لغة

جديد الفرق بين الرجاء والتمني

اللغة العربية

اللغة العربية بحر من العلم والدر، مليءٌ بالجواهر الثمينة، والعلم النافع، وقد حث رسولنا الكريم على تعلم لغة القرآن بكل علومها المتنوعة من نحو، وصرف، وبلاغة، وأدب ومن عظمة شأن اللغة العربية أيضاً اختلاف المعنى في الكلمة الواحدة، لاختلاف الحركات البسيطة، كما أنّ لكل مفرد معناه، وبلاغته التي يتميز بها، ومنها مصطلحات التمني، والترجي.[١]

التمني

لفظ التمنّي في اللغة العربية هو مفهوم مُرتبط بطلب حصول الشيء المحبوب دون أن يكون لك طمع، وترقّب في حصوله؛ حيث من الممكن أن تتمنّى حصولك على جائزة ثمينة على الرّغم من عدم ترقبك للحصول عليها، وذلك لأن الشيء الذي تحبه إن كان قريب الحصول مترقب الوقوع كان ترجّياً، وذلك لأنّ التمنّي يكون لتلك الأشياء التي من غير الممكن أو من الصعب تحقيقها، وأمّا الترجّي فيكون لتلك الأشياء التي من الممكن حصولها، فحين يترجّى الإنسان حصول شيء فإنه في قرارة نفسه موقناً بالحصول عليه يوماً ما،[٢] فالتَمَنِّي هو طلبُ حصول الشيءِ الذي يصعب حصوله، أو يستحيل، والتمني لا يكون إلا للمستحيل، أو البعيد عن التحقيق، والمنال، أو تعلُّقُ النفس بالآمال والأَحلام، ويقال هو دائم التمنِّي، ولا يتحقق له كلُّ ما يتمنى وفي البلاغة هو طلب الحصول على البغية التي لا يُرجى تحقيقها.[٢]

الترجّي

الترجّي هو ترقّب حصول الشيء المراد تحقيقه؛ فالرجاء يكون مع بذل الجهد، وحسن التوكل، ومع إمكانية حصوله، فمثلاً هناك من يتمنى أن يزرع أرضه، ولكنه لا يعمل بجد لزراعتها، فلا يزرعها وتبقى أرضه على حالها وهذا ما يُسمّى بالتمنّي، وهناك من يترجى الخير من أرضه فيقوم بزراعتها، والاعتناء بها، وترقّب الحصول على ثمرها، ونتاجها وهذا ما يُسمّى بالترجّي. قال بعض علماء اللغة إنّ التمنّي يكون مع الكسل، ولا يسلك صاحبه طريق الجد والاجتهاد أمّا الترجي فيكون مع بذل الجهد، وحسن التوكل.[٣]

هناك أمثلة كثيرة من كتاب الله العظيم على التمني كقوله تعالى: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون)،[٤] والآية كذلك قوله تعالى: (ويوم يعض الظالم علي يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا)؛[٥] فهاتان الآيتان تتحدّثان عن الظالم يوم القيامة حين لا ينفعه الندم للرجوع إلى الدنيا.[٦] إنّ للترجّي أمثلة أيضاً في كتاب الله العظيم، فمثلاً انظر قوله تعالى (لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً)،[٧] والآية كذلك قوله تعالى: (لعلّ نصر الله قريب)،[٨] وفي كلتا الآيتين رجاء لشيء متوقع الحدوث؛ فالله قادر على أن يُحدث أمراً إن أراد، وقادر على نصر أمّته إن أراد.[٩]

المراجع

  1. “لغة عربية”، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
  2. ^ أ ب حسين صالح ، قواعد اللغة العربية ، صفحة 1. بتصرّف.
  3. “ما الفرق بين التمني والرجاء”، www.almaany.com، 7-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2018. بتصرّف.
  4. سورة القصص، آية: 79.
  5. سورة الفرقان، آية: 27.
  6. فايز بن سعيد الزهراني (8-7-2016)، “قناديل التربية القرآنية”، albayan.co.uk. بتصرّف.
  7. سورة الطلاق، آية: 1.
  8. سورة البقرة، آية: 214.
  9. أ.محمد حسين العزة، الحروف والادوات تاثيرها على الاسماء والافعال، صفحة 118. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى