صحة الحامل

جديد ما هو الوحام ومتى يبدأ

مقالات ذات صلة

الحمل

في المراحل الأولى من الحمل تواجه العديد من النساء بعض المتاعب النفسيّة والصحيّة التي قد تستمر معها إلى الشهر الرابع من الحمل، ومن أبرزها مشكلة الوحام؛ ويظن بعض الأزواج أنّه مجرّد دلال تُظهره المرأة الحامل لمجرد الشعور بالاهتمام أو لفت النظر، ولكن ما هو وحام الحمل؟ وهل هو أمر حقيقي ويجب أن يؤخذ بجدية؟ وما تأثيره على الحمل والجنين؟

وحام الحمل

يُعرف الوحام على أنّه رغبة الحامل الشديدة واشتهاؤها لتناول أنواع مُعيّنة ومُحدّدة من المواد الغذائيّة، أو الرّغبة في تناول مواد غير غذائية، أو ذات قيمة غذائية قليلة، فقد تتحوّل شهيّة بعض النساء أثناء الحمل إلى أكل اللحوم على الرّغم من أنّها نباتية بطبعها المعتاد قبل الحمل، بينما تصبح أُخريات من النباتيّات أثناء الحمل على غير عادتها في السابق، والبعض الآخر يبدأ باشتهاء ما لا يؤكل من الأطعمة أثاء فترة الحمل، كاشتهاء الطين مثلاً. ولحسن الحظ لا يعتبر الوحام تجاه المواد غير الغذائية شائعاً جداً بين النساء الحوامل، وفي الوقت نفسه، فهو أمر لا يُقتصر على النساء الحوامل فقط، فحسب ما ورد عن الجمعيّة الأمريكيّة للحمل فإن الأطفال هم من الفئات المُعرّضة لاشتهاء ما لا يؤكل من غير الأطعمة، بل إنّهم أكثر عرضةً للإصابة به من النساء الحوامل.[١][٢][٣]

مدى انتشار وحام الحمل

تُعدّ ظاهرة وحام الحمل من الظواهر المُنتشرة حول العالم، ولا تقتصر على منطقة أو فئة معينة، وقد يكون مدى انتشار هذه الظاهرة غير معروف بنسبة محددة، فالنساء قد لا يتحدّثن عن هذا الأمر لتجنب الإحراج أو الخوف من العواقب، وعلى الرغم من أنّ فقط 0,01% من النساء في الدنمارك قد اعترفن بتناولهنّ للطين واشتهائهنّ له، إلا أن 56% من النساء في كينيا قالوا إنهن عانين من وحام الحمل، وهو شائع أيضاً في الولايات المتحدة لدرجة أنه يتم بيع الطين في المحلات.[٢]

أكثر المواد التي تتوحم عليها الحوامل

كما ذُكر سابقاً، قد يكون الوحام باشتهاء أنواع معينة من الأطعمة أو المشروبات أو باشتهاء ما لا يؤكل من المواد، ويُصنّف الوحام إلى العديد من الأقسام وذلك حسب طبيعية المواد التي يتمّ اشتهاؤها، وحسب نتائج استطلاع أجراه مركز (بيبي سينتر الأمريكي)، فإن 40% من الأمّهات أظهرنَ رغبتهن بتناول الحلويّات أثناء الحمل، بينما 33% كُنَّ يرغبنَ بتناول الوجبات الخفيفة المالحة، و10% كُنَّ يمِلنَ إلى تناول الحمضيّات والأطعمة الحامضة، من جهة أخرى، قد ترغب بعض الحوامل بتناول مواد غير غذائية، ومنها الطّين، والتّراب، والرّمل، ورماد السجائر، والثّلج، ومعجون الأسنان، والصّابون، والدّهان، وأوراق الشّجر، والفحم، وصودا الخبز، ونشا الذّرة، والطّباشير، وحتى بودرة الأطفال، والأوراق، والجرائد، والحبر، والمناديل، والذّباب، وغيرها من المواد الغريبة.[٤][٥]

سبب وحام الحمل

السبب الحقيقي وراء الشعور بالوحام أثناء فترة الحمل غير معروف حتى الآن، لكنه شعور حقيقي وموجود عند النساء الحوامل، وقد يكون ناتجاً عن التغيرات الفسيولوجية والهرمونية والنفسية التي تحدث في فترة الحمل، وحسب ما ورد عن المجلة التابعة لجمعية التغذية الأمريكية قد يرتبط الوحام بوجود نقص في مستوى الحديد في جسم الأم الحامل، بينما يرى باحثون آخرون أنّ هذا الشعور ما هو إلا وسيلة يتبعها الجسم بصورة لا إرادية للحصول على ما ينقصه من الفيتامينات والمعادن، والتي لم يحصل عليها من الأطعمة التي تتناولها الأم الحامل، على سبيل المثال رغبة الحامل الشّديدة لشرب الحليب، قد يكون ناتج عن نقصٍ في معدن الكالسيوم يُعانيه جسمها، بينما الرّغبة العارمة بتناول الفواكه وخصوصاً الحمضيّات قد يرتبط بوجود نقصٍ في مستوى فيتامين ج في الجسم، وكذلك فيما يخصّ الطين فهو يحتوي على العديد من المعادن بكميات وافرة؛ كالكالسيوم، والحديد، والنحاس، والمغنيسيوم، وجميعها معادن ضروريّة للحامل وجنينها، لذلك قد تشتهي الأم الحامل تناول الطين لأن جسمها بحاجة ماسّة لهذه العناصر الغذائية، من جهة أخرى قد يرتبط وحام الحمل بوجود مرض جسديّ أو نفسي لدى الأم الحامل. [٤][٢][٣]

استساغة الحامل للمواد غير الغذائية

قد تكون المواد التي تشتهيها الحامل مواد غريبة للجميع وغير مستساغة للكثيرين، ولكن طعمها بالنسبة للحامل قد يكون مختلفاً، ومعظمهم يذكرون أنّهم يشعرون بمتعة ولذة كبيرة لا يمكن مقاومتها عند تناولهم لهذه المواد، والغريب بالأمر أنهم يتراجعون عن ذلك بعد الولادة بل ويُنكرون على أنفسهم هذه التصرفات، وفي كل الأحوال لا يمكن لشخص الحكم على طعمها إلا إذا جربها بنفسه!.[٦]

حقيقة وجود فحص لوحام الحمل

في الواقع لا توجد فحوصات خاصة يمكن إجراؤها لاكتشاف سبب الوحام أثناء الحمل، ولكن بما أنّه قد يرتبط بنقص المعادن والفيتامينات بالجسم، من الممكن زيارة الطبيب وإجراء فحوصات عامة لقوة الدم، ونسبة الحديد، والزنك في الجسم، لتعويض أي نقص موجود.[١]

تأثير الوحام على الجنين

يعد تناول الحامل لمواد غير ضارة بالمجمل، وإن كانت غير غذائية، أمراً لا يدعو للقلق؛ كتناولها للثلج مثلاً، لكن ما يثير الخوف حول وحام الحمل هو تناول الحامل لمواد ضارة أو تحتوي على مكونات سامة تضرّ الأم والجنين، فهذا قد يؤدي إلى أعراض جانبية ومضاعفات متعددة تختلف باختلاف المواد التي يتم تناولها، ومنها الإصابة بالإمساك، وحدوث تشنجات معوية، والشعور بالألم، أو الإصابة بالتسمم، أو التهاب ناجم عن طفيليات أو ميكروبات موجودة في هذه المواد كما يحدث عند تناول التراب والطين، من ناحية أخرى فإنّ تناول الحامل لمواد غير غذائية قد يؤثر على تناولها للأطعمة الصحية والغذائية التي يحتاجها الجسم، وبما أنّ الوحام قد يرتبط بنقص بعض المعادن والفيتامينات في الجسم فهو قد يعني أنّ الجنين لا يحصل على كفايته من العناصر الضروريّة لتطوّره ونموه.[٦][١]

كيفية التعامل مع وحام الحمل

يعد الشعور بالوحام أثناء الحمل أمراً لا يستعدي القلق، وهو ليس بحالة غير طبيعية، وكل ما يلزم فعله هو إخبار الطبيب المتابع للحالة للتأكد من سلامة الجنين والحصول على فهم شامل للحالة وكيفية التعامل معها، وخصوصاً عند اشتهائها لتناول موادٍ غير غذائيّة أو ضاره على الصحّة، ومن النصائح التي يمكن تقديمها ما يأتي:[٤]

  • ينصح بإجراء فحوصات عامة حول مستوى الحديد والمعادن والفيتامينات الأساسية، للتأكّد من عدم وجود نقص ما.
  • عند الشعور بالوحام يفضل أن تلهي الأم نفسها بأمر آخر، كمضغ العلكة مثلاً.
  • تنصح الأم بإخبار أحد الأصدقاء أو الأشخاص المقرّبين عند الشعور بالوحام لمساعدتها على تجنبه ومقاومته.
  • محافظة الأم الحامل على تناول كميات كافية من الأغذية الصحية قد يساعدها على الوقاية من الشعور بالوحام.

فيديو ما هو الوحام ومتى يبدأ

شاهد الفيديو لتعرف ما هو الوحام ومتى يبدأ عند الحامل.

المراجع

  1. ^ أ ب ت “PREGNANCY PROBLEMS”, The Bump, Retrieved 18-6-2016.
  2. ^ أ ب ت “Why pregnant women eat dirt”, The Week,31-3-2011، Retrieved 18-6-2016.
  3. ^ أ ب Susan Brody , “Pregnancy Cravings”، parents, Retrieved 29-6-2016. Edited.
  4. ^ أ ب ت “Pregnancy And Pica”, American Pregnancy,7-2015، Retrieved 18-6-2016.
  5. “Food cravings and what they mean”, Baby Center,5-2016، Retrieved 29-6-2016. Edited.
  6. ^ أ ب “SYMPTOMS AND TREATMENT OF PICA”, Babble, Retrieved 18-6-2016.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى