العقيدة
تُعتبر مسألة العقيدة من أهمّ المسائل التي عنيت بها الشريعة الإسلامية، فمعنى أن تكون عقائد الناس صحيحة سليمة من الانحرافات، فهذا يعني سلامة المنهج، وصحة المقصد، ومظنة نيل رضا الخالق جلّ وعلا ، فما خلق الله الناس إلا لغاية عظيمة وهي عبادته وحده وعدم الإشراك به، وهذا المعتقد هو سبب سعادة العبد ونجاته في الدنيا والآخرة .
العقيدة لغة: هي من عقد الشيء، فيُقال عقد فلان الحبل أي أوثق رباطه، أمّا في الاصطلاح فالعقيدة هي عقد القلب وتوجيهه نحو اعتقادٍ معيّن، فيقال مثلاً عقيدة المسلم أي ما ارتبط به قلبه وعقله من المعتقدات المُتعلّقة بالله تعالى، والشريعة الإسلاميّة مثال الاعتقاد بأنّ الله سبحانه واحد لا شريك له، أو الاعتقاد بشرائع الإسلام من صلاة، وصيام، وزكاة .
أثر العقائد على الناس
- تحمل صاحبها على التزام منهج محدد في الحياة، فعندما يعتقد الإنسان بأفكار، ومعتقدات معيّنة ويُؤمن بها، فإنه يلتزم بتطبيق أحكامها في الحياة، ويحرص على الإتيان بما استجوبته عليها تلك العقائد من سلوكيات وأفعال ومنهج.
- تعطي الإنسان هويّته في الحياة، فالعقيدة هي خير معرّف عن الإنسان فيقال مثلا هذا إنسان عقيدته إسلاميّة فبالتالي يُعرف بأنّه إنسان مسلم موحد في عقيدته لا يشرك بالله شيئاً، وملتزم بأحكام الدين الإسلاميّ، بعيدٌ عمّا حرّمته الشريعة الإسلاميّة كالخمر وأكل لحم الخنزير، فالعقائد فيها خير تعريف لهوّية الناس وبالتالي إزالة العقبات أمام الناس عند التعارف على بعضهم البعض .
- تلعب دوراً كبيراً في تحقيق التوازن النفسيّ للإنسان في الحياة الدنيا، فالإنسان بلا عقيدة هو إنسان ضائع تائه لا يُدرِك معنى الحياة الدنيا وسبب الخلق، وهو إنسان لا توجد له مرجعيّة في حياته يرجع إليها عندما تطرح عليه نفسه الأسئلة، فالعقيدة تُجيب على جميع استفسارات الإنسان وأسئلته المحيّرة، وفي هذا تحقيق للتوازن النفسي له؛ بحيث يشعر بالرضا النفسيّ والاطمئنان القلبيّ.
- تربط الإنسان بالحياة الآخرة فهي أشبه بالجسر الذي يُوصل الإنسان إلى برّ نجاته وحسن مآله، فإذا صلحت العقيدة صلح أمر الإنسان في الدنيا والآخرة، وإذا فسدت تلك العقيدة خسر الإنسان في دنيا وآخرته.
- تعطي الإنسان القوّة الكامنة في النفس والتي تحثّه على العمل والإنتاج وتشحذ هممه باستمرار، ذلك أنّها ترسم الطريق أمام الإنسان وتُحدّده بدقة، كما تبيّن عاقبة هذا الطريق وخاتمته، وكلّ ذلك يعطي النفس عزيمة ومضاء لتحقيق الهدف الأخير وهو الجنة.