التاريخ الإسلامي

جديد مؤسس دولة المغول

المغول

المغول هم مجموعة قبائل من البدو الرُّعاة يُشار إليهم غالباً باسم التَّتار أو التَّتر، انتشروا في هضبة منغوليا في أواسط آسيا، وكان المجتمع المغوليّ يتكوَّن من القبائل الآتية: قبيلة القيات الصَّغيرة، وقبيلة النايمان، وقبيلة الأويرات، وقبيلة الكيريت، وقبائل التتار، وقبيلة المركييت، وقطن المغول شمال هضبة منغوليا من جهة سيبيريا، والتتار قطنوا جنوبها من جهة الصِّين.

دُمِّرت بغداد عاصمة العباسيّين عام 656 هـ على يد المغول بقيادة القائد المغوليّ هولاكو حفيد جنكيز خان، وقد قتل المغول الخليفةَ المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيّين، وألقوا كتب مكتبة بغداد في نهر دجلة الذي ظلَّت مياهه سوداء اللَّون لمدّة ثلاثة أيّام بعدها؛ من حبر الكتب التي أُلقيت فيه، وضاع من التُّراث حينها ما لا يمكن تعويضه.

جنكيز خان مؤسِّس الدَّولة المغوليَّة

وُلد جنكيز خان مؤسِّس دولة المغول في منغوليا عام 549 هـ، واسمه الأصليّ هو تيموجين بن يسوكاي بهادر، ولُقِّب تيموجين بجنكيز خان أي إمبراطور العالم، وكان رجلاً سفَّاكاً للدِّماء، وذا قوَّة وبأس شديدين. ويرجع سبب تسمية تيموجين باسمه هذا إلى زعيم إحدى القبائل الَّذي قُتل على يد يسوكاي والد جنكيز خان في اليوم نفسه الذي وُلد فيه جنكيز خان، وكان والده رئيساً لقبيلة مغوليّة تُعرَف باسم قيات، وعندما بلغ جنكيز الثَّالثة عشر من العمر توفِّي والده يسوكاي.

جنكيز خان وتأسيس دولة المغول

نجح جنكيز خان في كسب ولاء أفراد قبيلته، وجعل قبيلة قيات تحت حكمه وهو لم يبلغ العشرين من العُمر، ونجح بعدها في توطيد سلطانه وتوسيع مُلكه، ووحّد قبائل المغول والتَّتار في منغوليا وجعلها تحت سيطرته عام 603 هـ، وتمكَّن من تأسيس جيش قويّ يعمل تحت إمرته، ونظّم جنكيز شؤون الحُكم الدَّاخلية، فأنشأ مجلسًا يُسمّى قوريلتاي للحُكم، ووضع دستوراً اسمه قانون الياسا، وهو مجموعة من القوانين التي قرَّرها جنكيز خان بنفسه؛ لتنظيم شؤون الحياة في الدَّولة المغوليَّة النَّاشئة.

انتقل جنكيز خان بعد ذلك للسَّيطرة على الإمبراطوريَّة الصِّينيَّة، ودارت معارك عدَّة بينه وبين القوَّات الصِّينيَّة إلى أن أحرز النَّصر عليها في معركة فاصلة عام 612 هـ، سقطت على إثرها العاصمة الصِّينيَّة بكِّين، وكان لسقوطها أكبر الأثر في نفوس الإمبراطوريّات الأخرى، وأبرز سقوطها ما يتمتَّع به جنكيز خان من مواهب فذّة في ميادين القتال.

اصطدم جنكيز خان بعد ذلك مع الدَّولة الخوارزميَّة مترامية الأطراف عام 615 هـ، وكانت الدَّولة الخوارزميّة تضمُّ معظم البلاد الإسلاميَّة في قارة آسيا تحت قيادة علاء الدِّين محمد خوارزم شاه، فقرَّر جنكيز خان السَّيطرة عليها وإخضاعها لحكمه، فأعدَّ لهذه الغاية جيوشاً جرَّارة وتحرَّك بها إلى بلاد ما وراء النَّهر، وتمكَّن من السَّيطرة على المدن الكبرى فيها، مثل: أترار، وبُخارى، وسمرقند، وارتكب جيش جنكيز خان أبشع الجرائم في هذه المدن من حرق وتدمير وقتل، فقضى جيشه على سكَّان مدينة أترار بالكامل، وأحرق جنكيز خان مدينة بخارى واستباح حُرمة مسجدها الجامع الكبير، وقتل الآلاف من سكَّان هذه المدينة.

وفاة جنكيز خان

توفِّي جنكيز خان بعدما نجح في إقامة دولة مترامية الأطراف بالقرب من مدينة تس جو عام 624 هـ، ودُفن في مدينة منغوليا، بعد تاريخ دامٍ مليءٍ بالقتل والوحشيَّة، وقد بلغت حدود دولته من كوريا في الشَّرق إلى الدَّولة الخوارزميَّة الإسلاميَّة في الغرب، ومن سهول سيبيريا في الشمال، إلى بحر الصِّين في الجنوب. وفي عصرنا هذا تشكِّل الدُّول الآتية الدَّولةَ المغوليّة، وهي: الصِّين، ومنغوليا، وفيتنام، وكوريا، وتايلاند، وأجزاء من سيبيريا، ومملكة لاوس، وميانمار، ونيبال، وبوتان. وخلَف جنكيز خان على عرش الإمبراطوريَّة ابنُه أوكتاي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى