تنمية الشخصية والقدرات

جديد كيف تجعل من نفسك شخصية قوية

الشخصيّة القويّة

يمكن تعريف قوّة الشخصيّة بأنّها مقدرة الشخص على جَذْب الآخرين إليه، واكتساب طابع التأثير فيهم؛ وذلك بسبب امتلاكه مجموعةً من القِيَم، والمبادئ، والسِّمات المُثلى، بالإضافة إلى المهارات العالية، فقوّة الشخصيّة هي قوّة مُستقِرَّة وعالية التأثير.[١] والشخصيّة القويّة هي الشخصيّة التي تتميَّز بالحياديّة، بحيث تحكم على الأشياء كما هي في الحقيقة، وتُنفِّذُ قراراتها بتفكير ووَعْي دون إهمال ما قد يَستجِدُّ في الموقف، وهي الشخصيّة التي تُدرك الواقع، وتُخطِّط للمستقبل، بالاعتماد على خبرات الماضي، والحاضر.[٢]

طُرُق وأساليب تقوية الشخصيّة

حتى تتمكَّن من بناء شخصيّة قويّة ومُؤثِّرة، يجب مراعاة ما يلي:[٣]

اتّخاذ القرارات بجرأة

يُعَدُّ اتّخاذ القرارات ذا أهمّية كبيرة في الحياة الشخصيّة، أو العمليّة؛ وذلك لأنّه يؤثر في أسلوب الحياة بشكل كبير، وعلى المدى البعيد، وأن يمتلك الشخص المقدرة على اتِّخاذ القرار؛ يعني أنّه يمتلك إرادة خاصّة به دون أيِّ تأثير للأشخاص من حوله؛ فقوّة الشخصيّة لا تكتمل إلّا بوجود المقدرة على اتِّخاذ القرار؛ لأنّ من لا يملك القرار، لا يملك حياته، ولاتِّخاذ القرارات الصحيحة، لا بُدَّ من أن يمتلك الشخص المقدرة على التفكير السليم، والتركيز العالي.

الإصرار على الحقّ

إنّ الإصرار على حقوقك يدلُّ على أنّ مطالبك، ومشاعرك، واحتياجاتك، لا تقلُّ أهمّية عن تلك التي تَخصّ الأشخاص الآخرين، والمُطالبة بالحقوق، بأسلوب مناسب، وبثقة، يُساعدك على الخروج من الموقف، مع الشعور بالارتياح من نفسك، وارتياح الآخرين لك، كما أنّ الأشخاص الذين حاولوا إقناعك بالتفكير بطريقة مختلفة، أصبحوا يثقون بك، ويُقدِّرونك، ولاكتساب صفة الإصرار على الحقّ، لا بُدَّ من التمتُّع بالمهارات الأساسيّة الآتية:

  • الإنصات للآخرين: حيث إنّ الإنصات للآخرين، والتركيز فيما يقولونه، يدلُّ على أنّك تمنحُهم اهتمامك كلَّه، وحينها ستفهم ما يقولونه، وما يشعرون به؛ وذلك لأنّ الصراخ والضجيج عند الكلام، قد يضعُ الأشخاص في موقف مُحرج، ويجعلُهم أكثر انكشافاً لغيرهم.
  • التعبير عن النفس بوضوح: إذ إنّه في حال أردت، أو رغبت في شيء ما، فإنّ عليك فِعلَه دون حَرَج، أو خَجَل، أو غموض، مع ضرورة أن يكون الأمر خاصّاً، وعادلاً بالنسبة إليك، وإلّا سُمِّيت أنانيّة.
  • استخدام أسلوب الجدل المُحكَم: وذلك بإعطاء الحجج الواضحة، والصادقة، فأكثر الأجوبة إقناعاً هي أكثرها استقامة وبساطة، على سبيل المثال، إذا تمَّت دعوتك إلى حَفْل ما، ولكنّك لا تريد الذهاب إليه؛ بسبب إنشغالك بأمور أخرى، فإنّ عليك تجنُّب تقديم أيّة أعذار دون التأكُّد ممّا سيتمّ فِعْله، حيث إنّ هذا قد يضعُك في موقف مُحرج، وعندها ما عليك إلّا قول “شكراً، ولكنّ لديّ الكثير بين يدي كي أُؤدِّيه”، ومن شأن هذا أن يَحسمَ الأمر، ويجعل الأمور واضحة.
  • إدارة النَّقْد والشكوى: قد يتعرَّض الشخص المُصِرُّ على حقِّه لأشكال مختلفة من النَّقْد، والشكوى، ممّا يدفعه في بعض الأحيان إلى الغضب، والانفجار، وارتكاب الأخطاء، والتصرف بلا تفكير، وهذا قد يتسبَّب له بالحرج أمام الآخرين؛ ولهذا يجب التصدِّي للاتّهامات الباطلة، من خلال الاعتراف بنقاط الضعف، والاهتمام بها.
  • استخدام لغة الجسد: يمتلك الشخص المُصِرّ على الحقّ ميِّزات وسِمات مُحدَّدة في الجانب الجسمانيّ، كنغمة الصوت، ونظرات العين، وأسلوب الوِقفة، وتعبيرات الوجه، ويُعتبَر سلوك أَخْذ النفس بالاستقامة، والنَّظَر إلى الآخرين بقلب مُتفتِّح، من أكثر السلوكيّات المُميِّزة للشخص المُصِرِّ على الحقّ.

الهدوء

يُعتبَر الهدوء من أهمّ عوامل بناء الشخصيّة القويّة، والأكثر تأثيراً في الآخرين، ونقصدُ بالهدوء هنا الهدوء الداخليّ، والتماسُك الذاتيّ، والسيطرة على المصاعب، والأحزان، والمصائب التي تواجه الشخص، ويتحقَّق هذا الهدوء من خلال المثابرة، والاجتهاد الدائم، وعدم استذكار الماضي والنَّدم عليه، وتغيير أسلوب الحياة اليوميّة، وعدم التمسُّك بالعادات المُتأصِّلة، بالإضافة إلى العمل الجادّ، والإنتاج.

قَول “لا” بثقة

عندما يطلب منك شخص ما تنفيذ عَمَل إضافيّ ولكنّك لا ترغب في أدائه، فلا تتردَّد في قَول لا بلُطف؛ لأنّك ببساطة غير مُستعِدّ لإسقاط أيّة التزامات أخرى مُهمّة، أو تأجيل الهوايات التي تُفضِّل القيام بها، ولجَعْل الرفض بصورة لطيفة وسهلة يتقبَّلها الآخرون بشكل أفضل، اتّبع ما يلي:

  • قَدِّر له استعانته بك، واللجوء إليك في طلبه.
  • أظهر له الاهتمام برغباته، وأولويّاته.
  • بَرِّر رَفْضك لطلبه بسبب واضح، وصادق.
  • حاول أن تمنحه حلولاً لمشكلته، كأن يستعين بشخص آخر.

قوّة الحياة النفسية

إنّ الشخص الذي يتميَّز بوجود قوّة مُتَّزِنة في داخله، ورغبة شديدة في تحقيق عواطفه، وأفكاره الواضحة، يكون إشعاع الشخصيّة لديه قويّاً، أمّا الحياة النفسيّة الضعيفة، فهي تُمثِّل الشخصيّة الباهتة والسقيمة.

صفات الشخصيّة القويّة

يتمتَّع الفرد الذي يمتلك الشخصيّة القويّة بعدّة صفات تُميّزه عن غيره، وتجعل منه عنصراً مُؤثِّراً وفعّالاً في المجتمع، ونذكر فيما يلي أهمّ هذه الصفات:[٢]

  • الإرادة القويّة.
  • القدرة على التوافُق مع البيئة المحيطة.
  • امتلاك مهارات، وقدرات عقليّة سليمة.
  • التمتُّّع بدرجة عالية، أو مُتوسِّطة من الذكاء.
  • التمتُّع بالحكمة.
  • المقدرة على بناء علاقات جديدة مع الآخرين.
  • عدم التسرُّع في الحُكم على الأمور، والتروِّي فيها.
  • امتلاك مهارة الإقناع.
  • عدم اليأس، والمقدرة على محاربة الإخفاق.
  • تطوير الذات، والمُنافسة الخلّاقة.
  • السيطرة على الانفعال.

مُمارَسات الشخصيّة القويّة

يهتمّ الفرد الذي يمتلك الشخصيّة القويّة بعدّة ممارسات تُميّزه عن غيره، وفيما يلي بعضٌ من أهمّ هذه الممارسات:[١]

  • التحريض: حيث يُحرِّض الفرد ذو الشخصيّة القويّة الأفراد، بناءً على احتياجاتهم، ومشاعرهم.
  • الملاحظة: فالشخصيّة القويّة هي شخصيّة تتمتَّع بقوّة الملاحظة، والتركيز في تصرُّفات الآخرين، وأسلوب حديثهم، بالإضافة إلى النَّظَر في عيونهم، والتنبُّؤ بأحوالهم، ومشاعرهم.
  • تبادُل الأفكار: فالقائد الناجح يستطيع تقوية علاقته مع أتباعه، وذلك من خلال تلاحُم الأفكار المُقترَحة، وتبادُلها معهم.
  • التقصِّي: الشخصيّة القويّة قادرة على معرفة ما يدور حولها من أحداث بأسلوب مُؤدَّب؛ بهدف خدمة الآخرين، والاهتمام بهم.
  • التشجيع: فالشخصيّة القويّة تمتلك عزيمة صادقة، وروحاً عالية تبعث الحماس في البيئة التي يُوجَد فيها الشخص، ممّا يساهم في تشجيع الآخرين، ومَنْحهم الطاقة الإيجابيّة.
  • مَنْح المكافآت: يضعُ القائد الناجح حوافز مُلائِمة، ومكافآت مُجزِية للعاملين؛ بهدف ضمان استمرار جودة العمل، وكفاءته.
  • التوجيه: يُحدِّد القائد ذو الشخصيّة القويّة مسار الآخرين، ويساعدهم على تحقيق الأهداف المُشترَكة.
  • التكيُّف مع الهدف: فالقائد الناجح يُحدِّد الأهداف التي من الواجب تحقيقها، ويضعُ مواعيد مُحدَّدة، ووسائل مُلائِمة؛ لتحقيق هذه الأهداف.
  • نَقْل الأهداف والأغراض الموضوعيّة: فالرؤية عبارة عن هدف، والأغراض الموضوعيّة تُمثِّل المعالم الأساسيّة؛ للوصول إلى الهدف.
  • التنشيط: حيث يُمثّل التخطيط السليم، ووَضْع الأهداف الجزء العقلانيّ في الشخصيّة القويّة، أمّا الرغبة والاهتمام بكلّ الأمور السليمة، فهو خاصّ بالجزء العاطفيّ، وعمليّة الدمج بين هذين الجزأين تُحفِّز روح التعاون لتحقيق الأنشطة المُشترَكة بين الناس، والتركيز عليها.

المراجع

  1. ^ أ ب عاطف عبد الله المكاوي، القيادة الإدارية (الطبعة الأولى)، القاهرة-مصر: مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع، صفحة 114-115-116. بتصرّف.
  2. ^ أ ب د. مدحت أبو النصر، سلسلة المدرب العملية : البرمجة اللغوية العصبية ، صفحة 137. بتصرّف.
  3. نصر هرمز، الشخصية القوية الجذابة، صفحة 7-16. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى