إسلام

بحث عن غزوة أحد

بحث عن غزوة أحد

مقالات ذات صلة

سبب غزوة أحد

يعد المصاب الجلل الذي أصاب قريش من المسلمين ببدر، وامتلاء قلوب قريش بالحقد والكره والرغبة بالانتقام هو السبب وراء غزوة أحد، فقد حشدت قريش ثلاثة آلاف من المقاتلين، ونصّبت أبو سفيان قائدًا عليهم. وسعت لمواجهة المسلمين والنيل منهم، فجهزت العدة والعتاد وتوجهت لقتال المسلمين.

وهدفت قريش في تجهيزها لهذه المعركة تحقيق عدة أهداف، والتي يمكننا تسميتها بأسباب حدوث المعركة وهي على النحو الآتي:[١]

  • الثأر لجميع القتلى والجرحى الذين لقوا حتفهم في بدر.
  • استعادة قريش لمكانتها عند العرب بعد أن تزعزعت، وفقدت بعد هزيمتها النكراء في بدر.
  • الرغبة بتأمين طريق التجارة الواقع بين مكة والشام.

أحداث غزوة أحد

وقعت معركة أحد في اليوم السّابع من شهر شوال في السّنة الثّالثة للهجرة الموافق لسنة ستمئة وخمس وعشرين ميلادي، وقد كانت البداية حينما حشدت قريش ما يقارب من ثلاثة آلاف مقاتل من بني كنانة والأحباش وثقيف.

وقد توجّه جيش الكفّار إلى المدينة للانتقام من المسلمين، وما إن تناهى خبر القوم إلى الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- ويقال إن العباس بن عبد المطلب عمّ الرّسول هو من أخبر المسلمين بذلك، فاستنفر المسلمون وجهّزوا جيشًا لملاقاة الكفّار.

وقد كان المسلمون منقسمين في رأيهم بين من رأى أن يبقوا في المدينة لحمايتها وهو رأي الأنصار وبين من رأى أن يخرجوا لملاقاة الكفار خارج المدينة وهو رأي حمزة بن عبد المطلب وجماعة من المهاجرين.

فاستقر الرّأي على أن يخرجوا، فخرجوا ليتمركزوا في مكان يستقبلون فيه المدينة، ويكون جبل أحد من خلفهم، وقد كلّف النبي خمسين رامياً بالبقاء على جبل مناة حتى يحموا ظهور المسلمين.

وعندما بدأت المعركة أبلى المسلمين بلاءً حسنًا، وأثخنوا في الكفّار الجراح، ثمّ ظنّ المسلمون أنّ المعركة انتهت، وعندما رأوا الغنائم نزل معظم الرّماة من الجبل ليستغلّ الكفّار ذلك، وينقضّوا على المسلمين ويحاصرونهم بقيادة خالد بن الوليد.

وقد تعرّض النّبي في الغزوة لهجوم نفرٌ من الكفّار، فشجّ رأسه وكسرت ثنيّته حتّى سرت شائعة أنّ النّبي قد قتل، فزاد ذلك المسلمون غمًّا إلى غمّهم حتى أنزل الله النّعاس أمنةً عليهم.

وأسفرت المعركة عن استشهاد ما يقارب سبعين مقاتلاً من المسلمين، منهم عم الرسول -عليه السلام-؛ حمزة ابن عبد المطلب، ومجموعة من حملة الألوية من الصحابة الكرام.[٢]

استشهاد حمزة ابن عبد المطلب

بينما اشتد القتال في معركة أحد وأصبح حامي الوطيس، توجه أحد العبيد يقال له وحشي بتحريض من هند بنت عتبة إلى اقتناص الفرصة وقتل حمزة ابن عبد المطلب عم الرسول -عليه السلام-، بهدف الانتقام والثأر لعمها وأخيها الذان قتلا في غزوة أحد على يد حمزة.

فتربص له وحشي، وبينما حمزة يقاتل ببسالة ويثخن في قتل المشركين، توجه إليه وأطلق حربته مصيبة إياه في مقتل، فاستشهد على إثرها. وفي أثناء انهماك المسلمين بالقتال والدفاع عن الرسول توجهت هند مع وحشي إلى جثمان حمزة، وشقت صدره ولاكت كبده؛ انتقامًا منه. وعندما علم الرسول الكريم بالخبر حزن حزنًا شديدًا، ولقبه فيما بعد بسيد الشهداء.[٣]

أبرز العبر المستفادة من غزوة أحد

نتجت عن غزوة أحد العديد من العبر والدروس المستفادة نوجز بعضها على النحو الآتي[٤]:

  • أن الشدة تظهر المعادن الحقيقية للأشخاص، وتميز بين المنافقين منهم والصادقين.
  • الالتزام بأوامر القائد وعدم كسرها وتجاوزها بأي حال من الأحوال، منعًا لما قد حصل مع الرماة حين ظنوا أنهم قد نصروا، وتركوا مواقعهم لجلب الغنائم.
  • بيان أهمية التثبت من الأخبار، وعدم التأثر بالإشاعات الخطيرة التي أدت إلى زعزعة ثبات المسلمين عندما ظنوا، واستمعوا لإشاعة قتله -عليه السلام-.
  • التحذير من ربط الدين بالأشخاص والثبات بوجود أحد، حيث أن إشاعة الرسول بينت ربط المسلمين لثباتهم وقتالهم بوجود الرسول، ووضوح ضعفهم عندما ظنوا استشهاده.
  • التحذير من الهزيمة النفسية التي تعد أشد وطأة وفتكًا بالأنفس من الهزيمة المادية.

المراجع

  1. صالح عبد الواحد، كتاب سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام، صفحة 348. بتصرّف.
  2. محمد السلمي، كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، صفحة 207-209. بتصرّف.
  3. محمد هيكل، كتاب حياة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، صفحة 190. بتصرّف.
  4. محمد السلمي، كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، صفحة 210-213. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى