ضغط الدم

سبب هبوط الضغط المستمر

سبب هبوط الضغط المستمر

سبب هبوط الضغط المستمر

يحدث انخفاض ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypotenstion) عند انخفاض قيم ضغط الدم عن معدلها الطبيعيّ، ويوجد العديد من الأسباب التى قد تؤدي لانخفاض ضغط الدم، علمًا أنَّ تفاوت قيم ضغط الدم خلال اليوم يعد أمرًا طبيعيًا، ولذلك يُنصح بقياس ضغط الدم في ظل ظروفٍ مماثلة؛ لضمان القدرة على مقارنة قراءات ضغط الدم من دون وجود تأثيرٍ خارجيّ، وفي حال الحصول على قراءات منخفضة يضع الطبيب العوامل اليومية التي تؤثر في حياة الشخص كسبب أوليّ لانخفاض قيم ضغط الدم قبل التفكير في وجود مشاكل صحية تؤثر في قيم الضغط،[١][٢] وفيما يأتي توضيح لأسباب هبوط الضغط المستمر، سواء أكانت أسباب يومية أو أسباب مرتبطة ببعض المشاكل الصحية:

الأسباب اليومية

تتفاوت قيم ضغط الدم الانقباضيّ والانبساطيّ على مدار اليوم بمقدار 30-40 مليمتر زئبقيّ،[٣] ويرتبط هذا التفاوت ببعض العوامل التي تؤثر يوميًا في قراءات ضغط الدم، وقد تكون سببًا لانخفاضه في بعض االحالات، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي:[٢]

  • العمر: على الرغم من ارتباط التقدم في العمر بحدوث ارتفاع في قيم ضغط الدم، إلّا أنَّه تزداد احتمالية انخفاض ضغط الدم بعد تناول الطعام أو الحركة مع التقدم في العمر.
  • ممارسة التمارين الرياضية: حيث إنَّ الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية يساهم في إبقاء قيم ضغط الدم منخفضة، مقارنة بالأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة، مع العلم أنّه عند بداية ممارسة التمارين الرياضية ترتفع قيم ضغط الدم بشكل بسيط.
  • تناول الطعام: إذ تنخفض قيم ضغط الدم بعد تناول الطعام مباشرة، وذلك نتيجة تدفق الدم إلى الجهاز الهضميّ، بهدف هضم الطعام في المعدة، مما يؤدي إلى انخفاض قيم ضغط الدم في باقي أجزاء الجسم.
  • الراحة خاصة بعد الضغط النفسي: حيث يرفع التوتر والإجهاد النفسيّ من قيم ضغط الدم، لذلك نلاحظ انخفاض قيم ضغط الدم عند أخذ قسطٍ من الراحة.
  • درجة حرارة الجسم: تنخفض قيم ضغط الدم عند انخفاض درجة حرارة الجسم بسبب تباطؤ ضربات القلب، مما يؤدي لتقليل قيم ضغط الدم.[٣]

أسباب مرتبطة بالمشاكل الصحية

إذا استمر ضغط الدم بالانخفاض، ولم يكن انخفاضه ناتجًا عن تأثير العوامل اليوميّة، فإنَّ ذلك قد يشير إلى وجود مشكلة صحية تؤثر في قيم ضغط الدم،[٢] وفيما يأتي توضيح ذلك:

استخدام بعض الأدوية

يرتبط استخدام العديد من الأدوية بانخفاض ضغط الدم، وفي حال أدى استخدام بعض الأدوية إلى انخفاض ضغط الدم، فإنَّ ذلك يستدعي تدخل الطبيب لتغيير الدواء، أو محاولة تعديل جرعته، مع ضرورة التنبيه إلى عدم اللجوء لذلك إلاّ بعد استشارة الطبيب، ومن الأمثلة على الأدوية التي تسبب انخفاض ضغط الدم ما يأتي:[٤]

  • الأدوية المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم، ونذكر منها ما يأتي:
    • حاصرات مستقبلات ألفا (بالإنجليزية: Alpha blockers).
    • حاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: Beta blockers).
    • مدرات البول (بالإنجليزية: Diuretics).
  • بعض أنواع مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants).
  • الأدوية التي تستخدم لعلاج مرض الشلل الرعاشيّ، أو مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson).
  • الأدوية الناركوتية (بالإنجليزية: Narcotics).[٥]
  • الأدوية المستخدمة لعلاج خلل الانتصاب (بالإنجليزية: Erectile dysfunction)،[٤] خاصة عند استخدامها بالتزامن مع تركيبة النتروجليسيرين (بالإنجليزية: Nitroglycerine).[٥]
  • العديد من الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية أو من دون وصفة طبية قد تسبب حدوث انخفاض ضغط الدم في حال تم أخذها بالتزامن مع الأدوية التي تُعطى لمعالجة ارتفاع ضغط الدم.[٥]

الأمراض القلبية

إنّ المعاناة من اضطرابات القلب التي تؤدي إلى إضعاف قدرة القلب على ضخ الدم قد تؤدي إلى انخفاض قيم ضغط الدم، ونذكر من هذه الأمراض ما يأتي:[٦]

  • تسارع نبضات القلب (بالإنجليزية: Tachycardia)، أو تباطؤ نبضات القلب (بالإنجليزية: Bradycardia).
  • اضطراب النظم القلبيّ (بالإنجليزية: Arrhythmia).
  • النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart attack)، والتي تُعرف أيضًا باحتشاء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial infarction).
  • الأمراض المتعلقة بصمامات القلب (بالإنجليزية: Heart valve disorder).

اضطربات الجهاز العصبي اللاإرديّ

يُعدّ الجهاز العصبي اللاإراديّ (بالإنجليزية: Autonomic nervous system) جزءًا من الجهاز العصبي في جسم الإنسان، ويكمن دوره في تنظيم وظائف الجسم اللاإرادية مثل: هضم الطعام، والتعرق، ونبض القلب، بالإضافة إلى دوره في تحديد قيم ضغط الدم عن طريق التحكم في تمدد وتضيق الأوعية الدموية، لذلك تعدّ اضطرابات الجهاز العصبي اللاإراديّ السبب الكامن وراء حدوث انخفاض ضغط الدم الانتصابيّ (بالإنجليزية: Orthostatic hypotension)، ومن الأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي اللاإراديّ ما يأتي:[٣]

  • الضمور الجهازي المتعدد: (بالإنجليزية: Multiple system atrophy)، وهو مرض عصبي يحدث فيه انتكاس للإشارات العصبية القادمة من الدماغ إلى العضلات والأطراف.
  • مرض السكري: (بالإنجليزية: Diabetes mellitus)، وهو الارتفاع المزمن في مستويات سكر الغلوكوز في الدم.
  • مرض باركنسون: وهو مرض عصبيّ مزمن، يؤثر في حركة الجسم وتناسق الحركات من خلال تأثيره في الدماغ.

اضطرابات الجهاز العصبي المركزيّ

يلعب الجهاز العصبي المركزي (بالإنجليزية: Central nervous system) دورًا في تحديد قيمة ضغط الدم من خلال آليتين، وفيما يأتي توضيح ذلك:[٧][٨]

  • التحفيز المفرط للعصب المبهم: (بالإنجليزية: Vagus nerve)، والذي يؤدي إلى تمدد الأوردة وبالتالي انخفاض تدفق الدم العائد إلى القلب، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وقد يسبب التحفيز المفرط للعصب المبهم حدوث حالة من الإغماء، والتي تُسمى طبيًا بالنوبة الوعائية المبهمة أو الاستجابة الوعائية المُبهمة (بالإنجليزية: Vasovagal syncope)، وقد يحدث التحفيز المفرط للعصب المبهم عند السعال، أو البلع، كذلك عند بذل الجهد للتبول أو التبرز، كما يحدث للأشخاص الذين لا يحتملون رؤية الدم، وللأشخاص الذين لديهم حساسية شديدة تجاه الألم.
  • تثبيط إفراز الأدرينالين: (بالإنجليزية: Adrenaline)، إذ عند توقف إفراز الأدرينالين في الشرايين، فإنّ ذلك يؤدي إلى تمدد الشرايين، ويترتب على ذلك حدوث انخفاض في ضغط الدم، وقد يُلاحظ ذلك في بعض حالات تضرر الحبل الشوكي (بالإنجليزية: Spinal cord).

اضطرابات الغدد الصماء

تؤدي الاضطرابات التي تحدث في بعض الغدد الصماء (بالإنجليزية: Endocrine glands) إلى تغير مستويات الهرمونات التي تفرزها هذه الغدد، مما يؤثر في قيم ضغط الدم، إذ يؤدي الضرر الذي يصيب الغدتين الواقعتين أعلى الكلية، واللتين تُعرفان بالغدد الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal glands)، إلى انخفاض ضغط الدم بسبب دور هرموناتها في المحافظة على تركيز الماء والأملاح في الجسم، وبالتالي الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعيّ، ومن الأمثلة على الأمراض التي قد تصيب هذه الغدد: الأورام، والعدوى، وداء أديسون (بالإنجليزية: Addison’s disease) الناتج عن مهاجمة الجهاز المناعيّ للغدد الكظرية.[٩]

أسبابٌ أخرى

في بعض الحالات قد لا يظهر سبب واضح لانخفاض ضغط الدم،[١٠] وفي حالات أخرى قد يرتبط انخفاض ضغط الدم بأسباب مختلفة، ونذكر من هذه الأسباب ما يأتي:

  • الجفاف؛ حيث يحدث الجفاف بسبب فقدان كميات كبيرة من السوائل، إما من الجهاز الهضميّ نتيجة الإصابة بالإسهال، أو التقيؤ، أو من خلال الجلد عن طريق التعرق الشديد بسبب درجات الحرارة العالية.[١٠]
  • نقص بعض العناصر الغذائية من الجسم؛ حيث يؤدي نقص مستويات الحديد، والفوليت (بالإنجليزية: Folate)، وفيتامين بي 12 إلى حدوث فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، بسبب عدم إنتاج ما يكفي من كريات الدم الحمراء مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.[١١]
  • اضطرابات تناول الطعام، وتتضمن حالاتٍ عدة مثل: النهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia nervosa)، والذي قد يزيد فرصة حدوث فشل في عضلة القلب نتيجة اضطراب نبضات القلب بسبب اختلال تركيز الكهرليات (بالإنجليزية: Electrolyte imblance) الناتج عن هذا الاضطراب، بالإضافة إلى فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia nervosa) الذي يسبب انخفاض ضغط الدم، وقد يؤثر أيضًا في القلب نتيجة انخفاض السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص.[٨]
  • الحمل؛ حيث ينخفض ضغط الدم بشكلٍ طبيعيّ خلال فترة الحمل، وذلك بسبب تمدد الأوعية الدموية، ومن الجدير بالذكر أنَّ قيم الضغط تعود لمعدلها الطبيعيّ بعد الولادة.[١١]
  • الإصابة ببعض الأمراض غير المزمنة، حيث يُقاس الضغط بانتظام لمعرفة مدى شدة المرض.[٩]
  • القلق؛ حيث يؤدي القلق إلى تسارع معدل التنفس ويترتب على ذلك انخفاض ضغط الدم.[١٢]
  • التبرع بالدم.[١٣]
  • شرب الكحول.[١٤]
  • انخفاض أو ارتفاع درجة حرارة الجسم.[١٥]
  • انخفاض وزن الجسم.[١٦]
  • غسيل الكلى (بالإنجليزية: Hemodialysis).[١٦]
  • أمراض الكلى التي تسبب انخفاضًا حادًا في حجم الدم.[٦]
  • البقاء لفترة طويلة في السرير.[١٠]
  • العامل الوراثي.[١٧]
  • عدم تناول كميات كافية من الصوديوم.[١٨]

الوقاية من هبوط الضغط المستمر

قد ينصح الطبيب باتباع بعض الإجراءات لمنع أو تقليل الأعراض الناتجة عن هبوط ضغط الدم،[١٩] ونذكر من هذه الإجراءات ما يأتي:

  • شرب السوائل بكميات أكبر.[١٩]
  • تجنب شرب الكحول.[١٩]
  • تجنب شرب السوائل التي تحتوي على الكافيين في وقت متأخر من اليوم.[٨]
  • استخدام الجوارب الضاغطة (بالإنجليزية: Compression stockings)، والتي تساهم في منع تجمع الدم في القدمين.[١٩]
  • استخدام الوسادات لرفع مقدمة السرير لما يقارب 15 سم.[٨]
  • تقليل كمية الكربوهيدرات التي يتم تناولها.[٢٠]
  • محاولة أخذ قسط من الراحة بعد تناول الطعام، وتقسيم وجبات الطعام إلى وجبات صغيرة وتناولها على عدة مرات خلال اليوم.[٨]
  • تجنب الجلوس أو الوقوف لمدة طويلة.[٨]
  • محاولة الجلوس لبضع دقائق عند الشعور بالدوار، ووضع الرأس بين الركبتين إذ يساعد ذلك على رفع ضغط الدم.[٢١]
  • أخذ نفس عميق عدة مرات قبل تغيير وضعية الجسم، والتحرك بشكلٍ تدريجيّ عند تغيير وضعية الجسم من الاستلقاء أو الجلوس إلى الوقوف.[١٩][٢٠]

فيديو أسباب هبوط الضغط

للتعرف على أسباب هبوط الضغط شاهد الفيديو.

المراجع

  1. Tim Cripps (8-2018), “Low blood pressure (hypotension)”، www.bupa.co.uk, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت “Blood pressure (low)”, www.u-matter.org.uk, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت “Low blood pressure (hypotension)”, www.nhsinform.scot,13-2-2020، Retrieved 18-1-2021. Edited.
  4. ^ أ ب Terry Turner (24-6-2020), “Low Blood Pressure”، www.drugwatch.com, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت “Low Blood Pressure – When Blood Pressure Is Too Low”, www.heart.org,31-10-2016، Retrieved 18-1-2021. Edited.
  6. ^ أ ب Levi D. Procter (11-2020), “Low Blood Pressure”، www.msdmanuals.com, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  7. Charles Patrick Davis (19-11-2020), “What is Low Blood Pressure (Hypotension)?”، www.onhealth.com, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج ح Yvette Brazier (8-11-2020), “What to know about low blood pressure”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  9. ^ أ ب “Low blood pressure (hypotension) – Healthily”, www.livehealthily.com, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت “Blood pressure (low)”, www.twistwest.org, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  11. ^ أ ب “Low blood pressure (hypotension)”, www.mayoclinic.org,22-9-2020، Retrieved 18-1-2021. Edited.
  12. Annamária Takáts (9-2018), “Parkinson’s and low blood pressure (orthostatic hypotension)”، www.epda.eu.com, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  13. “Blood pressure (low) – hypotension”, www.betterhealth.vic.gov.au,8-2011، Retrieved 18-1-2021. Edited.
  14. “Orthostatic hypotension (postural hypotension)”, www.nchmd.org,27-10-2020، Retrieved 18-1-2021. Edited.
  15. “Hypotension (Low Blood Pressure)”, www.mercy.com, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  16. ^ أ ب “Hypotension”, www.drugs.com,16-11-2020، Retrieved 18-1-2021. Edited.
  17. “Low blood pressure (hypotension)”, www.nidirect.gov.uk, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  18. Bobby Boland (13-10-2020), “Feeling Lightheaded? Learn About Hypotension”، www.bannerhealth.com, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  19. ^ أ ب ت ث ج Linda J. Vorvick (2-7-2019), “Low blood pressure”، www.medlineplus.gov, Retrieved 18-1-2021. Edited.
  20. ^ أ ب “Low Blood Pressure (Hypotension): Prevention”, www.my.clevelandclinic.org,10-8-2019، Retrieved 18-1-2021. Edited.
  21. E. Gregory Thompson, Martin J. Gabica, Elizabeth T. Russo and others (15-12-2019), “Low Blood Pressure (Hypotension)”، www.uofmhealth.org, Retrieved 18-1-2021. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى