إسلام

أشهر علماء المسلمين في الدين

صورة مقال أشهر علماء المسلمين في الدين

أشهر علماء المسلمين في الدين

أَولى الإسلامُ العلمَ أهميَّةً عظيمةً، وخصَّ العلماء بمنزلةٍ ومكانةٍ عاليةٍ في الدنيا والآخرة؛ فقال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)،[١] وقد لمعت في التاريخ الإسلاميّ أسماء علماء كثيرين في علوم الدين المختلفة من التفسير والحديث والفقه وأصوله، ومنهم من برع في أكثر من علمٍ من علوم الدين في ذات الوقت، وفي هذا المقال ذكرٌ لأشهر علماء المسلمين في علوم الدين المختلفة.

أشهر علماء المسلمين في التفسير

كرّس جملةٌ من علماء المسلمين جهودهم في فهم معاني كتاب الله وتدبر آياته وتفسيرها، وفيما يلي ذكرٌ لأبرز علماء التفسير.

ابن جرير الطبري

وهو شيخ المفسّرين ابن جرير الطبري، ولد في طبرستان سنة 224 هـ، وبدأ طلب العلم في سنٍّ مبكِّرةٍ، وارتحل في طلبه إلى أن استقرّ بعدها في بغداد، وألّف مؤلَّفاتٍ عديدةً، من أبرزها: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، وهو تفسيره المشهور باسم تفسير الطبري، ويعدّ أوّل تفسيرًا وصل إلينا، وانتفع منه من جاء بعده من علماء التفسير وأفادوا منه؛ لذا عدّه العلماء أبا التفسير.[٢][٣]

القرطبي

هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري، ولد في مدينة قرطبة سنة 600 هـ، من أشهر علماء التفسير والفقه واللغة، رحل إلى مصر بعد سقوط قرطبة، له مؤلّفاتٌ عديدةٌ قيِّمةٌ، من أبرزها الجامع لأحكام القرآن الكريم، وهو تفسيرٌ اهتمّ بالمسائل والأحكام الفقهيّة بالإضافة إلى علومٍ أخرى.[٢][٤]

أشهر علماء المسلمين في الحديث

اهتمّ علماء كثيرون بالحديث النبويّة الشريف، وكان لهم دورٌ عظيمٌ في حفظه ومن أعلام هذا العلم: الإمامان البخاريّ ومسلم، وآتيًا تعريفٌ بهما.

البخاري

هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن الجعفي البخاري، يكنى بأبي عبد الله، وهو صاحب كتاب صحيح البخاري حيث قام بتخريجه، وقد نُقل عنه قوله: “رجت كتابي الصحيح من زهاء ستمائة ألف حديث، وما وضعت فيه حديثًا إلا وصليت ركعتين”، ويعتبر كتابه أصحّ كتابٍ في نقل الأحاديث.[٥]

مسلم

هو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري يكنى بأبي الحسين، من أشهر علماء الحديث وأكثرهم ثقةً، بدأ في طلب علم الحديث وسماعه في سن الثامنة عشر، وله مؤلفات كثيرةٌ في الحديث، من أشهرها: المسند الصحيح المشهور بصحيح مسلم، وكتاب التمييز، وكتاب العلل وغيرها.[٦]

أشهر علماء المسلمين في الفقه وأصوله

كان للعديد من علماء المسلمين إسهامٌ ودورٌ كبيرٌ في التصنيف في علم الفقه وأصوله، ووضعوا قواعده، وأشهرهم فقهاء المذاهب الأربعة، وعُرف من بعدهم غيرهم، وفيما يلي ذكرٌ لأبرزهم.

أبو حنيفة

هو النعمان بن ثابت المرزبان، يلقب بأبي حنيفة، ولد في الكوفة عام 699 م، واهتمّ بالعلم وطلبه منذ صغره؛ فحفظ القرآن الكريم، واشتغل وبرع في علومٍ كثيرةٍ أوّلها أصول الدين، وقد تتلمذ أبو حنيفة على يد شيوخٍ كثر، منهم: حمّاد بن أبي سليمان، وتتلمذ على يده كثيرٌ من الفقهاء، من أبرزهم تلميذاه: القاضي أبو يوسف، ومحمد بن الحسن اللذين حفظا مذهب أبي حنيفة ونقلوا أقواله.[٧]

مالك بن أنس

مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي، وإمام المدينة المنوّرة، وكان إمامًا في الحديث والفقه؛ فصنّف كتابه: الموطأ، وقد أخذ عنه العلم عددٌ من الفقهاء من أشهرهم الإمام الشافعيّ، وقال فيه الشافعيّ: “إذا ذكر العلماء فمالك النجم وإذا جاء الحديث عنه فاشدد يديك به”، وتوفّي مالك -رحمه الله- في المدينة ودُفن فيها، وله من العمر تسعون سنةً.[٨]

الشافعيّ

وهو الإمام محمد بن إدريس الشافعيّ، أوّل من دوّن في علم أصول الفقه، وأخذ عنه العلم عددٌ كثيرٌ من أبرزهم الإمام أحمد بن حنبل، وقال في الشافعيّ: “كان الشافعي كالشمس للنهار وكالعافية للناس وإني لأدعو له في أثر صلاتي: اللهم اغفر لي ولوالدي ولمحمد بن إدريس الشافعي”.[٨]

أحمد بن حنبل

هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس الشيباني، يُكنّى بأبي عبد الله، بدأ أحمد بن حنبل في طلب العلم حين بلغ خمس عشرة سنةً، وله مؤلفاتٌ كثيرةٌ في الفقه والحديث، مثل كتاب الفرائض، وكتاب المناسك، وكتاب الفضائل وغيرها من المؤلفات.[٩]

علماء برعوا في علوم دينية مختلفة

ابن تيمية

شيخ الإسلام ابن تيمية وهو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية، تولّى مشيخة دار الحديث السُّكرية الموجودة في القصاعين وعمره اثنتين وعشرين سنةً، وجلس في الجامع الأموي بعد صلاة الجمعة لتفسير القرآن الكريم حيث كان يجتمع عنده ناس كثير، وله مؤلفات كثيرة قيل إنّ عددها بلغ خمسمائة مجلدٍ، ومن أشهر تلاميذه: ابن قيم الجوزيّة، وقد عُرف ابن تيمية -رحمه الله- بورعه وتواضعه، وإنصافه للمخالفين.[١٠]

ابن القيم

ابن قيم الملقب بشمس الدين، والمشهور بابن قيم الجوزيّة؛ وهو محمد بن أبي بكر بن سعد بن حريز الزرعي الدمشقي، نشأ في بيت علمٍ، وتعلّم العلم من والده ومن علماء عصره، أشهر شيوخه: ابن تيمية؛ حيث لازمه طول حياته، وقد برع ابن القيم في علومٍ متعدِّدةٍ أبرزها علم التفسير، والفقه، والحديث، والسيرة، ومن أشهر مؤلفاته: إعلام الموقعين عن رب العالمين.[١١][١٢]

المراجع

  1. سورة المجادلة، آية:11
  2. ^ أ ب محمد بن علي بن جميل المطري (14/12/2019)، “أشهر المفسرين عبر القرون”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/3/2022. بتصرّف.
  3. “أبو جعفر الطبري”، المكتبة الشاملة الحديثة. بتصرّف.
  4. “شمس الدين القرطبي”، المكتبة الشاملة. بتصرّف.
  5. الصنعاني، كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير، صفحة 97-98. بتصرّف.
  6. الشيخ صلاح نجيب الدق (29/6/2021)، ” الإمام مسلم بن الحجاج”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
  7. “الإمام أبو حنيفة”، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
  8. ^ أ ب محمد صديق خان، أبجد العلوم، صفحة 55. بتصرّف.
  9. الشيخ صلاح نجيب الدق (16/2/2016)، ” إمام أهل السنة: أحمد بن حنبل”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
  10. الشيخ صلاح نجيب الدق (20/6/2018)، ” من سيرة الإمام ابن تيمية”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  11. ابن القيم، إعلام الموقعين عن رب العالمين، صفحة 281. بتصرّف.
  12. “ابن قيم الجوزية .. العالم الفذ و”ظل” ابن تيمية”، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 2/3/2022. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى