تعليم

الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة

الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة

ما الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة؟

إنّ كلًّا من الأفعال الناسخة والأحرف الناسخة تدخل على الجملة الاسميّة، فتغيّر في حركاتها، وذلك وفقًا للاسم أو الحرف الذي دخل عليها، والأفعال الناسخة هي الأفعال الناقصة وهي: كان، أصبح، أمسى، أضحى، بات، ليس، ما زال، ما فتئ، ما برح، ما انفكّ، مثال: أصبحَ النهارُ طويلًا.[١]

من الأفعال الناسخة أيضًا: أفعال المقاربة والرجاء والشّروع، فأفعال المقاربة هي: كادَ، وأوشكَ، وكرَبَ، وأفعال الرجاء هي: عسى، وحرى، واخلولق، وأفعال الشّروع هي: أنشأ، وعَلِقَ، وطّفِقَ، وأخذ، وهَبَّ، وبدأ، وابتدأ، وجعلَ، وقامَ وانبرى، مثال: أوشكَ الحلمُ يتحقّق، وبدأ محمّدَ يرسمُ.[١]

النوع الأخير للأفعال الناسخة هي الأفعال التي تتعدّى إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، وهي أفعال اليقين الظّن والتّحويل، فأفعال اليقين هي: علمَ، وجدَ، درى، ألفى، تعلّمْ، رأى، وأفعال التحويل هي: صَيّر، جعل، ترك، اتّخذ، حوّل، ردّ.[١]

أمّا أفعال الظّن فهي: ظنّ، خال، حسب، عدّ، حجا، هَبْ، مثال: رأيتُ العلمَ نافعًا، وجعلتُ الزيتونَ زيتًا، وظننْتُ الحلمَ محقَّقًا، وأمّا الأحرف الناسخة فهي الأحرف المشبّهة بالفعل وهي: إنّ، أنّ، كأنّ، لكنّ، ليت، لعلّ.[١]

الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة من حيث العمل

إنّ الأفعال الناسخة “الناقصة” تدخل على الجملة الاسميّة فيبقى المبتدأ مرفوعًا ويُسمّى اسمها، وتنصب الخبر ويُسمّى خبرها، وذلك على نحو: كانَ الجوُّ لطيفًا، “الجوُّ” اسم كان وقد كان المبتدأ فبقي مرفوعًا لكنّه سمّي اسمها، وأمّا “لطيفًا” فقد كان في الجملة الأساسيّة، ثمّ انتصب لأنّه وقع موقع خبر الفعل الناسخ.[٢]

أمّا الأفعال الناسخة “المتعدّية إلى مفعولين” فتدخل على الجملة الاسميّة فتنصب المبتدأ والخبر، ويسمّى المبتدأ مفعول به أول، والخبر مفعول به ثان،[٣] وأمّا الأحرف الناسخة فإنّها تدخل على الجملة الاسميّة، فتنصب المبتدأ ويُسمّى اسمها، ويبقى الخبر مرفوعًا ويُسمّى خبرها، وذلك على نحو: إنّ الجوَّ لطيفٌ.[١]

كلمة “الجوَّ” في المثال السابق هي اسم إنّ وقد كان المبتدأ، فانتصب لأنّه وقع موقع اسم إنّ، و”لطيفٌ” خبر إنّ وقد كان مرفوعًا في الجملة الأساسية وبقي مرفوعًا لأنّه جاء في موقع خبر إنّ الحرف الناسخ.[١]

من الأحرف الناسخة أيضًا لا النافية للجنس التي تعمل عمل إنّ، وتعمل “لا” عمل إنّ فتنصب المبتدأ ويسمّى اسمها، وترفع الخبر ويسمّى خبرها بشروط:[١]

  • أن يكون اسمها وخبرتها نكرتين

وذلك على نحو: لا رجلَ في الدّار.

  • ألّا يفصل بين اسمها وخبرها بفاصل

فإذا فصل بينهما أي فاصل يُلغى عملها، وذلك على نحو قوله تعالى: لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون، فقد فصل بينها وبين اسمها “فيها” الجار والمجرور فيلغى عملها.

  • ألّا تدخل عليها الباء الجارّة

فلو دخلت الباء بطل عملها.

الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة من حيث الإعراب

تُعرب الأفعال الناسخة الناقصة إعراب الأفعال الظّاهرة بحالاتها كلّها في الماضي والمضارع والأمر،[٤] فتُبنى وتُرفع وتنصب وتجزم، ويُعرب ما يليها من جملة اسميّة المبتدأ اسمها مرفوع، والخبر خبرها منصوب، وذلك على نحو:[٤]

  • كانت السماءُ صافيةً

كانت: فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظّاهرة على آخره والتاء تاء التّأنيث السّاكنة حرّكت بالكسر منعًا من التقاء السّاكنين.

السماء: اسم كانت مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظّاهرة على آخره.

صافيةً: خبر كانت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

  • كاد الحلمُ يتحقّق

كاد: فعل ماض ناقص مبني على الفتحة الظّاهرة على آخره.

الحلم: اسم كاد مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظّاهرة على آخره.

يتحقّق: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظّاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازًا تقديره هو، وجملة “يتحقّق” في محل نصب خبر كاد.

إذا كان الفعل الناسخ من الأفعال المتعدّية إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، يعرب إعراب الأفعال الظّاهرة بحالاتها كلّها في الماضي والمضارع والأمر، فتُبنى وتُرفع وتنصب وتُجزم، ويُعرب ما بعده من مبتدأ وخبر مفعولان، فالمبتدأ يكون مفعول به أوّل، والخبر يكون مفعول به ثان،[٤] وذلك على نحو:

  • ظننتُ الأمرَ محقّقًا

ظننتُ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الرفع والتاء ضمير متّصل مبني في محل رفع فاعل.

الأمرَ: مفعول به أوّل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

محقّقًا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره

إذا كان الناسخ هو الأحرف المشبّهة بالفعل، فيعرب الحرف بأنّه حرفٌ مشبّهٌ بالفعل، ويعرب المبتدأ اسمها ويصبح منصوبًا، ويعرب الخبر خبرها ويصبح مرفوعًا،[٤] وذلك على نحو:

  • إنّ السّماءَ صافيةٌ

إنّ: حرف مشبّه بالفعل.

السّماءَ: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

صافيةٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظّاهرة على آخره.

أمثلة على الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة

فيما يأتي أمثلة متنوعة على الحروف والأفعال الناسخة:

  • صيّرتُ الحليبَ لبنًا.

الحليبَ: مفعول به أوّل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

لبنًا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

  • إنّ العمرَ قصيرٌ.

العمر: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

قصيرٌ: خبر إنّ مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظّاهرة على آخره.

  • أصبح الطفلُ كبيرًا.

الطفل: اسم أصبح مرفوع وعلامة رفعه الضمّة الظّاهرة على آخره.

كبيرًا: خبر أصبح منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

تدريبات على الأفعال الناسخة والحروف الناسخة

فيما يأتي بعض التدريبات المتنوعة لترسيخ القواعد النظرية وللتدريب على فهم البحث السابق:

استخرج الحروف الناسخة والأفعال الناسخة من الفقرة التالية

في الفقرة الآتية هنالك حروف ناسخة وأفعال كذلك، استخرجها وبيّن نوع كلّ منها:

كان الفلاحُ يخرج كلّ يوم إلى البستان، فيسقي الأرض ويرعى النباتات، وبينما كان يفعل ذلك في يومٍ من الأيّام، أصبحَ المطرُ يهطل بغزارة، حتّى كاد يُغرق الأرض، فبدأ الفلّاح يفكّر بحلول، عسى أن ينقذ الأرض من الغرق والتلف، فلم يظنُّ سابقًا أنّ حرث الأرض بهذا الشّكل ودون وضع مساكبٍ سيهلكها.

ففي صباح اليوم الثّاني أعاد رعاية الأرض، لعلّها تصحو مجدّدًا، وأنشأ يغيّر في تقسيمها ويشقّ مسالك المياه فيها، وبقي هكذا نهارًا طويلًا حتّى أتمّ عمله.

بيّن عمل الأفعال الناسخة والحروف الناسخة من الجمل الآتية

وضّح عمل كلّ من الأفعال والحروف الناسخة في الجمل الآتية:

  • صيّرتُ الماءَ ثلجًا.
  • كاد الرجلُ ينهي عمله.
  • كأنّ السّماءَ تفتّحت ورودًا.

صوّب الخطأ في الجملة الآتية

في الجمل الآتية هنالك أخطاء قاعديّة، استخرج الخطأ وصوّبه:

  • من الأفعال الناسخة الأفعال التي تتعدّى إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر.
  • الأفعال الناسخة الناقصة تنصب مفعولين.
  • الأحرف الناسخة تنصب المبتدأ وترفع الخبر.

يظهر أنّ الأفعال الناسخة والحروف الناسخة تدخل على الجملة الاسمية وتعمل فيها عملًا مختلفًا عن الآخر، فأمّا الأفعال فإنّها تُبقي المبتدأ مرفوعًا ويصبح اسمه “اسمها”، وتنصب الخبر ويصبح اسمه “خبرها”، بينما تنصب الحروف المبتدأ ويصبح “اسمها”، وتُبقي الخبر مرفوعًا ويصبح خبرها.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ عباس حسن، النحو الوافي، صفحة 543. بتصرّف.
  2. علي الجارم، مصطفى أمين، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، صفحة 63. بتصرّف.
  3. محمد خير حلواني، النحو الميسر، صفحة 394. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث مجموعة من المؤلفين، القواعد الأساسية في النحو والصرف، صفحة 70. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى