كيف أسلم حسان بن ثابت

'); }

إسلام حسان بن ثابت

أسلم حسان بن ثابت مع الأنصار حين أسلموا مع رسول الله،[١] ولم يُحدّد عمره حين دخل في الإسلام على وجه الدقة واليقين،[٢] وفي المؤاخاة آخى رسول الله بينه وبين عثمان بن عفان رضي الله عنهما،[٢] ويُعدّ من المتقدِّمين في الإسلام،[٣] لكنّه لم يشهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أيّ غزوة؛ وذلك لِكِبَر سِنِّه.[٤]

جهود حسان بن ثابت في الإسلام

دخل حسان بن ثابت في الإسلام، وما أن دخله إلّا وبدأ المشركون بتوجيه شِعر الهِجاء إلى رسول الله، ويَردّ عليهم حسان بأشدّ الهِجاء، ورسول الله يشجّعه ويدعو له قائلاً: (اللَّهُمَّ أيِّدْهُ برُوحِ القُدُسِ)،[٥] وفي الحديث الذي روته عائشة -رضي الله عنها- فقالت: (اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هِجَاءِ المُشْرِكِينَ قالَ: كيفَ بنَسَبِي فَقالَ حَسَّانُ: لَأَسُلَّنَّكَ منهمْ كما تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ العَجِينِ).[٦]

'); }

وكان يُذكِّر الكفار في شِعره بالأيام التي انهزموا فيها أمام المسلمين،[٧] وكان يُعيّرهم بكفرهم، ويُخوّفهم بالحرب،[٨] ولم يكتفِ بتوجيه شعره إلى كفار قريش، بل كان يُشجّع المسلمين ويُحرّضهم على قتال المشركين،[٩] فمنذ أن أسلم وقف بشِعره في وَجه كُلّ من تعرَّض لرسالة الإسلام، وكان رسول الله يفخر به أمام الناس؛ حين يقف حسان على المنبر يُلقي شِعره ويدافع عنه،[١٠]وله العديد من الأشعار التي مدح بها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وفي غزوة الأحزاب سأل رسول الله صحابته من يحمي أعراض المسلمين؟ فأجاب كعب بن مالك، وابن رواحة، وحسان بن ثابت -رضي الله عنه- وكلّ منهم قال: أنا، فاختار رسول الله حسان، وقال له: اهجُهم، وسيُعينك عليهم روح القدس.[١١]

التعريف بالصحابي حسان بن ثابت

حسان بن ثابت الأنصاري، من بني النجار في المدينة المنورة، كانت نشأته في الجاهلية، وعلا شأنه فيها،[١] وكان حسان بن ثابت قد بلغ من العمر ستين عاماً حين قدم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة.[١٢]

ميزات حسان بن ثابت

حسان بن ثابت -رضي الله عنه- شاعر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عاش في الإسلام مُدَّة عاش مثلها في الجاهلية، فلمّا أسلم كان عمره ستين سنة ومات وعمره مئة وعشرون عاماً.[١٣]

ووصفه أبو عبيدة فقال: فُضِّل حسان بن ثابت على الشعراء بثلاث فضائل؛ كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في عهد النبوة، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام.[١٤]

وكان حسان بذلك من فُحول الشعراء منذ زمن الجاهلية امتداداً إلى عصر الإسلام، قال أبو عبيدة: أجمعت العرب على أنّ أفضل أهل المَدر شِعراً هو حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقال أبو عبيدة وأبو عمرو بن العلاء: “حسان بن ثابت أشعر أهل الحضر”.[١٥]

المراجع

  1. ^ أ ب أحمد الهاشمي ، جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب، بيروت :مؤسسة المعارف، صفحة 143، جزء 2. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1998)، موجز دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة 1)، الشارقة :مركز الشارقة للإبداع الفكري، صفحة 3762، جزء 12. بتصرّف.
  3. ابن قتيبة الدينوري (1423)، الشعر والشعراء، القاهرة :دار الحديث، صفحة 296، جزء 1. بتصرّف.
  4. سبط ابن الجوزي (2013)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة 1)، دمشق :دار الرسالة العالمية، صفحة 165، جزء 7. بتصرّف.
  5. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن حسان بن ثابت ، الصفحة أو الرقم:453 ، صحيح.
  6. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:3531، صحيح .
  7. محمد الأهدل (1977)، الشعر في ضوء الشريعة الإسلامية، المدينة المنورة :الجامعة الإسلامية، صفحة 162. بتصرّف.
  8. عبد الملك العصامي (1998)، سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (الطبعة 1)، بيروت :دار الكتب العلمية، صفحة 15، جزء 2. بتصرّف.
  9. النووي (1392)، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة 2)، بيروت :دار إحياء التراث العربي ، صفحة 46، جزء 16. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين ، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 727. بتصرّف.
  11. شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، بيروت :مؤسسة الرسالة، صفحة 514، جزء 2. بتصرّف.
  12. ابن منظور (1984)، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (الطبعة 1)، دمشق :دار الفكر، صفحة 290، جزء 6. بتصرّف.
  13. خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة 15)، بيروت :دار العلم للملايين، صفحة 175، جزء 2. بتصرّف.
  14. محمد المغراوي ، موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية (الطبعة 1)، القاهرة :المكتبة الإسلامية، صفحة 255، جزء 1. بتصرّف.
  15. ابن الأثير ، جامع الأصول في أحاديث الرسول (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 293، جزء 12. بتصرّف.
Exit mobile version