الصحابة والتابعون

جديد كم عدد الصحابة وأسماؤهم

كم عدد الصحابة

ذكر جلال الدين السيوطي في كتابه الخصائص الكبرى أنّ عدد الصحابة مئةٌ وأربعةٌ وعشرون ألفاً، وجَزَم بذلك، ومما يؤكّد ذلك أنّ غزوة تبوك التي وقعت في السنة التاسعة من الهجرة؛ أي قبل وفاة النبيّ بعامين تقريباً، خرج بها مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثلاثون ألف مقاتلٍ ومعهم عشرة آلاف فرس، وذلك دون النّساء والأطفال والشيوخ وأهل البوادي ومن كان بعيداً عن المدينة، ومعلومٌ أنّه لم يتخلّف عن هذه الغزوة إلّا كعب بن مالك وصاحباه، فلو جمعنا كل هذه الفئات لزاد عددهم عن مئة ألف صحابي،[١] ويروي كعب في قصة تخلّفه عن الغزوة فيقول: (والمُسْلِمُونَ مع رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كَثِيرٌ، ولَا يَجْمَعُهُمْ كِتَابٌ حَافِظٌ)،[٢][٣] وبلغ عدد مَن نُقلت عنهم الفتوى ما يُقارب مئتين صحابي من إجمالي العدد الكلّي.[٤]

بعض أسماء الصحابة

ذكر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعض الصحابة بأسمائهم، وأخبر أنّهم من أهل الجنة؛ منهم العشرة المبشرون بالجنّة، وهم: أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص، وسعيد بن زيد، وأبو عبيدة بن الجراح، كما أخبر رسول الله عن غيرهم أنّهم من أهل الجنّة، مثل: ثابت بن قيس بن سمّاش، وبلال بن رباح، وعكاشة بن محصن، وغيرهم،[٥] ولجميع الصحابة فضلٌ مطلقٌ ومكانةٌ لا ينازعهم بها أحد، ولكلٍّ منهم فضائل تميّزه عن غيره، كما يتفاضلون فيما بينهم، وهو ما اتّفق عليه أهل السُّنّة والجماعة، بدليل القرآن الكريم والسُّنّة النبويّة الشريفة،[٦] ومن الصحابة أيضاً؛ أسامة بن زيد بن حارثة حِبُّ رسول الله،[٧] وتميم بن أسد الخزاعي،[٨] وثابت بن الصامت،[٩] وحنظلة بن أبي حنظلة الأنصاري،[١٠] وغيرهم الكثير.

أكثر الصحابة رواية للحديث

عدّ العلماء الصحابي الذي روى عن رسول الله أكثر من ألف حديثٍ من الرواة المُكثرين من رواية الحديث، وأكثر الصحابة رواية لحديث النبي -صلّى الله عليه وسلم- سبعة، وهم على الترتيب: أبو هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وعائشة أم المؤمنين، وعبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأبو سعيد الخدري -رضي الله عنهم جميعاً-.[١١]

أكثر الصحابة علماً وفتيا

اختُصّ مجموعة من الصحابة بالإكثار من الفتوى بناءً على ما كان لديهم من العلم، فكما كان هناك المكثر من الرواية، كان منهم المكثر من الفتوى، ومنهم من جمع بين الأمرين؛ مثل ابن عباس -رضي الله عنه-، وقد اختلف العلماء في أكثر الصحابة فُتيا؛ فقيل إنه ابن عباس، وهو قول أحمد بن حنبل، حيث جُمعت فتاوى ابن عباس فبلغت عشرين كتاباً، ورُوي عن مسروق بن الأجدع أنّه قال: اجتمع علم الصحابة عند عمر، وعلي، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبي الدرداء، وابن مسعود، ثم انتهى علم هؤلاء الستة إلى علي وابن مسعود، وقال الشعبي مثل قول مسروق، إلّا أنّه ذكر أبا موسى بدل أبا الدرداء، وقد اتّجهت فتاوي هؤلاء الصحابة إلى اتّجاهين؛ حيث كان عمر وابن مسعود وزيد يتشابهون في العلم، ويأخذ كلٌّ منهم عن الآخر، وكان علي وأبو موسى وأُبيّ بن كعب يتشابهون في العلم ويأخذ كلٌّ منهم من علم الآخر، كما كان ابن مسعود يقتدي في فتواه بعمر -رضي الله عنهم جميعاً-.[١٢]

وعُرف عن مجموعةٍ من الصحابة أيضاً الإفتاء، حيث إنّ الصحابة انقسموا في الفتوى إلى ثلاثة أقسام؛ المُكثرين، والمتوسّطين، والمُقلّين، فيأتي بعد السبعة المكثرين مجموعة آخرون، هم: أبو بكر، وعثمان، وأبو موسى، ومعاذ، وسعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وأنس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وسلمان، وجابر، وأبو سعيد الخدري، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وعمران بن حصين، وأبو بكرة، وعبادة بن الصامت، ومعاوية، وابن الزبير، وأم سلمة، وهؤلاء لو جمعت فتاوى كل منهم لوضعت في جزءٍ صغير، ويبلغ عدد المُقلّين نحو مئة وعشرين صحابياً، وهم الذين نُقلت عنهم مسألةٌ أو اثنتان أو ثلاثة، ومنهم: أبي الدرداء، وأبي طلحة، والمقداد، ولا يعني أن المقلِّين من الفتوى أنّهم كانوا قليلي العلم، فقد يعود ذلك لقلة عدد من أخذوا عنهم العلم أو غير ذلك من الأسباب.[١٣]

العبادلة الأربعة

أُطلق اسم العبادلة على مجموعةٍ من صغار الصحابة، وهم: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عباس،[١٤] ولما سُئل أحمد بن حنبل عن عبد الله بن مسعود، أجاب أنّه ليس من العبادلة، ذلك أنّه توفي قبلهم، وأنّ هؤلاء الأربعة احتاج الناس إلى علمهم بعد وفاته.[١٥]

طبقات الصّحابة

اختُلف في تقسيم الصحابة ووضعهم ضمن طبقات بناءً على عدّة معايير، مما جعل الأئمة يختلفون فيما بينهم بعدد هذه الطبقات، فقد جعلهم الإمام أبو حاتم البستي طبقةً واحدة بناءً على اجتماعهم في شرف صُحبة رسول الله، وقام غيره بتقسيمهم وفقاً لأسبقيّة كل منهم في الدخول بالإسلام، مُستدلاً بقوله -تعالى-: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّـهُ الْحُسْنَى)،[١٦] وقسّمهم ابن سعد في الطبقات إلى خمسة أقسام، واعتمد في تقسيمه على أفضليّتهم ومشاركتهم في بدر والحديبية، ومنزلة كلٍّ منهم وما تفاضل به عن غيره من الصحابة،[١٧] وأشهر هذه الطبقات، هي طبقات الحاكم، حيث عدّ طبقات الصّحابة باثنتي عشرة طبقة،[١٨] وهي على النحو الآتي:[١٩]

  • المتقدّمون بالدخول إلى الإسلام في مكة المكرمة، مثل الخلفاء الراشدين.
  • الصحابة الذين دخلوا في الإسلام قبل اجتماع الناس في دار الندوة وتشاورهم فيما بينهم.
  • المهاجرون إلى الحبشة.
  • المبايعون في العقبة الأولى.
  • المبايعون في العقبة الثانية، وأغلبهم من الأنصار.
  • المهاجرون الذين التقوا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بقباء قبل وصوله إلى المدينة المنورة.
  • المشاركون بغزوة بدر.
  • المهاجرون بين بدر والحديبية.
  • أهل بيعة الرضوان في الحديبية.
  • المهاجرون بين الحديبية وفتح مكة، مثل؛ خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وأبي هريرة.
  • الذين دخلوا في الإسلام عند فتح مكة.
  • الصبيان والأطفال الذين رأوا النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يوم فتح مكة وفي حجة الوداع.

المراجع

  1. محمد المنجد (2009)، موقع الإسلام سؤال وجواب ، صفحة 199، جزء 9. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن كعب بن مالك، الصفحة أو الرقم: 4418، صحيح.
  3. محمد الخطيب (1980)، السنة قبل التدوين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الفكر، صفحة 405. بتصرّف.
  4. عبد المجيد محمود (1979)، الاتجاهات الفقهية عند أصحاب الحديث في القرن الثالث الهجري، مصر: مكتبة الخانجي، صفحة 143. بتصرّف.
  5. محمد أبو زيد (2013)، معالم الدين من أحاديث الصادق الأمين (الطبعة الأولى)، ناقص: دار مشارق الأنوار للبحث العلمي، صفحة 15. بتصرّف.
  6. محمد بن العثيمين (2003)، منهاج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الشريعة، صفحة 37. بتصرّف.
  7. محمد الذهبي (748)، تجريد أسماء الصحابة، بيروت: دار المعرفة، صفحة 13، جزء 1.
  8. محمد الذهبي (748)، تجريد أسماء الصحابة، بيروت: دار المعرفة، صفحة 58، جزء 1. بتصرّف.
  9. محمد الذهبي (748)، تجريد أسماء الصحابة، بيروت: دار المعرفة، صفحة 63، جزء 1.
  10. محمد الذهبي (748)، تجريد أسماء الصحابة، بيروت: دار المعرفة، صفحة 141، جزء 1.
  11. علي مزيد، منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، صفحة 91. بتصرّف.
  12. محمد أبو شُهبة، الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 514-515. بتصرّف.
  13. محمد أبو شُهبة، الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 515-517. بتصرّف.
  14. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داود ، صفحة 13، جزء 112. بتصرّف.
  15. محمد أبو شُهبة، الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 517. بتصرّف.
  16. سورة الحديد، آية: 10.
  17. محمد أبو شُهبة، الوسيط في علوم ومصطلح الحديث، القاهرة: دار الفكر العربي، صفحة 520. بتصرّف.
  18. أحمد بن حجر العسقلاني (1415)، الإصابة في تمييز الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 83، جزء 1. بتصرّف.
  19. محمد الخطيب (1980)، السنة قبل التدوين (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار الفكر، صفحة 392. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى