السرطان

بحث عن مرض السرطان

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق

مقالات ذات صلة

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

نظرة عامة عن السرطان

يعرف السرطان على أنَّه نموٌّ غير طبيعي للخلايا، إذ تتمثَّل الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Cancer cells) بالشكل غير الطبيعي والاضطراب الوظيفي، والنموِّ السريع مقارنة بالخلايا الطبيعيَّة في الجسم، كما يمكن لهذه الخلايا الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتشكيل الأورام (بالإنجليزية: Tumors)؛ وهي عبارة عن تجمُّع غير طبيعي للخلايا لا يستطيع الجسم التحكُّم في معدَّلات انقسامها ونموِّها، وتنقسم الأورام إلى أورام خبيثة أو سرطانيَّة (بالإنجليزية: Malignant Tumour)، وأورام حميدة (بالإنجليزية: Benign Tumor)، وتتَّصف الأورام الخبيثة بسرعة نموِّها، وقدرتها على الانتشار إلى أنحاء مختلفة من الجسم، والانتقال إلى الأنسجة المجاورة للورم وتدميرها، بينما ينحصر نموُّ الأورام الحميدة في منطقة محدَّدة من الجسم، وضمن معدَّل نموٍّ منخفض.[١]

تغيرات الخلايا الطبيعية غير السرطانية

قبل التوسُّع في تفسير الخلايا السرطانيَّة تجدر الإشارة إلى إمكانيَّة حدوث بعض التغيُّرات غير الطبيعيَّة في خلايا الجسم، والتي لا تُصنَّف ضمن الخلايا السرطانيَّة، إلا أنَّ بعض هذه التغيُّرات قد يؤدِّي إلى تطوُّر الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه التغيُّرات:[٢]

  • فرط التنسُّج: يُعبِّر فرط التنسُّج (بالإنجليزية: Hyperplasia) عن ارتفاع معدَّل التكاثر أو الانقسام الخلوي عن النسبة الطبيعيَّة للخلايا، مما يؤدِّي إلى تراكمها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأنسجة المتأثِّرة بحالة فرط التنسُّج لا تُظهر أيَّة علامات غير طبيعيَّة عند الكشف عنها باستخدام المجهر، ويوجد عدد من المشاكل الصحيَّة والعوامل التي قد تؤدِّي إلى فرط التنسُّج مثل التهيُّج المزمن في أحد الأنسجة.
  • خلل التنسُّج: يتشابه خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplasia) مع فرط التنسُّج، إلا أنَّ شكل الخلايا والأنسجة يبدو غير طبيعي عند الكشف عنها باستخدام المجهر في هذه الحالة، كما تُعدُّ مشكلة خلل التنسُّج أكثر خطورة مما يستدعي الحاجة للمراقبة والخضوع للعلاج في بعض الحالات، إذ إنَّ فرصة تحوُّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانيَّة ترتفع كلَّما زاد تشوُّه هذه الخلايا والأنسجة عند الكشف عنها، ومن الأمثلة على خلل التنسُّج الشامة أو الوحمة ذات الشكل غير الطبيعي والمعروفة بوحمة خلل التنسُّج (بالإنجليزية: Dysplastic nevus)، والتي في بعض الحالات النادرة قد تتحوَّل إلى ورم ميلانيني أو سرطان الخلايا الصبغيَّة (بالإنجليزية: Melanoma).
  • السرطانة اللابدة: على الرغم من أنَّ مصطلح السرطانة اللابدة (بالإنجليزية: Carcinoma in situ) يبدو وكأنَّه يُعبِّر عن أحد أنواع السرطان إلا أنَّ هذا النوع من اضطراب الخلايا لا يُعدُّ من أنواع السرطان على الرغم من خطورته الشديدة، إذ لا تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال إلى الأنسجة المجاورة ولكن في بعض الحالات قد تتطوَّر إلى خلايا سرطانيَّة، لذلك يتم علاج معظم حالات السرطانة اللابدة لمنع تطوُّرها.

أسباب حدوث السرطان

لا يمكن تحديد مُسبِّب رئيسي للإصابة بمرض السرطان وإنَّما يعتقد العلماء بوجود عدَّة عوامل مختلفة قد تُسبِّب الإصابة بالسرطان، مثل العوامل البيئيَّة والوراثيَّة، والصفات البنيويَّة الفريدة للشخص،[٣] أما بالنسبة لآليَّة تحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة فيعتقد العلماء أنَّ هذا التحوُّل يحدث نتيجة اجتماع عدَّة طفرات جينيَّة في المادة الوراثيَّة للخليَّة، خصوصاً الطفرات التي تؤثِّر في الجزء المسؤول عن توجيه الخليَّة للنموِّ والانقسام، إذ إنَّ أيَّ خطأ في التعليمات التي توقف الخلية عن أداء وظيفتها الطبيعيَّة قد يسمح للخليَّة بالتحوُّل إلى خليَّة سرطانيَّة، وتوجد العديد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدِّي إلى حدوث هذه الطفرات، ويمكن تقسيم الطفرات الجينيَّة إلى طفرات تحدث قبل الولادة تتم وراثتها من الوالدين وتكون مسؤولة عن نسبة بسيطة فقط من حالات الإصابة بمرض السرطان، وطفرات جينيَّة مكتسبة تحدث بعد الولادة وتكون مسؤولة عن نسبة أكبر من حالات الإصابة بمرض السرطان، وقد تحدث هذه الطفرات لأسباب عديدة مثل التعرُّض لبعض العناصر الكيميائيَّة، والأشعّة، والفيروسات، والتدخين، واتباع نمط حياة غير صحِّي لا تتم فيه ممارسة التمارين الرياضيَّة، ومعاناة الشخص من السُّمنة، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات الهرمونيَّة والالتهابات المزمنة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّّ خلايا الجسم المختلفة تمتلك آليَّة دفاعيَّة تحميها من هذه الطفرات والاضطرابات التي تصيب المادة الوراثيَّة، إلا أنَّه في بعض الحالات النادرة قد لا تتنبَّه الخلايا إلى هذه الاضطرابات مما يؤدِّي إلى تحوُّلها إلى خلايا سرطانيَّة، وفي ما يأتي بيان لبعض التأثيرات الشائعة التي قد تحدث في الخليَّة نتيجة التعرُّض للطفرات الجينيَّة:[٤][٥]

  • فرط النموِّ: قد تُسبِّب بعض الطفرات الجينيَّة فقد الخليَّة لقدرتها على تنظيم عمليَّة النموِّ والانقسام، مما يؤدِّي إلى فرط الانقسام والنموِّ وتكوُّن خلايا جديدة تحمل نفس هذه الطفرة الجينيَّة.
  • فقدان القدرة على تثبيط نموِّ الخليَّة: تؤثِّر بعض الطفرات الجينيَّة في الجينات الكابتة للتسرطن (بالإنجليزية: tumor suppressor genes)، وهو الجين المسؤول عن تثبيط نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّ الطبيعي، وهذا بدوره يؤدِّي إلى فقدان السيطرة على نموِّ وانقسام الخليَّة عند وصولها للحدِّّ الطبيعي، وهو ما يحدث في الخليَّة السرطانيَّة مما يؤدِّي إلى انتشار السرطان، أما في الحالات الطبيعيَّة يكون نموُّ الخلايا وانقسامها ضمن نسبة محدَّدة لكي لا يطغى نوع من الخلايا على الخلايا الأخرى في الجسم.
  • اضطراب عمليَّة إصلاح المادة الوراثيَّة: تكون وظيفة بعض الجينات بشكل خاص إصلاح الاضطرابات في المادة الوراثيَّة للخليَّة، وفي حال حدوث طفرات في هذه الجينات فقد تتوقَّف عمليَّة الإصلاح مما يؤدِّي إلى زيادة الأخطاء في المادة الوراثيَّة للخليَّة وارتفاع خطر تحوُّلها إلى خليَّة سرطانيَّة.

ومن الجدير بالذكر أنَّ الخليَّة لا تتحوَّل في العادة إلى خليَّة سرطانيَّة إلا عند إصابتها بعدَّة طفرات جينيَّة، ولم يتمكَّن العلماء من تحديد عدد هذه الطفرات الجينيَّة حتى الآن، ويُعتقد أنَّ عدد الطفرات التي تُسبِّب السرطان تعتمد على نوع السرطان، وعلى الرغم من أنَّ بعض الطفرات الموروثة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان إلا أنَّ هذه الطفرات لا تعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، وإنَّما قد يحتاج هذا الشخص في هذه الحالة إلى عدد أقل من الطفرات الجينيَّة المكتسبة لتحوُّل الخليَّة إلى خليَّة سرطانيَّة.[٤]

ولمعرفة المزيد عن أسباب مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (مرض السرطان وأسبابه).

عوامل خطر الإصابة بمرض السرطان

توجد العديد من عوامل الخطر التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان، ويمكن تعريف عوامل الخطر على أنَّها أيٌّ من الأسباب التي تزيد من فرصة إصابة الشخص بأحد الأمراض على الرغم من عدم تسبُّبها بالمرض بشكلٍ مباشر، وإنَّما قد تؤدِّي إلى انخفاض قدرة الجسم على مقاومة المرض، ومن عوامل الخطورة التي قد تزيد من فرصة الإصابة بمرض السرطان يمكن ذكر ما يأتي:[٣][٦]

  • أنماط الحياة: يؤدِّي اتباع نمط حياة غير صحِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان، مثل تناول الأطعمة الغنيَّة بالدهون، والتدخين، والعمل ضمن بيئة تؤدِّي إلى التعرُّض لبعض المواد الكيميائيَّة السامَّة، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ هذا النوع من عوامل الخطورة لا يلعب دوراً كبيراً في إصابة الأطفال بمرض السرطان بسبب عدم تعرُّضهم لهذه الأنماط غير الصحِّية لفترة طويلة، وإنَّما يكون لهذه العوامل تأثير أكبر في الأشخاص البالغين.
  • التاريخ العائلي الصحِّي: قد يلعب هذا العامل دوراً مهماً في إصابة الأطفال بالسرطان، فكما تم ذكره سابقاً فإنَّ وراثة بعض الطفرات الجينيَّة تؤدِّي إلى ارتفاع خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، كما قد تلعب بعض الظروف العائليَّة غير المعروفة دوراً في إصابة أكثر من شخص من نفس العائلة بمرض السرطان، مثل التعرُّض لنفس الكميَّة من بعض المواد الكميائيَّة نظراً للعيش في نفس البيت أو البيئة المحيطة.
  • الأمراض الوراثيَّة: تؤثِّر بعض الأمراض الوراثيَّة في الجهاز المناعي ونخاع العظم مثل متلازمة فيسكوت ألدريتش (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، مما قد يؤدِّي إلى اضطراب قدرة الجهاز المناعي على مقاومة السرطان، واضطراب الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cells) في نخاع العظم، وبالتالي انقسامها إلى خلايا مشوَّهة أو خلايا سرطانيَّة في بعض الحالات، وقد يكون هذا الاضطراب في الخلايا الجذعيَّة ناجماً عن التعرُّض لبعض المواد السامَّة، أو بعض أنواع الفيروسات، أو بسبب وجود بعض الطفرات الجينيَّة.
  • بعض أنواع الفيروسات: قد تؤدِّي الإصابة ببعض أنواع الفيروسات إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السرطان خصوصاً في مرحلة الطفولة نتيجة تسبُّبها ببعض الاضطرابات في الخليَّة والتي تتكرَّر مع انقسامها، ومن أنواع السرطان التي قد تحدث نتيجة الإصابة ببعض الفيروسات لِمفومة هودجكين (بالإنجليزية: Hodgkin lymphoma) وسرطان اللمفوما اللاهودجكينيَّة (بالإنجليزية: Non-Hodgkin Lymphoma)، ومن الفيروسات التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض السرطان فيروس إبشتاين بار (بالإنجليزية: Epstein–Barr virus)‏، وفيروس العوز المناعي البشري (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus) المسبِّب لمرض الإيدز (بالإنجليزية: AIDS).
  • العوامل البيئيَّة: يرتفع خطر الإصابة بمرض السرطان عند التعرُّض المتكرِّر لبعض أنواع الأسمدة والمبيدات الحشريَّة، كما قد أظهرت بعض الإحصائيَّات ارتفاع أعداد الإصابة ببعض أنواع السرطان في مناطق محدَّدة لأسباب مجهولة على الرغم من عدم وجود صلة قرابة بين الأشخاص أو الأطفال المصابين، وهو ما قد يعود للعوامل البيئيَّة المشتركة بين هذه الحالات.
  • العلاج الإشعاعي والكيميائي: قد يؤدِّي التعرُّض السابق لجرعات عالية من العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy) لعلاج بعض أنواع الأورام إلى ارتفاع خطر الإصابة بأنواع ثانويَّة من الأورام أو السرطان في مراحل لاحقة من حياة الشخص، بسبب إمكانيَّة تسبُّب هذا النوع من العلاج بحدوث اضطرابات في الجهاز المناعي، أو بعض الخلايا في الجسم.

طرق انتشار السرطان

تحتاج الخلايا السرطانيَّة لتتمكَّن من الانتشار إلى الأنسجة المجاورة أو مناطق أخرى من الجسم إلى امتلاك القدرة على تخطِّي الحواجز الداخليَّة في الجسم، ولا تمتلك الخلايا السرطانيَّة هذه القدرة في المراحل الأولى من الإصابة بالسرطان، إذ تتشكَّل الأورام الحميدة في بداية السرطان، ومع تقدُّم الإصابة وتحوُّلها إلى ورم خبيث قد تمتلك الخلايا السرطانيَّة القدرة على إنتاج إنزيمات البروتياز (بالإنجليزية: Protease) التي تمكِّنها من اختراق النسيج خارج الخليَّة (بالإنجليزية: Extracellular matrix)، وحدود الأنسجة المحيطة، والروابط بين الخلايا السليمة المحيطة، مما يساعد على انتشار الخلايا السرطانيَّة في الأنسجة المجاورة، ومع وصول مرض السرطان إلى المراحل المتقدِّمة قد تمتلك بعض الخلايا السرطانيَّة القدرة على اجتياز حواجز الجسم المختلفة مثل الأوعية الدمويَّة، والأوعية اللمفاويَّة، مما يؤدِّي إلى انتقال الخلايا السرطانيَّة إلى مناطق وأعضاء أخرى من الجسم، وتعرف هذه الحالة بالانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانيَّة (بالإنجليزية: Metastasis)‏، وقبل حدوث الانبثاث ونموِّ الخلايا السرطانيَّة في مناطق أخرى من الجسم تتعرَّض هذه الخلايا لعدد من العقبات التي تحتاج أن تتغلَّب عليها قبل النموِّ والتكاثر في هذه المناطق الجديدة من الجسم.[٧]

أنواع مرض السرطان

يمكن تقسيم مرض السرطان إلى نوعين رئيسيَّين، وهما أمراض السرطان التي تصيب الدم والأنسجة المنتجة للدم بنوعيها اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia) واللمفوما، أو سرطان الغدد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymphoma)، وأمراض السرطان الصلبة التي تصيب أنسجة الجسم المختلفة الأخرى، وتنقسم إلى السرطانة (بالإنجليزية: Carcinoma) والورم العضلي الخبيث أو الساركوما (بالإنجليزية: Sarcoma)‏، وفي ما يأتي بيان تفصيلي لهذه الأنواع المختلفة:[٨]

  • اللمفوما واللوكيميا: تنشأ خلايا اللمفوما السرطانيَّة ضمن العقد اللمفاويَّة (بالإنجليزية: Lymph nodes) وتُسبِّب ظهور كتل كبيرة من الأورام في مناطق انتشار العقد اللمفاويَّة، مثل الصدر والإبط والبطن وأعلى الفخذ، أما بالنسبة لسرطان ابيضاض الدم أو اللوكيميا فينشأ من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الدم في نخاع العظام، مما يؤثِّر في قدرته على إنتاج خلايا الدم الطبيعيَّة.
  • السرطانة: يصيب هذا النوع من السرطان كبار السنِّ بنسبة أعلى من فئة الشباب، وينشأ ضمن الخلايا المبطِّنة للأعضاء الداخليَّة والرئتين والجهاز الهضمي والجلد، لذلك تندرج ضمن هذا النوع العديد من أنواع السرطان المختلفة مثل سرطان الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزية: Thyroid gland)، والبروستاتا (بالإنجليزية: Prostate)، والقولون، والثدي، والجلد، والرئتين.
  • الساركوما: على العكس من السرطانة فإنَّ هذا النوع من السرطان يكون أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الأصغر سنّاً مقارنة بكبار السنِّ، وينشأ هذا النوع من السرطان ضمن خلايا الأديم الأوسط (بالإنجليزية: Mesodermal cells)، وهي أحد أنواع الخلايا التي تدخل في تكوين النسيج الضامِّ (بالإنجليزية: Connective tissue)، والعضلات، والعظام، والأوعية الدمويَّة، ومن الأمثلة على هذا النوع من السرطان الورم الغرني العظمي أو الساركوما العظميَّة (بالإنجليزية: Osteosarcoma)‏، والساركوما العضليَّة الملساء (بالإنجليزية: Leiomyosarcoma)؛ وهو السرطان الذي ينشأ ضمن العضلات الملساء للمعدة.

ولمعرفة المزيد عن أنواع مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أنواع مرض السرطان).

أعراض مرض السرطان

تظهر أعراض الإصابة بأحد أنواع مرض السرطان عادة عند بدء تأثير السرطان في أحد وظائف الجسم المختلفة، لذلك قد تختلف أعراض مرض السرطان بحسب مكان نشوئه، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الأعراض التي قد تظهر عند الإصابة بمرض السرطان لا تعني بالضرورة الإصابة بالسرطان فقد تظهر نتيجة الإصابة ببعض المشاكل الصحِّية الأخرى، وفي ما يأتي بيان لبعض الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بمرض السرطان:[٩]

  • ظهور كتلة غير طبيعيَّة في منطقة الإبط أو الرقبة، أو أيٍّ من مناطق الجسم المختلفة.
  • ملاحظة حدوث تغيُّرات في الثدي، مثل تغيُّر الشكل، واللون، والشعور بالألم، وخروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي، وتغيُّر شكلها الطبيعي، أو زيادة سماكة منطقة محدَّدة في الثدي أو تجعُّدها.
  • فقدان الوزن غير المبرَّر.
  • ظهور الإفرازات المهبليَّة، أو المعاناة من نزيف مهبلي غير طبيعي.
  • ظهور التقرُّحات التي لا تمتثل للشفاء.
  • المعاناة من النفخة المزمنة.
  • الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بشكل تام بعد الانتهاء من التبرُّز.
  • الإسهال أو الإمساك المزمن مجهول السبب.
  • ألم الشرج أو البطن مجهول السبب.
  • ملاحظة اضطراب عمليَّة التبرُّز لمدَّة تزيد عن أسبوعين، وملاحظة خروج دم مع البول أو البراز.
  • بحَّة الصوت أو السعال المزمن، أو خروج دم مع السعال.
  • ظهور شامات جلديَّة جديدة أو بقع جلديَّة، أو تغيُّر في حجم الشامات الجلديَّة القديمة وشكلها ولونها، أو ملاحظة نزيفها.

ولمعرفة المزيد عن أعراض مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (أعراض السرطان بشكل عام).

تشخيص مرض السرطان

تُشخَّص أو تُكتشف معظم حالات الإصابة بمرض السرطان بعد ظهور أعراض المرض أو بعد ظهور كتلة ورميَّة، وفي الحقيقة فإنَّه للكشف المبكِّر للسرطان دوراً كبيراً في زيادة فرص الشفاء من المرض، ويمكن الكشف المبكِّر عن بعض أنواع مرض السرطان من خلال إجراء الفحص الذاتي الدوري، مثل سرطان الثدي والفم والخصيتين والجلد والشرج، كما قد يتم الكشف عن الإصابة بمرض السرطان في بعض الحالات بشكل غير معتمد أثناء تشخيص أو علاج إحدى المشاكل الصحِّية الأخرى لكن ذلك في حالات قليلة،[١٠] وتوجد العديد من الاختبارات التشخيصيَّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، بالإضافة إلى الاختبارات التي يتم إجراؤها بعد الكشف عن الإصابة والتي تساعد على تحديد مرحلة السرطان ومدى انتشاره، والعلاج المناسب ونسبة الشفاء المتوقَّعة، وفي ما يأتي بيان لبعض الاختبارات التشخيصيَّة المتَّبعة للكشف عن الإصابة بمرض السرطان:[١١]

  • الفحص السريري: يجري الطبيب فحصاً سريريّاً (بالإنجليزية: Physical exam) شاملاً للكشف عن وجود تغيُّرات جلديَّة أو كتل وأورام، أو انتفاخات غير طبيعيَّة في الجسم.
  • التحاليل المخبريّة: تساعد تحاليل الدم والبول على الكشف عن وجود اضطرابات ناجمة عن الإصابة بمرض السرطان.
  • الاختبارات التصويريَّة: توجد عدَّة أنواع مختلفة من الاختبارات التصويريَّة التي قد تستخدم للكشف عن مرض السرطان، والتي تساعد على الحصول على صورة دقيقة لأجزاء الجسم الداخليَّة، مثل التصوير بالأشعَّة السينيَّة (بالإنجليزية: X-rays)، والموجات فوق الصوتيَّة (بالإنجليزية: Ultrasounds)، والتصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: CT scan)، والرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (بالإنجليزية: Positron emission tomography) واختصاراً PET.
  • الخزعة: تُعدُّ الخزعة (بالإنجليزية: Biopsy) أدقَّ الطرق التي يتم من خلالها الكشف عن الإصابة بمرض السرطان، إذ يأخذ الطبيب عيِّنة من النسيج أو الورم السرطاني ويحللها مخبريّاً، وتعتمد طريقة الحصول على هذه العيِّنة على نوع السرطان وموقعه.

ولمعرفة المزيد عن تشخيص الإصابة بمرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (كيف تعرف أنك مصاب بالسرطان).

علاج مرض السرطان

يهدف علاج مرض السرطان إلى إزالة أو تدمير الخلايا السرطانيَّة من خلال العلاج الدوائي أو طرق العلاج الأخرى، ويعتمد تحديد العلاج المناسب على عدَّة عوامل مختلفة مثل موقع الورم، وقدرة الشخص المصاب على تحمُّل العلاج، ومرحلة السرطان ومدى انتشاره في الجسم، وفي ما يأتي بيان بعض أنواع العلاجات المتَّبعة في علاج مرض السرطان:[١١][١٢]

  • الجراحة: تُعدُّ الجراحة إحدى طرق علاج السرطان الرئيسيَّة والفعَّالة ضدَّ العديد من أنواع السرطان المختلفة، وهي أقدم طرق العلاج والتي يتم اتِّباعها إلى الآن، ويعتمد اختيار اللجوء إلى العلاج الجراحي للتخلُّص من السرطان على عدد من العوامل المختلفة مثل الصحَّة العامَّة للشخص المصاب، ونوع السرطان، وحجم الورم وانتقاله إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومكان الإصابة، وقد يكون العلاج الجراحي كافياً للقضاء على مرض السرطان في بعض الحالات، أو قد يتم اتباع طرق علاجيَّة أخرى بالتزامن مع الجراحة، وفي الحقيقة فإنَّ الكشف المبكِّر للإصابة بالسرطان يساهم في نجاح العمل الجراحي بسبب احتواء السرطان في مكان محدَّد من الجسم في مراحله الأولى في الغالب.[١٣][١٤]
  • العلاج الكيميائي: يمكن تعريف العلاج الكيميائي أو الكيماوي كإحدى طرق علاج السرطان من خلال استخدام بعض الأدوية السامَّة للخلايا (بالإنجليزية: Cytotoxics)، والتي تساعد على القضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الحدِّ من قدرتها على النموِّ والانتشار، ويُعدُّ العلاج الكيميائي علاجاً جهازيّاً بسبب انتقاله عبر الدم واستهدافه لجميع الخلايا سريعة الانقسام والنموِّ في الجسم، وفي بعض الحالات قد يتم إيصال الدواء إلى الورم السرطاني بشكل مباشر ويُعدُّ العلاج موضعيّاً في هذه الحالة،[١٥] وفي سياق الحديث تختلف طريقة إيصال أدوية العلاج الكيميائي ومدَّة العلاج، والمدَّة بين جرعات العلاج بحسب حالة الشخص المصاب ونوع الدواء المستخدم، فقد يتم الحصول على جرعة واحدة في اليوم، أو جرعة كلَّ عدَّة أسابيع، كما قد يتم إعطاء الشخص المصاب فترات من الراحة بين جرعات الدواء، وفي الغالب يتم الحصول على جرعة العلاج الكيميائي داخل المستشفى، إلا أنَّ بعض أنواع العلاج يمكن الحصول عليها في المنزل، كما تتوفَّر أدوية العلاج الكيميائي بعدَّة أشكال صيدلانيَّة مختلفة مثل الحبوب الفمويَّة، والكبسولات، والأدوية السائلة، والحُقن الوريديَّة، والأدوية الموضعيَّة.[١٦]
  • العلاج الإشعاعي: يُعرَّف العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: Radiation therapy) باستخدام الإشعاع عالي الطاقة لاستهداف وتدمير المادة الوراثيَّة للخلايا السرطانيَّة لتثبيط قدرتها على الانقسام والنموِّ، وهو أحد أكثر أنواع العلاجات المستخدمة فاعليَّة في القضاء على السرطان بعد العمل الجراحي بناءً على حالة الشخص المصاب، وقد يتم استخدام العلاج الإشعاعي في المراحل الأولى من المرض أو في المراحل المتقدِّمة التي يتنشر فيها الورم إلى مناطق أخرى من الجسم.[١٧][١٨]
  • العلاج الموجه: (بالإنجليزية: Targeted therapy) وهو عبارة عن أدوية تستهدف مناطق محدَّدة ودقيقة في الخلايا السرطانيَّة أو أحد العوامل التي تساهم في نموِّها، فقد تستهدف بروتينات أو جينات محدَّدة ضمن الخلايا السرطانيَّة، أو ضمن الخلايا التي تساهم في نموِّها وانتشارها مثل خلايا الأوعية الدمويَّة المغذِّية للأورام السرطانيَّة.[١٩]
  • العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي (بالإنجليزية: Immunotherapy) شكلاً من أشكال علاج السرطان الذي يهدف إلى تعزيز مناعة الجسم للقضاء على الخلايا السرطانيَّة أو الوقاية من تشكُّلها أو السيطرة عليها، ويتم ذلك من خلال تنبيه الجهاز المناعي على وجود الخلايا السرطانيَّة، أو تدعيم المناعة وتزويد الجهاز المناعي ببعض العناصر التي ترفع من قدرته الدفاعيَّة.[٢٠]
  • زراعة الخلايا الجذعيَّة: يعتمد العلاج بزراعة الخلايا الجذعيَّة (بالإنجليزية: Stem cell transplants) على زراعة دم الحبل السرِّي، أو زراعة نقي العظام للشخص المصاب للمساعدة على القضاء على مرض السرطان، وغالباً ما يتم اتباع هذا النوع من العلاج في علاج أمراض السرطان التي تصيب الدم، أو الجهاز المناعي مثل اللمفوما، واللوكيميا، والورم النقوي المتعدِّد (بالإنجليزية: Multiple myeloma)، كما يشمل هذا النوع من العلاج إزالة الخلايا المتأثِّرة بالعلاج الكيميائي والإشعاعي ثم علاجها مخبريّاً وإعادة زراعتها في الجسم.[٢١][٢٢]
  • العلاج الهرموني: يمكن تعريف العلاج الهرموني (بالإنجليزية: Hormonal therapy) للسرطان بالعلاج الذي يتخلَّص من بعض أنواع الهرمونات أو تثبيطها، أو الحصول عليها للمساعدة على تخفيف سرعة نموِّ الأورام السرطانيَّة أو الحدِّ منها، ومثل أنواع علاجات السرطان الأخرى قد يتم استخدام العلاج الهرموني بشكل مفرد لعلاج السرطان، أو قد تتم مزامنته مع أنواع أخرى من العلاج، وقد يتم استخدامه لزيادة كفاءة بعض أنواع العلاج أيضاً مثل الوقاية من عودة نشاط وانتشار السرطان، أو تقليص حجم الورم قبل استخدام طرق علاجيَّة أخرى.[٢٣]

الوقاية من مرض السرطان

بحسب منظمة الصحَّة العالميَّة فإنَّ الوقاية من مرض السرطان تُعدُّ إحدى أفضل الطرق للسيطرة على المرض، إذ إنَّ تطبيق بعض الاستراتيجيَّات الوقائيَّة المبنيَّة على أدلَّة علميَّة وإجراء بعض التغييرات التي تساعد على تجنُّب بعض عوامل خطر الإصابة بالسرطان قد يساهم في الحدِّ من الوفيَّات الناجمة عن مرض السرطان بما يتراوح بين 30-50% من الحالات، كما يساهم الكشف والعلاج المبكِّر للسرطان في السيطرة عليه، وفي ما يأتي بيان لبعض الإجراءات الوقائيَّة التي قد تساعد على الحدِّ من الإصابة بمرض السرطان:[٢٤]

  • الامتناع عن جميع أشكال التدخين واستخدام منتجات التبغ.
  • ممارسة التمارين الرياضيَّة بشكل منتظم.
  • الامتناع عن تناول الكحول.
  • المحافظة على وزن صحِّي.
  • اتباع نظام غذائي صحِّيّ غني بالخضروات والفواكه.
  • إجراء الفحوصات الطبيَّة الدوريَّة.
  • تلقِّي المطاعيم المضادَّة للفيروسات المسبِّّبة لمرض السرطان، مثل المطعوم المضادِّ لفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B)، ومطعوم فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus).
  • الحدُّ من التعرُّض للإشعاعات المؤينة (بالإنجليزية: Ionizing radiation)، والأشعَّة فوق البنفسجيَّة (بالإنجليزية: Ultraviolet radiation).
  • تجنُّب التعرُّض للتلوُّث الهوائي، والدخان الناجم عن بعض أنواع الوقود الصلب.
  • الحصول على العلاج المناسب عند الإصابة بأحد أنواع أمراض العدوى المزمنة.

ولمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض السرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (طرق الوقاية من السرطان).

نصائح للمصابين بالسرطان

قد تصاحب تشخيص وعلاج مرض السرطان العديد من التغيُّرات على الصعيد النفسي والجسدي، فمن الجانب الجسدي قد يعاني الشخص المصاب من تساقط الشعر، والألم، وتغيُّرات في الوزن، والانتفاخ، والتعب والإعياء، واضطرابات الأكل، وفقدان السيطرة على عمليَّة التبوُّل أو التبرُّز، وظهور الندبات، أو إزالة أحد أعضاء الجسم، وتؤثِّر هذه التغيُّرات أيضاً على الجانب النفسي للشخص المصاب بسبب تذكيره المستمرِّ بالمرض، فبالنسبة للجانب النفسي يعاني الشخص المصاب من مجموعة كبيرة من المشاعر والتغيُّرات، فقد يعاني من العزلة الاجتماعيَّة، والقلق النفسي والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس، وتختلف طرق التأقلم المناسبة مع هذه التغيُّرات من شخص إلى آخر، وتعتمد على عدَّة عوامل مختلفة مثل التجارب السابقة، وحالة الفرد وشخصيَّته، وعلى الرغم من فوائد اتباع الطرق التي كان الشخص يستفيد منها في السابق للتخفيف من الضغط النفسي، إلا أنَّ هذه الطرق قد لا تكون كافية في حالة الإصابة بالسرطان، لذلك من الضروري للشخص المصاب طلب العون من الأشخاص الآخرين والخبراء، وأصحاب الخبرات السابقة للإصابة بالمرض، وذلك للحصول على نصائح حول الطرق المناسبة للتأقلم مع المرض، وفي الحقيقة لا توجد طريقة محدَّدة يمكن اتباعها في هذه الحالة، وإنَّما يتم الحصول على أفضل النتائج عند اتباع عدَّة طرق والتوفيق فيما بينها،[٢٥][٢٦] وفي ما يأتي بيان لبعض النصائح التي يمكن تقديمها للأشخاص المصابين بمرض السرطان:

  • الإحاطة بطبيعة المرض: يساعد الحصول على معلومات حول المرض والتشخيص وطرق العلاج على تشكيل صورة واضحة لدى الشخص المصاحب حول ما يمكن توقُّعه في المستقبل، والذي بدوره قد يساعد المريض على الشعور بالسيطرة والأمان.[٢٧]
  • تنظيم المعرفة حول المرض: بعد تشخيص الإصابة بالمرض يبدأ الشخص المصاب باستقبال كمٍّ هائل من المعلومات المختلفة حول حالته الصحيَّة وطبيعة المرض، سواءً من المركز الصحِّي أو من العائلة والأصدقاء، مما قد يؤدِّي إلى ارتباك الشخص المصاب وتشتُّته، لذلك يُنصح بتقديم المعلومات الضروريَّة فقط للشخص المصاب في هذه المرحلة للمساعدة على التعامل مع هذا الكمِّ من المعلومات وتقبُّلها بشكل تدريجي.[٢٧][٢٦]
  • البحث عن المعلومات من المصادر الموثوقة فقط: يجب الحرص على الحصول على المعلومات المتعلِّقة بمرض السرطان من الأشخاص المتخصِّصين فقط، أو من المواقع ذات المصادر الموثوقة لتجنُّب الحصول على المعلومات العشوائيَّة غير الدقيقة.[٢٧]
  • عدم الإحراج من السؤال: في حال وجود بعض الأسئلة التي لم يتمكَّن المريض من إيجاد أجوبة مناسبة لها يجب عدم التردُّد بسؤال الفريق الطبِّي المتخصِّص في علاج حالته المرضيَّة، ويساعد على ذلك ترتيب الأسئلة بحسب الأهميَّة على ورقة لتقديمها في الموقت المناسب للفريق الطبِّي.[٢٧]
  • مشاركة الآخرين: يمكن مشاركة المعلومات الجديدة التي يحصل عليها الشخص المصاب حول المرض مع الأشخاص المقرَّبين للمساعدة على فهم هذه المعلومات وتحليلها، واتخاذ القرار المناسب حول الفعل المناسب في هذه المرحلة من المرض.[٢٧]
  • تدوين المعلومات المهمَّة: يمكن اتخاذ دفتر ملاحظات أو مذكرات، أو استخدام أحد تطبيقات الجوال لتدوين المعلومات المهمَّة مثل الآثار الجانبيَّة التي يتعرَّض لها الشخص، والأسئلة والمعلومات المجهولة، ومواعيد زيارة الطبيب، وهنا تجدر الإشارة إلى أهميَّة تدوين هذه المعلومات أيضاً في المستقبل لتتم الاستفادة منها في العلاج، خصوصاً في حال مراجعة المريض لعدد من الأطبَّاء المختلفين.[٢٧]
  • المحافظة على النشاط البدني: يساعد إجراء التمارين الرياضيَّة على إفراز هرمون الإندورفين (بالإنجليزية: Endorphin) والذي بدوره يحسِّن المزاج، ويمكن الاكتفاء بتمارين بسيطة مثل المشي، كما يمكن إجراء التمارين الرياضيَّة الخفيفة في المنزل في حال عدم الرغبة بالخروج إلى الشارع أو إلى النادي الرياضي بسبب التغيُّرات الجسديَّة الظاهرة والناجمة عن علاج مرض السرطان.[٢٧][٢٦]
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: يُنصح بإجراء تمارين الاسترخاء المختلفة مثل المسَّاج أو التدليك، والتنفُّس البطيء، وما يعرف بالتصور الموجَّه (بالإنجليزية: Guided imagery)، وتجدر الإشارة إلى توفُّر بعض تطبيقات الجوالات الذكيَّة التي تساعد على إجراء هذه التمارين.[٢٦]
  • استشارة الطبيب: يمكن دائماً استشارة الطبيب حول كيفيَّة التخفيف من آثار العلاج الجانبيَّة، مثل تأثيرها في الجلد وكيفيَّة التخفيف من الألم، والتعامل مع الأطراف الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthesis) خلال فترة العلاج في حال استخدامها.[٢٦]
  • اتباع نمط حياة صحِّي: يجب الحصول على الراحة الكافية، واتباع نظام غذائي صحِّي ومتنوِّع للمساعدة على المحافظة على الطاقة والنشاط، والتخفيف من التعب والإعياء الناجم عن علاج السرطان.[٢٨]
  • طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء: يجب عدم الامتناع عن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء مثل إجراء الأعمال المنزليَّة، وإجراء بعض المهام عوضاً عن الشخص المصاب، كما ينبغي عدم رفض المساعدة المقدَّمة من هؤلاء الأشخاص وإنَّما على العكس من ذلك يجب تقديم الثناء إليهم لتشجيعهم على تقديم المساعدة، كما يجب حثُّ مقدِّمي الرعاية على قبول المساعدة من الآخرين أيضاً للتخفيف من الضغط الجسدي والنفسي الذي يتعرَّضون له خلال هذه الفترة.[٢٨]
  • إعادة ترتيب الأهداف والأولويَّات: يجب التركيز خلال هذه المرحلة على الأهداف المهمَّة في الحياة، وممارسة الأنشطة الأهم في حياة الشخص المصاب والتي تشعره بتقديم شيء إيجابي في حياته، كما يجب التخفيف من التوتُّر والضغط النفسي الحاصل لدى الأشخاص المقرَّبين من الشخص المصاب من خلال محاولة التواصل معهم، والتعبير عن المشاعر، ودحر الخلافات السابقة في حال تواجدها.[٢٨]

ولمعرفة المزيد عن النصائح والإرشادات للمصابين بالسرطان يمكن قراءة المقال الآتي: (نصائح لمرضى السرطان).

فيديو العلاج المناعي لمرض السرطان

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن العلاج المناعي لمرض السرطان:

المراجع

  1. “Cancer Education”, www.kucancercenter.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  2. “What Is Cancer”, www.cancer.gov,9-2-2015، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “What Causes Cancer”, stanfordhealthcare.org, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Cancer”, www.drugs.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  5. “Cancer”, www.mayoclinic.org,12-12-2018، Retrieved 7-4-2020. Edited.
  6. “Causes of Cancer”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  7. “Cell Division and Cancer”, www.nature.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  8. Robert Peter, “Overview of Cancer”، www.msdmanuals.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  9. “Cancer”, www.healthdirect.gov.au, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  10. “Understanding Cancer – Diagnosis and Treatment”, www.webmd.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Cancer”, familydoctor.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  12. “Cancer Overview: Management and Treatment”, my.clevelandclinic.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  13. “What is Cancer Surgery”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  14. “About surgery”, www.cancerresearchuk.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  15. “Chemotherapy”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  16. Yvette Brazier, “What you need to know about chemotherapy”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  17. “Radiation Oncology”, www.radiologyinfo.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  18. “Radiotherapy”, www.nhs.uk, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  19. “Understanding Targeted Therapy”, www.cancer.net, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  20. “WHAT IS Immunotherapy”, www.cancerresearch.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  21. “Stem Cell Transplant for Cancer”, www.cancer.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  22. Rachel Nall, “What to know about cancer”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  23. “Hormonal therapy”, www.cancer.ca, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  24. “Cancer”, www.who.int, Retrieved 7-4-2020. Edited.
  25. “Your coping toolbox”, www.cancercouncil.com.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  26. ^ أ ب ت ث ج “Coping with Changes to Your Body”, www.oncolink.org, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب ت ث ج ح خ “Your coping toolbox”, www.cancervic.org.au, Retrieved 8-4-2020. Edited.
  28. ^ أ ب ت “Cancer diagnosis: 11 tips for coping”, www.stclair.org,3-11-2018، Retrieved 8-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى