جسم الإنسان

جديد ما هو مضاد الهستامين

ما هو الهستامين

الهستامين (بالإنجليزيّة: Histamine) هو ناقل كيميائيّ يُنتِجه جهاز المناعة في جسم الإنسان كردّ فعل تحسسيّ أو التهابيّ، ويتواجد الهستامين تقريباً في كل أنسجة الجسم لكن بكميّات أكبر في الرّئة والجلد والقناة الهضميّة. يتمّ إفراز الهستامين عند تدمير الخلايا بفعل التعرّض لعدوى بكتيريّة أو فيروسيّة كما في حالات الزّكام، أو عند التعرُّض للدغة من حشرة ما، كما أنّ التحسّس من طعام مُعيّن أو نوعيّة أقمشةٍ مُعيّنةٍ أو مُستحضرات تجميليّة أو المنظّفات وتعرُّض بعض النّاس لغبار الطّلع أو حبوب اللّقاح يُؤدّي إلى إفراز الهستامين في الجسم.

عندما يفرز الهستامين فإنّه يرتبط بإحدى مُستقبلاته الأربعة الموجودة على سطح الخلايا في الجسم، ممّا يُؤدّي إلى انقباض العضلات المَلساء في مجرى الهواء، وتوسّع الشُّعيرات الدمويّة، وتحفيز النّهايات العصبيّة، فتظهر أعراض التَحسُّس، مثل احمرار الجلد، والحكّة، والسُّعال، وضيق التنفُّس، وزيادة الإفرازات المُخاطيّة الأنفيّة، والعُطاس، بالإضافة إلى انتفاخ الوجه، وزيادة الإفرازات الحامضيّة في المعدة. هذه الأعراض المُنتشرة جدّاً والمُزعجة أدّت إلى ظهور مُضادّ لهذه المادة وهو مُضادّ الهستامين (بالإنجليزيّة: Antihistamine).[١][٢]

مُضادّات الهستامين

تعمل مُضادّات الهستامين على تعطيل عمل مُستقبل الهستامين الذي ينقسم إلى أربعة أنواع، لكن النّوع الأول والثّاني هما المُستقبلان اللّذان تُعطّل الأدويّة المُضادّة للهستامين عمليهما في الغالب؛ لأنّ النّوعين الثّالث والرّابع ليسا مُتواجدَين بكثرة في خلايا الجسم، كما أنّ دوريهما ليسا واضِحَين تماماً بعد. آلية عمل هذا الدّواء تنافسيّة؛ أيّ أنّه يتنافس على مُستقبل الهستامين مع مادّة الهستامين الموجودة في الجسم، ممّا يُؤدّي إلى تثبيط عمل الهستامين. هناك نوع دوائيّ آخر يُثبّط من إفراز مادّة الهستامين، لكن مُضادّات الهستامين تعمل على التّنافس مع مادّة الهستامين التي يُنتجها الجسم على مُستقبلات الهستامين. تتوفّر مُضادّات الهستامين على شكل حبوب، وكبسولات، وكريم لوشن، وجلّ، وتتوافر أيضاً على شكل رذاذ أنفيّ.[٣][١][٤]

دواعي الاستعمال

يُستعمَل مُضادّ الهستامين لعدّة دواعٍ طبيّة منها:[٣][٥]

  • علاج أعراض الحساسيّة، مثل التهاب الأنف التَحسُّسي، والأرتيكاريا.
  • داء الحركة.
  • الدّوار.
  • الغثيان والاستفراغ عند الحوامل.
  • الأرق.
  • الشّقيقة.
  • احتقان الأنف.
  • يُستعمَل كمُهدّئ.
  • التهاب المُلتَحمة التَحسُّسي.
  • مرض باركنسون.

أمثلة على مضادات الهستامين

تُصنّف مُضادّات الهستامين إلى أربع مجموعات حسب نوع المُستقبِل المُستهدَف لتثبيطه، لكن غالباً ما تُستعمَل طبيّاً هذه المُضادّات من النّوعين الأول والثّاني. هناك جيلان من النّوع الأول؛ الجيل الأول هو الذي يُسبّب الدّوخة والشّعور بالنّعاس، وتمّ صنع الجيل الثّاني لتحسين العوارض الجانبيّة التي تُسبّبها مُضادّات الهستامين من النّوع الأول، أمّا النّوع الثّاني لا يُسبّب الدّوخة كعرضٍ جانبيّ، مع ذلك فإنّ مُضادّات الهستامين من الجيل الأول لا تزال تُستعمَل بكثرةٍ نظراً لفعاليّتها وانخفاض سعرها.[١]

النّوع الأول

الجيل الأول

أمثلة:[٦]

  • كلورفينامين (بالإنجليزيّة: Chlorphenamine).
  • دايفينهايدرامين (بالإنجليزيّة: Diphenhydramine).
  • دوكسيلامين (بالإنجليزيّة: Doxylamine).
  • بروميثازين (بالإنجليزيّة: Promethazine).

الجيل الثّاني

أمثلة:[٦]

  • سيتريزين (بالأنجليزيّة: Cetrizine).
  • اكريفاستين (بالإنجليزيّة: Acrivastine).
  • لوراتادين (بالإنجليزيّة: Loratadine).

النّوع الثّاني

أمثلة:[٦][٧][٨]

  • سيميتيدين (بالإنجليزيّة: Cimetidine).
  • فاموتيدين (بالإنجليزيّة: Famotidine).
  • نيزاتيدين (بالإنجليزيّة: Nizatidine).
  • رانيتيدين (بالإنجليزيّة: Ranitidine).

الأعراض الجانبيّة

عادةً ما تُسبّب مُضادات الهستامين من الجيل الأول الدّوخة، وضعف التّركيز، وجفاف الفم، والنّعاس، كما تُسبّب تحسُّساً من الضّوء (بالإنجليزيّة: Photo-phobia) أو عدم وضوح الرّؤية، كما يمكن أن تُسبّب الإمساك. العوارض الجانبيّة للجيل الثّاني من النّوع الأول هي صداع، وجفاف في الفم والأنف. كما أنّ مُضادّات الهستامين من النّوع الأول قد تتعارض مع أدوية أُخرى لتُسبّب أضراراً وخيمةً، مثل مُضادّات الاكتئاب والكحول، كما أنّه يجب عدم أخذ مُضادّات الهستامين من الجيل الأول مع أدوية ألزهايمر؛ لأنّها تُثبّط من فعاليّتها. أمّا بالنّسبة للأعراض الجانبيّة لأدوية النّوع الثّاني فهي الصّداع، والإسهال، وألم في العضلات.[٩]

الجرعات

يُمكن للشّخص أخذ مُضادّ الهستامين حسب الأعراض، فيمكن أخذهكما يأتي:[١٠]

  • كل يوم للمُساعدة على إقصاء الأعراض إذا كانت يوميّة.
  • فقط عند ظهور الأعراض.
  • قبل التعرّض للشّيء الذي يتحسّس منه الشّخص؛ كالتحسّس من القطط أو نوع نباتات مُعيّن، وإذا كان هناك فصل مُعيّن يتحسّس منه الشّخص فيُفضّل أخذ الدّواء في اللّيل قبل النّوم ليستيقظ بحالةٍ أفضل في الصّباح خاصّةً أن أغلب النّاس تكون ذروة أعراض الحساسيّة لديهم بين السّاعة الرّابعة والسّادسة صباحاً.

بعض أنواع مُضادّات الهستامين تعمل لمُدّة تصل لخمس ساعات، وبعضها يصل تأثير جرعاتها لاثني عشرة ساعة أو تُغطّى فاعليتها لأربع وعشرين ساعة. تُخزَّن أدوية مُضادّات الهستامين عند درجة حرارة الغرفة بعيداً عن الحرارة والرّطوبة.

أعراض الجرعة الزّائدة

مع أنّ مُضادّ الهستامين يُعدّ دواءً آمناً نوعا ما، إلا أنّ أخذ جُرعةٍ زائدة من هذا العقار خاصّةً من قِبَل الأطفال الصّغار يُعتَبر أمراً خطيراً، من أهمّ الأعراض التي تُسبّبها الجرعة العالية من مُضادّات الهستامين هي الهلوسة، والترنّح، وتشنُّجات، وإذا لم يُعالَج الشّخص، وخاصّةً إذا كان طفلاً، بسبب الجرعة الزّائدة من مُضادّ الهستامين فإنّه قد يدخل في غيبوبة وانهيار للجِهاز الدورانيّ في الجسم.[١١][١٢]

إجراءات للسّلامة

أدوية الهستامين من الأدوية المُتاحة في الصيدليّات دون وصفةٍ طبيّة، لكن مُقارنةً بأدوية الهستامين التي يَصِفها الطّبيب للمريض تكون أدوية الهستامين في الوصفة الطبيّة بأعراض جانبية أقلّ، مثل الدّوخة، وجفاف الفم أو غباش الرّؤية خاصّةً لطُلاب المدارس، وللعاملين في قيادة السّيارات أو التحكُّم بالآلات، وللأطفال الذين أعمارهم أقلّ من أربع سنوات؛ لأنّه قد يُسبّب أعراضاً جانبيّةً قد تُؤثّر على حياته. كما أنّه نظراً للتّداخل الدوائيّ دائماً يجب ذكر الأدوية الأُخرى التي يتعاطاها الشّخص إلى جانب مُضادّ الهستامين للطّبيب أو للصيدليّ، ولا يجب تشارُك الوصفات الطبيّة؛ لأنّ الطّبيب أدرى بحالة المريض وأعراضه، والأعراض الجانبيّة التي قد تُؤثّر بأشخاصٍ دون غيرهم بسبب اختلاف الأجساد والأمراض الأُخرى التي يُعاني منها بعض الأفراد دون غيرهم، والأدوية التي يتناولها وتتفاعل مع مُضادّات الهستامين.[١٣][١٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Michelle A. Clark, Richard Finkel, Jose A. Rey and others (2012), “Pharmacology “Lippincott’s Illustrated reviews, Philadelphia: Lippincott williams & wilkins, a wolters Kluwer business, Page 550-551, Part 42.
  2. Ananya Mandal (19-8-2014), “?What is Histamine”، News Medical, Retrieved 28-11-2016.
  3. ^ أ ب Lionel P. Raymon, Pharmacology “Kaplan series” , Page 217.
  4. “Antihistamines”, NHS Choices,24-2-2015، Retrieved 26-11-2016.
  5. Stanley M. Fineman (21-10-2014), “?Do I Need Antihistamines for Allergies”، WebMed, Retrieved 28-11-2016.
  6. ^ أ ب ت Michelle A. Clark, Richard Finkel, Jose A. Rey and others (2012), “Pharmacology “Lippincott’s Illustrated reviews, Philadelphia: Lippincott williams & wilkins, a wolters Kluwer business, Page 552, Part 42.
  7. Lionel P. Raymon (2011), Pharmacology (KAPLAN series), America: Kaplan, Inc, Page 218, Part six.
  8. The Website Team (1-11-2016), “Antihistamines”، Drugs.com, Retrieved 29-11-2016.
  9. Michelle A. Clark, Richard Finkel, Jose A. Rey and others (2012), “Pharmacology “Lippincott’s Illustrated reviews, Philadelphia: Lippincott williams & wilkins, a wolters Kluwer business, Page 354, Part twenty eight.
  10. Laura J. Martin (5-17-2016), “Antihistamines for allergies”، Medline Plus, Retrieved 1-12-2016.
  11. Michelle A. Clark, Richard Finkel, Jose A. Rey and others (2012), “Pharmacology “Lippincott’s Illustrated reviews, Philadelphia: Lippincott williams & wilkins, a wolters Kluwer business, Page 254, Part forty two.
  12. The Website Team, “Antihistamine Overdose”، New Health Advisor, Retrieved 29-11-2016.
  13. “Antihistamines”، FamilyDoctor.org.
  14. “Antihistamine (Oral Route, Parenteral Route, Rectal Route)”، Mayo Clinic، 1-6-2016، Retrieved 1-12-2016.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى