التاريخ الإسلامي

جديد آخر خليفة أموي

آخر خليفةٍ أمويٍّ في دمشق

مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم هو آخر خليفةٍ أمويٍّ للدولة الأمويّة، والتي كانت عاصمتها دمشق، حيث تولّى الخلافة سنة مئةٍ وسبعٍ وعشرين من الهجرة، وكان ذلك بعد وفاة كُلّاً من الوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد وخلع إبراهيم بن يزيد بن عبد الملك،[١] عُرف الخليفة مروان بن محمد باسم مروان الجعدي نسبةً إلى مُؤدّبه جعد بن درهم، كما ولُقّب بالحمار لصبره على الحرب وقيل لأسبابٍ أخرى، وُلد في السنة الثانية والسبعين هجريّةٍ، كان أبيض الوجه وكثّ اللحية، وضخم الجسد، وصاحب هيبةٍ، كما عُرف عنه الشجاعة والدهاء، إضافةً إلى الرزانة والأدب والبلاغة، كما كان له دورٌ عظيمٌ في مواجهة الخوارج، عاش -رحمه الله- اثنتين وستين سنةً.[٢]

سقوط الخلافة الأمويّة في دمشق

يذكر التاريخ أنّ فترة ولاية مروان بن محمّد كانت مليئةً بالاضطرابات والفتن، واستمرّت على ذلك حتى سقوط الدولة الأمويّة، فقد ازدادت قوّة الدعوة العباسيّة والتي أعلنت عن نفسها في سنة مئةٍ وتسعٍ وعشرين، حيث قبض مروان بن محمّد على زعيمها وقتله، ثمّ تولّى الدعوة بعده أخوه أبو العباس السفّاح، الذي انتقل إلى الكوفة وسيطر على العراق وخراسان، والتقى الجيشان بين الموصل وأربيل على نهرٍ يُقال له الزاب، فُهزم مروان بن محمّد وفرّ مُتنقلاً بين عدّة أماكن، إلى أن تُوفّي قتلاً على يد العباسيين في مصر، وبذلك كانت نهاية الخلافة الأمويّة وقيام الخلافة العباسيّة.[٣]

آخر خليفةٍ أمويٍّ في الأندلس

يُعتبر أبو بكر هشام بن محمّد بن عبد الملك بن الناصر المرواني والمعروف بالمعتدّ بالله، هو آخر خليفةٍ أمويٍّ في الأندلس، حيث تمّت مبايعته سنة أربعمئةٍ وثماني عشرة هجريّة، وقد كان مُلازماً في ذلك الوقت للثغور، حتى عاد إلى قرطبة بعد سنتين وزيادة عدّة شهور من مبايعته،[٤] فما لبث أن بدأ حكمه في قرطبة حتى أساء استخدام سلطته، وتنامى ظلم الرعية من قِبل وزرائه، فخرج أهل قرطبة عليه ثائرين، وغادر مخلوعاً ومعه ذويه سنة أربعمئةٍ واثنتين وعشرين للهجرة، وعلى ذلك اتفق الناس على إلغاء الخلافة الأمويّة وإنهاء وجود بني أميّة في قرطبة، فتمّ ذلك وكان معه نهاية الدولة الأمويّة في قرطبة والأندلس إلى الأبد.[٥]

المراجع

  1. ابن عساكر (1995)، تاريخ دمشق، بيروت: دار الفكر، صفحة 319-320، جزء 57. بتصرّف.
  2. “التاريخ والتراجم”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2019. بتصرّف.
  3. أحمد معمور العسيري (1996)، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر (الطبعة الأولى)، صفحة 171-172، جزء 1. بتصرّف.
  4. ابن سعيد المغربي (1955)، المغرب في حلى المغرب (الطبعة الثالثة)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 55، جزء 1. بتصرّف.
  5. راغب السرجاني (27-2-2011)، “بنو جهور في قرطبة”، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-2-2019. بتصرّف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى