أشعار حب

أشعار حب جاهلية

مقالات ذات صلة

الشعر في العصر الجاهلي

هو أحد الفنون الأدبية التي انتشرت قبل ظهور الإسلام، تميز الشعر في العصر الجاهلي بصعوبة المفردات ومعانيها، وقلة الخيال، وندرة المبالغة، وقام العديد من الشعراء بالتعبير عن مشاعرهم وعواطفهم، ومنهم: زهير بن أبي سلمى، وجميل بثينة، وامرؤ القيس، واشتهرت قصائد المعلقات في العصر الجاهلي بشكل كبير، كما اعتمد الشعراء في كتابة قصائدهم في ذاك الوقت على تجارب عايشوها أو شعور قد سكن وجدانهم، ومن قصائد الشعراء الجاهليين في الحب ما يأتي:

غدت عذالتاي فقلت مهلا

زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رباح المزني، من مُضَر ولد عام 520م اقترن زهير بكبشة بنت عمّار الغطفانية ورزق منها بولديه الشاعرين كعب وبجير، توفي قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قص على أولاده رؤيا رأها في منامه تنبأ بها بظهور الإسلام وأنّه قال لولده: “إني لا أشكّ أنّه كائن من خبر السماء بعدي شيء، فإن كان فتمسّكوا به، وسارعوا إليه”.[١]

غَدَت عَذّالَتايَ فَقُلتُ مَهلاً

أَفي وَجدٍ بِسَلمى تَعذُلاني

فَقَد أَبقَت صُروفُ الدَهرِ مِنّي

عَروفَ العُرفِ تَرّاكَ الهَوانِ

وَقَد جَرَّبتُماني في أُمورٍ

يُعاشُ بِمِثلِها لَو تَعقِلانِ

مُحافَظَتي عَلى الجُلّى وَعِرضي

وَبَذلي المالَ لِلخَلِّ المُداني

وَصَبري حينَ جِدِّ الأَمرِ نَفسي

إِذا ما أُرعِدَت رِئَةُ الجَبانِ

وَحِفظي لِلأَمانَةِ وَاِصطِباري

عَلى ما كانَ مِن رَيبِ الزَمانِ

وَذَبّي عَن مَآثِرَ صالِحاتٍ

بِمالي وَالعَوارِمِ مِن لِساني

وَكَفّي عَن أَذى الجيرانِ نَفسي

وَإِعلاني لِمَن يَبغي عِلاني

وَمَولىً قَد رَعَيتُ الغَيبَ مِنهُ

وَلَو كُنتُ المُغَيَّبَ ما قَلاني

وَخَرقٍ تَهلِكُ الأَرواحُ فيهِ

بَعيدِ الغَورِ مُشتَبِهِ المِتانِ

أَفاحيصُ القَطا نَسَقٌ عَلَيهِ

كَأَنَّ فِراخَها فيهِ الأَفاني

زَجَرتُ عَلَيهِ وَالحَيّاتُ مَذلى

نَبيلَ الجَوزِ أَتلَعَ تَيَّحانِ

شَديدَ مَغارِزِ الأَضلاعِ جَلساً

عَريضَ الصَدرِ مُضطَرِبَ الجِرانِ

يُشيحُ عَلى الطَريقِ فَيَعتَليهِ

بِراكِبِهِ عَلَيهِ نَيسَبانِ

كَأَنَّ صَريفَ نابَيهِ إِذا ما

أَمَرَّهُما تَرَنُّمُ أَخطَبانِ

إِذا ما لَجَّ وَاِستَنعى ثَناهُ

مَعَ التَوقيرِ مَجدولٌ يَماني

يَكادُ وَقَد بَلَغتُ الآدَ مِنهُ

يَطيرُ الرَحلُ لَولا النِسعَتانِ

فَلَستُ بِتارِكٍ ذِكرى سُلَيمى

وَتَشبيبي بِأُختِ بَني العِدانِ

طَوالَ الدَهرِ ما اِبتَلَّت لَهاتي

وَما ثَبَتَ الخَوالِدُ مِن أَبانِ

أَفيقا بَعضَ لَومِكُما وَقولا

قَعيدَكُما بِما قَد تَعلَمانِ

فَإِنّي لا يَغولُ النَأيُ وُدّي

وَلا ما جاءَ مِن حَدَثِ الزَمانِ

وَإِنّي في الحُروبِ إِذا تَلَظَّت

أُجيبُ المُستَغيثَ إِذا دَعاني

وَجاري لَيسَ يَخشى أَن أُرَنّي

حَليلَتَهُ بِسِرٍّ أَو عِلانِ

وَيَأتيها الَّذي لا يَجتَويها

إِذا قُصِرَ السُتورُ عَلى الدُخانِ

وَهَمٍّ قَد نَفَيتُ بِأَرحَبِيٍّ

هِجانِ اللَونِ مِن سِرٍّ هِجانِ

شَديدِ الأَسرِ أَغلَبَ دَوسَرِيٍّ

زَروفِ الرِجلِ مُطَّرِدِ الجِرانِ

فَزادَكَ أَنعُماً وَخَلاكَ ذَمٌّ

إِذا أَدنَيتَ رَحلي مِن سِنانِ

فَتىً لا يَرزَأُ الخُلّانَ شَيئاً

وَلا يَبخَل بِما حَوَتِ اليَدانِ

أَبى لَكَ أَن تُسامَ الخَسفَ يَوماً

إِذا ما ضيمَ غَيرُكَ خَلَّتانِ

عَطاءٌ لا تُكَدِّرُهُ بِمَنٍّ

إِذا دَنَتِ الكَعابُ مِنَ الدُخانِ

وَقَودُكَ لِلعَدُوِّ الخَيلَ قُبّاً

مُسَوَّمَةً جَنابَكَ فَيلَقانِ

وَلا أَوِدٌ إِذا ما القَومُ جَدّوا

وَلا وَكَلٌ وَلا وِهِلُ الجَنانِ

فِدىً لَكَ والِدي وَفَدَتكَ نَفسي

وَمالِيَ إِنَّهُ مِنهُ أَتاني

فَتىً إِن جِئتُ مُرتَغِباً إِلَيهِ

قَليلَ الوَفرِ مُجتَدِياً حَباني

وَإِن ناءَت بِيَ العُدواءُ عَنهُ

فَلَم أَشهَد مُقاسَمَةً كَفاني

قفا نبك

محمد عبد الحميد بيضون من مواليد 5 شباط 1952م، هو سياسي لبناني وهو عضو في المجلس اللبناني ولد في بيروت، وعمل كأستاذ رياضيات في الجامعة اللبنانية من (1976م إلى 1988م) غير أنّه ترأس مجلس حركة أمل في الجنوب.[٢]

قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل

بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ

فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ

لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ

ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها

وقيعانها كأنه حبَّ فلفل

كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا

لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ

وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ

يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل

وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ

فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ

كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها

وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل

فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً

عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي

ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح

ولا سيّما يومٍ بدارَة ِ جُلْجُلِ

ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي

فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ

فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها

وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل

ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة

فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي

تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً

عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ

فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ

ولا تُبعديني من جناك المعللِ

فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ

فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول

إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ

بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ

ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت

عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ

أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل

وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي

وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ

فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ

أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي

وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل

ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي

بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ

و بيضة ِ خدر لا يرامُ خباؤها

تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ

تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً

عليّ حِراساً لو يُسروّن مقتلي

إذا ما الثريا في السماء تعرضت

تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ

فَجِئتُ وَقَد نَضَّت لِنَومٍ ثِيابَه

لَدى السِترِ إِلّا لِبسَةَ المُتَفَضِّلِ

فَقالَت يَمينَ اللَهِ ما لَكَ حيلَةٌ

وَما إِن أَرى عَنكَ الغِوايَةَ تَنجَلي

خَرَجتُ بِها أَمشي تَجُرُّ وَراءَنا

عَلى أَثَرَينا ذَيلَ مِرطٍ مُرَجلِ

قف بالديار وصح إلى بيداها

عنترة بن شداد أحد شعراء فترة ما قبل الإسلام اشتُهر شاعرنا عنترة بشعر الفروسية، فهو صاحب معلقاتٍ وأشعارٍ عديدة ذاق عنترة مرارة الحرمان وشقاء العيش؛ لأنّ والده لم ينسبه إليه ليحمل نسبه، وكان والده هو سيده وكان يعاقبه أشد العقاب إذا ما اقترف خطأً، أحبّ عنترة ابنة عمه عبلة بنت مالك حبًّا شديدًا ولكن رفض عمه مالك زواجه منها.[٣]

قفْ بالدّيار وصحْ إلى بَيْداها

فعسى الديار تجيبُ منْ ناداها

دارٌ يفوحُ المِسْك من عَرَصاتِها

والعودُ والندُّ الذكيُّ جناها

دارٌ لعبلة َ شَطَّ عنْكَ مَزارُها

ونأْتْ لعمْري ما أراكَ تراها

ما بالُ عيْنِكَ لا تملُّ من البُكا

رمدٌ بعينكَ أمْ جفاكَ كراها

يا صاحبي قفْ بالمطايا ساعة

في دَار عبْلة سائلاً مغْناها

أم كيفَ تسأل دمنة ً عادية

سفت الجنوبُ دمائها وثراها

يا عبلَ قد هامَ الفُؤَادُ بذِكْركم

وأرى ديوني ما يحلُّ قضاها

يا عَبلَ إنْ تبكي عليَّ بحُرْقَة

فلطالما بكتِ الرجالُ نساها

يا عَبْلَ إني في الكريهة ِ ضَيْغَمٌ

شَرسٌ إذا ما الطَّعْنُ شقَّ جباها

وَدَنَتْ كِباشٌ من كِباشٍ تصْطلي

نارَ الكريهة ِ أوْ تخُوضُ لَظاها

ودنا الشُّجاعُ من الشُّجاع وأُشْرعَتْ

سمر الرماح على اختلافِ قناها

فهناك أطعنُ في الوغى فرْسانها

طَعْناً يَشقُّ قُلوبَها وكُلاها

وسلي الفوارس يخبروكِ بهمتي

ومواقفي في الحربِ حين أطاها

وأزيدها من نار حربي شعلة

وأثيرها حتى تدورَ رحاها

وأكرُّ فيهم في لهيب شعاعها

وأكون أوَّل وافدٍ يصلاها

وأكون أول ضاربٍ بمهندٍ

يفري الجماجمَ لا يريدُ سواها

وأكون أولَّ فارسٍ يغشى الوغى

فأقود أوَّل فارسِ يغْشاها

والخيلُ تعْلم والفوارسُ أنني

شيخ الحروب وكهلها وفتاها

يا عبلَ كم منْ فارس خلَّيْتُهُ

في وسْطِ رابية ٍ يَعُدُّ حصاها

يا عبلُ كم من حرَّة ٍ خلَّيتُها

تبكي وتنعي بعلها وأخاها

يا عبلُ كم من مُهرة ٍ غادرتُها

من بعد صاحبها تجرُّ خطاها

يا عبلُ لو أني لقيتُ كتيبة

سبعين ألفاً ما رهبت لقاها

وأنا المنَّية وابن كلِّ منية

وسواد جلدي ثوبها ورداها

المراجع

  1. زهير بن أبي سلمى، “غدت عذالتاي فقلت مهلا”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-23.
  2. محمد علي بيضون (2004)، ديوان امرئ القيس (الطبعة الخامسة)، بيروت-لبنان: دار الكتب العلمية ، صفحة 110-114.
  3. عنترة بن شداد “قف بالديار وصح إلى بيداها”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى