ظواهر اجتماعية

جديد ما أهمية المدرسة

ظهورُ المدرسة

احتاجُ الإنسان مع تَطوّرِ الحياة إلى مَكانٍ يَتعلّم فيه صغاره العلمَ والثّقافة، كما احتاجَ لأن ينوبَ عنه أشخاصٌ آخرون أكثر كفاءةً وخبرةً وتفرُّغاً لأداء هذه المهمّة، ومن هُنا بدأت المَدارس بالظّهور وتطوّرت لتُصبحَ من أهمّ مُرتكزات المُجتمعات ومؤسّسة مهمّة لا غنىً عنها. ولكن ما هو مفهومُ المدرسة؟ وما خصائصها؟ وما هو دَورها وأهميّتها؟

مفهوم المدرسة

تُعرَّف المدرسةُ بأنّها مؤسّسةٌ اجتماعيةٌ رسميّة تقومُ بعدّة وظائف ومهام، أهمّها وَظيفة التّعليم ونقل الثّقافة والتّربية، وإيجادِ البيئةِ المُناسبة للنُموّ العقليّ والجسديّ والانفعاليّ والاجتماعيّ، وتُقسم الدّراسة بها على عدّة مراحل: الابتدائيّة، والإعداديّة، والثّانوية.[١]

أهميّة المدرسة

تأتي أهميّة المَدرسةِ كامتدادٍ تابعٍ لدور الأسرة في تربية الطفل وتنشئته؛ إذ لها قيمةٌ وأهميّةٌ كبيرة، ومن ذلك:

  • إكمالُ دورِ الأسرة التّربوي: تُعدّ المدرسةُ بيتَ الطالب الثّاني؛ فبها يَقضي جزءاً كبيراً من وقته وبشكلٍ مستمر، وفيها يَتكامل دورُ المُربّين والمُعلّمين مع دور الأسرة في تربية الطفل ليَصلوا لمرحلةِ النّضوج العقليّ، وتُعدّ مَرحلة المدرسة من المراحل المُهمّة في مسيرة حياة الأطفال من الطفولة إلى المراهقة؛ إذ تُساهم في تشكيل شخصيّاتهم وتؤثِّر في تعليمهم القِيم والمَبادئ والعلوم الأساسية.[٢]
  • التّبسيط وإزالة التّعقيد: تتّسع الحضارات والثّقافات وتتعقّد العلوم بشكلٍ يَصعُب على الأطفال فهمه واستيعابه، فيأتي دورُ المدرسة هُنا بتبسيط العلوم والمبادئ له بأفضل الوَسائل والطُّرق التي تتوافق مع فهمه، لتُمكِّنه من التّعامل مع العالم حوله دون خوفٍ أو ارتباكٍ أو استهتار.[٢]
  • تصفية العلوم وتنقيتها: تقومُ المدرسةُ بتصفية العلوم من الشّوائب والمُغالطات والأكاذيب والمُبالغات والاعتبارات الشخصية، لتُقدّمها للطلّاب بشكلٍ نقيّ وحقيقيّ لإنشاء عقولٍ سليمةٍ تمتلكُ مَعارفَ صحيحة.[٢]
  • توسيع آفاق الطفل وتنمية خبراته: تُكسب المدرسة الطّفل خبرةً من خلال تَفاعله مع البيئة المُحيطة به وعبر المواقف التي يُواجهها، بالإضافة إلى الخبرات والتّجارب الإنسانية السابقة التي تُضيفها لمخزون خبراته.[٢]
  • تعزيز التّجانس والتآلف بين الأطفال: يأتي للمَدرسةِ أطفالٌ من مُختلف البيئات والثقافات؛ حيثُ تجدُ الاختلاف في الغنى والفقر والمكانة الاجتماعيّة وغيرها، ولأجل ذلك تسعى المدرسةُ لتحقيق الانسجام والتآلف بين كلّ هذه الاختلافات بأسسٍ تربويّة إسلامية.[٢]
  • إكساب الأطفال مهاراتٍ مختلفة: تكسب المدرسة الأطفال مهاراتٍ اجتماعيّة؛ كالعمل الجماعيّ، والتّواصل مع الآخرين، وغيرها من المهارات التي تُساهم في رفع مُستوى ذكاء الطفل وتفاعله مع بيئته، وتُؤهّله ليواجه سوق العمل والحياة لاحقاً؛ فإذ تلقّى الطفلَ تعليمه في المنزل سيفتقدُ كلّ هذه المهارات، ويَكون مَعزولاً عن أقرانه، وسيُحرَم من ذكرياتٍ جميلة كانت ستؤثّر بشكلٍ كبير على تكوينه.[٣]
  • الاعتناء بالطفل الموهوب: إنّ من مَهام المدرسة الأساسيّة أن تساعد الطّلاب على اكتشاف مواهبهم والاستفادة من قدراتهم العقليّة والذّهنية، كما عليها أن تساهمَ بشكلٍ كبير في تَطوير قدرات وإمكانات الطلاّب الموهوبين ودعمهم في مواهبهم وتنمية شخصيّاتهم بشكلٍ سويّ.[٤]

خصائص المدرسة

للمدرسة خصائص تميّزها عن غيرها من المؤسسات، ومن هذه الخصائص:[١]

  • تعتمد على ركائز علميّة مُستنبطةٍ من بحوثٍ ودراسات مَعنيّة بدراسة سلوك الإنسان وتصرّفه؛ كعلوم التّربية، وعلم النفس، وعلم الاجتماع.
  • تُعدّ المدرسةُ بيئةً تربويّةً تنتهجُ التّبسيط في نقل المَعلومات والخبرات إلى الطلّاب، حيثُ يتمّ التدرّج فيها من البسيط إلى المعقّد ومن السّهل إلى الصعب.
  • تعدُّ المدرسة بيئةً ثقافية واجتماعيّة تتأطر بمجموعةٍ من الأنظمة والقوانين، وتتبع النّسق الاجتماعيّ والثقافي الخاص بالمجتمع الذي تتواجد فيه.
  • تُعدّ المدرسة مؤسّسةً اجتماعيّةً أساسها التخطيط للوصول إلى الأهداف المرجوّة.
  • تُرسّخ المدرسة النّظام في عقول طلّابها كنظام الثواب والعقاب.
  • تتحلّى المدرسة بسلطةٍ اجتماعيّة ولها مسارٌ ومناهج دراسية خاصّة بها، بالإضافة إلى أساليب خاصّة في التّدريس.
  • ترفع المدرسة شعور الولاء والانتماء لها وللمُجتمعِ والوطن لدى نفوس طلّابها.

دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية

تقوم المدرسة بتنشئة طلّابها على الصّعيد الاجتماعي، وذلك من خلال مجموعة من الأمور:[١]

  • تقديم الرّعاية الاجتماعيّة والنّفسية للطلاّب، وتسهيل السُّبل لهم ومساعدتهم في حلّ مشاكلهم المدرسيّة والأسرية عبر وجودِ مرشدٍ نفسيّ واختصاصي اجتماعي ضمن الكادر العامل فيها.
  • اعتمادُ وسائل تدريسٍ مُتميّزة؛ إذ لا يجبُ الاعتماد على أسلوب التّلقين.
  • تعليم الطّلاب طرقَ التحكّم في الانفعال وضبط السّلوك وسُبل تحقيق أهدافهم واكتشاف مواهبهم.
  • التّعامل مع الطّالب بصورةٍ كاملةٍ دون إهمالٍ لأيّ جانبٍ من جوانبه، فليس من الجيّد التّركيز على الجانب الأكاديمي مثلاً وإغفال الجانب الترفيهي والعقليّ، أي عليها الاهتمام بتنشئة الطلاّب عقلياً وجسدياً واجتماعياً وفكرياً ونفسياً.
  • تَعليم الطلاب طرق التّفكير العلمي، وخلقُ جوّ التنافس بينهم.
  • تعليم الطّلاب طرقَ كسب العادات الصحيّة السليمة ليتمكّنوا من المُحافظة على صحّتهم وتجنّب الأمراض.
  • التّركيزُ على الطلّاب لا على المناهج؛ إذ إنّ الطلّاب هم محورُ وأساس العملية التربوية.
  • الاهتمام بالجانب العمليّ للمناهج بالإضافة للجانب النّظري، ليستطيع الطلّاب ربط المادة العلمية بواقعهم.
  • الاهتمامُ بأن يكون جوّ المدرسة شبيهاً بالأجواءٍ الأسريّة، من خلال خلقِ العلاقات الجيّدة بين كافة أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية والطلاب، وتوفير أجواءٍ مناسبة للنقاش والحوار.
  • توظيفُ اختصاصي اجتماعيّ واختصاصيّ نفسي ضمن الكادر العامِل في المدرسة، لمُتابعة الطلّاب وحلّ مشاكلهم المُختلفة؛ كمشكلات العنف، والعزلة الاجتماعية، وانخفاض التّحصيل الدراسي.
  • الاهتمامُ بمراعاة الفروق الفرديّة بين الطلّاب.
  • إعدادُ المعلّمين بشكلٍ جيّد عبر إخضاعهم لدوراتٍ وورشٍ تدريبية ليكونوا قادرين على التّعامل مع كافة الطّلاب باختلاف بيئاتهم وثقافاتهم.
  • إعداد الطلّاب لتمكينهم من مُواجهة المواقف الاجتماعيّة المُختلفة.

وظائف المدرسة

للمدرسة وظائفُ عديدة، منها:[١]

  • الاعتناء بالتّراث الثقافي.
  • توفير بيئة اجتماعيّة تربوية.
  • الاهتمام بمشكلات المجتمع والإشارة لها.
  • إيجاد الضبط الاجتماعيّ.

فيديو عن المدرسة وفضلها

للتعرف على المزيد شاهد الفيديو التالي

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث بسام محمد أبو عليان، الانحراف الاجتماعي والجريمة، بريطانيا: E-Kutub ، صفحة 122،121،120،119.
  2. ^ أ ب ت ث ج عبدالله بن محمد الإسماعيل (21-5-2015)، “أهمية دور المدرسة في التربية”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017.
  3. “هل يمكن الاستغناء عن دور المدرسة في حياة الطفل”، العرب، 25-10-2016، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017.
  4. د. موسى نجيب موسى معوض (20-8-2013)، “دور المدرسة في رعاية الطفل الموهوب”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31-5-2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى