تعليم

ما هو جمع التكسير؟

ما هو جمع التكسير؟

تعريف جمع التكسير

هو ما يدل على ثلاثة أو أكثر، وله مفرد يشاركه في معناه وفي أصوله، مع تغير يطرأ على صيغته عند الجمع، وقد يكون التغيير بزيادة بعض الحروف؛ نحو: أسد، والجمع آساد، وقد يكون بنقص بعض الحروف؛ نحو: تُهمة، والجمع تُهم، كذلك ويكون التغيير بضبط بعض الحروف، مثل: أسد، والجمع أُسْد.[١]

أيضًا يكون التغيير بالزيادة وتغيير الضبط معًا نحو: رَجُل والجمع رِجال، كذلك يكون بتغيير الضبط مع نقص بعض الحروف مثل: كتاب والجمع كُتُب، وهذا الجمع يختص بالعاقل وغير العاقل، بخلاف جمع المذكر السالم الذي لا يختص إلا بالعاقل.[١]

أنواع جمع التكسير وأوزانها

ينقسم جمع التكسير إلى قسمين، القسم الأول: جموع الكثرة، القسم الثاني: جموع القلة، وكل قسم له تعريفه الخاص به كذلك وله أوزانه الخاصة به، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

جمع الكثرة

وهو الجمع الذي لا يقل عن ثلاثة ويزيد على عشرة، وقد امتلأت كتب النحو والصرف بالصيغ المطّردة لجموع التكسير؛ ونقصد بالصيغ المطردة أي ما تتطلب مفردًا مشتملًا على أوصاف معينة إذا تحققت فيه جاز جمعه تكسيرًا على تلك الصيغة دون تردد وبدون الرجوع إلى كتب اللغة.[٢]

أما الصيغ غير المطردة فلا سبيل إلى معرفتها إلا من خلال الرجوع إلى المراجع اللغوية، وفيما يخص جمع الكثرة فله أوزانٌ وصيغٌ مطردةٌ كثيرةٌ تزيد على الثلاثين وزنًا، والمشهور القياسي منها ثلاثة وعشرون موضحة على النحو الآتي:[٢]

  • فُعْل

تكون مطردة في كل مفرد مذكر على وزن “أَفْعَل” أو مؤنث على وزن “فَعْلاء” بشرط أن يكون المفرد في الحالتين مشتقًا دالًا على لون أو عيب نحو: أحمر وحمراء: والجمع حُمْر.

  • فُعُل

يُقاس في الوصف الذي على وزن “فَعول” بمعنى فاعل نحو: صَبور والجمع صُبُر، فإن كان بمعنى مفعول فلا يُجمع على وزن “فُعُل” مثال: حلوب لا تُجمع على “حُلُب”، كما ويُقاس هذا الوزن في كل اسم رباعي مذكر أو مؤنث صحيح اللام قبل لامه حرف مد نحو: عماد فالجمع عُمُد.

  • فُعَل

يطرد في الاسم الذي على وزن “فُعْلَة” نحو: غُرفة: غُرَف، كذلك يطرد في الوصف الذي على وزن “فُعْلى” مؤنث “أفعل” نحو: كُبرى والجمع كُبَر.

  • فِعَل

يطرد في كل اسم تام على وزن “فِعْلة” نحو: كسرة والجمع كِسَر.

  • فُعَلَة

يطرد في كل وصف لمذكر عاقل على وزن فاعل معتل اللام بالياء أو الواو نحو: رامٍ والجمع رُمَاة.

  • فَعَلَة

يطرد في كل وصف على وزن فاعل لمذكر عاقل صحيح اللام نحو: كامل والجمع كَمَلَة.

  • فَعْلَى

يطرد في كل وصف دال على آفة طارئة من موت أو ألم أو عيب أو نقص ويشمل سبعة أنواع من الأوزان الآتية:

    • “فَعِيل”: بمعنى مفعول نحو: صريع والجمع صَرْعَى.
    • “فَعِيل”: بمعنى فاعل نحو: مريض والجمع مَرْضَى.
    • “فَعِل” نحو: زَمِن والجمع زَمْنى.
    • “فاعل” نحو هالك والجمع هَلْكَى.
    • فَيْعَِل” نحو ميَّت والجمع مَوتَى.
    • “أَفْعَل” نحو أَحْمق والجمع حمقى.
    • “فَعْلَان” نحو سكران والجمع سكرى.
  • فِعَلَة

يطرد في كل اسم صحيح اللام على وزن “فُعْل” نحو قُرْط والجمع قِرَطَة.

  • فُعَّل

يطرد في كل وصف صحيح اللام على وزن “فاعل” أو “فاعلة” نحو قاعد والجمع قُعَّد.

  • فُعّال

يطرد في كل وصف صحيح اللام لمذكر على وزن “فاعل” نحو: صائم والجمع صُوّام، ومن النادر أن يكون جمعًا لوصف صحيح اللام على وزن “فاعلة”.

  • فِعَال

وهو مقيس في مفردات كثيرة الأوزان وأشهرها عند علماء الصرف ثلاثة عشر وزنًا يمكن الرجوع إليها من خلال المرجع المطروح سابقًا ومن الأمثلة على هذا الوزن: كلب والجمع كِلَاب.

  • فُعُوْل

نحو كَبِد والجمع كُبُود، وكَعْب والجمع كُعُوب، وعِلْم والجمع عُلُوم.

  • فِعْلَان

نحو غُلام والجمع غِلْمان، وجُرَذ والجمع جِرْذان، حوت والجمع حِيْتان.

  • فُعْلَان

نحو ظهر والجمع ظُهْران، وبلد والجمع بُلْدان، ورغيف والجمع رُغْفان.

  • فُعَلاء

نحو صغير والجمع صُغَراء، وأليم والجمع أُلَماء.

  • أفْعِلاء

يطرد في كل وصف على وزن “فعيل” إذا كان معتل اللام أو مضعّفًا، نحو: عزيز والجمع أعزّاء.

  • فَوَاعِل

يطرد في أوزان ثانيهما ألف زائدة أو واو غير ملحقة بالخماسي والأوزان هي: “فاعلة وفَوْعل وفاعِل وفاعِلَاء”، نحو: جوهر والجمع جواهر.

  • فَعَائِل

يطرد في كل رباعي سواء كان اسمًا أو صفة مؤنث تأنيثًا لفظيًا أو معنويًا، ثالثة حرف مد، نحو: سحابة والجمع سحائب.

  • فَعَالِي

نحو صحراء والجمع صحارٍ، وحبلى والجمع حَبَالٍ.

  • فَعَالَى

نحو صحراء والجمع صَحَارَى، وكسلان والجمع كَسَالَى.

  • فَعاَليّ

يطرد في كل ثلاثي ساكن العين، في آخره ياء مشددة تلي الأحرف الثلاثة نحو: كُرْسيّ والجمع كَرَاسيّ.

  • فَعَالل

يطرد في الرباعي والخماسي نحو: جعفر والجمع جعافر، وسفرجل والجمع سفارج.

  • شبه فَعَالل

وهي أوزان لمنتهي الجموع وهذه الأوزان تماثل صيغة “فعالل” السابقة في عدد الحروف وفي ضبطها بالسكون أو بالحركة، ولو كانت الحركة مختلفة في نوعها بين الاثنين مؤدية إلى الاختلاف في الوزن الصرفي، ويشمل صيغًا كثيرة منها مفاعل نحو: منابر، وفعائل نحو: صحائف، وفياعل نحو: صيارف، وأفاعل نحو: أكابر، وفعاعل نحو سلالم.:[٢]

جمع القلة

وهو الجمع الذي لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد على عشرة؛ وبذلك يتشابه جمع القلة مع الكثرة في المبدأ إذ أن كلاهما لا يقل عن ثلاثة، ومختلفان في النهاية ذلك لأن جمع الكثرة يزيد على عشرة بينما جمع القلة لا يزيد على عشرة وله أربعة أوزان قياسية موضحة على النحو الآتي:[٣]

  • أفْعُل

يأتي في كل اسم مفرد “لا صفة” على وزن “فَعْل” صحيح العين ليست فاؤه واوًا وليس مضعفًا، نحو: بَحْر والجمع أبْحُر، كذلك يُقاس في كل اسم رباعي مؤنث تأنيثًا معنويًا قبل آخره مدة؛ نحو: عُقاب والجمع أعْقُب.

  • أفْعَال

ينقاس هذا الوزن في كل ما لا ينقاس فيه الوزن السابق؛ نحو: ثوب والجمع أثْواب.

  • أفْعِلة

يكون قياسيًا في كل اسم مفرد ليس وصفًا، مذكرًا، رباعيًا، قبل آخره حرف مدّ؛ نحو: طعام والجمع أطْعِمة، كذلك يُقاس في كل اسم على وزن: فِعال أو فَعَال إذا كان عين كل منهما ولامه، من جنس واحد، أو كانت لامه حرف علة؛ نحو: زِمام والجمع أزمة، وقباب والجمع أقْبِية.

  • فِعْلَة

وهو مقصور على السماع، وقد قيل عنه: إنه اسم جمع لا جمع له؛ لعدم اطّراده؛ نحو: ولد والجمع وِلْدة، وفتى والجمع فِتْية.[٣]

جمع التكسير بين السماع والقياس

يُعتبر السماع والقياس من أصول النحو العربي، ويُعرف السماع على أنه: كل ما سُمع عن العرب في الأشعار والنثر كذلك وفيه القرآن الكريم والسنة النبوية، أما القياس فيُعرف على أنه: قياس مسألة نحوية أو صرفية على مسألة نحوية أو صرفية أخرى.[٤]

أما بالنسبة لمسألة القياس والسماع في جمع التكسير فالعلماء على فريقين فمنهم من يقول أنّ جموع التكسير مرجعها السماع، ومنهم من يقول إنّ لا بد من الأخذ بالقياس في جموع التكسير، والصحيح أنّه قياسي؛ لذلك قسّم ابن هشام الأنصاري جموع التكسير إلى ثلاثة أقسام بناءً على القياس والسماع، وفيما يأتي توضيح ذلك:[٤]

  • القسم الأول

وهو أكثرها يُحفظ ولا يُقاس عليه، بمعنى الاكتفاء على السماع.

  • القسم الثاني

ما غلب استعماله وهذا يُقاس عليه في الضرورة، بمعنى إذا ورد مفرد ولم يتكلم العرب بجمعه فإنه يُجمع على الوزن الغالب في أمثاله.

  • القسم الثالث

المطّرد من الجموع وهذا يُقاس عليه في السّعة.

إعراب جمع التكسير

يُعرب جمع التكسير بشقيه كما يُعرب المفرد: أي أنه يُعرب بالحركات الأصلية؛ فيُرفع بالضمة ويُنصب بالفتحة، ويُجر بالكسرة، وهذه العلامات في حال كان جمع التكسير مصروفًا، فإن كان ممنوعًا من الصرف، أُعرب بالضمة في حالة الرفع، وبالفتحة في حالتي النصب والجر؛ وفيما يأتي مجموعة من الأمثلة على الإعراب:[٥]

  • غِلمان الشيخ يؤدون الصلاة في المسجد.
    • غلمان: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
    • الشيخ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
    • يؤدون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل مبني على السكون، في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.
    • الصلاة: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • في: حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
    • المسجد: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
  • مررتٌ بكلابٍ تنبح.
    • مررتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
    • بكلاب: الباء حرف جر مبني على الكسر، لا محل له من الإعراب، وكلاب: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
    • تنبح: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.
  • رأيت المرضى في المستشفى.
    • رأيت: فعل ماضٍ مبني على السكون، لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم، في محل رفع فاعل.
    • المرضى: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره للتعذر.
    • في: حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
    • المستشفى: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.
  • سلمت على رجالٍ في الشارع.
    • سلمت: فعل ماضٍ مبني على السكون، لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء ضمير متصل مبني على الضم، في محل رفع فاعل.
    • على: حرف جر مبني على السكون، لا محل له من الإعراب.
    • رجال: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
    • في: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
    • الشارع: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.

أمثلة على جمع التكسير

  • قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ}[٦]

الأهلة: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.

  • قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ}.[٧]

أذلة: خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. قال المتنبي مادحًا هارون بن عبد العزيز الأوراجي:[٨]

  • شِيَمُ اللّيالي أنْ تُشكِّكَ ناقَتي ** صَدْري بها أفضَى أمِ البَيداءُ

شيم: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

  • سمّى الطالب ثلاثة من أجداده.

أجداده: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والهاء ضمير متصل مبني على السكون، في محل جر مضاف إليه.

  • أكرم الشيخ الصوّام عند الإفطار.

الصوّام: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

المراجع

  1. ^ أ ب ابن الحاجب، التحفة الشافية في شرح الكافية في النحو، صفحة 119. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عبداللطيف محمد الخطيب، المستقصى في علم التصريف، صفحة 783. بتصرّف.
  3. ^ أ ب إبراهيم علي مخلف الجبوري، جموع التكسير في ديوان الهذليي، صفحة 7. بتصرّف.
  4. ^ أ ب مجيد خير الله الزاملي، نظرات في جموع التكسير، صفحة 9_10. بتصرّف.
  5. محمود حسني مغالسة، النحو الشافي، صفحة 28. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:189
  7. سورة آل عمران، آية:123
  8. للبرقوقي، شرح ديوان المتنبي، صفحة 101.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى