آلام الرأس

أنواع الصداع وأسبابه وعلاجه

أنواع الصداع

يختلف الصداع بشكل كبير بين حالة وأخرى من حيث الموقع وشدَّة الألم وعدد مرَّات تكراره،[١] وقد أشارت جمعيَّة الصداع الدوليَّة إلى أنه يوجد أكثر من 150 نوعاً من الصداع، واستناداً إلى البحث فإنَّ الصداع يُقسم فعليّاً إلى فئتين رئيسيَّتين، هما: الصداع الأوَّلي، والصداع الثانوي.[٢]

الصداع الأوَّلي

يُطلق على الصداع في الحالات التي يكون فيها الصداع نفسه هو المشكلة الرئيسيَّة عند المصاب وليس عَرضاً للإصابة بمرض أو مشكلة صحيَّة أخرى صداعاً أوَّلياً، إذ ينشأ الصداع الأوَّلي عن التهاب الأجزاء الحسَّاسة للألم في داخل الرقبة والرأس وما حولهما، ويتضمَّن ذلك الأوعية الدمويَّة، والعضلات، والأعصاب، ولا يُعدُّ الصداع الأوَّلي مشكلة خطيرة بحدِّ ذاته، بالرغم من أنَّه قد يكون مُعيقاً للمصاب، وتجدر الإشارة إلى وجود عدَّة فئات من الصداع الأوَّلي، وأكثرها شيوعاً الصداع النومي، والصداع النصفي، والصداع العنقودي، وصداع التوتُّر.[٣]

صداع التوتر

يُعدُّ صداع التوتُّر (بالإنجليزية: Tension headache) أحد أكثر أنواع الصداع الأوَّلي شيوعاً بين الأفراد طبقاً لما نشرته منظَّمة الصحَّة العالميَّة في عام 2016م،[٤] وهو عبارة عن ألم مُضجر وثابت يشعر به المصاب في كلا جانبي الرأس، ويستمرُّ عادة من نصف ساعة تقريباً إلى ساعات عدَّة، وقد يرافقه أيضاً عدد من الأعراض الأخرى، كالشعور بالضغط خلف العينين، والحساسيَّة من الأضواء والأصوات، والشعور بألم عند لمس الرقبة والرأس والوجه والكتفين، وقد يستمرُّ الشعور بالألم المرافق لهذا الصداع من 30 دقيقة إلى عدَّة ساعات، وعلى الرغم من اختلاف صداع التوتُّر بشدَّته، إلا أنَّه نادراً ما يُعيق ممارسة الأنشطة الاعتياديَّة.[٥]

أسبابه

يُصيب صداع التوتُّر الأفراد من جميع المراحل العمريَّة، إلا أنَّه أكثر شيوعاً بين البالغين والمراهقين الأكبر سِنّاً، وقد يبدو هذا الصداع أكثر شيوعاً بين النساء، كما يميل لأن يكون شائعاً بين أفراد العائلة الواحدة، وفي الحقيقة يحدث صداع التوتُّر نتيجة انقباض أو شدِّ عضلات فروة الرأس والرقبة استجابة لتعرُّض منطقة الرأس لإصابة معيَّنة، أو جرَّاء الشعور بالتوتُّر أو القلق، أو الاكتئاب، كما تكون بعض الأنشطة التي يمارسها الأفراد أحياناً سبباً في حدوث صداع التوتُّر، كاستخدام المجهر، وممارسة الأعمال اليدويَّة الدقيقة، والكتابة أو الأعمال الأخرى المرتبطة بالحاسوب، وغيرها من الأنشطة التي قد يرافقها بقاء الرأس في وضعيَّة واحدة ولفترة طويلة، وقد يحفِّز النوم بوضعيَّة لا تناسب الرقبة، أو النوم في غرفة باردة الإصابة بصداع التوتُّر أيضاً، وتجب الإشارة إلى أنَّ صداع التوتُّر لا يترافق مع الإصابة بأمراض الدماغ، ولكن ثمَّة عوامل أخرى قد تحفِّز الإصابة بصداع التوتُّر ومنها ما يأتي:[٦]

  • مشاكل الأسنان، مثل: شدِّ الفكِّ أو صريف الأسنان.
  • إجهاد العينين.
  • الإفراط بالتدخين.
  • الإصابة بالإعياء، أو فرط الإجهاد.
  • الإصابة بعدوى الجيوب الأنفيَّة، أو الرشح.
  • المعاناة من التوتُّر العاطفي أو الجسدي.
  • الإصابة بالصداع النصفي.
  • شرب الكحوليَّات.
  • شرب كمِّيات كبيرة من الكافيين، أو التعرُّض لآثاره الانسحابيَّة.

علاجه

يُعالَج صداع التوتُّر عادة بواسطة مسكِّنات الألم التي تُصرَف دون وصفة، مثل الأسبرين، والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen)، فتكون هذه الأدوية فعَّالة في تخفيف الألم أو إيقافه، لكن يجدر التنبيه إلى ضرورة إدراك المصاب للضرر الذي يحدث في كثير من الأحيان جرَّاء الإفراط باستخدام هذه الأدوية، والمتمثِّل بحدوث صداع يومي مزمن يستمرُّ لفترة طويلة، ومن الجدير بالذكر أنَّ صداع التوتُّر غالبا ما يكون صداعاً خفيفاً، ولكن في حال استمرَّ لأكثر من 15 يوماً في الشهر الواحد خلال مدَّة تزيد عن 90 يوماً تجدر بالمصاب حينها مراجعة الطبيب.[٥][٢]

الصداع النصفي

يعرف الصداع النصفي أو الشقيقة (بالإنجليزية: Migraine Headaches) بأنَّه وصف للألم الضارب أو النابض الذي قد يستمرُّ من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام، ويظهر هذا الألم عادة بين مرَّة إلى أربع مرَّات في الشهر الواحد، وإلى جانب الألم يوجد عدد من الأعراض الأخرى التي قد ترافق الإصابة بالصداع النصفي، منها التقيُّؤ أو الغثيان، واضطراب المعدة أو الشعور بألم البطن، وزيادة الحساسيَّة للروائح والأضواء والأصوات المزعجة، وفقدان الشهيَّة للطعام، وقد تظهر على الطفل المصاب بالصداع النصفي مجموعة من الأعراض، مثل زغللة العينين، وشحوب البشرة، والشعور بالدوار، واضطراب المعدة، والإصابة بالحُمَّى، وقد يعاني بعض الأطفال من وجود أعراض هضميَّة أيضاً، تحدث مرَّة واحدة في الشهر كالتقيُّؤ.[٧]

أسبابه

مازالت الأسباب الرئيسيَّة لحدوث الصداع النصفي غير مفهومة تماماً، لكن يبدو أنَّ العوامل البيئيَّة والجينيَّة تلعب دوراً في حدوثه، وقد يرتبط الصداع النصفي بالتغيُّرات التي تحدث في جذع الدماغ وكيفيَّة تفاعله مع مسار الألم الرئيسي في الجسم متمثِّلاً بالعصب ثلاثي التوائم (بالإنجليزية: Trigeminal nerve)، كحدوث اختلال في توازن المواد الكيميائيَّة في الدماغ، مثل السيروتونين الذي يساعد على تنظيم الألم في الجهاز العصبي، وحقيقة يوجد عدد من العوامل التي تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، ومنها الآتي:[٨]

  • العمر: قد يبدأ الصداع النصفي في أيِّ مرحلة عمريَّة، إلا أنَّ أوَّل ظهور له يكون عادة خلال فترة المراهقة، ويصل ذروته غالباً في الثلاثينات من العمر، وفي العقود التالية يصبح أقلَّ حدَّة تدريجيّاً.
  • التاريخ العائلي: تكون فرصة الإصابة بالصداع النصفي أكبر في حال وجود أحد أفراد العائلة يعاني من هذه المشكلة.
  • التغيُّرات الهرمونيَّة: تؤثِّر التغيُّرات الهرمونيَّة التي تحدث فترة الدورة الشهريَّة والحمل وسنِّ اليأس في حالة الصداع النصفي لدى النساء، فقد يبدأ الصداع في هذه الحالة قبل موعد الدورة الشهريَّة مباشرة أو بعدها بفترة قصيرة، كما يتغيَّر خلال الحمل، أو فترة سنِّ اليأس، ولكن غالباً ما يُظهر الصداع النصفي تحسُّناً فترة ما بعد سنِّ اليأس.
  • الجنس: تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي ثلاث مرَّات أكثر من الرجل.

علاجه

بالرغم من عدم وجود علاج يشفي المصاب من الصداع النصفي، إلا أنَّ العديد من الطرق العلاجيَّة قد تساهم في تخفيف أعراضه، فإلى جانب استخدام الأدوية قد يساعد النوم أو الاستلقاء في غرفة مظلمة على تخفيف أعراض نوبة الشقيقة أو الصداع النصفي،[٩] وعموماً يعتمد العلاج في حالة الصداع النصفي على شدَّته وتكرار حدوثه، فقد يصف الطبيب أدوية ذات مفعول فوري لتخفيف الألم، أو أدوية وقائيَّة تساعد على تجنُّب حدوث الصداع النصفي فيما بعد، أو كليهما معاً،[١٠] ومن هذه الأدوية ما يأتي:[٩]

  • مسكِّنات الألم: ومنها الأدوية التي يُمكن صرفها دون الحاجة إلى وصفة طبِّية، مثل الآيبوبروفين، والباراسيتامول.
  • التريبتانات: (بالإنجليزية: Triptans) وهي الأدوية التي تساعد على عكس التغيُّرات التي تحدث في الدماغ، والتي قد تكون سبباً في حدوث الصداع النصفي.
  • مضادَّات التقيُّؤ: (بالإنجليزية: Anti-emetics)، وهي الأدوية التي تساعد على تخفيف الشعور بالغثيان، أو المرض.

وقد يصف الطبيب في الحالات التي يكون فيها الصداع النصفي شديداً، أو في حالة استمرار ظهور الأعراض المرافقة له بالرغم من محاولة تجنُّب المحفِّزات المحتملة للصداع أدوية لمنع حدوث نوبات أخرى من الصداع النصفي، مثل: دواء التوبيرامات (بالإنجليزية: Topiramate) وهو أحد مضادَّات الاختلاج، ودواء البروبرانولول (بالإنجليزية: propranolol) الذي يُستخدم عادة في علاج ارتفاع ضغط الدم.[٩]

الصداع العنقودي

يظهر الصداع العنقودي (بالإنجليزية: cluster headache) غالباً على شكل نوبات متقاربة تستمرُّ من 1-3 ساعات إما بشكل يومي أو تتكرَّر عدَّة مرَّات في اليوم الواحد، بحيث يتكرَّر الألم بنفس الطريقة في كلِّ مرَّة، ويُعدُّ الصداع العنقودي أحد أكثر أنواع الصداع شدَّة، غير أنَّه أقلُّ شيوعاً مقارنة بصداع التوتُّر والصداع النصفي،[١٠] ومن أكثر أعراض الصداع العنقودي شيوعاً ما يأتي:[١]

  • انتفاخ جفن العين.
  • الشعور بألم شديد في أحد جانبي الرأس، وعادة خلف إحدى العينين.
  • انتفاخ مقدِّمة الرأس.
  • سيلان الأنف أو احتقانه.
  • احمرار العين المتأثِّرة وامتلاؤها بالدمع مع تدلِّي الجفن وصغر حدقة العين.

أسبابه

إنَّ السبب الذي يؤدِّي إلى حدوث الصداع العنقودي غير واضح تماماً، ولكن يمكن القول بأنَّ احتماليَّة حدوثه تكون أكبر بين المدخنين، كما يجدر بالأشخاص المصابين بالصداع العنقودي الامتناع عن تناول الكحوليَّات تماماً خاصَّة خلال نوبات الصداع.[٥]

علاجه

بالرغم من عدم وجود علاج محدَّد للصداع العنقودي، فقد يوصي الطبيب باعتماد الوسائل التي تساهم في تخفيف الألم، والتي تتضمَّن العلاج بالأكسجين واستخدام دواء الفيرباميل (بالإنجليزية: Verapamil) الذي يساعد على ارتخاء الأوعية الدمويَّة، ودواء البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) الستيرويدي الذي يساهم في تقليل الانتفاخ والالتهاب، كما يعتمد العلاج أيضاً على تغيير نمط الحياة، كالإقلاع عن التدخين.[١٠]

صداع الإجهاد

يرتبط صداع الإجهاد (بالإنجليزية: Exertional headaches) بشكل وثيق بالنشاط الجسدي للفرد فيستمرُّ لفترات متفاوتة يتطوَّر الألم خلالها بسرعة عادة، ليصبح ألماً شديد الحدَّة خلال وجود المحفِّز،[١١] ويمكن إجمال عدد من الأعراض التي قد ترافق الإصابة بصداع الإجهاد على النحو الآتي:[١٢]

  • الإصابة بألم نابض يظهر فجأة ويستمرُّ من 5 دقائق إلى 48 ساعة.
  • المعاناة من الصداع الذي ترافقه حساسيَّة تجاه الأصوات والأضواء، وشعور بالغثيان والتقيُّؤ.
  • زوال أعراض الصداع عادة دون استخدام أيِّ علاج خلال فترة 3-6 شهور.

أسبابه

يعتبر صداع الإجهاد أحد أنواع الصداع الأوَّلي الذي غالباً ما يصيب الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالصداع النصفي، ويتحفَّز أثناء أو بعد نوبات العطاس أو السعال، أو أثناء ممارسة الأنشطة الجنسيَّة، أو التمارين الجسديَّة الشديدة، مثل: حمل الأثقال، والركض، ولعب كرة السلة.[١٢]

علاجه

معظم حالات صداع الإجهاد تكون صداعاً حميداً، وهذا يعني بالضرورة استجابته لعلاجات الصداع الاعتياديَّة، ولكنَّ البعض يستجيب بشكل خاص لدواء الإندوميثاسين (بالإنجليزية: Indomethacin)، وهو عبارة عن مادة مضادَّة للالتهاب تُؤخَذ قبل ممارسة النشاط البدني، وقد تُستخدَم أيضاً حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta blocker) مع الأخذ بعين الاعتبار إعادة تقييم الحالة بعد مضي 6 شهور من استخدام هذه الأدوية، ومن جانب آخر يمكن استخدام دواء روفيكوكسيب (بالإنجليزية: Rofecoxib) أو الأسبرين للسيطرة على هذا الصداع، ويجدر بالمصاب الحرص على ممارسة تمارين الإحماء قبل الشروع بالتمارين الرياضيَّة الشديدة، أو يمكنه اتباع نظام يعتمد على زيادة النشاط تدريجيّاً وببطء مع الوقت.[١٣][١٢]

الصداع النومي

وهو أحد أشكال الصداع نادرة الحدوث التي تصيب الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40-80 سنة، ويتميَّز الصداع النومي (بالإنجليزية: Hypnic Headache) بأنَّه يبدأ خلال ساعات الليل، ويستمرُّ في معظم الحالات بين 15-60 دقيقة، وقد يواجه المصاب 15 نوبة صداع نومي شهريّاً أو أكثر، وعادة ما تحدث هذه النوبات في نفس الوقت في كلِّ ليلة، وبالإضافة إلى ذلك يُعدُّ الصداع النومي صداعاً شاملاً ولا يتركَّز في أحد جانبي الوجه، ولا يرافقه تدميع العينين، أو سيلان الأنف، أو غيرها من الأعراض التي ترافق الصداع العنقودي، وفي الحقيقة لا يستجيب الصداع النومي غالباً لأدوية الصداع الاعتياديَّة بل يوجد علاج محدَّد له، ويجب على الفرد أن يكون قادراً على متابعة نومه عند تحسُّن الألم، بالرغم من احتماليَّة تعرُّضه لأكثر من نوبة صداع في الليلة الواحدة.[١٤][١٥]

أسبابه

يقترح الباحثون وجود علاقة محتملة تربط الصداع النومي بمراحل معيَّنة من النوم، وعلى الرغم من ذلك لم يتوصَّل الأطبَّاء إلى وجود أسباب مؤكَّدة وراء حدوث هذا الصداع، لذا يجب التوجُّه إلى إجراء العديد من الدراسات التي تهدف إلى تحديد الأسباب التي تحفِّز حدوث الصداع النومي ومعرفة كيفيَّة الوقاية منه.[١٦]

علاجه

يُعدُّ العلاج بجرعات الكافيين إحدى أكثر الطرق الشائعة المستخدمة في حالات الصداع النومي، والتي غالباً لا تحدُّ من حصول الفرد على النوم الكافي، وقد تُستخدَم أيضاً أنواع أخرى من العلاجات في بعض حالات الصداع النومي، مثل: إندوميثاسين، والميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin)، والفلوناريزين (بالإنجليزية: flunarizine)، بالإضافة إلى إمكانيَّة استخدام كربونات الليثيوم (بالإنجليزية: Lithium carbonate) لإيقاف الصداع النومي، إلا أنَّ استخدام هذه المادة يتم بحذر شديد، خاصَّة في حالة الإصابة بأمراض الكلى، أو الغدَّة الدرقيَّة، أو في حالة الجفاف، أو استخدام مدرَّات البول، وإضافة إلى ما سبق فقد أظهرت بعض الدراسات أنَّ الاستخدام الوقائي اليومي من التوبيراميت فعَّال أيضاً في حالات الصداع النومي.[١٧]

الصداع الثانوي

يُعدُّ الصداع الثانوي أحد أنواع الصداع نادرة الحدوث، والتي تكون أكثر خطورة إذا ما قورنت بالصداع الأوَّلي، فهو يحدث نتيجة التعرُّض لمشكلة صحيَّة أخرى تحفِّز الأجزاء الحسَّاسة للألم في منطقة الرأس والرقبة،[٣] كالتعرُّض لإصابات الرقبة أو الإصابة بعدوى الجيوب الأنفيَّة، وفي حالات نادرة يحدث الصداع الثانوي كعلامة على وجود مشكلة صحيَّة خطيرة، كالإصابة بورم الدماغ، أو استسقاء الدماغ، أو ارتفاع شديد في ضغط الدم، أو تعرُّض الدماغ للعدوى، مثل: إصابته بالتهاب الدماغ، أو الخراج، أو حتى نتيجة وجود مشاكل في الأوعية الدمويَّة، مثل: نزيف أو التهاب الشريان الصدغي.[١٨]

صداع الجيوب الأنفية

يحدث صداع الجيوب الأنفيَّة (بالإنجليزية: Sinus headaches) نتيجة انتفاخ ممرَّات الجيوب الأنفيَّة، والذي يسفر عنه ألم في العينين والأنف، وخلف الخدَّين، ويزداد هذا الألم سوءاً عند الاستيقاظ في ساعات الصباح الباكر، أو في حالة الانحناء إلى الأمام، إذ يعاني الفرد من صداع الجيوب الأنفيَّة غالباً في حالة المرض أو الشعور بالاحتقان،[١٩] ومن الجدير بالذكر أنَّ صداع الجيوب الأنفيَّة يرافقه في كثير من الأحيان أعراض أخرى، مثل: الحُمَّى، والاحتقان، وألم الوجه، والتصريف الأنفي، ومن الشائع الخلط وعدم التمييز بين صداع الجيوب الأنفيَّة والصداع النصفي، فيظنُّ العديد من الأفراد أنَّهم مصابون بصداع الجيوب الأنفيَّة، غير أنَّهم بالحقيقة يُعانون من الصداع النصفي.[٢٠]

أسبابه

يحدث التهاب الجيوب الأنفيَّة نتيجة تهيُّج الأنف، أو تحفيز تفاعلات الحساسيَّة فيه، أو نتيجة الإصابة بالعدوى سواءً كانت عدوى فطريَّة أو فيروسيَّة أو بكتيريَّة، غير أنَّ عدوى التهاب الجيوب الأنفيَّة الفيروسي هو الأكثر شيوعاً فيما بينها، وتجب الإشارة إلى احتماليَّة انتقال العدوى من منطقة الأسنان العلويَّة إلى الجيب الفكِّي العلوي الذي يقع في عظم الخدِّ، مُسبِّبة عدوى الجيوب الأنفيَّة، ويُعدُّ التهاب النسيج المُبطِّن لجيوب الأنف هو السبب الأساسي لحدوث صداع الجيوب الأنفيَّة، إذ تبدأ هذه الأنسجة الملتهبة والمتورِّمة بإنتاج إفرازات تسدُّ نظام التصريف الطبيعي في الجيوب الأنفيَّة، مما يؤدِّي إلى تراكم هذه السوائل والإفرازات فيها، لذا يحدث الألم الذي يرافق صداع الجيوب الأنفيَّة بزيادة مقدار ضغط السائل في هذه الجيوب، ليس ذلك فحسب، فقد يحدث صداع الجيوب الأنفيَّة في حالات نادرة جدّاً نتيجة انتشار الأورام الخبيثة أو الحميدة التي تغزو الجيوب الأنفيَّة، بحيث تسدُّ مجرى تصريف السائل فيها.[٢١]

علاجه

يمكن علاج صداع الجيوب الأنفيَّة باستخدام مضادَّات الاحتقان الأنفيَّة ومسكِّنات الألم، وفي حال لم تتحسَّن الأعراض خلال أسبوع تجب مراجعة الطبيب الذي قد يلجأ إلى صرف مضادَّات الهستامين في حالات الحساسيَّة، أو المضادَّات الحيويَّة في حال كانت العدوى البكتيريَّة مسؤولة عن الصداع، أو بخَّاخ الكورتيكوستيرويد الأنفي الذي يساهم في تخفيف الانتفاخ في الأنف.[٥]

الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية

ويعرف أيضا باسم الصداع الارتدادي (بالإنجليزية:rebound headache)،[٢٢] وهو أحد أكثر أنواع الصداع الثانوي شيوعاً،[٤] وهو عبارة عن صداع مزمن يحدث نتيجة إفراط الفرد في تناول الأدوية المستخدمة لتخفيف صداع الرأس، ويرافقه عدد من العلامات التي تشير إلى الإصابة به بناءً على جمعيَّة الصداع الأمريكيَّة، ومن هذه العلامات ما يأتي:[٢٢]

  • زيادة حدَّة الألم وتكرار حدوثه وصعوبة علاجه.
  • الحاجة إلى استخدام جرعات دوائيَّة عالية لعلاج الألم.
  • عدم فعاليَّة العلاج الوقائي في منع حدوث الألم.
  • زيارة غرفة الطوارئ باستمرار، والحاجة إلى دخول المستشفى.
  • تنوُّع أعراض ألم الصداع الارتدادي على خلاف أنواع الصداع الأخرى التي لديها أعراض تميِّزها، فقد يظهر الصداع في اليوم نفسه على شكل ألم شبيه بالصداع النصفي أحياناً، أو على شكل ألم شبيه بصداع التوتُّر في أحيان أخرى.

أسبابه

قد يصاب الأفراد الذين يعانون من تكرار نوبات الصداع النصفي أو العنقودي أو صداع التوتُّر بهذا النوع من الصداع نتيجة الإفراط في تناول مسكِّنات الألم أو التريبتانات بشكل منتظم، وذلك على الرغم من أنَّه قد يحدث أيضاً في حالة تناول الأدوية بناءً على التعليمات المرفقه بها، فالأمر عبارة عن حلقة مفرغة تبدأ بوجود صداع متكرِّر يستدعي تناول الفرد للأدوية المسكِّنة للألم باستمرار، ويسفر عن ذلك حدوث الصداع الارتدادي في حالة التوقُّف عن تناول الأدوية، وهو ما يستدعي الاستمرار بتناولها مع زيادة الجرعة الدوائيَّة أيضاً لتخفيف الصداع.[٢٣][٢٤]

علاجه

علاج الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية يستدعي فهماً خاصّاً للطريقة التي يمكنها إلغاء التأثير الارتدادي،[٢٢] فعلى الرغم من أنَّ التوقُّف عن تناول الدواء الذي سبَّب الصداع الارتدادي يُعدُّ الطريقة الوحيدة المستخدمة لعلاج هذه المشكلة إلا أنَّ العمليَّة الانسحابيَّة وآليَّة التوقُّف عن تناول الأدوية تتعلَّق بالفرد نفسه وبأنواع الأدوية التي يتناولها، فالبعض يمكنه الامتناع عن تناول الأدوية التي سبَّبت الصداع فوراً، والبعض الآخر يبدأ بتقليل استخدامها تدريجيّاً، وفي هذا المجال قد يكون الأفراد بحاجة إلى التثقيف والإرشاد بشأن تقليل تناول الأدوية في حالات حدوث نوبات الصداع الحادَّة، أما في حال عدم توافق المصاب مع الطرق السابقة أو في المراحل الأولى من بدء العلاج، قد يكون استخدام العلاج الدوائي الوقائي ووسائل الوقاية غير الطبِّية ضروريّاً أحياناً، وربما تستدعي بعض الحالات دخول المستشفى لإزالة السموم في الجسم تحت الإشراف الطبِّي.[٢٥][٢٦]

أنواع ثانوية أخرى

يمكن إجمال أنواع أخرى تنتمي إلى الصداع الثانوي فيما يأتي:[٢٧]

  • صداع الآيس كريم: (بالإنجليزية: Ice cream headaches) يحدث هذا الصداع في حالة استنشاق أو شرب أو أكل شيء بارد، كالعضِّ على قمع الآيس كريم وهو أحد محفِّزاته شائعة الحدوث، أو شرب المشروبات التي تحتوي على الثلج المطحون، أو المصاصة المثلَّجة، وحقيقة تظهر أعراض صداع الآيس كريم على شكل ألم طاعن وحادٍّ في الجبين يستمرُّ لفترة قصيرة، فعادة ما يصل الألم ذروته بعد حوالي 20-60 ثانية من بدئه، ويزول خلال نفس هذه الفترة تقريباً، ومن النادر استمرار هذا الصداع لأكثر من خمس دقائق.[٢٨]
  • صداع الضغط الخارجي: (بالإنجليزية: External compression headaches) يعرف أحياناً بصداع نظارة السباحة، أو صداع خوذة كرة القدم، أو غيرها من الأسماء المرتبطة بنوع الأداة التي تسبِّب الصداع، وهو عبارة عن شعور بضغط متوسِّط الحدَّة ومستمر يصيب أكثر أجزاء الرأس المعرَّضة للضغط نتيجة ارتداء شيء على الرأس يضغط باستمرار على الجبين أو على فروة الرأس، فغالباً ما يصيب صداع الضغط الخارجي الأشخاص الذين بحاجة إلى ارتداء أغطية الرأس، وقد يتفاقم الألم مع زيادة مدَّة ارتداء هذه الأغطية، سواءً كانت خوذات أو نظارات واقية تُستخدَم في الأنشطة الرياضيَّة أو الأعمال، لذا يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بصداع الضغط الخارجي، مثل أفراد الجيش، والرياضيِّين، وعمال البناء، وضباط الشرطة، والأشخاص الذين يرتدون قبعات ضيِّقة، ويبدو جليّاً أنَّ إزالة غطاء الرأس الذي يسبِّب الصداع هو الحلُّ الأنسب في مثل هذه الحالات.[٢٩]
  • صداع قصف الرعد: (بالإنجليزية: Thunderclap headaches) وهو عبارة عن صداع شديد ومفاجئ يحدث لأسباب عدَّة.[٢٧]
  • صداع النخاع: (بالإنجليزية: Spinal headache) يُعدُّ هذا الصداع شائعاً بعد أخذ حقنة فوق الجافية، كالتي تُعطى أحياناً خلال الولادة.[٣٠]
  • صداع عنقي المنشأ: (بالإنجليزية: Cervicogenic headache) يرتبط هذا الصداع بمشاكل الرقبة، فمثلاً قد يحدث الصداع عنقي المنشأ نتيجة الإصابة بتنكُّس الأقراص الفقريَّة في الفقرات العنقيَّة.[٣٠]
  • الصداع الناتج عن الإصابة بمرض معيَّن: مثل التهاب السحايا.[٣٠]
  • صداع ورم الدماغ (بالإنجليزية: Brain tumor) ويُطلَق عليه اسم صداع تمدُّد الأوعية الدمويَّة (بالإنجليزية: aneurysm headache).[٣٠]
  • صداع ما بعد الصدمة: (بالإنجليزية: Post-trauma headaches) يُعدُّ شائعاً نسبيّاً، ويُوصَف على أنَّه شعور بالانزعاج المتواصل غير الحادِّ والمؤلم، والذي يزداد سوءاً بشكل متقطِّع، ويحدث نتيجة تعرُّض الفرد لحادث اصطدام، كالاصطدام أثناء التزلُّج على الجليد،[٣٠] وقد يرافقه ظهور عدد من الأعراض الأخرى، كالدوار، والدوخة، والتهيُّج، وصعوبة التركيز، وحدوث مشاكل في الذاكرة، والشعور بالتعب بسرعة، ويجدر بالذكر أنَّ صداع ما بعد الصدمة يبدأ خلال يوم أو يومين بعد التعرُّض لإصابات الرأس، وقد يستمرُّ لفترة قد تصل إلى بضعة شهور، لذا فإنَّ استمرار هذا الصداع لفترة طويلة وعدم تعافيه في غضون أسبوع أو أسبوعين بعد التعرُّض للاصطدام يستدعي مراجعة الطبيب وتقييم الحالة.[٢٤]

فيديو أنواع آلام الرأس

آلام الرأس لا تُعدُّ ولا تحصى، فكم نوع من أنواع آلام الرأس عانيت؟ :

المراجع

  1. ^ أ ب “Headache”, hopkinsmedicine, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب “Headaches in Adults”, clevelandclinic, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  3. ^ أ ب “Types of Headache”, stanfordhealthcare, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  4. ^ أ ب “Headache disorders”, who, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث Stephen Gill, “What different types of headaches are there?”، medicalnewstoday, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  6. “Tension headache”, medlineplus, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  7. “Headache Basics”, webmd, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  8. “Migraine”, mayoclinic, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت “Migraine”, nhs, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  10. ^ أ ب ت “Know Your Headaches”, cedars-sinai, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  11. “Headache Types”, mountsinai, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  12. ^ أ ب ت “Exertional Headache”, diamondheadache, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  13. “Exertional Headaches”, headaches, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  14. “Hypnic Headache”, stanfordhealthcare, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  15. “Hypnic headache”, migrainetrust, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  16. “What Are Hypnic Headaches?”, www.webmd.com, Retrieved 11-4-2020. Edited.
  17. “Hypnic Headache”, americanmigrainefoundation, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  18. “Secondary Headache”, beaumont, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  19. “Migraine vs. Headache: How to Tell the Difference”, pennmedicine, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  20. Mark Foley, “Types of Headache You Can Have”، verywellhealth, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  21. Melissa Conrad Stöppler, “Sinus Headache”، emedicinehealth, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  22. ^ أ ب ت “What Kind of Headache Is This?”, sutterhealth, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  23. Dr Colin Tidy, “Medication-overuse Headache”، patient, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  24. ^ أ ب “Patient education: Headache causes and diagnosis in adults (Beyond the Basics)”, uptodate, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  25. “Medication-overuse headache”, migrainetrust, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  26. ” Summary”, thelancet, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  27. ^ أ ب “Symptoms Headache”, mayoclinic, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  28. “Ice cream headaches”, mayoclinic, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  29. “External compression headaches”, drugs, Retrieved 10-4-2020. Edited.
  30. ^ أ ب ت ث ج Hutchinson (18-3-2011), “What is the difference between a primary and secondary headache?”، migraine, Retrieved 10-4-2020. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى