قصص وحكايات

قصص عن الأم في الإسلام

قصص عن الأم في الإسلام

قصص عن الأم في الإسلام

أويس القرني

أسلم سيدنا أويس القرني على زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكنه لم يعد صحابياً؛ إذ إنه لم يلتق بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك لأنه بقي في اليمن ليبر بأمه، وقد مدحه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، بل وطلب من عمر بن الخطاب وهو أحد كبار الصحابة -رضي الله عنهم-؛ أن يطلب من أويس -رضي الله عنه- أن يستغفر له ففعل.[١]

وعلى الرغم من أن أويس -رضي الله عنه- كان من الفقراء ولم يكن أهل بلدته يأبهون له، إلا أنه كان ذا شأن عظيم عند الله -سبحانه وتعالى-؛ حتى أخبر عنه رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيدنا عمر أن أويساً كان باراً بأمه، وأن هذه كانت علامة فارقةٌ في حياته، وأنه لو أقسم على الله لأبره.[١]

قالَ سيدنا عمر بن الخطاب: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: (يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ مِن مُرَادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه، إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ، لو أَقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ).[٢]

تفريج الهم من خلال البر بالوالدين

كثيراً ما نسمع من الصالحين أن نجعل خبيئة بيننا وبين الله؛ لينجينا بها الله من المهالك في الدنيا والآخرة، والخبيئة هي العمل الصالح الذي يخفيه المرء عن جميع الناس ويتركه بينه وبين الله دون أن يخبر به أحداً، ومن هذه الأعمال الصالحة، البر بالوالدين.

وفي الحديث الصحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عن ثلاثة أشخاص دخلوا إلى غارٍ كي يبيتوا فيه، فلما دخلوه انحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فدعوا الله بصالح أعمالهم، وكان منهم رجل بار بوالديه؛ فانفرج جزء من الصخرة لما توسل إلى الله ببره لوالديه، وفُتح الغار بأعمالهم الصالحة هم الثلاثة.[٣]

أما هذا الرجل الصالح البار فَقالَ: (اللَّهُمَّ كانَ لي أبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وكُنْتُ لا أغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلًا، ولَا مَالًا فَنَأَى بي في طَلَبِ شيءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عليهما حتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لهما غَبُوقَهُمَا، فَوَجَدْتُهُما نَائِمَيْنِ وكَرِهْتُ أنْ أغْبِقَ قَبْلَهُما أهْلًا أوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ علَى يَدَيَّ، أنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حتَّى بَرَقَ الفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ، فَفَرِّجْ عَنَّا ما نَحْنُ فيه مِن هذِه الصَّخْرَةِ، فَانْفَرَجَتْ شيئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ).[٤]

ونرى في هذا الحديث بر هذا الرجل بوالديه؛ وكيف أنه لم يرض أن ينام، أو أن يسقي أولاده أو زوجته من الحليب الذي جلبه قبل والديه، وكيف بقي ينتظر استيقاظهما وهو يحمل الحليب بين يديه، حتى طلع الفجر فشربا، ونرى كيف فرج الله عنهم جزءاً من الصخرة، وانفرج باقيها بدعاء صاحبيه، وتوسلهما بأعمالهما الصالحة.

الأم أهم من كل أموال الدنيا

بلغ ثمن النخلة الواحدة في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ألف درهم، قال: فعمد أسامة بن زيد إلى نخلة فعقرها أي قطعها، فأخرج جمارها وهو قلب النخلة فأطعمه أمه، فقالوا له: ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم؟، قال: إن أمي سألتنيه أي طلبت أن تأكل منه، ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها.[٥]

رجل يعتني بأمه منذ أن كان طفلًا بعد وفاة جدته

هذه القصة باختصار ترويها طبيبة لرجل جاء بأمه للعيادة؛ وهي تركض وتقفز كالأطفال، وتطلب منه الحلويات ورقائق البطاطا، وهو يتعامل معها بمنتهى اللطف والإحسان، فسألته الطبيبة عنها فأخبرها أنها أمه، وأنه يقوم بالاعتناء بها وإطعامها، بل وقص أظافرها وتنظيفها، على الرغم من أنها لم تكن تدرك شيئاً.

وكل هذا مع أنه لا يذكر منها إحساناً له سوى أنها حملت به وولدته، ثم اعتنت بهما جدته إلى أن توفاها الله؛ ليكمل هو مهمة الاعتناء بها، كل هذا من أجل الله وفي سبيل الله، طلباً لمرضاة الله ببره لوالدته؛ فهو يعلم أن بر الوالدين من أعظم الأعمال عند الله.

مكانة بر الوالدين

لبر الوالدين مكانة عظيمة، نبين فيما يأتي:

وبر الوالدين من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله -تعالى-.

  • حث الإسلام على الإحسان إلى الأم على وجه الخصوص

فهي التي حملت وولدت، وأرضعت وتحملت المشاق، وأزالت الأذى عن صغيرها حتى يكبر، وأصبح شاباً ورجلاً يعتمد عليه؛ ليكون سنداً لها في هذه الحياة.

  • بر الوالدين يأتي بالخير العظيم في الدنيا قبل الآخرة

والواقع العملي من حولنا يثبت لنا أن الكثير من الناس، ممن لا يملكون الكثير من المؤهلات والشهادات العلمية ونحوها؛ يعيشون بسعادة وراحة بال، وما ذلك إلا بدعوة من والدته أو والده لشدّة بره بهما وهذا من فضل بر الوالدين.

المراجع

  1. ^ أ ب [محمد نصر الدين محمد عويضة]، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 620-622. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أسير بن جابر، الصفحة أو الرقم:2542، صحيح.
  3. [ابن رجب الحنبلي]، نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس، صفحة 161. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2272 ، صحيح.
  5. ياسر عبد الرحمن، موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق، صفحة 27. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى