وضوء وطهارة

ما هي علامات الطهر من الحيض

مقالات ذات صلة

علامات الطهر من الحيض

الطُّهر من الحيض له علامتان؛ انقطاع الدم، ورؤية القََصّة البيضاء، فإذا تحقّقت واحدة منها وجب على المرأة التطهُّر من الحيضِ.[١]

انقطاع الدم

وهو الجفاف؛ أي انقطاع خروج الدّم، والكدرة، والصُفرة؛ وهو المقصود بمصطلح الجفوف، وعلى المرأة وضع قطنة للتأكُّد من الطُّهر، فإن خرجت القطنة نقيةً جافةً تماماً من الدّمِ، والكدرة، والصُفرة، تحققّ الطُّهر من الحيض، ووجب عليها الاغتسال.[٢][٣]

وإذا تحقّق هذا الشرط فانقطع الدم وتحققّ الجفاف فقد طهرت المرأة دون أن تنتظر ظهور علامة القصّة البيضاء، ويجب عليها التطهُّر من الحيضِ، وهذا مذهب جمهور الفقهاء من الشافعيّة والمالكيّة والحنابلة، وفي قول للإمام مالك أن المرأة إذا اعتادت رؤية القصّة البيضاء فلا تطهر بانقطاع الدم وحده، بل يجب عليها انتظار نزول القصّة البيضاء للتأكُّد من الطهارة، وإن كانت ممن لا ترى القصّة البيضاء فتطهر بانقطاع دم الحيض.[٤]

رؤية القَصّة البيضاء

المقصود بالقَصَّة البيضاء: ماءٌ أبيضٌ نقيٌ يخرج من فرج المرأة في نهاية الحيض، فإن رأت المرأة القصة البيضاء فقد تحقّق الطُّهر من الحيض،[٥][٦] وذهب جمهور الفقهاء إلى القول بأن انقطاع الدم أو رؤية القصة البيضاء كلاهما علامتان للطّهر، فأيّهما رأت المرأة أولاً تحقّق الطُّهر من الحيض به.[٧]

ما يجب على المرأة إذا طهرت من الحيض

يجب على المرأة عند الطُّهر من الحيضِ الاغتسال؛ وكذلك يجب عليها الاغتسال عند الطُّهر من النّفاسِ أيضاً، لأن هذه الأحوال التي تصيب الجسم تجعل فيه شيئاً من الكسل، والغُسل يُرجِع له النّشاط الذي كان عليه قبل هذه الأحوال،[٨][٩] والغُسل يعني تعميم الجسم بجميعِ أجزائهِ بالماء الطّهور عبادةً لله -تعالى-، أما حكم الاغتسال فينقسم إلى ثلاثةِ أقسام؛ الغُسل الواجب، والغُسل المسنون، والغُسل المُباح، وتفصيل ذلك فيما يأتي:[١٠]

  • يكون الغُسل واجباً عند الطُّهر من الحيضِ، والنّفاسِ، والجِماعِ، والاستمناءِ، والموتِ؛ إلا إذا مات المسلم في الجهاد في سبيل الله -تعالى- فلا يُغسّل، والغسل واجبٌ كذلك لمن دخل في دين الإسلام.
  • يكون الغسل مسنوناً؛ يوم الجمعة، ويوم عيد الفطر وعيد الأضحى، وعند الإحرام للحجّ والعمرة، وعند الوقوف بعرفة، ودخول المسجد الحرام، والغُسل بعد الانتهاء من تغسيلِ الميِّت، والغُسل للنظافة، والغُسل بعد دفنِ القريبِ المُشرك، والغُسل حين الإفاقة من جنونٍ أو إغماءٍ.
  • يكون الغسل مباحاً مثل الغسل للتبرُّد، والسباحة للترفيه عن النفس.

كيفية غسل الحائض

الغُسل عند الطّهارة من الحيضِ له كيفيةٌ معينةٌ يجب القيام بها حتى يكون الغُسلُ صحيحاً: فأولا النيّة؛ حيث يجب على المرأة أن تنوي رفع حدث الحيض أو نية رفع الحدث عند أول الغسل، ثم تقوم بغسلِ اليدين ثلاثَ مراتٍ، ثم تغسل الفرج وما يلوّثه باليدِ اليُسرى، ثم تتوضّأ وضوءاً كاملاً، ثم تَصب الماء على رأسها ثلاثَ مراتٍ مع تدليك فروةِ الرّأس، ثم تَصبّ الماءَ على شقّها الأيمن، ثم على شقها الأيسر، ثم تقوم بغسلِ قدميها، فهذه طريقة الغُسل الواردة في السُّنة النبويّةِ، حيث ثبت عن ميمونة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: (أدْنَيْتُ لِرَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- غُسْلَهُ مِنَ الجَنَابَةِ، فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ، أوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ في الإنَاءِ، ثُمَّ أفْرَغَ به علَى فَرْجِهِ، وغَسَلَهُ بشِمَالِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ بشِمَالِهِ الأرْضَ، فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ أفْرَغَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ، ثُمَّ تَنَحَّى عن مَقَامِهِ ذلكَ، فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ، ثُمَّ أتَيْتُهُ بالمِنْدِيلِ فَرَدَّهُ).[١١][١٢][١٣]

ما يحرم من الأمور بسبب الحيض

يحرم على الحائضِ والنّفاسِ عدّة أمورٍ نذكرها فيما يأتي:[١٤]

  • الصلاة: يحرُم على الحائضِ والنّفساء صلاة الفرضِ، والنّفل، وصلاةِ الجنازة، وسجدة التلاوة، فإذا طهرت قبل خروج وقتِ الصّلاةِ المفروضةِ ولو بمقدار زمن تكبيرةِ الإحرام فعليها قضاء هذه الصلاة بعد الغُسل، وقال العلماء أيضاً بوجوب قضاء ما قبلها من الصلاة حين الغُسل إذا كانت من الصلوات التي يصحّ الجمع فيها مثل صلاتي الظّهر مع العصر، وصلاتي المغرب مع العشاء، فمثلاً إذا تطهّرت المرأة في وقت صلاة العصر فإنها تقضي صلاة الظهر وتُصلّي صلاة العصر، وإذا تطهّرت في وقت العشاء فإنها تقضي صلاة المغرب وتُصلّي صلاة العشاء.
  • الطواف: يحرم على الحائض والنّفساء الطوافِ بالبيت الحرام؛ لأن الطواف مثل الصلاة لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الطَّوافُ بالبيتِ بمنزلةِ الصلاةِ إلا أنَّ اللهَ قد أَحَلَّ فيهِ النُّطْقَ، فمن نطقَ فلا ينطقُ إلا بخير)،[١٥] وأجمع العلماء على أنّه يَحرُم للحائض والنفساء طواف الفرض والنّفل، ولا يحرم على الحائض والنفساء من مناسك الحجِّ إلا الطّواف وركعتيه، فتستطيع القيام بمناسك الحجِّ الأُخرى غير ذلك.
  • مسِّ المصحف وحمله: يَحرُم على الحائض والنفساء مسك المصحف وحمله، بدليل قول الله -تعالى-: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ).[١٦]
  • الصوم: اتّفق الفقهاء على تحريمِ الصّومِ على الحائضِ والنفساءِ، بدليل قول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ).[١٧]
  • الطّلاق: يحرم طلاق الحائض عند الكثير من الفقهاء؛ لأنها تتضرّر بطول مُدّة العدة.
  • الجلوس في المسجد: يَحرُم على الحائضِ والنّفساءِ المكث في المسجد، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة، لما جاء عن أم عطية -رضي الله عنها-: (أَمَرَنَا، تَعْنِي النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَ في العِيدَيْنِ، العَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، وَأَمَرَ الحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى المُسْلِمِينَ).[١٨][١٩]
  • المرور في المسجد إذا خافت تلويثه: يحرم على الحائض المرور في المسجد إذا خشيت تلويثه.
  • الوطء: يحرم مباشرةِ ما بين السُّرة والرُّكبةِ للحائض، وقد أجمع الفقهاء على ذلك، لقول الله -تعالى-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ).[٢٠]
  • الطهارة بنيّة التعبُّد: يحرم على الحائض الغسل والوضوء بنية العبادة، فإن قامت بذلك وهي تعلم حرمته فهي آثمة، لأنها تتلاعب بالعبادة، ولا يحلُّ للحائض بعد انقطاع الدم وقبل الغسل إلا الصوم والطلاق، وأما ما تبقى من أمور فتستطيع القيام بها بعد الغسل.
  • قراءة القرآن بنية القراءة: يحرم على الحائض والنفساء قراءة القرآن بنيّة القراءة، ويجوز لهما قراءة القرآن بنيّةِ الذِّكر، أو القصص، أو الموعظة، أو التحصن، ويجوز قراءة القرآن بعرضه على القلب دون التلفُّظ به باللسان، وكذلك النّظر في القرآن الكريم دون تحريك اللسان به، واتفق الفقهاء على جواز التسبيح، والتهليل، وجميع الأذكار غير قراءة القرآن للحائضِ والنّفساء،[١٤] وخالف المالكية جمهور الفقهاء في حكم قراءة الحائض للقرآن؛ فقالوا بجواز ذلك،[٢١] وهو ما ذهب إليه ابن تيمية كذلك؛ لعدم وجود نصٍّ صريحٍ ثابتٍ يُؤكّد على حرمة قراءة القرآن للحائض.[٢٢]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت، دار السلاسل، صفحة 310، جزء 18. بتصرّف.
  2. النووي، كتاب المجموع شرح المهذب، دار الفكر، صفحة 543، جزء 2. بتصرّف.
  3. المرداوي، كتاب الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (الطبعة الثانية)، دار إحياء التراث العربي، صفحة 373، جزء 1. بتصرّف.
  4. دبيان الدبيان (1426هـ – 2005م)، كتاب موسوعة أحكام الطهارة (الطبعة الثانية)، الرياض-المملكة العربية السعودية، مكتبة الرشد، صفحة 37، جزء 7. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت، دار السلاسل، صفحة 310، جزء 18. بتصرّف.
  6. أحمد المالكي (2002 م )، كتاب خلاصة الجواهر الزكية في فقه المالكية، أبو ظبي-الإمارات العربية المتحدة، المجمع الثقافي، صفحة 15. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر، دار الصفوة، صفحة 280، جزء 33. بتصرّف.
  8. سراج الدين بن نجيم (1422هـ – 2002م)، كتاب النهر الفائق شرح كنز الدقائق (الطبعة الأولى)، دار الكتب العلمية، صفحة 70، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد حسين (1431هـ – 2010 م)، كتاب موسوعة الأعمال الكاملة (الطبعة الأولى)، سوريا، دار النوادر، صفحة 173، جزء 2. بتصرّف.
  10. محمد التويجيري (1430هـ – 2009م)، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، بيت الأفكار الدولية، صفحة 356، جزء 2. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ميمونة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 274، صحيح.
  12. الرافعي (1417هـ – 1997م)، كتاب العزيز شرح الوجيز (الطبعة الأولى)، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، صفحة 188، جزء 1.بتصرف.
  13. صديق خان، كتاب الدرر البهية والروضة الندية والتعليقات البهية، الرياض- المملكة العربية السعودية، دَارُ ابن القيِّم، صفحة 189-192. بتصرّف.
  14. ^ أ ب عبد الرحمن السقاف، كتاب الإبانة والإفاضة في أحكام الحيض والنفاس والإستحاضة (الطبعة الثالثة)، صفحة 43-54. بتصرّف.
  15. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1/157، صحيح.
  16. سورة الواقعة، آية: 79.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 321، صحيح.
  18. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم: 890، صحيح .
  19. “دخول الحائض المسجد لحضور مجلس علم أو حلقة لتحفيظ القرآن”، www.islamqa.info، 7-3-2005، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2021. بتصرّف.
  20. سورة البقرة، آية: 222.
  21. محمد بن أحمد الدسوقي، حاشية الدسوقي على الشرح الكبير، صفحة 174، جزء 1. بتصرّف.
  22. “قراءة القرآن أثناء الحيض”، www.islamqa.info، 7-8-1999، اطّلع عليه بتاريخ 28-2-2021. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

الحيض وبعض أحكامه في الإسلام

عرّف الفقهاء الحيض بأنّه الدم النازل من رحم المرأة عند بلوغها، وإذا نزل عند بلوغها اعتادها، فالمرأة إذا وصلت سنّ البلوغ صار ينزل منها دم الحيض كلّ شهر غالباً، ويكون ذلك في أوقات معلومة، كما يستمر نزوله مدة معينة تتراوح بين الستة أو السبعة أيام، وقد يظلّ مدة أطول أو أقصر من ذلك بحسب عادة المرأة، ويكون دم الحيض ذا لون أسود ورائحة كريهة، كما يصاحبه غالباً شعور المرأة ببعض الآلام، خصوصاً في أوّل نزوله، فما كانت هذه صفته من الدم النازل من المرأة اعتُبر دم حيض، أمّا ما لم يكن على هذه الصفات فلا يعدّ حيضاً، وكلُّ دمٍ ينزل من المرأة غير دم الحيض يُعدّ استحاضة في اصطلاح الفقهاء، أي سيلاناً للدم في غير الأوقات المعتادة له، وهو لا يوجب شيئاً من الأحكام الشرعية على المرأة، كترك الصلاة أو الصيام أو الوطئ، بل يجب عليها أن تؤدي صلاتها وما يجب عليها من صيام، كما يجوز لزوجها أن يطئها أيضاً، لأن حال المستحاضة كحال الطاهرة فيما يجب عليها ويجوز لها.[١]

وللحيض أحكام خاصة، تزيد وتربو على العشرين، فمنها ما يتعلّق بالصلاة؛ حيث يحرم على المرأة الحائض أداء الصلاة، فلا يجوز لها أن تصلي لا فرضاً ولا نفلاً، ولا يصحّ منها ذلك لو فعلته، ومن تلك الأحكام ما يتعلق بالصيام؛ حيث يحرم على الحائض الصيام أيضاً، فلا يجوز لها أن تصوم فرضاً ولا نفلاً، ولا يصحّ منها كذلك، إلّا أنّ الواجب عليها قضاء ما تركت صيامه من أيام الفرض، كما أن صيامها يبطل إن حاضت أثناءه، وفيما يتعلق بطواف الحائض فهو أيضاً مما يحرم عليها، فلا يجوز لها فعله لا فرضاً ولا نفلاً، ولا يصحّ منها كذلك، أما السعي بين الصفا والمروة، والوقوف بعرفة، ورمي الجمرات، وباقي مناسك الحج والعمرة فلا حرج عليها في فعلها، ويسقط طواف الوداع عن الحائض إذا استمرّ بها الحيض إلى خروجها، أمّا طواف الحجّ والعمرة فلا يسقط، بل تطوفه عندما تطهر، وممّا يحرم على المرأة في حال الحيض أيضاً الجِماع، فلا يجوز لزوجها أن يجامعها أثناءه، ولا يجوز لها أن تمكّنه من ذلك.[٢]

علامات الطهر من الحيض

للطهر من الحيض علامتان رئيسيتان تعرف المرأة طهرها منه بهما، الأولى هي علامة القَصّة البيضاء، وهي ماءٌ أبيض أو شيءٌ كالخيط الأبيض يُعرَف انقطاع الحيض به عندما ينزل، والثانية علامة الجفوف، وضابط هذه العلامة أن تدخل المرأة قطنةً بيضاء في موضع الحيض فتجدها بيضاء نقيّة كما هي عندما تُخرجها، وليس عليها شيءٌ من الدم، أو الصفرة، أو الكدرة، ويظهر من هذه العلامات أنّ على المرأة التأكد من طهرها بهاتين الكيفيتين، ولا يجوز لها أن تكتفي بالنظر في ثيابها، بل لا بدّ لها أن تتحقق من خلوّ الفرج من الدم والصفرة والكدرة، وإن شكت في ذلك فلها أن تبني على الأصل، وهو بقاء الحيض، وإذا كانت المرأة ممّن تُعرف طهارتها بعلامة الجفوف فلها أن تنتظر بعد رؤية الطهر اليوم ونصف اليوم، لأنّ عادة الدم أنّه يسيل وينقطع، وهذا ما رجّحه بعض العلماء ومنهم ابن قدامة رحمه الله.[٣]

كيفية الاغتسال من الحيض

يُراد بالاغتسال تعميم الماء على بدن الإنسان، وهو واجبٌ على الحائض إذا طهرت من حيضها[٢]، وله ركنان اثنان؛ أوّلهما النيّة، وثانيهما تعميم الماء على البدن جميعاً، ممّا يدلّ على أنّ الصورة المبسّطة المجزئة للاغتسال هي صبّ الماء على رأس الإنسان، ثمّ تعميمه على سائر بدنه مع اشتراط النية، فلا يدخل فيه المضمضة والاستنشاق والدلك ونحوه، أمّا صفته الكاملة فهي كما يأتي:[٤]

  • استحضار نية الغسل.
  • غسل اليدين قبل إدخالهما في الماء، خصوصاً لمن كان مستيقظاً من النوم، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبدأ غُسله بغسل يديه.
  • غسل الفرج لإزالة ما عليه من أذى.
  • تنظيف اليد وغسلها مجدداً بعد غسل الفرج.
  • المباشرة بالوضوء، وهو الوضوء المعتاد للصلاة، ويمكن غسل الرجلين أثناء الوضوء أو تأجيل ذلك إلى حين الانتهاء من الغسل، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله للصورتين.
  • غسل الرأس، فقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة اغتساله فقالت (ثم يأخذُ الماءَ، فيُدخِلُ أصابَعَه في أصولِ الشَّعرِ، حتى إذا رأى أَنْ قد استبرأَ، حَفَنَ على رأسِه ثلاثَ حَفَنَاتٍ)[٥].
  • تعميم الماء على ما تبقى من البدن، ويُستَحبّ في ذلك البدء بالشقّ الأيمن من الجسد، ثم الانتقال إلى الشقّ الأيسر.
  • تتبّع أثر الدم بقطعة من القطن أو نحوه، وإضافة شيءٍ من المسك أو الطيب، وذلك ممّا يُستحبّ للمرأة فعله عند الاغتسال من الحيض.

المراجع

  1. “الحيض…تعريفه وماهيته..والفرق بينه وبين الاستحاضة”، www.fatwa.islamweb.net، 2002-8-9، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-19. بتصرّف.
  2. ^ أ ب “أحكام الحيض”، www.islamqa.info، 2006-9-30، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-19. بتصرّف.
  3. “كيفية التحقق من الطهر من الحيض”، www.islamweb.net، 2014-1-16، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-19. بتصرّف.
  4. أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة (2014-1-5)، “الغسل من المحيض”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-12-19. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 316، صحيح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى