثَ عشرةَ مستعمرةً تابعة لهم.[١]
استقلال الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة
اتّسمَ حُكم الإنجليز لأمريكا بالظُّلم، وفَرض الضرائب، واحتقار الشعوب الأخرى؛ ممّا دفعَ الأمريكيّين إلى الخروج في ثورات ضِدّ حُكم الإنجليز؛ في سبيل التخلُّص من الاستعمار البريطانيّ، وتحقيق استقلال البلاد، واستمرَّت الحركاتُ الثوريّة بالتصاعُد إلى أن ضمّن المُتحدِّث باسم الديمقراطيّة (توماس جفرسون) وثيقته الرسميّة المُوجَّهة إلى مجلس الكونغرس القارّي مطالبَ الشّعب الأمريكيّ، وعدداً من الحقوق الطبيعيّة، مثل الحقّ في المساواة، حيث صوَّت المجلس لصالح استقلال البلاد، وتمّ الإعلان عن ذلك في الرابع من تموز/يوليو من عام ألف وسبعمئة وستّة وسبعين.[٢]
الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة بعد الاستقلال
لم يتوقَّف الصراعُ بين الأمريكيّين، والبريطانيّين حتى بعد استقلال أمريكا؛ إذ نشبَت في النهاية معركة بين الطرفَين عُرِفت بمعركة يوركتاون، والتي انتهت في عام ألف وسبعمئة وواحد وثمانين بانتصار الولايات المُتَّحِدة الأمريكيّة، كما تمّ توقيعُ اتِّفاقية باريس في عام ألف وسبعمئة واثنين وثمانين، والتي كانت تقضي بإنهاء الثورة الأمريكيّة، ثمّ بدأت مَعِالمُ الدولة الجديدة بالظُّهور تدريجيّاً، فتمّ وذع الدستور الأمريكيّ، وذلك في عام ألف وسبعمئة وسبعة وثمانين، بالإضافة إلى أنّه تمّت بعدَ ذلك كتابةُ النشيد الوطنيّ، وإنشاء الأحزاب السياسيّة، وبدأ قطاع الصناعة بالنموّ، والازدهار، أمّا في مطلع القرن العشرين، فقد شاركت الولايات المُتَّحِدة في الحرب العالَميّة الأولى، كما شاركت في عام ألف وتسعمئة وواحد وأربعين في الحرب العالَميّة الثانية.[٣]
المراجع
- ^ أ ب م.م عمر موفق الصالحي، اكتشاف أمريكا ونشوء حضارتها، صفحة 273-276،279،281. بتصرّف.
- ↑ ” United States”, www.britannica.com, Retrieved 14-1-2019. Edited.
- ↑ دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 183-191، جزء السابع والعشرين. بتصرّف.