مواضيع طبية متفرقة

فوائد البكتيريا النافعة

البكتيريا النافعة

يحتوي جسم الإنسان على عدد كبير من الكائنات الحيّة الدقيقة، والذي يقدر بمائة ترليون ميكروب، وفي الحقيقة تتفوّق أعداد هذه الكائنات على عدد خلايا جسم الإنسان بعشرة أضعاف، ولكن لصغر حجمها تشكّل 1-3% من كامل وزن الجسم فقط،[١] وتضم هذه الميكروبات أنواع من البكتيريا، والفطريات، والفيروسات وتشكّل ما يُعرف بالميكروبيوم (بالإنجليزيّة: Microbiome)، إذ تعيش هذه الكائنات في عدة أماكن من الجسم؛ حيث تنمو على سطح الجلد، أو داخل الجسم مثل؛ الفم، والأنف، والأعضاء التناسليّة، والجهاز البولي، والأمعاء، وتُعدّ البكتيريا أكبر المجموعات الموجودة داخل الأمعاء،[٢] والتي تعرف بالبكتيريا النافعة (بالإنجليزيّة: Good bacteria)، أو النبيت الجرثومي المعوي (بالإنجليزيّة: Gut normal flora).[٣]

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المزيج الفريد من البكتيريا الموجود داخل كل إنسان، يتكوّن من 1000 نوع على الأقل، ويحتوي على أكثر من ثلاثة ملايين جين وراثي، وفي الواقع يحصل الإنسان على هذه النموّ البكتيري النافع بعد الولادة من الأم، والرضاعة الطبيعية، والبيئة المحيطة به،[٤] بالإضافة إلى النظام الغذائي وأسلوب الحياة الذي يمارسه الفرد،[٥] ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الدراسات تشير إلى ما يلعبه هذا المزيج البكتيري المتنوع والمتوازن من أدوار مهمة وأساسية للجسم، كما يساهم في الحفاظ على الصحة العامة للجسم، إذ وجدت الدراسات أنّ هناك رابط بين البكتيريا الموجودة في الأمعاء

وبين الإصابة ببعض الأمراض مثل؛ سرطان القولون، وداء كرون، والتهاب القولون التقرحي، والسكري، والسمنة، والقلق، والاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، والتوحّد.[٢]

فوائد البكتيريا النافعة

هناك مجموعة كبيرة من الفوائد للبكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء، ومن أهمها ما يأتي:

  • إنتاج العديد من الفيتامينات المهمة للجسم ومنها؛ حمض الفوليك، والنياسين، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12،[٦]وفيتامين ك.[٤]
  • تساعد على هضم الجزيئات المعقدة الموجودة في بعض أنواع الطعام، والحصول على المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم منه؛ فعلى سبيل المثال مركب السيليلوز الذي يصعُب هضمه دون وجود البكتيريا النافعة، وتجدر الإشارة إلى أنّ عمليات الأيض التي تقوم بها البكتيريا النافعة تؤثر في شعور الإنسان بالجوع أو الشبع.[١][٤]
  • تحفز الكائنات الحيّة الدقيقة الموجودة داخل الجسم، وذلك لتكوين المناعة المُكتسبة (بالإنجليزيّة: Adaptive immunity)، وهي آلية دفاع الجسم عند دخول الكائنات المسببة للأمراض، ومن الجدير بالذكر أنّ التعرّض غير الكافي للجراثيم والميكروبات في المراحل العمرية المبكرة، يزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل المناعة الذاتية والتحسّس.[١]
  • تؤثر البكتيريا النافعة في عمليات الأيض، وتساهم في تحديد كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم من الغذاء، وأنواع المواد الغذائيّة التي يمتصها الجسم.[٥]
  • تسهم في الدفاع عن الجسم في حال دخول البكتيريا المسببة للأمراض، وذلك عن طريق إنتاج الأحماض التي تثبط نموّ البكتيريا الضارة، وتحفز الجهاز المناعي لمحاربتهم.[٦]
  • تنتج إنزيم اللاكتيز (بالإنجليزيّة: Lactase)، الضروريّ لهضم السكر الموجود في الحليب ومشتقات الألبان الأخرى، وقد تساعد البكتيريا العقدية الحرية (بالإنجليزيّة: Streptococcus thermophilus) على منع الإصابة بعدم تحمل اللاكتوز (بالإنجليزية: Lactose intolerance.[٦]
  • تقلل من احتمالية حدوث الحساسية تجاه الطعام؛ حيث وجدت دراسة حديثة أنّ قلة التنوع في بكتيريا الأمعاء خلال المراحل المبكرة من الحياة، قد يؤدي إلى الإصابة بالتحسّس لبعض أنواع من الأطعمة.[٤]
  • تحد من الزيادة المفرطة في الوزن؛ حيث لاحظت دراسة بريطانية أنّ وجود نوع معين من البكتيريا النافعة يرافق انخفاض وزن الجسم.[٤]
  • تنتج مجموعة من المواد الكيميائية العصبية، التي يحتاجها الدماغ في تنظيم العمليات العقلية والفسيولوجية المختلفة، وأهمها؛ الذاكرة، والتعلم، والمزاج، وذلك بناءً على جمعية علم النفس الأمريكية (بالإنجليزيّة: American Psychological Association)، بالإضافة إلى أنّ معظم الكميّات المنتجة من هرمون السيروتونين (بالإنجليزيّة: Serotonin) مصدرها بكتيريا الأمعاء.[٤]

تعزيز البكتيريا النافعة

يمكن لبعض الممارسات الصحية أن تساهم في إعادة تشكيل وتحسين نوعية البكتيريا النافعة في الأمعاء، ومنها ما يأتي:

  • إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائيّ وأهمها؛ تجنّب الغذاء الغنيّ بالسكريات والدهون، وتناول الغذاء الصحيّ والمتنوع،[٢] والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف، إذ إنّها تدعم صحة البكتيريا النافعة مثل؛ الشوفان، وبذور الكتان، والفواكه، والخضروات.[٣][٤]
  • ممارسة التمارين الرياضية يساهم في تنوع البكتيريا داخل الأمعاء.[٢]
  • تجنّب استخدام المضادات الحيوية قدر الإمكان، وتناولها تحت إشراف الطبيب عند الضرورة فقط،[٥] وذلك لأنّ المضادات الحيوية تقتل البكتيريا النافعة مع الضارة، وتتسبّب باختلال توازن البكتيريا في الجسم، وهذا بدوره يؤدي إلى حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي كالإسهال.[٦]
  • تناول الأطعمة التي تدعم صحة بكتيريا الأمعاء، فهي بمثابة الطاقة والغذاء لها، والمعروفة باسم البريبيوتيك (بالإنجليزيّة: Prebiotics)، والموجودة في البصل، والثوم، والخرشوف، والشمندر، والبروكلي، والملفوف، وبعض البقوليات مثل؛ الحمص، والعدس، والفاصوليا الحمراء.[٣]
  • تناول الأغذية المحتوية على البكتيريا النافعة مثل؛ اللبن، ومخيض اللبن، وبعض أنواع الجبن، وبعض الأطعمة المخمرة مثل؛ تيمبي (بالإنجليزيّة: Tempeh)، ومخلل الملفوف، وخبز العجينة المتخمرة، والكيمتشي (بالإنجليزيّة: Kimchi).[٦]
  • استخدام المنتجات المحتوية على بكتيريا مشابهة للأنواع الموجودة في الأمعاء، والتي يُطلق عليها مصطلح بروبيوتيك (بالإنجليزيّة: Probiotics)، وتتوفر بعدة أشكال وهي؛ حبوب المكملات الغذائية، والتحاميل، والكريمات، وفي الحقيقة تساعد البروبيوتيك على علاج ووقاية بعض المشاكل الصحية مثل؛ الإسهال المرافق لاستخدام المضادات الحيوية، ومتلازمة القولون المتهيج (بالإنجليزيّة: Irritable bowel syndrome)، والتهاب القولون التقرحي، وداء كرون، وتسوّس الأسنان، والتهاب اللثة، والتهاب دواعم السن (بالإنجليزيّة: Periodontitis)، والإكزيما، ومن أبرز الأمثلة على أنواع البكتيريا الموجودة في البروبيوتيك هي؛ العصية اللبنية (بالإنجليزيّة: Lactobacillus)، والشقاء (بالإنجليزيّة: Bifidobacteria).[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت Markus MacGill (24-3-2016), “What is the gut microbiota? What is the human microbiome?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Sonya Collins (20-8-2014), “What Is Your Gut Telling You?”، www.webmd.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ” 5 top foods to nourish your gut bacteria”, www.jeanhailes.org.au,4-7-2017، Retrieved 31-5-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ Honor Whiteman (11-3-2015), “The gut microbiome: How does it affect our health?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  5. ^ أ ب ت Smitha Bhandari (20-5-2018), “What Your Gut Bacteria Say About You”، www.webmd.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح Stephanie Watson (29-1-2016), “Good vs. Bad Germs”، www.healthline.com, Retrieved 31-5-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى