صحة الحامل

جديد التطعيمات للحامل

التطعيمات للحامل

تحمي التطعيمات أو اللقاحات (بالإنجليزية: Vaccines) المرأة الحامل وجنينها وتقيهما من الأمراض التي تحمي منها اللقاحات، إذ وُجد أنّ المرأة الحامل التي حصلت على اللقاح تمتلك بروتينات مقاومة للعدوى تُسمى الأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antibodies)، تحميها من بعض أنواع العدوى طوال الحمل، كذلك وُجد أنّ هذه الأجسام المضادة تنتقل من الأم إلى الجنين خلال الحمل، وتكمن أهمية التطعيمات للحامل في حماية الرضيع من بعض أنواع العدوى خلال الأشهر الأولى من عمره، إذ يكون فيها الرضيع صغيرًا ولا يمكن إعطاؤه اللقاحات، ولهذا يتوجب على المرأة معرفة اللقاحات التي تُؤخد قبل الحمل، وأثناءه، وبعده والحصول عليها، وذلك لضمان حمل صحي خالٍ من الأمراض التي تقي منها اللقاحات، ولحماية الجنين كذلك.[١]

التطعيمات لجميع الحوامل

خلال فترة الحمل يُوصى بإعطاء جميع النساء الحوامل نوعين من اللقاحات،[٢] نذكرهما فيما يأتي:

لقاح الإنفلونزا

يتوجب على الحوامل الحصول على لقاح الإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza vaccine) خلال موسم الإنفلونزا؛ أي بحلول نهاية تشرين الأول (شهر 10)، وذلك وفقًا لتوصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention)، وحتى يكون لقاح الإنفلونزا آمنًا للمرأة الحامل وجنينها، فإنّه يتم استخدام اللقاح المحضر من فيروس إنفلونزا غير نشط؛ أي فيروس ميت، ويُتجنب اللقاح المحضر من فيروس حي كاللقاح المصنع على هيئة بخاخ أنفي،[٢] وعلى الرغم من أنّ اللقاح المستخدم هو فيروس ميت ولا يسبب العدوى بالفيروس، إلا أنّ المرأة الحامل قد تشعر بالألم، والتعب، والإرهاق بعد الحصول على اللقاح، وهذا دليل على استجابة جهاز المناعة له.[٣]

لقاح الخناق والكزاز والسعال الديكي

يُطلق على لقاح الخناق (بالإنجليزية: Diphtheria)، والكزاز (بالإنجليزية: Tetanus)، والشاهوق (بالإنجليزية: Pertussis) اسم اللقاح الثلاثي البكتيري ويُرمز له بـ (Tdap)، ويُوصى أخذ جرعة واحدة منه خلال كل حمل بهدف حماية المولود من الإصابة بالشاهوق الذي يُسمى أيضًا السعال الديكي (بالإنجليزية: Whooping cough)،[٤] وذلك بغض النظر عن موعد الجرعة السابقة، وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن إعطاء الحامل هذا اللقاح خلال أي وقت من الحمل، إلا أنّ أفضل موعد للحصول عليه هو الفترة الواقعة بين 27-36 أسبوعًا من الحمل، إذ وُجد أنّ استجابة الحامل للقاح تزيد خلال هذه الفترة، كذلك إذا تم أخذ هذا اللقاح في بداية الفترة ما بين 27-36 أسبوعًا فإنّ عدد الأجسام المضادة التي تنتقل إلى الجنين يكون أكبر، أما النساء اللواتي لم يحصلن على اللقاح سابقًا؛ فلا يصحّ إعطاؤهنّ هذا اللقاح، وإنّما يجب أخذه فورًا بعد الولادة.[٥]

التطعيمات لبعض الحوامل

إضافة إلى اللقاحات سابقة الذكر، تُنصح بعض الحوامل بأخذ لقاحات معينة، بمعنى أنّه خلال الحمل قد يتطلب الأمر إعطاء لقاحات خاص في حالات معينة تِبعًا لعوامل الخطر،[٣] نذكر من هذه اللقاحات ما يأتي:[٦]

  • لقاح التهاب الكبد الوبائي أ: (بالإنجليزية: Hepatitis A vaccine) تُنصح الحامل بأخذ لقاح التهاب الكبد الوبائي أ في حال توفرت لديها عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ، مثل: العيش مع شخص مصاب به أو المعاناة من مرض كبدي مزمن، وعادة يُعطى اللقاح على جرعتين تفصل بينهما مدة 6-18 شهرًا، ومن الجدير ذكره أنّ هذا اللقاح آمن خلال الحمل.
  • لقاح التهاب الكبد الفيروسي ب: (بالإنجليزية: Hepatitis B vaccine) وهو من اللقاحات الآمنة أثناء فترة الحمل، ويُوصى بإعطائه للحامل في حال توفرت عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ب، كأن تكون الحامل عاملة في القطاع الصحي، ويُعطى هذا اللقاح على ثلاث جرعات، كذلك يجب أن يحصل الرضيع على أول جرعة من سلسلة لقاح التهاب الكبد الفيروسي ب خلال 24 ساعة من ولادته.
  • لقاح المستدمية النزلية من النوع ب: (بالإنجليزية: Haemophilus influenzae type B vaccine)‏ وهو أحد اللقاحات الآمنة خلال فترة الحمل، وتأخذه الحامل في أي وقت من الحمل في حال وجود عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالمستدمية النزلية النوع ب، كعدم وجود طحال يعمل بشكل جيد.
  • لقاح المكورات السحائية: (بالإنجليزية: Meningococcal vaccine) ويُوصى بإعطائه للحامل في الحالات الضرورية فقط، وذلك عندما تفوق الفوائد الصحية المخاطر التي قد تحدث نتيجة أخذه.[٧]
  • لقاح المكورات الرئوية: (بالإنجليزية: Pneumococcal vaccine) يُوصى بإعطائه للحامل في حال توفرت عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية إصابتها بداء المكورات الرئوية (بالإنجليزية: Pneumococcal disease)، مثل: العلاج ببعض الأدوية، وزراعة القوقعة (بالإنجليزية: Cochlear implants)، وزراعة الأعضاء أو نخاع العظم، والإصابة ببعض الأمراض، ومن هذه الأمراض ما يأتي:[٨]
    • الاضطرابات المزمنة التي قد تصيب الجهاز التنفسي، عدا الربو (بالإنجليزية: Asthma).
    • أمراض القلب والأوعية الدموية.
    • مرض السكر (بالإنجليزية: Diabetes mellitus).
    • أمراض الكبد المزمنة.
    • الفشل الكلوي المزمن.
    • انعدام الطحال (بالإنجليزية: Asplenia)‏ وفقر الدم المنجلي (بالإنجليزية: Sickle cells disease).
    • الحالات الصحية المتعلقة بتثبيط المناعة، مثل:
      • عدوى فيروس عوز المناعة البشري (بالإنجليزية: Human immunodeficiency virus) ويُرمز له (HIV) وهو المُسبب لمرض الإيدز.
      • ابيضاض الدم أو اللوكيميا (بالإنجليزية: Leukemia)‏.
      • سرطان الغدد الليمفاوية أو اللمفوما (بالإنجليزية: Lymphoma).
      • الورم النخاعي المتعدد (بالإنجليزية: Multiple myeloma).
      • داء هودجكن (بالإنجليزية: Hodgkin’s disease).
      • الورم الخبيث العام (بالإنجليزية: Generalized malignancy).

مطاعيم يُمنع أخذها خلال الحمل

عادة يتم تجنب إعطاء اللقاحات التي تحتوي على نسخة حية من الفيروس للحامل، وذلك لتجنب خطر نقل الفيروس الحي من الحامل إلى الجنين وإصابته بالعدوى، وعلى الرغم من عدم وجود أدلة تثبت أنّ المطاعيم التي تحتوي على فيروس حي تتسبب بتشوهات خَلقية للأجنة، إلا أنّه يُفضل إعطاؤها للمرأة بعد الولادة، ويُستثنى من ذلك الحالات التي تتجاوز فيها الفائدة المرجوة من اللقاح سقف الخطر، عندها وبعد التشاور مع مقدم الرعاية الصحية يمكن إعطاء المطعوم الحي أثناء فترة الحمل، ومن اللقاحات الحية التي يجدر تجنب أخذها أثناء الحمل قدر المستطاع ما يأتي:[٩]

  • لقاح السل بي سي جي (بالإنجليزية: BCG vaccine).
  • لقاح الحصبة (بالإنجليزية: Measles)، والنكاف (بالإنجليزية: Mumps)، والحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella)‏، واختصاره (MMR Vaccine).
  • لقاح شلل الأطفال (بالإنجليزية: Polio vaccine) الفموي، والموجود ضمن أحد اللقاحات الخماسية التي تُعطى للرضّع.
  • لقاح التيفوئيد (بالإنجليزية: Typhoid vaccine) الفموي.
  • لقاح الحمى الصفراء (بالإنجليزية: Yellow fever vaccine).

أمان المطاعيم أثناء الحمل

يُعد الحصول على اللقاحات الموصى بها أثناء الحمل أمرًا آمنًا، وتُظهر الأبحاث أنّ الحصول على لقاحي السعال الديكي والإنفلونزا يوفر حماية للحامل ويقيها من هذه الأمراض، ووُجد أنّ اللقاحات الموصى بها أثناء الحمل يمكن أن تُعطى للحامل في أي وقت من الحمل،[١][٣] وتجدر الإشارة إلى أنّ حال اللقاح كحال الأدوية؛ فقد تسبب اللقاحات آثارًا جانبية خفيفة، والتي تزول من تلقاء نفسها في العادة، ومن الآثار الجانبية للقاحي الإنفلونزا والسعال الديكي، والتي لا يقتصر ظهورها على الحوامل فقط، نذكر ما يأتي:[١]

  • الشعور بألم مكان إعطاء الحقنة.
  • احمرار مكان الحقنة وانتفاخه.
  • الشعور بالتعب.
  • الشعور بآلام في العضلات.
  • الحمى.

وعند الحديث عن سلامة اللقاحات ودرجة أمانها على كل من الحامل والجنين، لا بد من الإشارة إلى أنّ اللقاحات لا تسبب الإصابة باضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder)، الذي يُعرّف على أنّه إعاقة في النمو، قد تسبب تحديات اجتماعية، وتواصلية، وسلوكية للشخص.[١٠]

مطاعيم قبل الحمل

يُفضل أن تكون السيدة قد أخذت جميع اللقاحات الموصى بها سابقًا، فذلك يساعد على حمايتها أثناء الحمل وجنينها من الإصابة بالأمراض الخطيرة التي يمكن الوقاية منها، فعلى سبيل المثال تُعد الحصبة الألمانية أحد الأمراض الخطيرة والمعدية التي قد تتسبب بتشوهات خَلقية خطيرة للجنين أو قد تتسبب بالإجهاض في حال أصيبت بها المرأة أثناء الحمل،[٥] وعلى الرغم من حصول السيدة على لقاح الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية في صغرها، إلا أنّ الحصول على جرعة معززة من هذا اللقاح قبل الحمل قد يكون أمرًا ضروريًا، وهذا ما يمكن تقييمه بالتعاون مع الطبيب عن طريق إجراء فحص الدم، وذلك لمعرفة فيما إذا كانت السيدة الراغبة في الحمل محصنة ضد الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، وفي حال تبين احتياج السيدة لجرعة معززة من هذا اللقاح، فيُفضل عندها إعادة الفحص بعد أخذ الجرعة المعززة، ويُنصح بالانتظار أربعة أسابيع من أخذ اللقاح قبل حدوث الحمل.[١٠]

مطاعيم بعد الحمل

يمكن للمرضع الحصول على أي لقاح سواءً كان الفيروس حيًا أم ميتًا، وكما ذكرنا سابقًا أنّه من الضروري أن تحصل المرأة على لقاح الخناق، والكزاز، والسعال الديكي فورًا بعد الولادة في حال لم تحصل عليه خلال الحمل، وعلى الرغم من أنّ بعض اللقاحات الحية قد تتكاثر وتنتقل عبر حليب الثدي، إلا أنّها تكون ضعيفة لدرجة تحول دون إيذاء الرضيع،[٨][١١] وبهذا فإنّ اللقاحات بشكل عام تُعد آمنة خلال فترة الرضاعة، باستثناء لقاح الجدري (بالإنجليزية: Smallpox vaccine) ولقاح الحمى الصفراء؛ إذ يجب تجنبهما أثناء فترة الرضاعة ما أمكن.[١٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت “Vaccines for Pregnant Women, www.vaccines.gov, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Vaccine Safety, www.cdc.gov, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت “Vaccines for women: Before conception, during pregnancy, and after a birth, www.health.harvard.edu, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  4. “Which vaccines during pregnancy are recommended and which ones should I avoid?, www.mayoclinic.org, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  5. ^ أ ب “Pregnancy and Vaccination, www.cdc.gov, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  6. “Vaccinations for Pregnant Women, www.immunize.org, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  7. “Meningococcal conjugate vaccine Pregnancy and Breastfeeding Warnings, www.drugs.com, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  8. ^ أ ب “Vaccine Considerations for New and Expectant Moms, www.chop.edu, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  9. “Can I have vaccinations when I’m pregnant?, www.nhs.uk, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  10. ^ أ ب “VACCINATIONS AND PREGNANCY, www.marchofdimes.org, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  11. , “Is It Safe to Get Vaccinations During Pregnancy?، www.webmd.com, Retrieved 15-9-2020. Edited.
  12. “Vaccines During Pregnancy and Breastfeeding, www.health.mil, Retrieved 15-9-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى