تعليم

جديد الفرق بين العلم والمعرفة

مقالات ذات صلة

العلم

العِلْم في اللغة هو مصدر الفعل عَلِمَ، وجمعه عُلوم، وهو: (إِدراك الشيء بحقيقته)،[١]والعلم عبارة عن مفاهيم وقوانين متسلسلة ومترابطة مع بعضها، وتنشأ هذه المفاهيم من التجارب أو الملاحظات، ويمكن تعريف العلم أنه معرفة منظمة تأتي من البحث والتفكير، وهو نشاط يسعى به الإنسان إلى تطوير قدراته في السيطرة على الطبيعة، أما أهداف العلم فهي وصف الظواهر المختلفة عن طريق الملاحظة واستخدام أدوات العلم، وتفسير الظواهر ومعرفة أسبابها ودراسة التغيرات التي تؤدي إلى حدوث الظاهرة التي تمت دراستها ووصفها، والتنبؤ بحدوث الظواهر في المستقبل بالاستعانة بنتائج سابقة عنها، والتحكم في العوامل التي تؤدي إلى حدوثها بما يكون في صالح الإنسان.[٢]

خصائص العلم

للعلم خصائص كثيرة منها:[٣]

  • العلم في تطور مستمر: يتطوّر العلم ويجدد نفسه باستمرار من خلال التغييرات التي تحدث على التفسيرات العلمية لمختلف الأمور، بالإضافة إلى التعديلات والتغييرات المقترنة مع الأدلة على ذلك، ويجب أن يتم الاهتمام بالتغيرات التي تحدث ومتابعتها باستمرار؛ من خلال الاطلاع المستمر على مختلف جوانب العلم واتجاهاته، وتصحيح المعلومات والحقائق العلمية المذكورة في الكتب سواء المدرسية أو غيرها تبعاً للتطورات الحاصلة.
  • للعلم أدوات خاصة به: يتطلب الحصول على المعلومة والوصول إلى الحقائق العلمية أدواتٍ معينة، فعلى سبيل المثال للحصول على درجة حرارة الماء بدقة يجب أن يتوفر مقياس حرارة دقيق، فلا يستطيع الفرد أن يعتمد على قياس درجة حرارة الماء بإحساسه بيده، فهذا يعد مؤشراً مبدئياً لدرجة الحرارة إلا أنّه ليس مُعتمَد علمياً، ولذلك يجب أن يتمكّن الباحث من استخدام الأدوات والأجهزة العلمية، كما يجب التركيز على الوحدات المستخدمة ما إذا كانت المعلومات العلمية معتمدة على القياسات.
  • العلم عالمي: بمجرد أن يتم استنتاج أو التوصل إلى معلومة حقيقية فهي تصبح ملكاً للجميع وليست حكراً لأحد حتى وإن أحدهم مكتشفها، فيستطيع الأفراد الأخرون استخدام الحقائق العلمية وتوظيفها في حياتهم وتطبيقها كما تفعل المؤسسات ذلك أيضاً، فلا يتم إخفاء أي معلومة إلا في حالات استثنائية قد تتعلّق بمصلحة العالم؛ كأسرار القنبلة الذرية والهيدروجينية.
  • العلم شامل ويمكن تعميمه: من الأمثلة الواضحة على شمولية العلم وعموميته أبحاث العالم مندل الذي أسس علم الوراثة، فقد بدأت دراساته على البازلاء وتوصل إلى قانوني انعزال الصفات والتوزيع الحر، ولم تقتصر النتائج على البازلاء فقط، وإنما تم تعميمها على جميع الكائنات الحية، وكذلك قاعدة أرخميدس والتي شملت مختلف الاجسام المغمورة أو الطافية، وهناك الكثير من الأمثلة التي تدعم هذه الخاصية وتجعل المعارف العلمية شاملة ومعمّمة لا تقتصر على جزئية محددة.
  • العلم تراكمي وقابل للتعديل: من خصائص العلم أنه تراكمي، فالباحث عندما يدرس موضوعاً معيناً لا يبدأ من الصفر، وإنما يستفيد من تجارب ودراسات من سبقه إليه، وأما الاستنتاجات ونتائج الدراسات الحديثة فهي مبنية على القديمة، وإذا نتج عن دراسة ما أدلة جديدة أصح من القديمة، فإنّها تحل محلها وتصبح تلك مؤرّخة، وهذا يدل على أن العلم قابل للتعديل والتطوير.
  • العلم يتأثر بالمجتمع كما يؤثر به: يرتبط العلم بالمجتمع ارتباطاً قوياً؛ وذلك لأن العلم يُطوّر المجتمع، كما أنّه يتطوّر ويتغير تبعاً للظروف المحيطة التي تسود المجتمع.

المعرفة

المَعرِفة لغة هي مصدر الفعل عَرَفَ، وهي: (حصيلة التَّعلُّم عبر العصور)،[٤] وتعني المعرفة العلم بالشيء، وتتميز بأنها أشمل من العلم حيث تشتمل على مختلف العلوم والمجالات والمعلومات التي توصل إليها الأفراد على مر التاريخ، وهناك اختلاف بين المعرفة العلمية والمعرفة العادية، فالمعرفة العادية هي العلم نفسه، أما المعرفة العلمية فهي التي تصل إلى درجة أعلى من المصداقية وتكون قائمة على الأدلة والبراهين.[٥]

كما يمكن تعريف المعرفة العلمية بأنها حصيلة الآراء والتصورات والحقائق والمعتقدات التي يكوّنها الفرد من تكرار محاولته لفهم ما يحدث حوله من ظواهر، وهي تشتمل على كل ما يحيط بالفرد ويتعلق به،[٦] وتكمن أهمية المعرفة في أنها تساعد الفرد أن يفهم الأمور التي تواجهه في حياته، ويصبح قادراً على اجتياز أي مشكلات أو عقبات قد تواجهه وتحول دون الوصول إلى ما يطمح إليه، كما تمنحه القدرة على اتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة، ويستطيع من خلال معرفته أن يدرك أخطاءه ويصححها.[٥]

أساليب الوصول إلى المعرفة

يوجد أربعة طرق للوصول إلى المعرفة، وهي:[٥]

  • الاستفادة من الخبرات والتجارب السابقة: فيستطيع الإنسان أن يعود إلى المعارف السابقة وخبرات من سبقه من الأجيال ويستفيد منها، كما يستفيد من تجاربه السابقة في المواقف المشابهة في مجالات مختلفة.
  • اتباع التقاليد والأعراف ومشاورة أهل الرأي: وقد اتُبعت هذه الطريقة منذ القدم بسبب محدودية المعرفة؛ حيث كان مصدر المعرفة وتفسير الأمور التي تحدث هو شيخ القبيلة، بالإضافة إلى اتباع العادات المتوارثة للحصول على مختلف المعارف التي يحتاجها الفرد لمواجه ما يحدث من حوله.
  • التجريب: ويهدف التجريب إلى الوصول إلى أحكام وقوانين عامة عن طريق تتبّع الجزئيات المتعلقة بموضوع ما، وبهذه الطريقة أصبح بإمكان الفرد أن يتحكّم بالظواهر المحيطة به ويسيطر عليها.
  • الاستدلال والقياس: وتبدأ هذه الطريقة من الأمور العامة لتنتقل بشكل تدريجي إلى الأمور الخاصة، وعن طريق القياس المنطقي يمكن للفرد أن يحكم على مختلف الأحداث من حوله، كما يستطيع أن يعرف القوانين التي تتحكّم بحدوث الظواهر من حوله.

تصنيف المعرفة

تُصنّف المعرفة إلى ثلاثة أنواع، وهي:[٥]

  • المعرفة التأملية: ويجب أن يكون الفرد ناضجاً من الناحية الفكرية بشكل كافٍ يُمكِّنه من دراسة الظواهر الحاصلة من حوله بعمق؛ وذلك كي يستطيع أن يُلمّ بدراسته معظم الحقائق والأدلة التي يحتاجها، وتعتمد هذه المعرفة على الفلسفة بشكل كبير.
  • المعرفة الحسية: وهي المعرفة التي يحصل عليها الفرد من خلال الحواس، مثل الاستماع أو اللمس أو المشاهدة.
  • المعرفة العلمية: وتعتمد على التجريب، وهي قائمة على الملاحظة للظواهر الحاصلة، كما أنّها تعتمد على الفرضيّات العلمية الموضوعة بشكل ملائم للظواهر، كما يتم التأكد من هذه الفرضيات عن طريق التجريب، ثم جمع البيانات التي يتم الحصول عليها وتحليلها.

الفروقات الاصطلاحية بين العلم والمعرفة

  • إن كل معرفة علم وليس كل علم معرفة، فالمعرفة أوسع وأشمل من العلم؛ حيث تشتمل على معارف علمية وغير علمية.[٦]
  • المعرفة نقيض الإنكار والجحود، أما العلم فهو نقيض الجهل والهوى.[٧]
  • ترتبط المعرفة بذات الشيء أما العلم يرتبط بصفاته، ومن الأمثلة على ذلك عندما يقول شخص لآخر: لقد عرفت أباك وعلمته رجلاً صالحاً.[٧]
  • المعرفة ترتبط بحضور صورة الشيء؛ أي أنه يُشبّه بالتصور، أما العلم فيرتبط بالأحوال والصفات ونسبتها إلى الشي؛ أي أنه يُشبّه بالتصديق.[٨]
  • المعرفة تبعث السكون في النفس، فمن ازدادت معرفته ازدادت سكينته.[٨]
  • المعرفة تفيد تمييز العلوم عن بعضها في حين لا يفيد العلم بذلك، كما أنّ المعرفة تتعلّق بما يتوصل إليه الإنسان عن طريق التدبُّر والتأمل، أما العلم فيُستعمَل عادة في ما يتم إدراك ذاته.[٧]
  • تُسمّى المعلومات المتراكمة معرفة سواء كانت فكرية أم تجريبية، أمّا إذا تم تنسيقها وترتيبها فتُسمّى علماً.[٧]

المراجع

  1. “تعريف و معنى علم في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-16. بتصرّف.
  2. حيدر حاتم فالح العجرش (2012-6-1)، “ماهية العلم”، University of Babylon كلية التربية الأساسية، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-16. بتصرّف.
  3. ابتسام جعفر جواد كاظم الخفاجي (2016-10-31)، “خصائص العلم”، University of Babylon كلية التربية الأساسية، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-16. بتصرّف.
  4. “تعريف و معنى معرفة في معجم المعاني الجامع – معجم عربي عربي”، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-16. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث أ.جنان حمزة فرهود الخناني (2012-12-2)، “المعرفة وطرق الوصول اليها”، University of Babylon كلية التربية ابن حيان للعلوم الصرفية، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-16. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أ.احمد جاسم مطرود الرماحي (2015-12-10)، “طبيعة العلم والمعرفة”، University of Babylon كلية الآداب، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-16. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث د. بليل عبدالكريم (2009-11-12)، “المقارنة بين المعرفة والعلم”، الألوكة الثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-16. بتصرّف.
  8. ^ أ ب “التحليل الموضوعي-الفرق بين العلم والمعرفة”، المكتبة الإسلامية، اطّلع عليه بتاريخ 2017-8-17. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى