جسم الإنسان

جديد تشريح جسم الانسان حقيقي

التّشريح

التّشريح هو أحد فروع علم الأحياء، ويختّص بدراسة بنيّة الكائنات الحيّة الدّاخليّة وأجزائها، ويرتبط علم التّشريح ارتباطاََ وثيقاََ بعلم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) الذي يختّص بدراسة الوظائف الميكانيكيّة، والفيزيائيّة، والكيميائيّة الحيويّة للكائنات الحيّة وأجزائها، ومن أهم فروع علم التّشريح علم التّشريح المقارن، الذي يختص بمقارنة بنية الكائنات الحيّة ببعضها البعض، وعلم الخليّة، وعلم الانسجة، وعلم تشريح الإنسان، وفي هذا المقال سنتعرّف على تاريخ تطوّر علم التّشريح وأهم الأجزاء التّشريحيّة لجسم الإنسان.[١]

تشريح جسم الإنسان

يمكن تقسيم تشريح الإنسان إلى قسمين، قسم يعتمد على دراسة جسم الإنسان من حيث الأجهزة الحيويّة التي يتكوّن منها، وقسم آخر يدرس جسم الإنسان من حيث الأجزاء الرّئيسة التي يتكوّن منها:[١].

أجهزة جسم الإنسان الرئيسة

يتكوّن جسم الإنسان من الأجهزة الآتية:[٢]

  • جهاز الدّوران: الجهاز المسؤول عن تزويد أجزاء الجسم بالمغذيات والغازات، ويُقسم إلى قسمين:
  • الجهاز الهضمي: هو الجهاز المختص بهضم الطّعام وتحويله إلى جزيئات أصغر حجماََ لتزويد الجسم بالطّاقة، ويتكوّن من الفم، والمعدة، والأمعاء، والمستقيم بالإضافة إلى الأسنان، واللسان، والكبد، والبنكرياس.
  • جهاز الغدد الصّماء: يختص جهاز الغدد الصماء بتنظيم العمليات الحيويّة في الجسم عن طريق إفراز الهرمونات، ومن أهم الغدد الصّماء في جسم الإنسان الغدة النّخاميّة، والغدة الصّنوبريّة، والغدة الزّعترية، والغدة الدّرقية والمبايض عند الإناث، والخصيتين عند الذّكور.
  • الجهاز اللحافي: يتكوّن الجهاز اللّحافي من الجلد، والأظافر، والشّعر، والغدد العرقيّة ووظيفته حماية الأجزاء الدّاخليّة للجسم من التلف والجفاف، وله دور في تخزين الدّهون، وإنتاج الهرمونات والفيتامينات.
  • الجهاز العضلي: يتكوّن الجهاز العضلي للإنسان من عضلات قلبيّة وعضلات ملساء، وعضلات هيكليّة، ويربط بين ألياف العضلات الهيكليّة نسيج ضام يتكوّن من الأوعية الدّموية والأعصاب.
  • الجهاز العصبي: الجهاز المختّص بتنسيق وظائف الأعضاء الداخليّة والاستجابة للمؤثرات الخارجيّة، ويشمل الدّماغ، والحبل الشّوكي، والأعصاب.
  • الجهازالتّناسلي: يختص الجهاز التّناسلي بالتّكاثر وأنتاج أفراد جديدة ويشمل الجهاز التّناسلي الذّكري كل من الخصيتين، وكيس الصّفن، والقضيب، والأسهر، والبروستات. أما الجهاز التّناسلي الأنثوي فيتكوّن من الأجزاء الرّئيسة الآتية: المبيضين، والرّحم، والمهبل، والغدد الثّديية.
  • الجهاز التّنفسي: يزود الجهاز التّنفسي الجسم بالأكسجين ويخلصّه من ثاني أكسيد الكربون وهو ما يعرف بتبادل الغازات ويتكوّن الجهاز التّنفسي من الأجزاء الرّئيسة الآتية: الأنف، والقصبة الهوائية، والشّعب الهوائيّة، والرّئتين.
  • الجهازالهيكلي: ويتكوّن من العظام، والمفاصل، والأربطة، والأوتار، والغضاريف، وتتآزر أجزاء الجهاز الهيكلي لتمكين الجسم من الحركة، وإعطائه شكله المحدد، ومن الجدير بالذّكر أنّ عدد عظام الإنسان البالغ 206 عظمات.
  • الجهاز البولي: يتكوّن الجهاز البولي من الكليتين، والمثانة البوليّة، والإحليل، والحالب، ووظيفته الرّئيسة تخليص الجسم من الفضلات على شكل بول.

أجزاء جسم الإنسان الرئيسة

يتكوّن جسم الإنسان من الأجزاء الرّئيسة الآتية:[٣]

  • الرّأس: الجزء العلوي من جسم الإنسان ويتكوّن من الجمجمة، والوجه، وفروة الرّأس، وحفرة القحف، والأغشية التي تحيط بالدّماغ (السّحايا) والسّائل الدّماغي الشّوكي، والفم، واللسان، والحنك، والنَّاحِية تحت الفك، والأنف، وتجويف الأنف، والجيوب الأنفيّة، ومحجر العين والعين، والصّدغ (المنطقة خلف العين، وأمام الأذن).[٤]
  • العنق: يُقسم العنق إلى منطقة أماميّة وخلفيّة وخط الوسط ، ويحتوي على الغدة الدّرقية، والبلعوم، والحنجرة.[٤]
  • الجذع: يوجد الجذع تحت العنق، ويتكوّن من الصّدر، والبطن، والحوض.[٥]
    • الصّدر: يحيط بالصّدر من الخلف العمود الفقري ومن الأمام عظمة القص ومن الجانبين الضّلوع، ويفصل بين الصّدر والبطن عضلة الحجاب الحاجز، ويحتوي الصّدر على الرّئتين والقصبات الهوائيّة، والشّعب الهوائيّة، والقلب، والأوعية الدّمويّة الرّئيسة المتصلة به (الأوردة والشّرايين)، بالإضافة إلى المريء.[٦]
    • البطن: يحتوي بطن الإنسان على المعدة، والأمعاء الدّقيقة، والأمعاء الغليظة، والكبد، والبنكرياس، والطّحال، ويحتوي أيضاََ على الكليتين، والغدتين الكظريتين (الغدد فوق الكلويّة).[٧]
    • الحوض: الحوض هو الجزء السّفلي من جذع الإنسان، ويختلف الحوض عند الإناث عن مثيله عند الذّكور، وذلك لأنّ الحوض يحتوي بالإضافة للمثانة والمستقيم على الأعضاء التّناسليّة، وتشمل الأعضاء التناسليّة الأنثوية الرّحم، والمهبل، وقناتا فالوب، والمبيضان، أما الأعضاء التّناسليّة الذّكريّة فتشمل البروستاتا، والخصيتان، والقضيب.[٨]
  • الأطراف العلويّة: يبدأ الطّرف العلوي من الحزام الكتفي المكوّن من عظم الترقوة ولوح الكتف، ثم الذّراع، والسّاعد، والكف.[٩]
  • الأطراف السّفليّة: تتكوّن الأطراف السّفلية في جسم الإنسام من الورك، والفخذ، والسّاق، والقدم.[١٠]

تاريخ علم التّشريح

التشريح فيما قبل الميلاد

يعود أقدم دليل على اهتمام البشر بالتّشريح إلى وقت مبكر من عام 1600 قبل الميلاد، وهو الزّمن الذي كُتبت فيه بردية إدوين سميث والتي تدل على أنّ قدماء المصريين تمكنوا من معرفة كل من القلب، والكبد، والطّحال، والكليتين، والرّحم، والمثانة، وتمكنوا من التّمييز بين نوعين من الأوعية الدّمويّة وصفوا الأول بأنه يحمل الهواء والآخر بأنّه يحمل المخاط، ويبدو أن قدماء المصريين لم يتمكنوا من معرفة وظيفة الكليتين واعتقدوا أنّ جميع الأوعية التي تحمل السّوائل بما فيها الدّم، والدّموع، والبول، والحيوانات المنويّة تتصل بالقلب مباشرة.[١]

في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن الرّابع قبل الميلاد ظهر العالم اليوناني أبقراط الذي تمكّن من فهم بنية العضلات والعظام، ووظائف بعض الأعضاء مثل الكليتين، إلا أنّ معظم أعماله لا تعتمد على الملاحظات التّجريبية، وفي القرن الرّابع قبل الميلاد تمكّن أرسطو من التّمييز بين الشّرايين والأوردة، ووصف العلاقات بين الأعضاء بدقة أكبر ممن سبقه وذلك بفضل اعتماده على تشريح الحيوانات، وقد تطوّر علم التّشريح وقفز قفزة نوعية عندما بدأ العالمان إيراسيستراتوس، وهروفيلّوس بتشريح الجثث البشريّة مما ممكنّهم من معرفة تركيب الجسم البشري بدقة أكبر.

في القرن الثّاني قبل الميلاد تمكّن جالينيوس من تعزيز معرفته بوظائف الأعضاء عن طريق تشريح الحيوانات خاصةً الكلاب لأنّه كان يعتقد أنّ الهيكل التّشريحي للكلب مماثل لهيكل الإنسان، وقد أصبحت مجموعته من الرّسومات التي تعتمد في الغالب على تشريح الكلب كتاباََ معتمداََ في تعليم التّشريح لمدة 1500 عام قبل أن تتلفها الكنيسة الرّومانيّة التي كانت تعد كل ما يتعلق بالتّشريح بدعة. في العصور الوسطى تطوّر علم التّشريح بفضل مجموعة من العلماء الذين بنوا دراساتهم على تشريح الجثث البشريّة، وفي القرن السّادس عشر تمكّن عالم التّشريح فيزاليوس من تصحيح بعض أخطاء جالينوس وأصدر العديد من الرّسومات التي توضح الفروقات التّشريحيّة بين الكلاب والبشر، وقد شهد القرن السّادس عشر والسّابع عشر فهماََ أكبر لنظام الدّورة الدّمويّة وللجهاز اللمفاوي.

التشريح حديثاً

في القرن السّابع عشر والثّامن عشر سهلّت الطّباعة تبادل الأفكار بين العلماء، وأصبحت الموهبة في الرّسم ضرورية لعلماء التّشريح، في المقابل لم يعد من الضّروري إتقانهم للغة اللاتينيّة؛ لذلك نجد أنّ العديد من الفنانين المشهورين درسوا علم التّشريح، وحضروا جلسات التّشريح، ونشروا الرّسومات مقابل المال ومنهم: مايكل أنجلو ورامبرانت، ولأول مرة تمكنّت الجامعات من تعليم شيء عن التّشريح من خلال الرّسومات، بدلاً من الاعتماد على المعرفة باللغة اللاتينية.

أثناء القرن التّاسع عشر تمكّن علماء التّشريح من تنظيم وتبويب المعلومات التّشريحيّة التّراكميّة التي تم الحصول عليها من القرن الماضي، وأُجريت أبحاث موسعّة لتوفير معلومات جديدة في علم الأنسجة وعلم الأحياء التّطوري، إلا أنّ ازدياد الطّلب على الجثث مع وجود قيود على الحصول على جثث لدراستها أدى في بعض الحالات إلى ارتكاب جرائم القتل للحصول على جثث، مما دفع البرلمان البريطاني لتخفيف القيود المفروضة على التّشريح وإصدار قراراً يمنح العلماء إمدادات كافية من الجثث لتشريحها، الأمر الذي أوجد بيئة مساعدة لإصدار كتاب بعنوان” تشريح غراي” بالإنجليزيّة: Gray’s Anatomy) وهو كتاب ظهر إلى النّور بجهود جماعيّة وتمتع بشعبيّة واسعة في ذلك الوقت لكنه الآن يعتبر غير عملي. في العصر الحديث تطوّر علم التّشريح بشكل ملحوظ نتيجة لتقدّم العلم، وللتّطورات التّكنولوجيّة والفهم المتزايد للعلوم مثل البيولوجيا الجزيئيّة، بالإضافة لتطوّر الأجهزة الطّبيّة مثل أجهزة التّصوير بالرّنين المغناطيسي، وأجهزة التّصوير المقطعي المحوسّب التي مكنت العلماء من التعمّق في دراسة أعضاء الكائنات الحية.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث “Anatomy”, www.newworldencyclopedia.org,19-3-2016، Retrieved 28-10-2018. Edited.
  2. Regina Bailey (17-4-218), “Learn About All the Different Organ Systems in the Human Body”، www.thoughtco.com, Retrieved 28-10-2018. Edited.
  3. Rachael Rettner (10-3-2016), “The Human Body: Anatomy, Facts & Functions”، www.livescience.com, Retrieved 28-10-2018. Edited.
  4. ^ أ ب “Anatomy of Head and Neck – summary overview”, www.fmhs.auckland.ac.n, Retrieved 28-10-2018. Edited.
  5. ويل تشابلو (2010)، المسعف الأول يصنع الفرق (الطبعة الأولى)، المكتب الإقليمي للشرق الأوسط: منظمة الصحة العالميّة، صفحة: 94. بتصرّف.
  6. “Thoracic cavity”, www.britannica.com, Retrieved 29-10-2018. Edited.
  7. “Abdominal cavity”, www.britannica.com, Retrieved 30-9-2018. Edited.
  8. “Medical Definition of Pelvis”, www.medicinenet.com,13-5-2016، Retrieved 30-9-2018. Edited.
  9. ” Upper limb”, www.dartmouth.edu, Retrieved 28-10-2018. Edited.
  10. ” The lower limb”, www.dartmouth.edu, Retrieved 28-10-2018. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى