جديد أطول ثعبان في العالم

الثُّعبان

ينتمي الثُّعبان إلى مجموعة الزّواحف، جسمه أسطوانيّ مرِن مُغطّىً بحراشف، ويتميّز عن باقي الزّواحف بعدّة خصائص، منها: عدم وجود جفون له؛ لذلك هو غير قادر على الرّمش، أو إغماض عينَيه عند النّوم، وليس له أرجل؛ لذلك يتحرّك عن طريق الانقباض والانبساط المتكرّر لعضلات جسمه كلّها، وليس له آذان خارجيّة. للثُّعبان فكوك قويّة ومرِنة تُمكِّنه من التهام فريسة أكبر حجماً منه، ويُمكن أن يستمرّ نموّه طوال حياته، ومع نموّه هذا تصبح الطّبقة الخارجيّة من جلده ضيّقةً، فيتخلّص منها بعمليّة تُسمّى الانسلاخ.[١]

أطول ثُعبان في العالم

الثُّعبان المشبكيّ (بالإنجليزيّة:Reticulated Python) المعروف علميّاً باسم (Python Reticulatus)، هو نوع يعيش في جنوب شرق آسيا وجُزُر الهند الشرقيّة، ويُعدّ أطولَ الثعابين الحيّة في العالم؛ حيث يصل طوله إلى 30 قدماً (9.14م)، ويبلغ متوسّط وزن هذه الثّعابين 250 باونداً (113.64كغ)، إلّا أنّ هناك ثعابين مشبكيّةً يصل وزنها لـ 350 باونداً (159.09كغ)، أمّا بالنّسبة إلى الثّعابين المُنقرِضة من هذا النّوع، فقد أظهرت أحفورة تمّ اكتشافها عام 2009م في كولومبيا وجود بقايا مُتحجّرة لثعبان يُسمّى (Titanoboa cerrejonensis)، وقد وصل طول الثُّعبان إلى 42 قدماً.[٢] ويُسمّى الثُّعبان المشبكيّ بهذا الاسم؛ بسبب النّمط المميَّز لتداخُل الألوان والخطوط على حراشف جسمه، والتي تشكّل ما يشبه الشَّبكة.[٣]

صفات الثُّعبان المشبكيّ

الثُّعبان المشبكيّ من الثّعابين غير السَّامة، الموطن الأصليّ له هو شرق آسيا، وهو يفضّل العيش في الغابات المطيرة وقُربَ المُسطّحات المائيّة من جداول وبُحيرات؛ ليكون بانتظار فرائسه التي تقصد الماء لتشرب، ويتميّز هذا الثّعبان بأنّه سبّاح ماهر؛ إذ يُمكنه السّباحة لمسافات كبيرة؛ لذلك تمكّن من الانتشار في الكثير من الجُزُر المُتباعِدة. يتناسب لون جلد الثُّعبان المشبكيّ مع البيئة المُحيطة به؛ فشكله هندسيّ يتكرّر فيه شكل الماسيّ على امتداد الظّهر، وتشمل ألوان جلده: الأخضر الزّيتوني، والأسود، والأبيض، والذهبيّ. يُشتهَر هذا الثُّعبان بعدوانيّته، وعند شعوره بالخطر يلتفّ حول نفسه بشكلٍ غريزيّ، ويعيش هذا الثُّعبان على الأرض، إلا أنّه قادر على تسلّق الأشجار، أمّا النّظام الغذائيّ للثُّعبان المشبكيّ فمتنوّع، ويشمل القوارض، والرئيسيّات، ومنها البشر، ويمكنه التهام فريسة تفوقه وزناً؛ فيلتفُّ حولها ويخنقها ثمّ يلتهمها، ومن المعروف عنه أنّه يتسلّل إلى القُرى لالتهام الحيوانات الأليفة، مثل: القطط، والكلاب، والأغنام، والخنازير. [٤]

تتكاثر الثّعابين المشبكيّة بوضع البيض، ويمكن لأنثىً كبيرة الحجم أن تضع أكثر من 100 بيضة في المرّة الواحدة، وتحضن الأمّ البيض بالالتفاف عليه؛ لتوفّر له درجة الحرارة المناسبة (89 درجة فهرنهايت تقريباً)، ثمّ تخرج الثعابين الصّغيرة من البيض بعد خمسة وثمانين يوماً تقريباً، ويتراوح طولها بين (26-35) بوصةً؛ أي (0.7-0.9)م تقريباً، أمّا وزنها فلا يتجاوز (4-5) أونصاتٍ؛ أي (113.4-141.7) غ تقريباً، وفورَ خروج صغار الثعابين تبدأ بالاعتماد على نفسها، فتصطاد الفئران، والضّفادع، والسّحالي، وتُموِّه نفسها ضمن بيئتها؛ للاختباء من الحيوانات المفترسة، مثل: الصّقور، وأفاعي الكوبرا، والخنازير البريّة.[٣]

للثّعابين المشبكيّة أهمية بيئيّة في السّلسلة الغذائيّة؛ فهي تفترس الكثير من الكائنات الحيّة، ومُعرَّضة في الوقت ذاته للافتراس من قِبَل حيوانات أخرى، وهي ليست من الحيوانات المُهدَّدة بالانقراض في الفترة الحاليّة، إلا أنَّ وجودها قد يصبح مُهَدَّداً؛ بسبب فقدان موطنها الطّبيعيّ، وتعرُّضها للصّيد المُفرِط للحصول على اللّحوم والجلود، حيث يحرص الكثير من الناس على ارتداء أحزمة، وأحذية، وحقائب مصنوعةٍ من جلود الثّعابين المشبكيّة؛ وذلك لألوانها وأشكالها المميّزة، وقد تُباع هذه الثّعبين لمُحبّي تربية الأفاعي كحيوانات أليفة، أو لحدائق الحيوانات، أو معارض الزّواحف.[٣]

حواسّ الثّعابين

تعتمد الثّعابين على حواسّها للتعرُّف على البيئة المحيطة بها، وتجنُّب الأعداء، والبحث عن مصادر الغِذاء، وتختلف الثّعابين في قدرتها على الإبصار؛ فبعضها يرى جيّداً، والبعض الآخر يمتلك حاسّة إبصار ضعيفةً، ولكنّه يعوِّض ذلك بحواسّه الأخرى. تلتقط الثعابين الرّوائح بلسانها المشقوق الذي يتحرّك باستمرار، وينقل الرّوائح إلى الفم وعضو الشمّ المُتخصّص الذي يُسمّى عضو جاكبسون، ثمّ تُرسَل المعلومات إلى الدّماغ، فيُحلّل الرّوائح ويُحدِّد اتّجاهها، وبذلك يتمكّن الثُّعبان من تحديد أماكن وجود الفريسة، أو الأعداء، أو الإناث من النّوع ذاته.[٥]

وعلى الرّغم من عدم امتلاك الثُّعبان آذاناً خارجيّةً إلا أنّه قادر على الإحساس بأبسط الاهتزازات حوله، كما يوجد بعض أنواع الثعابين التي يمكنها أن ترى الأشعّة تحت الحمراء المُنبعِثة من حرارة أجسام الكائنات الحيّة، فتحدّد موقعها وحجمها أيضاً. تستخدم الثعابين حواسّها بكفاءة؛ لذلك يمكنها أن تشعر بالأخطار المُحيطة بها وتتصرّف بسرعة، مثلما يحدث عندما تشعر بوجود تهديد بعد ابتلاعها وجبةً دسِمةً تمنعها من الحركة بسرعة والهرب، فتقذف الطعام من فمها، وتبتعد عن مصدر الخطر.[٥]

معلومات عامّة عن الثّعابين

فيما يأتي بعض المعلومات والحقائق عن الثّعابين، ومنها:[٦]

  • يوجد أكثر من 3000 نوع من الثّعابين المُنتشِرة في أرجاء الأرض كلّها، ما عدا القارّة القطبيّة الجنوبيّة.
  •  %70 من الثعابين بيوضة؛ أي تتكاثر بوضع البيض، أمّا الثعابين التي تعيش في بيئة باردة لا توفِّر للبيض الحرارة اللازمة ليفقس، فإنّها تتكاثر بالولادة مثل الثديّيات.
  • معدّل الأيض عند الثعابين بطيء جدّاً؛ لذلك لا تحتاج إلى تناول الكثير من الطعام، ويمكن لبعض أنواع الثعابين، مثل: الكوبرا الملك، العيش عدّة أشهر دون طعام.
  • بعض الثعابين مثل: الكوبرا، والأفعويات، والأنواع القريبة منها تقتل فريستها بالسُّم، أمّا أغلب الثعابين الأخرى فتخنق فريستها، ثمّ تبتلعها كاملةً، ويتمّ هضم الفريسة وتحليلها لإنتاج الطاقة بفعل الإنزيمات الهاضمة.
  • الثعابين من ذوات الدم البارد؛ أي أنَّها لا تتمكّن من تنظيم درجة حرارة جسمها وإنتاج الحرارة اللازمة لتدفئته، لذلك تلجأ إلى البيات الشّتويّ عندما تتدنّى درجات الحرارة.
  • أكثر الثّعابين عُرضةً للانقراض هو ثعبان يُسمّى (St. Lucia Racer)، ومن الثّعابين الأخرى المُعرَّضة للخطر ثعبان (Adelophis Copei)، وثعبان (Amami Takachiho)؛ وذلك حسب الاتّحاد الدوليّ لحفظ الطّبيعة.
  • يمكن التّمييز بين الثعابين السَّامة وغير السَّامة عن طريق شكل حدقة العين؛ فهي ماسيّة الشَّكل في الثعابين السَّامة، ومستديرة في الثعابين غير السّامة، ويمكن التّمييز بينها أيضاً عن طريق تتابُع ألوانها؛ فإذا كان اللّون الأحمر يلي الأصفر فهي سامّة، أمّا إذا كان اللون الأحمر يلي الأسود فهي غير سامّة.

المراجع

  1. “Snake”, San Diego Zoo, Retrieved 10-5-2017. Edited.
  2. Elizabeth Palermo (26-2-2013), “Meet the World’s Biggest Snakes”، LIVE SCIENCE, Retrieved 30-4-2017. Edited.
  3. ^ أ ب ت Bruce Shwedick, “The Reticulated Python”، reptilediscovery.com, Retrieved 30-4-2017. Edited.
  4. ” Reticulated Python”, snake type , Retrieved 30-4-2017. Edited.
  5. ^ أ ب “SNAKE SENSES”, snake type , Retrieved 30-4-2017. Edited.
  6. Alina Bradford (20-6-2014), “Snake Facts & Types of Snakes”، LIVE SCIENCE, Retrieved 30-4-2017. Edited.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى