تعليم

النواسخ الفعلية

النواسخ الفعلية

تعريف النواسخ الفعلية

المقصود بالنواسخ في اللغة عند النحاة إزالة الشيء وإقامة آخر مقامه، فالنواسخ الفعلية عبارة عن أفعال تدخل على الجملة الاسمية تنسخ حكم المبتدأ والخبر في الجملة، فبعد أن كان المبتدأ له حكم الصدارة أصبح اسمًا للناسخ الفعليّ، وبعد أن كان الخبر مرفوعًا أصبح منصوبًا للناسخ فهي بذلك أزالت حكم المبتدأ والخبر، وأقامت حكم النواسخ الفعلية، كذلك وقد تنصبهما معًا.[١]

وسُمّيت بالفعلية لأنها عبارة عن أفعال لا حروف، وتسمى النواسخ الفعلية بالأفعال الناقصة ذلك لأنها لا تعطي معنى للجملة عند الدخول عليها إلا بعد ذكر المنصوب وهو الخبر وبدونه لا معنى ولا فائدة للكلام.[١]

أقسام النواسخ الفعلية

إنّ النواسخ الفعلية تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها، وقد تنصبهما معًا، إلا أن هناك أنواعًا أخرى للنواسخ غير الفعلية تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها، وهذه تسمى بالنواسخ حرفية، أمّا أقسام النواسخ الفعلية فهي موضحة على النحو التالي:[٢]

كان وأخواتها 

وهي أفعال ناقصة ناسخة تدخل على الجملة الاسمية فترفع المبتدأ ويسمى اسمها، وتنصب الخبر ويسمى خبرها ويأتي بعض أفعالها تامة التصرف، وبعضها ناقصة التصرف، وبعضها جامدة لا تأتي إلا على صورة واحدة[٣] وإليك بيانها بالتوضيح:

  • الزمرة الأولى: “كان، صار، أصبح، أضحى، أمسى، بات، ظل”:[٤]
    • تدل معاني هذه الأفعال على الصيروة بمعنى التحول من حال إلى حال وهذا ما نجده في “صار، أصبح، أضحى، أمسى، بات”، كما وتدل على الاستمرارية والدوام كما في ” كان في بعض الأحيان، ظل”، كذلك ويختص الفعل كان باتصاف الاسم بالمعنى الذي دل عليه الخبر في زمن ما بمعنى عند قولنا: كان أبوك طبيبًا فالمعنى أن هذا الوصف في زمن الماضي، وقد يكون في زمن المستقبل عند قولنا: كن طبيبًا، وقد يكون في زمن الحال عند قولنا: يكون طبيبًا.
    • فيما يتعلق بالخصائص الصرفية لهذه الزمرة فهي تامة التصرف فيأتي منها المضارع، والماضي والأمر.
  • الزمرة الثانية: “زال، فتئ، برح، انفك”:[٥]
    • تدل معاني هذه الأفعال على أن اسمها يتصف بمعنى الخبر اتصافًا مستمرًا قد يكون إلى زمن ما وقد يكون إلى زمن التكلم، فعند قولنا: ما زال الجو ماطرًا حتى طلعت الشمس، فهنا اتصف الجو بمعنى الخبر هو المطر وما زال مستمرًا لزمن ما مربوط بمطلع الشمس.
    • من شروط عملها كأفعال ناقصة أن يسبقها نفي أو شبيه بالنفي كالنهي والدعاء.
    • فيما يتعلق بخصائصها الصرفية فهي ناقصة التصرف فيأتي منها المضارع والماضي ولا يأتي منها الأمل للزوم النفي قبلها.
  • الزمرة الثالثة: “دام، ليس”:[٥]
    • يفيد معنى ما دام على اتصاف الاسم بمعنى الخبر في مدة محدودة، بينما ليس فيأتي معناها على نفي اتصاف الاسم بمعنى الخبر في الزمن الحاضر.
    • من شروط عمل دام أن يسبقها ما المصدرية.
    • فيما يتعلق بخصائصها الصرفية فهذه أفعال جامدة لا تأتي إلا بصيغة الماضي فقط.

أفعال المقاربة والرجاء

وهي أفعال ناسخة ناقصة تدخل على الجملة الاسمية تنسخ عمل المبتدأ والخبر في الجملة فيسمى المبتدأ اسمها ويسمى الخبر خبرها، وتسمى كاد وأخواتها بأفعال المقاربة ويجدر الإشارة إلى أن كاد وأخواتها تعمل عمل كان وأخواتها في الجملة الاسمية، ويشترط فيها أن يكون الخبر جملة فعلية في زمن المضارع فقط مقترنًا بأن المصدرية، وهي تلزم صورة واحدة وهي زمن الماضي إلا في فعلين يأتي منهما المضارع[٦] وفيما يلي التوضيح:

  • الزمرة الأولى: “كاد، أوشك، كَرَب”:[٧]
    • تسمى هذه الزمرة بأفعال المقاربة وسبب تسميتها بهذا الاسم لقرب وقوع الخبر.
    • من شروط عملها أن يكون خبرها جملة فعلية في زمن المضارع مع جواز اقترانها بأن المصدرية أو عدم اقترانها، إلا أنه في الفعل “كاد وكرب” يأتي في الغالب دون اقتران، بخلاف الفعل” أوشك” فإنه يأتي في الغالب مقترنًا بأن المصدرية.
    • فيما يتعلق بخصائصها الصرفية فيأتي من الفعل كاد وأوشك الماضي والمضارع فقط، بينما الفعل كرب فيلزم صيغة الماضي فقط.
  • الزمرة الثانية: “عسى، حرى، اخلولق”:[٨]
    • تسمى هذه الزمرة بأفعال الرجاء، وسبب تسميتها بهذا الاسم للدلالة على رجاء وقوع الخبر.
    • من شروط عملها أن يكون خبرها جملة فعلية في زمن المضارع، أما فيما يتعلق بأن المصدرية في الفعل “عسى” يجوز الاقتران مع عدمه والغالب هو الاقتران، بينما في الفعلين ” حرى، اخلولق” فوجوب اقترانهما بأن المصدرية.
    • فيما يتعلق بخصائصها الصرفية فأفعال هذه الزمرة تلزم صيغة الماضي فقط.
  • الزمرة الثالثة: “شرع، أنشأ، طفق، أخذ، عَلِقَ، قام، هبّ”:[٨]
    • تسمى أفعال هذه الزمرة بأفعال الشروع، وسبب تسميتها بهذا الاسم للدلالة على الشروع بالخبر والابتداء به.
    • ومن شروط عملها أن يكون خبرها فعلًا مضارعًا غير مقترن بأن المصدرية على الوجوب.
    • فيما يتعلق بخصائصها الصرفية هذه الأفعال تلزم صيغة واحدة وهي الماضي.

أفعال القلوب والتحويل

وهي أفعال ناسخة تامة تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ فيسمى مفعول به أول، وتنصب الخبر ويسمى مفعول به ثانٍ، وتسمى بالأفعال التي تنصب مفعولين وتنقسم إلى أفعال القلوب وأفعال التحويل وسبب تسمية أفعال القلوب بهذا الاسم لأن معانيها متصلة بالقلب لا تلمس أو ترى وإنما هي أمور نفسية[٩] وفيما يلي التوضيح:

أفعال القلوب وتنقسم إلى زمرتين:

  • الزمرة الأولى: “علم، رأى، وجد، ألفى، درى، جعل، اعلم”:[١٠]
    • تسمى هذه المجموعة بأفعال اليقين وسبب تسميتها بذلك لأنها تدل على العلم واليقين.
    • تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ والخبر معًا ويسمى المبتدأ مفعول به أول، ويسمى الخبر مفعول به ثانٍ.
  • الزمرة الثانية: “ظن، خال، حسب، زعم، عد، حجا، هب”:[١٠]
    • تسمى هذه المجموعة بأفعال الرجحان ذلك لأن معانيها في القلب لا تدل على اليقين بل على الشك والظن.
    • تدخل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ والخبر معًا ويسمى المبتدأ مفعول به أول، ويسمى الخبر مفعول به ثانٍ.
  • أفعال التحويل “جعل، اتخذ، تخذ، رد، وهب، صير”: تدخل أفعال التحويل على الجملة الاسمية فتنصب المبتدأ والخبر ويسمى المبتدأ مفعول به أول، ويسمى الخبر مفعول به ثانٍ.[١٠]

إعراب النواسخ الفعلية

  • أمسى الكافرُ مؤمنًا.
    • أمسى: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • الكافر: اسم أمسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • مؤمنًا: خبر أمسى منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • ما زال أبوك طيبًا.
    • ما زال: ما حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب، زال فعل ماضي ناقص مبني على الفتح.
    • أبوك: اسم ما زال مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
    • طيبًا: خبر ما زال منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • كاد الصديق يموت.
    • كاد: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • الصديق: اسم كاد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • يموت: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية في محل نصب خبر كاد.
  • عسى الكسول أن يجتهد.
    • عسى: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • الكسول: اسم عسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • أن: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
    • يجتهد: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والمصدر المؤول في محل نصب خبر عسى.
  • شرع الطالب يدرس.
    • شرع: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح.
    • الطالب: اسم شرع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • يدرس: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية في محل نصب خبر شرع.
  • علمت التفاؤل سر السعادة.
    • علمت: فعل ماضٍ ناسخ مبني على السكون، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
    • التفاؤل: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • سر: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
    • السعادة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
  • ظن الطالب الدرس سهلًا.
    • ظن: فعل ماضٍ ناسخ مبني على الفتح.
    • الطالب: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • الدرس: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • سهلًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره
  • صيرت الثلاجة الماء ثلجًا.
    • صيرت: فعل ماضٍ ناسخ مبني على الفتح، والتاء للتأنيث مبني على السكون لا محل له من الإعراب
    • الثلاجة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
    • الماء: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
    • ثلجًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره

تمارين على النواسخ الفعلية

  • أجب على ما يلي حسب المطلوب بين الأقواس.
    • أخوك رجل يحب الخير للناس (أدخل “ما زال” وغير ما يلزم).
    • العاصي يتوب إلى الله (أدخل “حرى” وغير ما يلزم).
    • الولد يطيع أبويه (أدخل “شرع” وغير ما يلزم).
    • الولدان مجتهدان (أدخل “كان” وغير ما يلزم).
  • أدخل الناسخ المناسب في الجمل التالية مع تغيير ما يلزم.
    • أبوك رجل كريم.
    • الله ينصرنا على أعدائنا.
    • هذا أخوك.
    • الشاي جاهز.
  • أعرب الجمل التالية إعرابًا كاملًا.
    • طفقت الطالبة تدرس.
    • أصبح المسلمون يحبّون بعضهم.
    • أوشك العاصي أن يتوب.

المراجع

  1. ^ أ ب كاملة الكواري، الوسيط في النحو، صفحة 187. بتصرّف.
  2. محمد محي الدين عبد الحميد، شرح ابن عقيل، صفحة 262. بتصرّف.
  3. عبد العال مكرم، تطبيقات نحوية وبلاغية، صفحة 225. بتصرّف.
  4. عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 111. بتصرّف.
  5. ^ أ ب عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 121_123. بتصرّف.
  6. عبد الغني الدقر، معجم القواعد العربية، صفحة 70_71. بتصرّف.
  7. كاملة الكواري، الوسيط في النحو، صفحة 220. بتصرّف.
  8. ^ أ ب كاملة الكواري، الوسيط في النحو، صفحة 220_225. بتصرّف.
  9. ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك، صفحة 30_34، جزء 2. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت عبد العال مكرم، تطبيقات نحوية وبلاغية، صفحة 284_286. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى